شعار قسم ميدان

دبلوماسية باردة.. لماذا ينبذ المغرب فرنسا ماكرون؟

French President Emmanuel macron and Mohammed VI, king of Morocco at Elysee Palace on April 10, 2018.
الملك "محمد السادس" ملك المغرب، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون". (مصدر الصورة: شترستوك)

كانت الساعة تشير إلى السادسة صباحا عندما استيقظتُ صبيحة الزلزال الذي ضرب المغرب مخلفا الصدمة بداية، ثم قتلى وجرحى بالآلاف، أشار هاتفي إلى عدد غير معتاد من الرسائل الجديدة، 57 رسالة، حينها أدركت أن شيئا مهما حدث خلال نومي، أنا المقيم على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط.

 

بمجرد فتح الرسائل الأولى، ظهر الأمر بوضوح أكبر، المغرب يعيش على وقع زلزال عنيف، ضرب مراكش فأحس به الناس في مناطق مختلفة، من الدار البيضاء إلى أكادير. كانت غالبية الرسائل قادمة من أصدقاء ومعارف فرنسيين أبدوا اهتماما كبيرا بما يحدث في المغرب غير البعيد، ولم يكن هذا الاهتمام من الناس في فرنسا مفاجئا، فالأمر يتعدى الكارثة الإنسانية نفسها إلى الروابط العميقة التي تجمع فرنسا بمستعمراتها السابقة، وعلى رأسها دول شمال إفريقيا، تلك الروابط التي خلّفت الملايين من مزدوجي الجنسية الذين يعيشون بهويتين، إحداهما مغربية والأخرى فرنسية.

 

لعل ذلك يُفسِّر لنا الاهتمام السياسي والإعلامي الكبير الذي سيطر على الداخل الفرنسي تجاه المغرب تحديدا، حتى مع ظهور أخبار عن فاجعة أخرى تعيشها أرض عربية ثانية، حين ضرب الإعصار دانيال ليبيا مخلفا حصيلة إنسانية ومادية ثقيلة. لم تتوجه العدسات حينئذ إلى الشرق، بل ظلت مركزة على المغرب، وليس على مخلفات الزلزال المادية والبشرية، بل على مخلفاته السياسية، التي انطلقت من مراكش، ووصلت إلى باريس نفسها. ويبدو أن علاقة الأخيرة بالعاصمة المغربية الرباط دخلت في نفق مسدود، على الأقل في الفترة التي يقطن فيها الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون قصر الإليزيه.

 

هجوم من هول الصدمة

بعد ورود الأخبار الأولى مباشرة عن زلزال المغرب، بدأت الدول في التعبير عن استعدادها لمدّ يد المساعدة للرباط من أجل البدء الفوري في عملية الإسعاف وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض أو ربما انتشال جثث من لم يسعفهم القدر للهروب قبل فوات الأوان. وقد أعلن المغرب عقب كل هذه العروض إعطاء (1) الضوء الأخضر للحضور وقبول العون من 4 دول: إسبانيا، الجار صاحب العلاقات الممتازة مؤخرا مع المملكة، ثم بريطانيا، التي لم تعد عضوا في الاتحاد الأوروبي، ثم قطر والإمارات العربية المتحدة، الدولتان العربيتان الصديقتان. وحملت اللائحة مفاجأة ثقيلة، إذ لم تكن فرنسا من بين الدول الصديقة التي سمح لها المغرب بالمساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية.

 

لم تستسغ فرنسا -أو، على وجه الدقة، لم يستسغ إعلامها- استبعاد باريس من القائمة، وهي "الصديق" القريب القديم الذي لطالما ربطته علاقات متينة بالرباط، ولذلك بدأت الماكينة الإعلامية الفرنسية في تصويب السهام تجاه المغرب متخفية وراء سؤال يبدو بريئا: "لماذا رفض المغرب المساعدات الصديقة من فرنسا؟"، بيد أن إجابة هذا السؤال لم تكن بالبراءة نفسها، فقد شهدت المنابر الإعلامية هجوما مباشرا على المغرب ونظامه السياسيّ في الآونة الأخيرة.

 

شكّل وجه سيدة مغربية تدعى "تورية" رمزا واضحا لهذه التغطية الإعلامية، حينما نشرت صحيفة "ليبيراسيون" (2) صورتها على صفحتها الأولى معنونة: "ساعدونا، نحن نموت في صمت". في الحقيقة، وببعض من البحث، نجد أن الصورة التي نُشِرَت لا تمت للعنوان بصلة، فالسيدة بَطَلة الصورة أبدت امتعاضها من استغلال لحظة بكائها بهذه الطريقة. وتحكي "تورية" (3) أنها سمعت بعض الأصوات والضجيج، فخرجت من منزلها من أجل فهم ما يحدث، لكن وبمجرد خروجها سقط سقف منزلها، ما تسبب لها بصدمة جعلتها تصرخ: "السقف، السقف"، ولكن في هذه اللحظة شديدة الصعوبة، كانت عدسة مصور الوكالة الفرنسية للأنباء تتجه نحوها، ملتقطة صورة تناقلتها وسائل الإعلام الغربية.

الصفحة الأولى من صحيفة "ليبيراسيون"
الصفحة الأولى من صحيفة "ليبيراسيون". (مصدر الصورة: موقع الصحيفة)

لم تكتفِ الصحيفة الفرنسية بهذه الصورة التي أثارت نقم الرأي العام المغربي، بل نشرت أيضا رسما كاريكاتوريا مسيئا للملك محمد السادس متهمة إياه بعدم الإحساس بالمعاناة التي يعيشها ضحايا شعبه تحت الأنقاض. وقد خصصت صحيفة "لوموند" مقالا كاملا (4) يحمل لهجة هجومية واضحة على الملك بزعم تفرده بالقرارات الحاسمة التي لا تخرج إلا من القصر الملكي، وفي مقالها تتبعت "لوموند" خط سير الملك المغربي الذي زار فرنسا في الوقت نفسه الذي ضرب فيه الزلزال منطقة الحوز، قبل العودة إلى المغرب لعقد اجتماع طارئ لتدارس الوضع القائم، وذلك للتعبير عن تفرد الملك بالسلطة حتى في الأزمات، وذلك بدلا من الإشارة إلى الحضور الشخصي للملك كنوع من تحمل المسؤولية والأخذ بزمام المبادرة.

 

بدأت ردود الفعل المغربية على هذا الاستهداف الفرنسي تظهر بوضوح بعدئذ، فقد أدان الإعلام المغربي ما أسماه بـ"الحملة المسعورة" التي دفعت الإعلام في فرنسا إلى فقدان صوابه المهني وابتزاز المغرب بأزمة الزلزال، مُتجاهلا جميع التوضيحات التي قدمتها المملكة المغربية لشرح سياستها في معالجة الأزمة، والاكتفاء بالتركيز على "رفض المغرب المساعدة الخارجية"، رغم قبول الرباط المساعدة من 4 دول أخرى.

 

وقد اشتعلت أيضا وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب تجاه فرنسا بعد انتشار مقطع فيديو لـ"سميرة سيطايل"، المديرة السابقة للقناة المغربية الثانية، التي حلت ضيفة على قناة "BFM" الإخبارية الفرنسية، حيث ردَّت الصحفية المغربية بحدة ملحوظة على مضيفيها، وشكَّكت في الرسائل الإعلامية الفرنسية، قائلة إنها تريد حشد الشعب المغربي ضد دولته وعلى رأسها الملك. كما خرج الإعلامي الفكاهي المغربي اليهودي الشهير "جاد المالح"، الذي أجاب (5) عن سؤال وجهته له صحفية فرنسية حول إحساسه بوصفه مواطنا مزدوجَ الجنسية بما يحدث في المغرب، حيث قال: "أنا لست مزدوج الجنسية، أنا مغربي مهاجر، أحب فرنسا كمهاجر".

ثم تواصلت ردود الفعل الغاضبة، لكن على مستويات أعلى هذه المرة بخروج (6) "الصديق معنينو"، الكاتب العام السابق لوزارة الاتصال، وأحد أهم المقربين من القصر في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، بتصريح وصف به إيمانويل ماكرون بـ"المراهق غير المسؤول". وقد قال معنينو في مقطع نشره بعيد الأحداث إن الإعلام الفرنسي لم يحترم شهداء المغرب ولا حزن المغاربة والمحنة التي يمرون بها، مشيرا إلى نقطة وصفها بالمهمة، وهي خروج ماكرون في فيديو توجه فيه بالكلام إلى المواطنين المغاربة مباشرة، وهو ما اعتبره سابقة خطيرة في العلاقات الدولية.

 

الرباط وباريس.. خطوة جديدة إلى الخلف

ليس صدفةً رَفْضُ المغرب الالتفات لمساعدات فرنسا، بل للقرار إشارات سياسية لا تخفى على كل من تابع العلاقات المتدهورة بين الرباط وباريس في الفترة الأخيرة، والتي تزيد تدهورا في كل يوم جديد لماكرون في الإليزيه. ولنبدأ من النهاية، حين قرر الملك محمد السادس إنهاء مهام محمد بنشعبون بصفته سفيرا للمغرب في فرنسا في فبراير/شباط الماضي، بعد أقل من سنتين من تعيينه، ومنذ ذلك الحين لا يملك المغرب سفيرا في فرنسا. وقد جاء (7) الإعلان الرسمي بعد شهر تقريبا من حزم بنشعبون حقائبه الدبلوماسية والعودة إلى الرباط، في اليوم ذاته الذي قرر (8) فيه الاتحاد الأوروبي إقرار توصية غير ملزمة تنتقد تدهور حرية الصحافة في المغرب، حيث طالبت التوصيات باحترام حرية التعبير وحرية الإعلام وضمان المحاكمات العادلة للصحفيين المعتقلين.

 

توجهت أصابع الاتهام المغربية نحو جهات فرنسية يُعتقَد أنها دفعت بهذا التحرك الأوروبي، الذي رأت فيه الرباط نيلا من سمعتها الحقوقية. وفي حين ذكرت مصادر إعلامية فرنسية (9) أن السفير المغربي السابق لم يحقق نجاحات كبيرة على مستوى ربط العلاقات مع رجال السياسة في فرنسا، فإن هذا لم يكن السبب الحقيقي -دون أدنى شك- في أن يُنهي الملك سفارة ممثل المملكة في باريس، بقدر ما هي الأزمات التي تتالت على الحبال المهترئة بين البلدين، وسبقت رحيل السفير المغربي من باريس.

 

تتلخص الأزمة بين المغرب وفرنسا في ثلاث مراحل (10): أولها قضية "بيغاسوس" (11) الشهيرة، التي اتهمت فيها وسائل إعلامية فرنسية المغرب بالتجسس على سياسيين في فرنسا، وعلى رأسهم الرئيس ماكرون حسب التحقيق الصحفي الذي شاركت فيه 16 مؤسسة صحفية من بينها مؤسسات إعلامية فرنسية بالاشتراك مع منظمة "فوربيدِن ستوري". وقد نفى المغرب نفيا قاطعا تورطه في شراء هذا البرنامج الإسرائيلي، ورفع قضايا أمام محكمة الجنايات بباريس ضد منظمتَي العفو الدولية و"فوربيدن ستوريز" وصحيفة "لوموند" وموقع "ميديا بارت" ثم أخيرا "راديو فرانس".

 

بجانب قضية "بيغاسوس"، شكلت قضية التأشيرات (12) أزمة خانقة بين المغرب وفرنسا بعد قرار الأخيرة تقليص عدد التأشيرات التي تمنحها للمغاربة، وذلك بسبب رفض الرباط في وقت سابق استقبال المهاجرين غير النظاميين من المغاربة دون خضوعهم لاختبار كوفيد-19 كما نصَّ البروتوكول عام 2021، وحينها لم تحاول فرنسا تجميل ردة فعلها، بل خرج وزير داخليتها "جيرار دارمانان" لتأكيد هذا الابتزاز الدبلوماسي، وهو ما لم يستسغه المغرب. وقد قالت (13) فرنسا بعد ذلك إن مشكلة التأشيرات مع المغرب انتهت تماما كما هو الحال مع الجزائر وتونس. إلا أن أزمة الحصول على التأشيرة الفرنسية ما زالت قائمة لدى المغاربة، فقد أصبح الحصول على موعد للتقديم، وليس للحصول على التأشيرة، ضربا من الخيال، وانتشرت الأسواق السوداء لإيجاد موعد قريب لوضع ملف سيتم في غالب الأمر رفضه دون إبداء أي أسباب.

 

علاوة على ذلك، تأتي القضية الأهم واضعة أكثر من علامة استفهام حول العلاقات بين المغرب وفرنسا، وهي قضية الصحراء، حيث يصف المغرب الموقف الفرنسي بالرمادي، فلم تُعلِن باريس موقفا واضحا من هذا الملف في الوقت الذي تمكَّنت فيه الرباط من الحصول على اعترافات دبلوماسية للعديد من القوى بسيادة المغرب على الصحراء. ويعتبر المغرب قضية الصحراء جوهريةً في تحديد الأصدقاء من الأعداء، لكن فرنسا لم تحدد موقفها بوضوح، بل اكتفت بما قالته وزيرة الخارجية الفرنسية "كاترين كولونا" أثناء زيارتها للمغرب في كانون الثاني/ديسمبر الماضي بالتأكيد (14) على دعم مخطط الحكم الذاتي الذي سبق أن تقدم به المغرب.

 

تريد فرنسا الإبقاء على مصالحها قائمة مع المغرب، لكن مع الحفاظ على سياستها ونظرتها الخاصة لقضية الصحراء. ومن جهتها ترى الرباط أن الرقص على جميع الحبال لم يعد مسموحا به في العلاقات الخارجية، وهو ما أكده "عزيز أخنوش"، رئيس الحكومة المغربية، في مقابلة سابقة له مع صحيفة "لوبينيون" (15) الفرنسية، خصوصا بعد أن اعترفت دول عظمى تتقدمها أميركا بمغربية الصحراء.

 

ماكرون المغضوب عليه

في أكثر من مناسبة، خرج إيمانويل ماكرون للحديث عن زلزال المغرب، وأكد غير مرة أن بلاده ستقدم المساعدة بمجرد أن يطلبها المغرب، كما خرج للمطالبة بعدم تحميل الأزمة ما لا تحتمل. وبرغم دعوات التهدئة هذه، فإن جميع الدلائل تشير إلى أن العلاقة بين القصر المغربي وماكرون وصلت إلى طريق مسدود. ويقول موقع "ماروك أنتلجنس" (16) نقلا عن مصادره إن دائرة الحكم المقربة من "الإليزيه" تدرك جيدا أن ماكرون أضر بالعلاقات المغربية-الفرنسية، وهو ما دفع القصر في المغرب إلى طي صفحته. وحسب الموقع نفسه فإن مكالمة هاتفية عاصفة قصمت ظهر الود بين البلدين، بعد أن طالب ماكرون أثناء اتصاله بالعاهل المغربي توضيحات بخصوص صحة أخبار تجسس المغرب على هاتفه الشخصي، وحينها أجاب الملك محمد السادس بأنه يعطي "كلمة ملك" تؤكد براءة المغرب، لكن رد ماكرون "لم يكن يليق برئيس دولة"، ولذلك أغلق الملك محمد السادس الهاتف، ومنذئذ وهو يرفض لقاء الرئيس الفرنسي أو التواصل معه هاتفيا.

 

ثم سطعت شمس الخصومة واضحةً بعد أزمة زلزال الحوز، رغم الظهور الإعلامي المُنمَّق لماكرون، وإصرار وزيرته للخارجية على نفي كل ما يؤثر سلبا على العلاقات بين بلادها والمملكة، وتصريحها (17) بأن ماكرون تلقى دعوة لزيارة المغرب وكل ما يلزم هو إيجاد التاريخ المناسب لقبول هذه الدعوة. لم يتأخر الرد المغربي كثيرا، فقد نقلت (18) وكالة المغرب العربي للأنباء عن مصدر حكومي قوله إن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للمملكة ليست مدرجة في جدول الأعمال، وقالت الوكالة المغاربية إن مصدرها استغرب من هذه "المبادرة الأحادية" التي منحتها وزيرة الخارجية الفرنسية لنفسها عبر إعلان هذه الزيارة دون مشاورة الطرف المغربي.

أتى الرد المغربي كاشفا لموقف المغرب، الذي استثمر زلزال الحوز من أجل تأكيد موقفه من ماكرون وفرنسا، وتسليط الضوء على تدهور علاقات الرباط بباريس، وإظهار حقيقة أن الحاجة إلى الشريك الفرنسي لم تعد مسألة حياة أو موت كما كانت في السابق. وكما كتبت (19) "ليكسبريس"، أظهر المغرب أنه يمكن إرسال آلاف الطلبة إلى فرنسا دون وجود سفير هناك، ويمكن للملك أن يأتي لفرنسا ويقيم في فندق دون الحاجة للتنسيق مع الحكومة الفرنسية، كما يمكن التعويل على دول عربية وإسلامية مثل قطر والإمارات في أزمة قوية مثل الزلزال دون الحاجة إلى باريس، وأن أي حديث عن علاقات ودية للمغرب مع فرنسا لن يُفتح غالبا قبل خروج ماكرون من قصر الرئاسة الفرنسي.

———————————————————————————————-

المصادر:

(1) Après le séisme au Maroc, la réponse des autorités suspendue au roi Mohammed VI

(2) Maroc : "Aidez-nous, nous mourrons en silence" / Cahier spécial : Chili, 1973 – 2023. 11 septembre 2023

(3) SÉISME AU MAROC: TOURIA, RESCAPÉE, DEVENUE LE VISAGE DE LA SOUFFRANCE

(4) Après le séisme au Maroc, la réponse des autorités suspendue au roi Mohammed VI

(5) Gad Elmaleh : « Je ne suis pas franco-marocain… Je suis immigré en France et je suis marocain… »

(6) المغاربة يردّون على ماكرون: لا يخاطبنا غير ملكنا ومع الأسف فرنسا اليوم كيحكمها "برهوش"

(7) Maroc: fin de mission de l’ambassadeur en France sur fond de tensions diplomatiques

(8) البرلمان الأوروبي ينتقد بشدة تدهور حرية الصحافة في المغرب

(9) Maroc-France : le départ de Mohamed Benchaâboun, un pas de plus dans le malaise diplomatique

(10) شبكات | لماذا رفض المغرب مساعدات فرنسا؟

(11) « Projet Pegasus » : un téléphone portable d’Emmanuel Macron dans le viseur du Maroc

(12) France-Maroc : nouvel appel à «sortir» de la crise des visas

(13) La fin de la crise des visas entre la France et le Maroc annoncée par la ministre des affaires étrangères française

(14) Sahara : "Le Maroc sait qu’il peut compter sur l’appui de la france

(15) Aziz Akhannouch (chef du gouvernement marocain): «Notre relation économique avec la France est appelée à se développer»

(16) Exclusif. Tension diplomatique entre le Maroc et la France : pour le palais royal, la page Emmanuel Macron est définitivement tournée

(17) Crise à Lampedusa : "Il faut aider l’Italie", insiste Catherine Colonna sur LCI

(18) زيارة الرئيس ماكرون للمغرب "ليست مُدرجة في جدول الأعمال ولا مُبرمجة

(19) France-Maroc, une relation à la merci du roi

المصدر : الجزيرة