احتل موضوع العنف الجنسي مساحة مهمة في واجهة الأحداث منذ السابع من أكتوبر، وذلك بعد تقديم العديد من الروايات الغربية والإسرائيلية التي تتحدث عن “وحشية” مزعومة و”انتهاكات جنسية” قامت بها عناصر المقاومة.
كندة حواصلي
باحثة سورية مهتمة بقضايا المرأة واللاجئين
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
غير هذا الحادث كل مخططاتي في رمضان، وقلب روتين حياة أسرتي، وعطل أعمالي، ولكنه كان فرصة للتأمل والتفكر لطالما احتجتها، غيرت نظرتي للعديد من الأمور..
شهدنا الزمن الذي يموت فيه الأطفال والنساء والرجال جوعا وقصفا وخنقا وقنصا، ويتفنن فيه العدو بصب جام حقده ورغبته المستعرة في الانتقام والإبادة، ويتقاعس فيها الأخ والجار القريب والبعيد عن وقف المذبحة..
دخلت أحداث غزة شهرها الخامس دون أن تهدأ وتيرة العمليات العسكرية، ودون أن تنجح الجهود الدبلوماسية في الضغط من أجل إيقاف آلة الحرب الإسرائيلية التي انتهكت كل المعايير الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان.
أثارت القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا إلى العدل الدولية ضد إسرائيل الكثير من الجدل في العالم العربي والإسلامي، وانقسم الناس حولها، وطالبت المحكمة إسرائيل باتخاذ كل ما هو ممكن لمنع ارتكاب أعمال إبادة..
لم تُخف “إسرائيل” منذ الساعات الأولى لأحدات الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نيتها تهجير الفلسطينيين من غزة ودفعهم باتجاه سيناء داخل الحدود المصرية، بحجة وقف التهديد القادم وتعزيز أمن المنطقة..
حق “إسرائيل” في الدفاع عن النفس، وتكرار هذه الذريعة مبررا لحرب الإبادة التي تستهدف الفلسطينيين بناء على عرقهم وموقفهم السياسي، وهو ما يرقي ليكون جريمة ضد الإنسانية كما وصفها خبراء في الأمم المتحدة..
لا يستطيع المرء في غمرة أحداث غزة الحالية أن يتجاهل واقع المنطقة العربية والشرق الأوسط المتفجر، الذي لم يشهد خلال السنوات الماضية فترة راحة أو استقرار..
يبرز سؤال الجدوى والأثر خاصة فيما يتعلق بدور الشعوب واحتجاجاتها السلمية الراقية، والتي لم تستطع أن تكبح جماح الآلة العسكرية الإسرائيلية الدموية، أو أن توقف الدعم الغربي غير المحدود..
مع كل تصعيد عسكري يطال أرض فلسطين أتأمل بعمق كيف يتحرك الفلسطينيون، وكيف يديرون معركتهم الإعلامية والإنسانية والسياسية، وكيف يستطيعون ببراعة فائقة النظير أن يحشدوا الملايين مرة أخرى في وقت قياسي..