حمزة حمل اسمه وكذلك مصطفى ثريا ولكل من اسمه نصيب، لكنهما حملا النصيب الأوفى، فهل كنت تتوقع يا وائل مصيرا خلاف هذا العلو والارتقاء؟..
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
بارتقاء صالح العاروري شهيدا يتحقق أحد أمنياته الشخصية في الفيديوهات التي تداولتها الأسافير، على قلة الفيديوهات تلك، واختتم مشواره الطويل مع حماس التي أسس فصيلها العسكري..
سبقه آخرون على الطريق ذاته، آخرهم أسرة صديقه الدحدوح، هو نفسه أصيب قبل ذلك، ولكنه لم يبال، وواصل، ربما نجا من الانتقال لدار الحق في تلك المرحلة، لكن الحق أحق أن يتبع، والحق أحق أن ينصر..
لا شك أن الهدنة الغزية تمثل ضوءا في آخر النفق، فعلى الأقل ثبت أن الانتقام لم يعد مجديا، فجرح إسرائيل العميق المسمى السابع من أكتوبر سيبقى هاجسا عالقا لا يزول، وسيبتلع نتنياهو..
سيدنا يوسف عليه السلام نبي مرسل لقومه من بني إسرائيل، ولأهل مصر الذين عايشهم، وعاصرهم، والظاهر أن بعض المصريين ظل مترددا في قبول نبوة سيدنا يوسف عليه السلام، وأن ذكراه ظلت حتى عصر موسى عليه السلام..
غزة التي هزت الدنيا وحركت تظاهرات تجاوزت التوقعات، ظلت قضيتها سنين طوالا تطرق الأبواب، وتطارد الحلول، لكن النهر لا يستسلم بل يفتح مسارات جديدة دائما..
وائل الدحدوح.. صبرا، الكلّ يختار طريقه، ويدرك منتهاه، العزاء أننا من البدء كنا نعرف الثّمن المدفوع..
غزة شاهدة، وشهيدة على عجز الإنسان عن صون كرامة أخيه الإنسان، وحفظ حياته، وروحه، غزة شاهدة، وشهيدة على ضعف الإرادة القيمية، والقانونية أمام المصالح الدنيوية، وفي الوقت ذاته، على هزيمة العدو رغم بطشه..
قصف همجي يسعى لإبادة غزة تماما، يحيط بالكل، ولا يترك شيئا، بدون إنذار بدون طرق لأبواب الاتصال المختلفة، تهبط الأبراج، ينجو من ينجو، يرتقي من يرتقي، غزة تدفع الثمن، والهجمة شرسة للغاية..
أكملت إسرائيل 75 عاما، حتى أصبحت ذكرى النكبة نفسها صارت تمر بلا ضجيج تقريبا، كيف لي مثلا تذكر النكبة، وأنا أرى الخرطوم أصلا تحترق؟