هي الآيات تتوالى مِن حولنا، فأبصروا بقلوبكم، نحن على أعتاب ميلاد جديد، فلا تشكوا المخاض! واستعدّوا للبشائر فالوليد لكم، يأتي ليرفع مِن جديد ذكركم، فلا تضيّعوه.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
تناولوا الحلوى مع أطفالكم، والعبوا معهم، لا تطفئوا حماسهم، وعظّموا شعيرة الله واعبدوه باستشعار الفرح! هو ذا الفضاء مفتوح أمامكم لتتبادلوا مع أحبّائكم التهاني بالصوت والصورة.
مرّت أعوام مِن الذلّ على جلودنا.. بكينا خريطة تشبّثت بخطواتنا وما استطعنا حمايتها، وقد كثرت منّا الجراح حين عزّ السلاح.. بثمن بخس باع الأخوة بعض دمهم، ليأسروا خرائطهم بأغلال عدوّهم.
لأننا من تراب.. غال علينا كالدماء ترابنا! ولأننا من تراب.. لا يُخيفنا حضن التراب إنْ ضمّنا، فالأرض أُمّنا! تهون لطهرها الحراب وإن غُرست في الصدور وفي الرّقاب.. هي أُمّنا!
لملم الدمعَ في عينيك والرصاص! شياطين الإرهاب اغتالوا من تُحب؟! بقيت حماس! وحماس طفلتك التي بدفء الدم تحميها! وحماس أُمك التي في حضنها تبكي، وفي حضنها تتعلّم أولى الكلمات.
نشاهد بأعيننا أطفالَنا يُقتلون، يُعتقلون، يُروّعون، يُجوّعون، وعلينا أنْ نجد لنصرتهم سبيلا، فكلُّ مَن مارس جنونه وتعطّشه لدماء أطفالنا مجرم حرب! وعليه أنْ يدفع ثمن جرائمه..
شوارع عروبتنا مكبّلة بالأمعاء الخاوية! تئن على موائد المتخمين، تتجوّل بشوارع الذل بلا هامة! كأوراقٍ جافة تحترق، لتَهَب (مرغمةً) دفئها لمن أحرقها! وحين يصرخ الجوع في الأفواه الصغيرة يصمت الكلام.
هناك مَن يقبضُ على جمر روحه ولا يحترق! هناك مَن عرف للحريةِ طريقا، فكان دمه علاماتٍ للطريق! وأنتَ في برد روحك تكتوي وترفض -رغم وجعك- أنْ تفيق
لستُ بالمتشائمة حين أصف واقعنا كما أراه وكما نعيشه! ولا أُفرِط في التفاؤل حين أقول إن تاريخنا في وقت ما حمل لنا ما هو أسوأ وامتلأت صفحاتنا بالسواد!
فلسطين وقد تقطّعت خريطتها، ومزّقت الفرقة أواصرها.. آن لها أنْ تضمّ بذراعي الثورة أبناءها.. آن لها أنْ تجمع شتات الفصائل في سبيل الذود عن قدسها..