شعار قسم ميدان

"أسنان سواريز" و"هاري بوتر" و"مايكل جاكسون".. أطرف هتافات مشجعي البريميرليغ

Jonjo Shelvey of Nottingham Forest warms up ahead of the away game at West Ham
قرر مشجعو ويستهام استخدام شبيه "جونجو تشيلفي" النسبي ساحر هاري بوتر الشرير "فولدمورت" لتأليف أغنية جديدة، يحاولون بها التأثير عليه أثناء المباريات. (مصدر الصورة: شترستوك)

في الثالث من يناير/كانون الثاني 2019، نشرت جامعة كامبريدج البريطانية ورقة بحثية مثيرة للجدل بعنوان: "الصوت والموسيقى والسحر في ملاعب كرة القدم"(1). في هذه الورقة، ناقش الباحثون أهمية الاعتقاد الجماهيري في تأثير الأهازيج والأناشيد والهتافات على مسار مباريات كرة القدم، المشجعون يعتقدون أن أغانيهم وموسيقاهم في المدرجات بإمكانها التلاعب/العبث بالحالة المزاجية للاعبين ولغة أجسادهم، ومن ثَّم نتيجة المباراة.

 

المثير في تلك الورقة هو ما ذكرته خلاصتها بالإضافة لما سبق: "الموسيقى تعمل محور اتصال بين العالم المادي المُقاس والعالم الخيالي غير المحسوس، ومن ثم يستخدمها المشجعون واللاعبون والصحفيون بوصفها تفسيرا للأحداث التي يصعب تفسيرها بالطرق التقليدية".

 

هذه قائمة بأطرف هذه المحاولات للتأثير على أمزجة اللاعبين في الملعب:

 

جونجو تشيلفي.. قادم لأجلك

Jonjo Shelvey of Newcastle United with captain's armband in the colours of the Ukrainian flag
جونجو تشيلفي (مصدر الصورة: شترستوك)

جونجو تشيلفي، لاعب تشارلتون وليفربول وبلاكبول وسوانزي ونيوكاسل ونوتنغهام فورست السابق، تعلّم الكثير من المشجعين عن هذا العالم الخيالي غير المحسوس عندما نشط في صفوف نيوكاسل.

 

تشيلفي كان مثيرا للجدل عبر مسيرته كاملة تقريبا، هناك انتقال غريب من ليفربول إلى سوانزي في 2013، تلته مباراة "تشيلفي ضد تشيلفي" الشهيرة في الموسم التالي، عندما سجل وصنع 4 أهداف في تعادل فريقه القديم والجديد بنتيجة 2-2، ثم اتهام بإهانات عنصرية للمغربي رومان سايس في مباراة بين نيوكاسل ووولفرهامبتون في التشامبيونشيب عام 2016(2)(3).

 

أحد المتابعين استخدم عبارة "تشيلفي ضد تشيلفي" تعبيرا عن كامل مسيرة لاعب الوسط الإنجليزي، ورحلة تراجعه منذ أن اعتبره مشجعو ليفربول خليفة جيرارد، وحتى تحوله إلى لاعب الوسط المفضل للفرق التي تنافس على الهبوط.

 

رغم ذلك كله، قد تكون اللقطة الطريفة الوحيدة في مسيرته تقريبا هي عندما قرر مشجعو ويستهام استخدام شبهه النسبي بساحر هاري بوتر الشرير "فولدمورت" لتأليف أغنية جديدة، يحاولون بها التأثير عليه أثناء المباريات(4).

"إنه قادم لأجلك، إنه قادم لأجلك، هاري بوتر، إنه قادم لأجلك!"

في المقطع التالي، يظهر الهتاف من جماهير المطارق أثناء إحدى المباريات ضد ليفربول، وبينما كان تشيلفي وسكرتل يقومان بتدريبات الإحماء، يمكنك سماع الضحكات من المدرجات واللاعبين على حد سواء، ثم يصفق تشيلفي لجماهير ويستهام على حس دعابتهم.

بالطبع هذا ليس مدهشا رغم أنه يبدو كذلك، لأن مشجعي البريميرليج يغنون للاعبيهم -أو لاعبي الخصوم- لأغرب الأسباب. لي كاترمول، أحد "أشرار" البريميرليغ، المشهور بتدخلاته العنيفة وبطاقاته المستمرة (32 إنذارا و4 حالات طرد في 73 مباراة فقط مع ساندرلاند بكل المسابقات)، حصل على أغنيته الخاصة لهذا السبب تحديدا(4).

"لقد ضُربت مِن.. لقد صُعقت مِن.. لي كاترمول!"

تلك الأغنية كان تُردد على لحن أغنية "المجرم السلس (Smooth Criminal)" الشهيرة لمايكل جاكسون، وتحديدا مقطع "You’ve been hit by, You’ve been struck by, a smooth criminal" التي تترجم: "لقد ضُربت مِن.. لقد صُعقت مِن.. مجرم سلس".

 

برعاية مايكل جاكسون

لسبب لا يعلمه أحد، هذه الأغنية تحديدا -"Smooth Criminal"- تحظى بشعبية ضخمة في مدرجات البريميرليغ. مشجعو مانشستر يونايتد استغلوا الشبه الظاهري بين الجناح البرتغالي لويس ناني والمطرب الشهير ليسألوه عن أحواله كل مباراة، على إيقاع الأغنية ذاتها(4).

"ناني، هل أنت بخير؟ هل أنت بخير؟ هل أنت بخير ناني؟"

بوبي زامورا، مهاجم كوينز بارك رينجرز، لم يحظَ بالمعاملة ذاتها من جماهير فريقه مع الأسف. في الواقع، لا أحد يسأل عن حال بوبي زامورا أبدا، بل عن مصير تسديداته الطائشة، على أنغام أغنية دين مارتن الشهيرة "That’s Amore" أو "هذا هو الحب"، وباستخدام التشابه بين لفظتي "Amore" و"Zamora".

"إن كنت تجلس في المدرج ’Z‘، وضربت الكرة رأسك، فهذا هو زامورا!"(5)

في إنجلترا، ما سبق يسمى "banter"، وطبقا للتعريف اللغوي، هو "تبادل الملاحظات المثيرة المستفزة بشكل ودي مرح". بالطبع لا تلتزم الجماهير بهذا التعريف طوال الوقت، وأحيانا يتورط آخرون في "الملاحظات المثيرة المستفزة" دون ذنب، وعلى رأسهم واين بريدج، الذي خرجت أنباء عن تورط زوجته في علاقة غير مشروعة مع جون تيري، عندما كان الثنائي ينشطان معا في صفوف تشيلسي. طبعا لن نتمكن من عرضها هنا لأسباب مفهومة(6).

 

لأسباب مفهومة أيضا يُقحَم الجنس في الكثير من هتافات كرة القدم. مشجعو أرسنال أدمنوا التلاعب باسم فابريغاس الأول "سيسك"، ليهتفوا للمساته الذكية على أنغام أغنية فريق "Salt-n-Pepa" الشهيرة(4).

"لنتحدث عن سيسك يا صغيرتي، لنتحدث عن فلا-مي-ني، لنتحدث عن ثيو وولكوت وفريدي ليونبرغ وهنري، لنتحدث عن سيسك"

 

أعداء الأمس

ماذا تفعل عندما ينضم مهاجم الخصم الذي كنت تهتف ضده بالأمس إلى فريقك؟ كان هذا السؤال مطروحا على مشجعي بريستول سيتي، الذين اعتادوا الهتاف ضد جيرمين إيستر، مهاجم وايكومبي واندررز، إبان لعبه للأخير.

 

كما لاحظت، فاسم الرجل يحمل إشارة لعيد الفصح "Easter"، ولم يكن مشجعو بريستول يحتاجون إلى أكثر من ذلك ليؤلفوا أغنيتهم الخاصة عن الويلزي الدولي.

"أنت لست بروعة الكريسماس"

طبعا احتاجوا إلى أغنية جديدة عندما انضم لفريقهم، أو اعتذار عن القديمة على الأقل، ولكن الضحية الأشهر للعبة الكراسي الموسيقية وتبادل الأماكن في البريميرليغ كان مشجعي سندرلاند، لصالح مشجعي نيوكاسل.

 

تجمع الناديين عداوة تاريخية، ومباريات الفريقين تعرف باسم "ديربي تاين-وير (The Tyne-Wear Derby)"، وفي موسم 2015-2016، كانت هناك معركة إضافية على البقاء في البريميرليغ، وفي مباراة الديربي بالدور الثاني تقدم نيوكاسل بهدف، فهتف مشجعوه:(7)(8)

"ستهبطون، ستهبطون، ستهبطون!"

بعد دقائق، تعادل ساندرلاند ليعزز حظوظه في البقاء ويُلقي بنيوكاسل إلى غياهب الشك، وقبل أن يفكر مشجعوه في رد مناسب، قرر مشجعو نيوكاسل التهام أنفسهم بأنفسهم، وأضافوا مقطعا جديدا لهتافهم السابق:

"ستهبطون، ستهبطون، ستهبطون، ونحن كذلك، ونحن كذلك، ونحن كذلك"

بعدها فاز سندرلاند بثلاثية نظيفة على إيفرتون، ليحسم بقاءه وهبوط نيوكاسل في اللحظة ذاتها، ولكن القصة لم تنتهِ هنا، فبعد 12 شهرا بالضبط، في موسم 2016-2017، تأكد هبوط سندرلاند للتشامبيونشيب بدوره، في اللحظة ذاتها التي كان نيوكاسل يحسم صعوده للبريميرليغ مجددا، وبالطبع يمكنك تخيل ما حدث(9).

 

الدرس المستفاد: إن كنت مشجعا لفريق يصارع الهبوط بانتظام، فلا تصنع الكثير من الأعداء. الكثير من فرق مؤخرة الجدول أخذت بهذه النصيحة بعد 2015، وتكوّن هتاف جديد معتاد في مدرجات البريميرليغ، يحمل قدرا هائلا من التسامح مع العالم والاتساق مع الذات(5):

"نحن نخسر كل أسبوع، نحن نخسر كل أسبوع، أنتم لستم مميزين، نحن نخسر كل أسبوع"

 

قائمة الشرف

"المدينة صارت ملككم؟ المدينة صارت ملككم؟ 20 ألف مقعد خالٍ.. هل أنتم متأكدون؟"

مشجعو مانشستر يونايتد يُذكّرون مشجعي مانشستر سيتي بعجزهم عن ملء مدرجات ملعب الاتحاد في فترات متعددة(10).

"أسنانك تقع في التسلل، أسنانك تقع في التسلل، لويس سواريز، أسنانك واقعة في التسلل"

مشجعو مانشستر يونايتد، وطبعا الهتاف لا يحتاج إلى شرح. في الواقع، أحد المغنين الهزليين البريطانيين ألّف أغنية كاملة عن القصة.

"إنه أحمر، إنه قوي، إنه ممنوع من جميع الملاعب"

للدهشة، كان هذا الهتاف على لسان مشجعي ليفربول أنفسهم، والشخص المقصود هو والد جيمي كاراغر، مدافعهم وقائدهم الثاني، الذي مُنع من بعض الملاعب لكونه "مخمورا أكثر من اللازم".

"إنه سريع، إنه أحمر، إنه يتحدث مثل الأب تيد"

مشجعو ليفربول مجددا يمدحون الأيرلندي روبي كين إبان لعبه لفريقهم، لأنه يتحدث مثل "الأب تيد"، الذي قام بدوره الممثل ديرموت مورغان في مسلسل الـ"سيت كوم" الهزلي الشهير الذي يحمل الاسم ذاته.

"اِبقَ في التلفاز، كان عليك أن تبقى في التلفاز!"

مرة أخرى، مشجعو ليفربول يذكرون آلان شيرر بموقعه المناسب في هرم كرة القدم بعد أن قاد نيوكاسل للهبوط في أول وآخر وظيفة تدريبية له(11).

"سنقلي البيتزا في الزيت، سنقلي البيتزا في الزيت، سنقلي البيتزا خاصتكم في الزيت"

مشجعو إنجلترا يسخرون من الثقافة الإيطالية أثناء مباراة الفريقين في منافسات اليورو.

—————————————————————————————–

المصادر:

1-    ورقة بحثية:"الصوت والموسيقى والسحر في ملاعب كرة القدم – Cambridge Press

2-    عودة تشيلفي تمنحنا درسًا مهمًا – ESPN

3-    لاعب وسط نيوكاسل جونجو تشيلفي يتقبل الإيقاف لخمس مباريات بعد اتهامه بلغة مسيئة عنصريًا – Eurosport

4-    أطرف هتافات البريميرليغ – Be Soccer

5-    10 من أطرف هتافات البريميرليغ – Sportskeeda

6-    تعريف لفظة “Banter” – Merriam Webster

7-    هل تفتقد ديربي الـ"تاين-وير"؟ – The Athletic

8-    بعد 7 مواسم من غياب ديربي الـ"تاين-وير"..هل يفتقد أحد العداوة؟ – Chronicle Live

9-    مشجعو نيوكاسل يستمتعون بهبوط ساندرلاند للتشامبيونشيب! – Chronicle Live

10- الهتافات العشر الأطرف في كرة القدم الإنجليزية – Pixtory

11- مجموعة من أطرف هتافات كرة القدم على الإطلاق – Colossus

المصدر : الجزيرة