في الأردن.. مبادرة نسائية تحتضن مواهب فنية بالرسم والحرف اليدوية

سيما سمارة رئيسة مبادرة "هي الفن" تقدم تجارب الفتيات ومعرفتهن (الجزيرة)

عمان – تبقى الموهبة دفينة داخل المرء في انتظار طاقة ضوء لتشع منها خارجا، لا سيما المواهب الفنية في الرسم والحرف اليدوية المتعددة، وهناك العديد من الطاقات الشبابية التي تمتلك حسا فنيا عاليا، لكنها بحاجة إلى التطوير والمتابعة وصولا للإبداع.

وهذا ما حققته المبادرة الأنثوية "هي الفن" (She art) التي أطلقتها الصيدلانية صاحبة الموهبة بالرسم سيما سمارة، على فيسبوك، مع مجموعة من الفتيات اللواتي لديهن مهارات فنية متنوعة.

بيت فني

انطلقت المبادرة بهمة مجموعة من الفتيات عام 2018، بهدف تحفيز المواهب الفنية والمساعدة في تعلم وتطوير الفن بمختلف أنواعه.

تقول رئيسة المبادرة "هي الفن، مبادرة فنون بصرية، موجهة لكل شابة لديها موهبة بالرسم أو التصوير أو تمتلك مهارة ما في الحرف اليدوية، إذ نسعى لتحفيزها وتشجيعها على صقل الموهبة وتطويرها لترى النور".

وتضيف سيما "المجموعة مكونة من فتيات لديهن خبرات فنية متنوعة، ويقدمن تجاربهن ومعرفتهن للفتيات المشاركات، نتبادل المعلومات والخبرات، كلا بحسب معرفته".

وتشير إلى أسباب حرص الفريق على استهداف طالبات المدارس، بأن أغلب حصص الفن "غير فعالة" أو "خجولة" إن وجدت، مع العلم أن المهارة الفنية تنقل صاحبها لعالم آخر، مفعم بالطاقة والأمل، والسكينة بذات الوقت.

وتتابع سيما "كما أن طالبة الجامعة صاحبة الموهبة تستطيع تنظيم وقتها بين الدراسة والفن، فعندما تحدد موهبتها وتصقلها وصولا للإبداع، تتمكن من تأسيس مشروع خاص بها".

المبادرة تنظم ورشات عمل تدريبية لتنمية المواهب الفنية وتطويرها (الجزيرة)

انطلاقة للتعلم

وتقول سيما "لا يقتصر الأمر على طالبات المدارس والجامعات، فكل امرأة لديها موهبة يمكنها تطويرها وبأي عمر، فهناك ربات منازل يحرصن على تطوير مواهبهن بالحرف اليدوية، ويحققن ذلك بالإرادة والتدريب، إذ تنشر السيدة صورا خاصا بالمشغولات اليدوية التي تنفذها، من خلال صفحة المبادرة، ويتم التفاعل معها، ومن ثم تؤسس مشروعا خاصا بها، وعليه يصبح لها مصدر دخل مستقل".

وتوضح سيما آلية عمل العمل بقولها: بدأنا كمجموعة من خلال جدول للتعليم عن بعد "أون لاين" مقسم إلى 7 أيام، تقدم إحدى الفتيات نصائح وإرشادات ودروس تعليم لتحفيز الأخريات، بحسب موهبتها في اليوم الأول، وأخرى تشرح جزءا معينا من الفن بحسب خبرتها اليوم التالي، وهكذا، على مدار أيام الأسبوع.

وتؤكد أن البرامج والأنشطة التي تقدمها المبادرة تشهد تفاعلا، فيعلن عن موعد البث المباشر، والمجال الذي سيتم الحديث عنه عبر صفحة فيسبوك، وتلتقي "صاحبة الخبرة" بالرسم أو التصوير أو أحد الفنون، بالمشاركات، ويتم الحديث عن الفن "الموجه" وأدواته وكيفية تطويره بالدورات أو من خلال البحث على الإنترنت "فهو ساحة خصبة لمن يقصده بهدف وإصرار لتنمية الموهبة".

المشرفة فاطمة يونس تؤكد الحرص على تعزيز دور المرأة في الفن ومختلف الحرف اليدوية (الجزيرة)

من الموهبة للإبداع

تقول فاطمة يونس المشرفة في المجموعة "تحرص المبادرة على تعزيز دور المرأة في الفن ومختلف الحرف اليدوية، وتطوير الموهبة وتأهيلها لمرحلة الإبداع والابتكار".

وهي جامعية موهوبة بالرسم، وتمتلك مهارة تشكيل القطع اليدوية بالخيوط والمسامير، ما يسمى "السترينغ آرت" وهو فن يتطلب المهارة والدقة في العمل.

وتوضح أن "هي الفن" تحتضن مواهب الفتيات واستفساراتهن حول تنفيذ أعمالهن الفنية، فإحداهن تود الاستفسار عن رسم البورتريه أو فن المانديلا، وأخرى تتساءل عن أماكن توفر أدوات الرسم، أو متطلبات تشكيل المشغولات اليدوية، وغيرها.

 

احدى ورشات العمل التي تنظمها المبادرة- (الجزيرة)
إحدى ورشات العمل التي تنظمها المبادرة بمشاركة شابات (الجزيرة)

وتضيف أن هناك من ترغب في تطوير موهبتها بالرسم أو الحرف اليدوية، وتبحث في مواقع الإنترنت دون جدوى، وعليه يتم توجيهها من خلال "الكلمات المفتاحية" للفن المطلوب.

تنسج فاطمة من الخيوط والمسامير لوحات فنية، وتتعمد تشكيلها بالحروف العربية، نظرا لجماليتها وأناقتها، بحسب وصفها، فتنفذ العمل الفني بألوان متناغمة مع بعضها البعض، تسر الناظر إليها.

وتؤكد أن الفتاة المحبة للفن تعشق التفاصيل وتهتم بالتطوير وتسعى للإبداع والابتكار "لذا نرى العديد من الهاويات ينتجن قطعا فنية غير تقليدية، وهو ما نصبو إليه" في المبادرة.

المصدر : الجزيرة