شعار قسم ميدان

زعيم قره باغ الجديد يُقال بعد أشهر.. هل كان عميلا روسيا؟

YEREVAN, ARMENIA - MAY 28: Aurora Humanitarian Initiative Co-Founder Ruben Vardanyan offers remarks during the 2017 Aurora Prize Ceremony at the Karen Demirtchian Sport/Concert Complex on May 28, 2017 in Yerevan, Armenia. (Photo by Victor Boyko/Getty Images for Aurora Humanitarian Initiative)
"روبِن فاردانيان"، وزير الدولة الذي عُيِّن من طرف السلطات الأرمينية في إقليم قره باغ. (غيتي)

مقدمة الترجمة:

يُسلط جوشوا كوتسيرا، الكاتب والمحلل في موقع أوراسيا نت، الضوء على الصعود والسقوط السريعين لروبِن فاردانيان، الملياردير الروسي الأميركي المثير للجدل الذي تولى زعامة إقليم قره باخ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأُقيل بعد أسابيع قليلة على توليه منصبه. فهل كان فاردانيان عميلا روسيا أم بطلا أرمينيا؟ وما الذي سعى لتحقيقه على وجه التحديد؟

 

نص الترجمة:

في خضم أزمة حصار أذربيجان لإقليم قره باغ (لإجبار حكومته على الالتزام بالاتفاق الثلاثي الموقع بعد حرب عام 2020 وقطع الإمدادات العسكرية بينه وبين أرمينيا)*، ظهر قبل أشهر زعيم فعلي جديد للحكومة القائمة في الإقليم (الذي لا يزال أغلب سكانه من الأرمن)*. إنه "روبِن فاردانيان"، وزير الدولة الذي عُيِّن من طرف السلطات الأرمينية في الإقليم، وبات الوجه الممثل لإقليم قره باغ، حتى أُقيل في فبراير/شباط الماضي. خلال فترة قصيرة، تصدَّر فاردانيان المشهد بإصداره المراسيم، وإلقاء خطابات يومية على السكان، ولعب دور الرجل الأول بالنسبة للإعلام الدولي الذي غطَّى أخبار الأزمة.

 

من المدهش أن فاردانيان قام بهذا الدور. ففي وقت ليس ببعيد، يعود إلى سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الملياردير صاحب المبادرات الخيرية ورجل الأعمال الروسي-الأميركي إعلانا غير متوقع بتخليه عن جنسيته الروسية وانتقاله إلى إقليم قره باغ. وبعد ذلك بشهر، عُرِض عليه منصب وزير الدولة في أرمينيا، وهو منصب أُسنِدَت إليه سلطات واسعة بمجرد أن تولاه. ومع تسبُّب الحصار في تسليط الضوء على قره باغ، تراجع إلى الوراء اسم "أراييك هاروتيونيان"، الرئيس الرسمي للدولة المُعلَنة ذاتيا. (المقصود هنا دولة آرتساخ وهو الاسم الأرميني لإقليم قره باغ والدولة المُعلنة فيه من جانب الأرمينيين)*.

على مدار الأشهر الثلاثة لمكوثه في السلطة، ظلَّ صعود فاردانيان مثيرا للجدل. وفي باكو (عاصمة أذربيجان)، بدا صعوده السريع للسلطة كأنه مؤامرة من الكرملين. ولم يحظَ فاردانيان بثقة الكثيرين في يريفان أيضا (عاصمة أرمينيا) بسبب علاقاته بالنظام الأرميني السابق (الأكثر تأييدا لروسيا)*، ومعارضته للحكومة الحالية (التي جاءت على خلفية تظاهرات اعتبرها كثيرون غير مُرحَّب بها في موسكو)*. ومع أنه لقي ترحيبا في البداية في قره باغ نفسها بوصفه المُنقِذ المَحتمل الذي قد يستخدم ثروته الشخصية وعلاقاته برموز دولية نافذة لإنقاذ الإقليم من هذه الأزمة العميقة، فإن جُلَّ هذه الآمال سرعان ما تلاشت، حين برهن الرجل على عجزه عن إعادة فتح الطريق إلى الإقليم بعد أن قام متظاهرون أذربيجانيون مدعومون من حكومتهم باحتجاج هناك، ما أدى إلى مواجهة ضيَّقت خناق العُزلة على الإقليم، ومنعته من إدخال أي إمدادات من الخارج حتى اللحظة.

 

في خضم تكهُّنات كثيرة حول سبب وصوله إلى قره باغ طيلة الأشهر الثلاثة الماضية، صوَّر فاردانيان القرار على أنه قرار مدفوع بالوطنية. ففي مقابلة أجراها عبر تطبيق "زووم" من مكتبه في مدينة ستِفانكَرت (أو خانكندي)، قال فاردانيان إنه بعد عقدين من الانخراط في العمل الخيري في قره باغ، كانت واقعة أغسطس/آب الماضي هي ما دفعته لدخول عالم السياسة: أي عودة السيطرة الأذربيجانية على عدد من المجتمعات في منطقة "لاتشين" الحدودية بين أرمينيا وإقليم قره باغ. ورغم أن تسليم القرى كان منصوصا عليه في اتفاق وقف إطلاق النار عام 2020، الذي كتب نهاية حرب قره باغ الثانية، فقد نظر الكثير من الأرمينيين إلى السرعة التي تم بها الاتفاق آنذاك على أنها استسلام من القيادة في يريفان وستِفانكَرت. وكان فاردانيان واحدا من هؤلاء على حد قوله. ووفقا لفاردانيان، نُفِّذ التسليم "مبكرا للغاية، دون سبب يُذكر. "لقد رأيت الاضمحلال البطيء لاستقلال آرتساخ، لم يكن ذلك مقبولا بالنسبة لي، لقد رأيت الناس يفقدون إيمانهم واعتقادهم بوجود مَن يدعمهم. لذا قلت لنفسي: ’حسنا، إذا كنت أنا ذلك الشخص الذي يتمتع بالمعرفة والكفاءة؛ فإن لم يكن الآن، فمتى؟‘".

 

رجل قره باغ أم رجل الكرملين؟

YEREVAN, ARMENIA - MAY 28: (L-R) Aurora Humanitarian Initiative Co-Founder Noubar Afeyan, Aurora Humanitarian Initiative Co-Founder Vartan Gregorian and Aurora Humanitarian Initiative Co-Founder Ruben Vardanyan during the 2017 Aurora Prize Ceremony at the Karen Demirtchian Sport/Concert Complex on May 28, 2017 in Yerevan, Armenia. (Photo by Victor Boyko/Getty Images for Aurora Humanitarian Initiative)
انخراط روبِن فاردانيان العميق في العالم الأرميني من خلال عمله الخيري لطالما أثار التكهنات حول طموحه السياسي المحتمل.  (غيتي)

بيد أن كثيرين في المنطقة ظلوا يشككون في الدوافع المستترة للرجل. فمن جانب باكو، صُوِّر ظهور فاردانيان المفاجئ بوصفه جزءا من مخطط روسي لإفشال المفاوضات على اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان، الذي بدأ يُحرز تقدما بالفعل في وقت سابق. وقال الرئيس الأذربيجاني "إلهام علييف" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "إننا مستعدون للحديث عن هذا الأمر مع الأرمن الذين يعيشون في قره باغ، وليس مع هؤلاء الذين أرسلتهم موسكو ويُخبِّئون في جيوبهم مليارات من أموال الشعب الروسي المنهوبة"، في إشارة ضمنية إلى الرجل المثير للجدل.

 

لم يبذل فاردانيان الكثير لإبعاد هذه الشبهات عنه، لا سيما مع دفاعه المستمر عن قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ. ومن المفترض أن هذه القوات منوط بها حفظ الأمن على الطريق، بيد أنها أثبتت عدم قدرتها أو رغبتها في السيطرة على الأزمة، حيث هزمتها باكو بفرقتها من "المتظاهرين المصطنعين". وحين سُئل فاردانيان في وقت سابق عن سبب عدم إقدام روسيا على فعل أي شيء للسيطرة على الأزمة، راوغ الرجل السؤال بسؤال آخر قائلا: "لماذا لا تقدم الأمم المتحدة المزيد؟ لماذا لا تفعل فرنسا والولايات المتحدة المزيد؟ لماذا لا يفرض الغرب عقوبات على علييف؟".

 

قال دبلوماسي أجنبي، اشترط عدم الإفصاح عن هويته، في مقابلة مع موقع "أوراسيا نِت": "إن دور فاردانيان كان غامضا بعض الشيء. ولم يتضح بَعد مَن الطرف الذي كان يُمثِّله، إذ اعتقدته باكو عميلا لموسكو". لكن نظرية العميل الروسي تلك فقدت بعضا من مصداقيتها مع طول أمد الحصار، حيث صرح المُحلل "توماس دي وال" لوكالة الأنباء الأذربيجانية "توران" أن فاردانيان "لو كان مشروعا روسيا، لفُتِح الطريق (لإنهاء الحصار). إن حقيقة عدم فتح الطريق حطَّمت سمعة فاردانيان. وأنا أعتقد أنه ذهب إلى هناك بموافقة روسية، لكن لديه أجندته الخاصة". بيد أن ماهية هذه الأجندة ظلت غير واضحة حتى أُقيل الرجل. وعلى غرار الكثير من الرجال فاحشي الثراء، يبدو أن فاردانيان رأى في نفسه دورا أضخم من حجمه، إذ إن انخراطه العميق في العالم الأرميني من خلال عمله الخيري لطالما أثار التكهنات حول طموحه السياسي المحتمل.

قوبل وصول فاردانيان إلى قره باغ في الخريف الماضي بحفاوة كبيرة بين السكان المحليين، إذ يُعَدُّ مستقبل السكان الأرمن في قره باغ مجهولا في أعقاب حرب عام 2020، في ظل اقتراب أذربيجان من هدفها المتمثل في استعادة السيطرة على المنطقة. لقد بدا أن ثروة فاردانيان وقُربه من السلطة قد يكونان طوق النجاة لأرمن قره باغ، وشاع الاعتقاد بأنه لم يكن لينتقل إلى قره باغ ويتولى دورا كهذا لو أنه رأى الموقف ميؤوسا منه. أما بعد مكوثه في السلطة ثلاثة أشهر، فقد اختلفت وجهات النظر حياله.

 

لقد منحه البعض الفضل بسبب مهارته في جذب الانتباه العالمي نحو الإقليم باستغلال علاقاته التي كوَّنها في دوائر العمل الخيري العالمي. وفي مقابلة مع الموقع الإخباري الأرميني "سيفيل نِت"، قال "تيغران غريغوريان"، المحلل وأحد السكان الأرمن في قره باغ: "إنني مبهور بشدة من حيث العلاقات العامة. لقد استغل الرجل علاقاته الشخصية في الغرب وفي الدوائر الليبرالية الروسية لرفع الوعي بشأن الأوضاع الراهنة". ولكن مع طول أمد الأزمة، لاقى فاردانيان المزيد من الانتقاد بسبب الرسائل العامة الصادرة منه. فبينما سعى أرمن كثيرون لتصوير تحركات أذربيجان على أنها خنق تام للإقليم، شدَّد فاردانيان مرارا على الاستثناءات، مثل تقديم قوات حفظ السلام الروسية لبعض المساعدات الإنسانية أو نقل مرضى الحالات الحرجة خارج الإقليم بصحبة الصليب الأحمر.

 

في يريفان، عاصمة أرمينيا، قوبل صعود فاردانيان بالتكهنات ولكن لأسباب أخرى، فلطالما ارتبط الرجل بالنظام السابق الذي أسقطه رئيس الوزراء الحالي "نيكول باشينيان" عام 2018 في "ثورة مخملية". وفي اجتماع شهير في موسكو في وقت لاحق من ذلك العام، انتقد فاردانيان باشينيان علنا، حتى في ظل محاولات بوتين وباشينيان حينذاك إنجاح التحالف الروسي-الأرميني. إن صعود فاردانيان السريع إلى السلطة دون استحقاق انتخابي من أي نوع دمَّر أيضا الصورة التي ما انفكت قره باغ تحاول رسمها عن نفسها باعتبارها ذلك الإقليم الديمقراطي الذي لا يمكن دمجه في "دولة أذربيجان الاستبدادية"، حسب وصف القادة الأرمنيين.

 

علاوة على ذلك، تعزَّزت الشكوك حيال أجندة فاردانيان لأنه لا يملك دائرة سياسية طبيعية في أرمينيا أو قره باغ، كما أوضح المُحلل "غيراغوسيان" في حديث مع "أوراسيا نِت": "كان فاردانيان خارج أرمينيا منذ عام 1985، دون قاعدة نفوذ محلية، بمنزلة أو صفة سياسية غير ذات أهمية. ورغم عمله الخيري المذهل في أرمينيا، لا يزال الرجل صنيعة موسكو، حيث إن روسيا هي مصدر ثروته ومركز نفوذه. وحتى سجله بصفته رجلَ أعمالٍ روسيًّا تلطَّخ بشدة بسبب علاقته بمؤسسة إجرامية لغسيل الأموال تعمل لحساب أفراد ومصالح مرتبطة ببوتين".

 

إقالة فاردانيان من أجل فتح الطريق

في خضم الأزمة التي انتهت بإقالة فاردانيان قبل أيام، ظهرت خلافات الرجل مع القيادة في يريفان علنية أكثر من ذي قبل، وبدا أن المسؤولين الأرمينيين أخلوا مسؤوليتهم من أمر قره باغ، ففي مؤتمر صحفي عقده باشينيان في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، قال رئيس الوزراء: "إنه ليس من واجب الحكومة الأرمينية تقرير مصير ناغورني قره باغ أو علاقاتها بالعالم. فعلى الناس هناك تقرير مصيرهم وعلاقة إقليمهم بالخارج، بما في ذلك علاقات الإقليم بالسلطات في أذربيجان". وقد ردَّ فاردانيان قائلا إن الرسائل الرسمية الصادرة من يريفان تقول بوضوح إن "الخيار الوحيد المتبقي الآن هو القتال" (وهو ما عدَّه محللون تصعيدا لكسب ثقة السكان المحليين على حساب السلطة في يريفان، بيد أنه تصعيد عقَّد المفاوضات بين الطرفين، وانتهى بإقالته)*.

 

لم تكن التكهُّنات حيال إقالة الرجل أقل من تلك التي أحاطت به فور وصوله إلى الإقليم قبل أشهر، فلا نعلم على وجه الدقة دوافع إقالته، وما إن كانت بسبب الضغط من باكو أم يريفان أم موسكو أم ستِفانكرت نفسها (التي أقالته في نهاية المطاف) أم مزيج من كل هذا. بيد أن المؤكد هو أن رحيله يزيل حجر عثرة في طريق العلاقات الأرمينية-الأذربيجانية، التي يتوقَّع كثيرون أن تتواصل المفاوضات فيها بوتيرة أسرع. ويعتقد البعض أن إقالة الرجل المثير للجدل أتت بوصفها نوعا من التنازل من جانب يريفان لفتح الطريق من أرمينيا إلى السكان الأرمن في قره باغ.

 

وقد قال المُحلل الأذربيجاني "أحمد عليلي" في حوار مع موقع "كاليبر": "من بين المطالب التي قدَّمتها أذربيجان، اختارت أرمينيا إقالة فاردانيان كي تحصل على تنازلات من باكو فيما يتعلَّق بإصرار الأخيرة على وضع نقطة تفتيش حدودية على طريق لاتشين. والإقالة هي ثاني أهم مطلب أصرَّت عليه باكو بعد مطلب نقطة التفتيش، ومن ثمَّ من المتوقع أن يمارس الوسطاء الدوليون ضغوطا على أذربيجان كي تتنازل حيال مطلبها الأول، وإلا ظهرت بمظهر الدولة التي لا تقدم التنازلات مقابل مرونة أرمينيا".

 

من جانبها، ألمحت مصادر شبه رسمية في أذربيجان إلى أن إقالة فاردانيان كانت ضرورية بالنسبة لباكو، لكنها غير كافية. وفي عدد من المقابلات التي أجراها منذ إقالته، قال فاردانيان إنه ينوي الإقامة في قره باغ التي جاء إليه قبل صعوده إلى السلطة فيها ببضعة أسابيع. وقد ذكرت مقالة على موقع "حقِّين" الأذربيجاني إنه "لا يجب علينا أن نتوقع نهاية سريعة للاحتجاجات (الأذربيجانية) على طريق لاتشين-خانكندي (ستفانكرت بالأرمينية)، فقد تمت تلبية أحد أهم مطالبهم ولكن بصورة جزئية فقط. أُقيل فاردانيان بالفعل، لكنه لم يترك الإقليم بَعد".

 

حاز فاردانيان عداءً شديدا من باكو أثناء وجوده في السلطة، لكنَّ حلفاءه في يريفان كانوا قليلين أيضا، وحالما أُقيل، صرَّح الرجل بأن الوضع اليوم في أرمينيا مماثل لما كان عليه حين قال الزعيم القومي الأرميني "غارِغين نجدِه" إن "مصير الأرمن لربما اختلف لو أن قادتهم شنوا الحرب على قصورهم بدلا من أن يشنوا الحرب على بعضهم بعضا"، وهي محاولة منه كي يُبرز إقالته باعتبارها جزءا من ضعف وتخاذل النخبة في يريفان، وليس تلبية لمطالب أذربيجان، على حد قول المحلل الأرميني "يعقوب باداليان" في حوار مع موقع "كوكازيان نوط".

 

لم يُعلِّق "باشينيان" على إقالة الرجل، الذي لم يزل يثير الأسئلة. فهل كان لُعبة روسية كما ادَّعت أذربيجان؟ لا يبدو ذلك من قِصر مكوثه في السلطة والطريقة الباردة التي أُزيح بها عن المشهد. من جانبه، قال وزير الخارجية الأذربيجاني "جيحون بيراموف" إن هناك قوى خبيثة مهَّدت الطريق لدخول فاردانيان ثم خروجه، دون أن يُسمِّي تلك القوى: "منذ الأيام الأولى ونحن نقول إننا مستعدون للحديث مع الأرمن في قره باغ. لكن هذا الرجل أتى ليلعب بالوكالة عن جهة أخرى، ولذا لم يكن مناسبا للتفاوض معه. أما أولئك الذين وقفوا وراءه فقد فطنوا أن مشروع فاردانيان هذا لم يكن ليفلح أبدا".

————————————————————

هذا المقال مترجم عن Eurasianet ولا يعبر بالضرورة عن موقع ميدان.

ترجمة: هدير عبد العظيم.

المصدر : مواقع إلكترونية