أردنية تحول حبات البلوط لمفردات فنية.. لمسات أنثوية تصنع الفرح في المناسبات

1- صاحبة الموهبة هند ابو هزيم التي تجسد بأناملها من المناسبات حكايا تسر الناظر إليها- (الجزيرة)
الأردنية هند أبو هزيم تجسد بأناملها من المناسبات حكايات تسر الناظر إليها (الجزيرة)

عمان- شغف الفن وحب مفردات الطبيعة ركيزتان رئيسيتان انطلقت منهما صاحبة الموهبة الأردنية هند أبو هزيم في تنفيذ مشغولاتها اليدوية "غير التقليدية"؛ إذ جسدت بأناملها من المناسبات "حكايات" تأسر الناظر إليها، وتدفعه للتأمل والتركيز على تفاصيل المجسم.

تمكنت هند من إضفاء الفرح على القلوب بهذه القطع، لتثبت أن لمسة المرأة "الفنية" تزهو في المناسبات والأوقات السعيدة.

3- ميداليات مصنوعة من حبات البلوط تستخدم كهدايا تذكرية اردنية- (الجزيرة)
ميدالية مصنوعة من حبات البلوط تستخدم بوصفها هدايا تذكارية أردنية (الجزيرة)

عشقت هند (أم لـ4 أولاد) الأعمال الفنية منذ الصغر، لكن انشغالات الحياة حالت دون تحقيق حلمها في تشكيل مشغولات يدوية، ومع مرور الوقت ونضوج أبنائها بدأت المحاولة والتدرب على مهارات تنفيذ المشغولات اليدوية.

أنتجت هند قطعا صغيرة مشغولة من الحبال والورود والقش، لكنها لم تكن مميزة -كما تقول- فبدأت البحث عن أفكار متطورة، وعند وقوفها وتأملها في المنطقة التي تقطن فيها (ماحص)، التفتت إلى أنها محاطة بأشجار البلوط من كل مكان، لذلك وقع اختيارها عليها لتنفيذ مشغولات من حبات البلوط.

8- مجسم يصور عائلة حظيت بمولودها الأول -(الجزيرة)
مجسم يصور عائلة حظيت بمولودها الأول (الجزيرة)

وتتساءل هند أبو هزيم: "ماذا يمكن أن يخرج من حبة البلوط "الملول"؟ إلى أن خطرت في بالها فكرة تنفيذ ميداليات من هذه الحبات "بنية اللون"، فهي ذات شكل جذاب وبسيط.

اتجهت هند لمؤسسة "إعمار" التي تهتم بالحرف اليدوية في مدينة السلط، وعرضت أعمالها أمام لجنة مكونة من خبراء أردنيين وأجانب، فأثنى الجميع على الفكرة، خاصة أن المنتج "صغير الحجم، ومصنوع من قطعة صديقة للبيئة".

View this post on Instagram

A post shared by hind Abu Hazeem (@ehkaytna)

تم عرض الميداليات التي تشكلها في "دكان الحكايات" للحرف اليدوية، وتطورت الفكرة شيئا فشيئا، وصنعت قطعا تزين السيارات، فحظيت بإعجاب السياح الذين يقصدون المكان دائما، بالإضافة إلى أنها شاركت في "بازار الخضر" في مدينة السلط، الذي حظي بزيارة ملكة الأردن رانيا العبد الله في الآونة الأخيرة، وعرضت منتجاتها أيضا في أحد المحلات التراثية التي تهتم بالمنتجات الحرفية.

2-أبو هزيم تشكل من حبات البلوط مشغولات فنية- (الجزيرة)
هند أبو هزيم تشكل من حبات البلوط مشغولات فنية (الجزيرة)

لكل مناسبة حكاية

سعت هند أبو هزيم لتطوير منتجها، فاتجهت لتشكيل شخصيات بحبات البلوط، فصنعت "حكاية" لكل مناسبة، مستعينة بعيدان الخشب والخيش والمطرزات حسب الشكل المراد تنفيذه.

وتستوقف القطع التي تشكلها هند من يراها، ويغوص بالبحث عن فكرة المناسبة والحكاية المرتبطة بها، فنراها تجسد من حبات البلوط حكاية "ارتباط الأم بابنتها، وكيف تبقى صغيرة في عينها مهما كبرت، وتقوم بهزها بالأرجوحة كأنها في مرحلة الطفولة".

 

وينقل عمل آخر "خبرا سارا للزوج من زوجته بأنهما سيرزقان بطفل بعد انتظارهما 10 سنوات، إذ تظهر الزوجة تجر عربة"، وهناك قطع تجسد "ركنا في بيوت الأجداد، حيث ترتدي الجدة ثوبا مطرزا وتحيطها قطع الأثاث القديم"، ويظهر الحب والفرح في قطع فنية لمناسبات ارتباط الشاب بالفتاة في الخطبة والزواج، وأيضا في حفلات التخرج، أو تفاصيل الجلسات الأسرية، وكذلك مهنة رب الأسرة أو الأم.

وتضع هند أبو هزيم المجسم داخل علب شفافة من البلاستيك المقوى "حفاظا على جماله"، وفق قولها، وتنثر على الأرض حبات القهوة السادة والمفردات الجمالية الأخرى، فيظهر أمام المتلقي مشهد من الطبيعة.

وتؤكد هند أن إنجاز هذه المشغولات يتطلب الموهبة والصبر والدقة لتخرج في أبهى صورة، وهذا ما تحرص على تحقيقه.

5-ركنا في بيوت الأجداد، إذ ترتدي الجدة ثوبا مطرزا وتحيطها قطع الأثاث القديم- (الجزيرة)
مجسم لركن في بيوت الأجداد حيث ترتدي الجدة ثوبا مطرزا وتحيطها قطع الأثاث القديم (الجزيرة)

مصدر دخل

ولهذه القطع المشغولة يدويا فوائد عدة؛ منها تطوير الذات، وإحياء التراث، بالإضافة إلى منافع اقتصادية، واجتماعية، وسياحية.

وهذا ما تؤكده هند أبو هزيم بقولها "هذه المشغولات تمنح من يصنعها طاقة إيجابية، فجميع مفردات الطبيعة تبعث في النفس الراحة والطاقة، كما تشكل مصدر دخل جيد لصاحب المهارة، خاصة إن كانت المهارة التي يتقنها من المشغولات المبتكرة غير التقليدية".

وتتابع أنه مع متغيرات "كورونا" وتبعاتها في حياتنا المعيشية، كان لا بد من التفكير في تطوير المشروع إلى جانب مجسمات "الحكايات"، فاتجهت لتنفيذ الحقائب من البسط، التي لاقت إقبالا ورواجا كبيرين.

وتبين هند أن المواد الأولية لتنفيذ منتجاتها -سواء الميداليات أو علب "الحكايات" أو الحقائب- جميعها تتطلب مواد بسيطة لتنفيذها، وعليه فإن فكرة العمل وإتقانه هما الأساس في أعمالها التي وفرت لها مصدر رزق.

7- فتاة تتزين في يوم خطبتها ويبقى هذا اليوم ذكرى تزين ركن في البيت- (الجزيرة)
مجسم لفتاة تتزين في يوم خطبتها الذي يتحول إلى ذكرى تزين ركنا في البيت (الجزيرة)

لمسة أنثوية

وتؤكد هند أبو هزيم أن هذه المشغولات تسهم أيضا في تكوين العلاقات الاجتماعية، سواء من خلال تسويقها في البازارات أو المحلات، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وتقول إن القطع اليدوية تجذب السياح لشرائها، خاصة أنها مصنوعة من خامات الطبيعة، مثل "البلوط، والخيش، والبسط، والعيدان وغيرها".

وتلفت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في ترويج الحرف اليدوية المبتكرة وتسويقها، والإعلان عن موعد البازارات في المناسبات، مبينة أنها تستقبل آراء الأصدقاء وأفكارهم وانتقاداتهم.

9- جانب من مشغولات أبو هزيم في تصميم حكايا للمناسبات (الجزيرة)
جانب من مشغولات أبو هزيم في تصميم حكايات للمناسبات (الجزيرة)

وتعبر هند سعادتها وامتنانها لوقوف زوجها بجانبها ومساندته لها في مراحل تطوير المنتج كافة، "خصوصا مع كثرة المحبطين حولها"، ولا تنس مساعدة أبنائها في قطف حبات البلوط وتحضيرها للعمل، إلى جانب مشاركتهم في تصوير الأعمال وعرضها على صفحتيها على فيسبوك وإنستغرام.

وتطمح إلى تطوير مشروعها أكثر في المستقبل، وأن يصبح منتجها "منتجا وطنيا سياحيا"، مؤكدة أن دور المرأة في الإبداع لا يتوقف إن توفرت المهارة والإرادة معا، إذ نجحت "لمسة أنثوية" في تنفيذ منتجات توثق المناسبات وتضفي عليها جمالا مميزا.

المصدر : الجزيرة