شعار قسم ميدان

آيفون 15 لم يقدم ابتكارا ثوريا.. ولن تفعل كل الهواتف الذكية القادمة!

ردود الأفعال على أبل أنها لم تقدم جديدا في أحدث إصدارات هواتفها آيفون 15، ربما ما عدا أنه أول هاتف آيفون يأتي بمنفذ شحن "USB-C" (الفرنسية)

مشهد من سبتمبر/أيلول عام 2020: أبل تعلن عن آيفون 12.

ردود أفعال الجماهير: أبل لم تقدم جديدا في أحدث إصدارات هواتفها آيفون 12، ربما ما عدا أنه أول هاتف آيفون يعمل بتقنية اتصال الجيل الخامس (5G)، وللمرة الأولى نرى هاتفا بدون شاحن في العلبة.

مشهد من سبتمبر/أيلول 2021: أبل تعلن عن آيفون 13.

آبل تعلن عن تليفونها الجديد آيفون 13، سبتمبر 2021 (غيتي)

ردود الأفعال: أبل لم تقدم جديدا في أحدث إصدارات هواتفها آيفون 13، ربما باستثناء بعض التحسينات في الكاميرا، لكن ما الذي اختلف عن النسخة السابقة؟

مشهد من سبتمبر/أيلول 2022: أبل تعلن عن آيفون 14.

ردود الأفعال: أبل لم تقدم جديدا في أحدث إصدارات هواتفها آيفون 14، ربما فقط بعض التحسينات في الكاميرا وإضافة مستشعر 48 ميغابكسل لنسخة آيفون 14 برو، لكن ما الذي اختلف عن النسخة السابقة؟

مشهد من سبتمبر/أيلول 2023: أبل تعلن عن آيفون 15.

آبل تعلن عن تليفونها الجديد آيفون 15، سبتمبر 2023 (غيتي)

ردود الأفعال كالمعتاد: أبل لم تقدم جديدا في أحدث إصدارات هواتفها آيفون 15، ربما ما عدا أنه أول هاتف آيفون يأتي بمنفذ شحن "USB-C" ويختلف عن منفذ الشحن التقليدي لهواتف آيفون، لكن ما الذي اختلف عن النسخة السابقة؟

أربعة مشاهد مختلفة لكنها تبدو متطابقة على مدار السنوات الأربع الأخيرة. إن نظرت إلى الصورة العامة لهواتف آيفون، ولأي هاتف جديد تقدمه أي شركة أخرى في المجال، فستجد أنه لا جديد تحت الشمس كما تقول الحكمة القديمة. كل إصدار سنوي من الهاتف يشبه الإصدار السابق، هناك بعض التغييرات كل عامين مثلا، لكنها تظل تغييرات في الجهاز نفسه. عموما هذه هي المعضلة تحديدا: أنه الجهاز نفسه؛ لا تنتظر ابتكارات ثورية أو تغييرات جذرية في الهواتف الذكية قريبا، لأن كل ابتكار ثوري قد ظهر فعلا!

منحنى التطور!

كل هذه المشاهد السابقة تعكس ما وصلنا إليه في دورة حياة الهواتف الذكية الآن؛ تطور أي تقنية جديدة يتبع ما يُعرف بالمنحنى السيني (S-Curve)، وهو تمثيل بياني يُستخدم لشرح نمو التقنيات أو الابتكارات الجديدة على مدار الزمن، ويُستخدم غالبا في سياق الابتكارات التقنية بهدف وصف كيف تبدأ التقنية الجديدة، ثم كيف تنتشر، وبعدها تنضج، وفي النهاية تصل إلى مرحلة التشبع في السوق، ليحتفظ المنحنى بثباته في النهاية، على الأقل حتى تظهر تقنية جديدة تماما تزيح تلك التقنية الأولى عن عرشها. (1) دعنا نشرح الأمر أكثر بتطبيقه على مثال ظهور وتطور الهواتف الذكية حتى هذه اللحظة.

أشارت المحاولات المبكرة لبعض الأجهزة المبتكرة، مثل هواتف بلاك بيري، إلى أن مستقبل تلك الأجهزة سيتجاوز حتما مجرد الاتصال وإرسال الرسائل. هنا بدأت تظهر فكرة الهاتف "الذكي"، لكن تكلفته كانت مرتفعة ومزاياه محدودة، لهذا كان النمو بطيئا. (شترستوك)

المرحلة الأولى هي دخول وبداية ظهور هذه التقنية، ويكون النمو فيها بطيئا بطبيعة الحال؛ في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت الهواتف المحمولة منتشرة فعلا، لكنها مجرد أدوات بسيطة للتواصل، وظيفتها الأساسية كانت إجراء المكالمات وإرسال رسائل نصية قصيرة. لكن بدأت تلوح فرصة التغيير والابتكار في الأفق، كما أشارت المحاولات المبكرة لبعض الأجهزة المبتكرة، مثل هواتف بلاك بيري، إلى أن مستقبل تلك الأجهزة سيتجاوز حتما مجرد الاتصال وإرسال الرسائل. هنا بدأت تظهر فكرة الهاتف "الذكي"، لكن تكلفته كانت مرتفعة ومزاياه محدودة، لهذا كان النمو بطيئا.

ثم جاءت المرحلة التالية وهي النمو المبكر؛ بعد منتصف العقد الأول، حدث التغيير المنتظر وانقلبت الأمور، تحديدا في عام 2007، عندما كشفت شركة أبل عن أول هاتف آيفون، مما فجّر ثورة جديدة في الهواتف المحمولة. أول آيفون جمع بين تصميم مميز وواجهة استخدام سهلة مع إمكانية الاتصال بالإنترنت، والأهم أنه بشاشة تعمل بتقنية اللمس المتعدد، كل تلك الإمكانيات والتقنيات كانت موجودة فعلا، وهناك محاولات سابقة لآيفون، لكن هذه المرة الأولى التي تجتمع كلها في جهاز واحد. بعدها بفترة قصيرة، انضمت الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد إلى السباق، ووفرت مجموعة متنوعة من الخيارات للمستهلك من عدّة شركات وبأسعار أقل، وكانت غوغل هي المتصدرة هنا من حيث نظام التشغيل. شهد العالم انفجارا في الاهتمام بهذه الأجهزة، وبدأت في الانتشار أكثر وأكثر. هنا كانت بداية حقبة الهواتف الذكية رسميا، وكان نموها هائلا.

لتبدأ بعدها مرحلة النمو السريع، وهي المرحلة التي تبدأ فيها الأفكار الجديدة في الظهور، وتظهر ابتكارات مختلفة وثورية بسرعة، وفي الوقت نفسه تنخفض تكلفة الجهاز ويمكن للجميع امتلاك هاتفهم الذكي الخاص، مما يدفع الشركات إلى البحث عن مزيد من الابتكارات وتحسين المزايا لكسب مزيد من العملاء. مثلا تطورت الكاميرات، تم بدأت متاجر التطبيقات في الانتشار، وانتشرت معها التطبيقات التي نستخدمها في كل شيء في حياتنا الآن. بدأ الهاتف الذكي يتحول إلى أداة أساسية ومحورية في حياتنا اليومية، لم يعد مقتصرا على التواصل، لكنه أصبح الرفيق المخلص لنا في كل لحظات يومنا. زاد انتشار الهواتف أكثر، بينما ننطلق بسرعة لأعلى المنحنى.

في نهاية تلك المرحلة تأتي مرحلة نضج التقنية، التي لم تعد جديدة، ومعها يبدأ تباطؤ النمو، بعدما وصلت الشركات إلى حلول معظم المشكلات التي واجهتها في المنتج، واكتشفنا كل إمكانيات هذا الجهاز، بينما تحولت التحسينات والابتكارات لتصبح تدريجية، والهدف منها هو تعزيز وتحسين المزايا الموجودة فعلا، بدلا من أن تقدم الشركات ابتكارات ثورية جديدة من الصفر، وهذا يقودنا إلى المرحلة الأخيرة وهي التشبع.

المرحلة الأخيرة هي التشبع، أو ثبات واستقرار المنحنى، وهي ما نراه حاليا مع الهواتف الذكية، التي أصبحت تقريبا في كل مكان. استقر السوق وتشبع، وانتهى الابتكار أو تقلص إلى الحد الأدنى، وأصبح التركيز منصبا على مجرد تغييرات وتحديثات في النسخ الأحدث، وعرفنا مَن انتصر وسيطر من الشركات الكبيرة على هذا السوق. حتى إن منحنى مبيعات تلك الأجهزة أصبح ثابتا ويقل خلال السنوات الأخيرة، كما أشار تقرير لشركة "Counterpoint Research"، صدر في شهر أغسطس/آب الماضي، أكد أن شحنات الهواتف الذكية عالميا هذا العام في طريقها لأن تكون الأسوأ منذ عام 2013، أي منذ عشر سنوات كاملة، مع تراجع المبيعات في الأسواق، خاصة في الولايات المتحدة والصين. (2) بالطبع هناك أسباب اقتصادية كثيرة لهذا التراجع، لكن الفكرة أن المنحنى في انخفاض منذ عدة سنوات فعلا.

يمكنك أن ترى هذا المنحنى نفسه في أجهزة أو أدوات مستقرة نستخدمها باستمرار كالسيارات مثلا، كما يمكنك ملاحظته بوضوح في أجهزة الحاسب الشخصي؛ المنحنى في ثبات منذ عدة سنوات. وهذا ما بدأ يحدث مؤخرا مع منحنى الابتكار في الهواتف الذكية، ستظل هناك تحسينات بالطبع في الكاميرات وفي وحدات معالجة الرسوميات مثلا كما نرى كل عامين تقريبا، لكن لا تنتظر ابتكارا أو تغييرا ثوريا في الجهاز نفسه؛ الحرب ببساطة انتهت.

مركز التقنية الجديد!

IBM 5160 نسخة من كمبيوتر IBM، تم إصداره في 8 مارس 1983. تُعرف سلسلة 5100 بأنها واحدة من أولى أجهزة الكمبيوتر المنزلية. (شترستوك)

إن نظرنا إلى الهواتف الذكية على أنها منصة حوسبة صغيرة، تضعها في جيبك، فهذا يجعلنا نقول إنها التطور الطبيعي لأجهزة الحاسب. وإن أخذنا ثلاث خطوات إلى الوراء، ونظرنا إلى الصورة الأوسع والأكبر لعالم التقنية، فسنجد أن التغيير هو الرفيق الدائم داخل رحلة هذا العالم. يمكنك تطبيق منحنى التطور على كل تقنية كبيرة ظهرت خلال السنوات الماضية، إذ يبرز كل بضع سنوات مركز جديد تدور حوله الصناعة. هذا المركز هو منصة حوسبة جديدة، والشركة التي تتفوق في استغلال هذه المنصة تهيمن على الصناعة بأكملها، وينظر إليها الآخرون بمزيج من الرهبة والخوف.

تبدأ عجلة التغيير في الدوران بعد ذلك، ونصعد المنحنى ونصل إلى الثبات، ثم يظهر نموذج ومركز جديد، ويُشكِّل نقطة محورية جديدة، ومعها يتراجع النموذج السابق تدريجيا إلى خلفية المشهد. بدأت كلٌّ من هذه النماذج الجديدة في الظهور بصورة محدودة، وكانت تقتصر على مجالات معينة، لكن بالمقابل فتح كلٌّ منها سوقا جديدا كان أكبر بكثير لدرجة أنه جذب كل الاستثمارات والابتكارات وإنشاء الشركات الجديدة، وبالتالي نما كثيرا ليتفوق على النموذج السابق له.

يمكننا ترتيب تلك النماذج بداية من ظهور الحواسيب المركزية العملاقة والشركة التي سيطرت حينها كانت "آي بي إم" (IBM). (3) ثم تقلّص حجم تلك الحواسيب لتتحول إلى أجهزة حاسب شخصي، ومعها فرضت مايكروسوفت سيطرتها على تلك الحقبة. وفي أثناء هذا ظهر الإنترنت، وظهرت معه شركات أخرى وتضخمت جدا، لكن هذا منح مايكروسوفت سيطرة أكبر، لأننا وجدنا استخدامات أكثر للحاسب الشخصي.

ثم لاحقا، بدأت الهواتف المحمولة تقتحم هذه الصناعة، وبرزت معها شركات سيطرت ولو لوهلة على مشهد الصناعة، وربما نتذكر جميعا شركة مثل نوكيا، لكن الأمر لم يستمر كثيرا لأن تلك الهواتف أصبحت ذكية، ومعها عرفت آبل كيف تستغل الوضع الجديد، وبدأت في فرض سيطرتها على المشهد، ثم دخلت غوغل على الجهة المقابلة، لينتهي الأمر بهما بوصفهما أكبر شركتين في هذا المجال وفي الصناعة حاليا.

في الوقت ذاته، لم تختفِ النماذج القديمة بالكامل، وفي الغالب لم تختفِ الشركات التي تعمل بها، فمثلا لا تزال الحواسيب المركزية العملاقة نموذج أعمال ضخم وكذلك شركة "آي بي إم"، كما لا تزال أجهزة الحاسب الشخصي تمثل نموذجَ أعمالٍ ناجحا للغاية، وكذلك شركة مثل مايكروسوفت، لكن الفارق الوحيد هنا أنهما توقفا عن وضع قوانين هذا العالم، وتضاءل الخوف والترقب المحيط بهما.

منحنى جديد!

هنا تكمن المفارقة؛ تباطؤ الابتكار في أجهزة آيفون أو أندرويد لا يعني ضعف الشركات المنتجة، أو أنها محكوم عليها بالفشل قريبا، ولكن العكس هو ما يحدث، تلك الشركات تزداد قوة ونفوذا، وأننا وصلنا إلى مرحلة أصبحت تملك فيها أسوارا محصّنة ويمكنها الاستمرار كما هي بالقوة نفسها ولا يمكن منافستها، لأن هذا المنتج في الواقع لا يمكننا الاستغناء عنه حتى هذه اللحظة.

بعبارة أخرى، بعد أن عالجت تلك الشركات المشكلات الأساسية في تلك الأجهزة، وأصبحت تملك مزايا هائلة ومتنوعة، أصبحنا على قمة المنحنى، للدرجة التي يصعب فيها على الأفكار أو الابتكارات الجديدة أن تطيح بهذا الجهاز الآن بسبب كل تلك المزايا التي لا يمكن الاستغناء عنها، وبسبب قاعدة المستخدمين الهائلة التي يملكها.

لهذا، يجب أن يأتي جهاز جديد تماما، يدمر المنحنى السابق بالكامل، ويبدأ مركز اهتمام جديد في الصناعة، مثلما فعل الآيفون مع شركة نوكيا ومايكروسوفت سابقا. بمعنى أن يظهر نموذج حوسبة جديد، أو منصة جديدة، يمكنها استبدال الهواتف التي تعمل بتقنية اللمس المتعدد، وفي الوقت نفسه تكون سهلة الاستخدام ورخيصة، كما استبدلت الهواتف الذكية نموذج الحاسب الشخصي الذي يعمل بنظام ويندوز ويحتاج إلى وحدات إدخال كلوحة مفاتيح وفأرة وغيرها.

ما فعله هاتف الآيفون هو إعادة ضبط هذا السوق بالكامل إلى الصفر. ما قدمه الآيفون لم يكن تقنيات جديدة، أو ظهرت من العدم، لكن الطريقة التي مزج بها تلك التقنيات غيرت من كل المعايير المسيطرة على سوق الهواتف حينها، ولم تعد المزايا السابقة ذات جدوى، ليبدأ السوق من الصفر، ومعه تنطلق أبل في رحلتها للسيطرة على كل شيء. لهذا دائما ما تسمع جملة أن آبل هي مَن "تضع قواعد اللعبة"، لأنها في العصر الحالي وضعتها فعلا، وهذا هو التاريخ الذي شهدناه ولا يستطيع أحد إنكاره.

تلك كانت المرة الأولى التي يُعاد فيها ضبط نموذج الحوسبة الشخصية إلى الصفر منذ بداية ظهور الحاسوب، ومنذ سيطرة مايكروسوفت المطلقة سابقا. ومن ثمّ كانت النتيجة بالنسبة لمايكروسوفت، التي أضاعت فرصة الدخول لعالم الهواتف الذكية في بدايته، أن السوق وقواعده تغيرا بالكامل، لهذا كان عليها أن تترك المجال لأبل رغما عنها.

جهاز حاسوب صغير!

نسمع عن الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والواقع المختلط، ثم العملات المشفرة والبلوكتشين، حتى وصلنا إلى تخيل مرحلة ثالثة من شبكة الإنترنت "ويب3" (Web3). (شترستوك)

لقد انطلقنا خلال العقد الماضي في طريقنا لمنح كل شخص على وجه الأرض تقريبا جهازَ حاسوبٍ صغيرا ورخيصا وموثوقا وسهل الاستخدام، مع إمكانية الوصول إلى شبكة معلومات عالمية، وكل هذا في جيبه.

حقبة الهواتف الذكية غيرت شكل العالم كما نعرفه، ومع ثبات منحنى التطور الخاص بها، تسعى شركات التقنية يائسة لمعرفة ما الذي سيأتي بعد تلك الأجهزة الصغيرة. الكل يبحث الآن عن الشيء الكبير القادم، أو كما يُطلقون عليه "The Next Big Thing". نسمع عن الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والواقع المختلط، ثم العملات المشفرة والبلوكتشين، حتى وصلنا إلى تخيل مرحلة ثالثة من شبكة الإنترنت "ويب3" (Web3)، حتى فكرة السيارات ذاتية القيادة تحاول الشركات اعتبارها كتقنية جديدة يمكن أن تنتشر وتحدد شكل العالم في المستقبل، كل هذا دون أن نذكر ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاتها المنتشرة حاليا.

لكن على عكس كل هذا، يبدو من المرجح جدا أن الهواتف الذكية ليست مجرد مرحلة داخل نموذج الحوسبة الشخصية وستنتهي ببساطة، ولكن يمكن اعتبارها تتويجا لنجاح هذا النموذج؛ الانتصار الأخير للحوسبة بمفهومها الأبسط والمباشر أن يمتلك الجميع هذا الحاسب الصغير ويفعل كل ما يريد في أقل وقت وبأقل مجهود ممكن. حتى إن ظهرت تقنيات وأجهزة جديدة، غالبا سيستمر الهاتف الذكي بشكله نفسه ومزاياه نفسها، حتى إن لم نشهد ابتكارات ثورية أو تغييرات ضخمة كل عام!

____________________________________

المصادر:

  1. What Is the Significance of the Technology S-Curve?
  2. 2023 Global Smartphone Shipments to Hit Decade Low
  3. What is a mainframe?
المصدر : الجزيرة