شعار قسم ميدان

نحلات شمعون في مواجهة الشيخ جراح.. مَن يكسب الصراع المُحتدم على هوية القدس؟

في السادس من مايو/أيار 2021، استيقظ أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة على حكم المحكمة الإسرائيلية العليا بطرد سبع عائلات فلسطينية من منازلها لإسكان مستوطنين صهاينة ادَّعوا ملكيتهم لأراضيهم[1]، وهو الحدث الذي نشبت على إثره الاشتباكات الأخيرة بالعام الماضي، وتصاعدت معها موجة المقاومة الفلسطينية باليوم التالي في "جمعة الوداع" بعدما اقتحم آلاف من جنود شرطة الاحتلال الإسرائيلي -في عملية استفزازية- باحات المسجد الأقصى واعتدوا على المصلين، مما أسفر عن إصابة أكثر من 205 مدني فلسطيني في المسجد الأقصى وباب العمود والشيخ جراح[2].

تلك الحادثة التي لم تغب ذكراها بعد عن الذاكرة العربية لم تكن إلا حلقة من حلقات صراع الهوية الفلسطيني-الصهيوني بأرض فلسطين والقدس خاصة. وهي حلقة مسبوقة بحلقة أخرى تعود إلى عام 2008 حين أُجبِرت عائلة الغاوي الفلسطينية على إخلاء منزلها لصالح مستوطنين يهود، وبحلقة أقدم تنتمي إلى عام 1982 حين رفعت إحدى الجمعيات اليهودية الاستيطانية دعاوى ضد 24 عائلة للمطالبة بإخلاء منازلهم[3]. ولم تكن تلك الحلقات المتسلسلة إلا نتيجة لمخطط التهويد الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من قرن، غير أن وتيرته تصاعدت بعد نكبة 1948، وتفاقمت بصورة أكثر فجاجة مع نكسة يونيو/حزيران 1967. وفي هذا السياق نعود مرة أخرى إلى حي الشيخ جراح، ولكن مع حكاية الصراع الأبرز بين فلسطينيي الحي ومنظمة "نحلات شمعون" التي تدَّعي ملكيتها لأراضي الحي المقدسي الفلسطيني[4].

تأسست تلك المنظمة في إبريل/نيسان عام 2000 تحت إدارة رجل الأعمال الإسرائيلي-الكندي "سيمور براون"، الذي يمتلك باعا طويلا في تمويل الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وهو يقود المنظمة في حملة صراع الهوية الدائر بهذا الحي العريق. فعلى خلاف السردية الفلسطينية، تدَّعي المنظمة حقًّا توراتيًّا في الحي بنسبته إلى الحاخام "شمعون الصديق" الذي تزعم الروايات التوراتية وجود قبره في الحي قبل 400 عام، وأن الرحالة اليهود هم مَن سَمَّوا الحي باسم "نحلات شمعون" (أملاك شمعون) عام 1891[5]. تلك الواقعة تأخذنا بدورها إلى مسيرة حافلة من التهويد والعبرنة مارستهما الحركة الصهيونية طيلة وجودها بأرض فلسطين، وذلك عبر مجموعة من العمليات والآليات الهادفة إلى إبادة الذاكرة الفلسطينية وتدمير إرثها الثقافي والتاريخي في ذهن العالم عموما، وبين الفلسطينيين الناشئين خصوصا.

التاريخ هو الحاضر

يرى الفيلسوف الألماني الشهير "جورج فيلهلم هيغل" أن "الكون هو ما قد كان"، ما يعني أن ما هو مُتحقِّق الآن في الحاضر ليس سوى نتيجة لمجموعة العوامل والمؤثرات التي وُجدت في الماضي[6]. ولأجل هذا أدرك قادة المشروع الصهيوني مبكرا أن التاريخ لا ينقضي بأجمعه ويذهب مع الزمن الغابر، وإنما يمتد بعضه ليتدفق إلى الحاضر ويصنع مضمونه. ولهذا فإن امتلاك الأرض وحدها -واغتصابها- ليس حدثا كافيا لصناعة الكيان الإسرائيلي المنقطع من أي جذر تاريخي، وإنما على هذا المشروع الصهيوني اختراع الماضي واحتكاره لضرب جذور لروايته في عالمنا. ولتحقيق هذا الغرض، كان الكتاب اليهودي المقدس هو المرجعية التي أمدَّت الصهيونية بدعاوى امتلاك ماضي فلسطين واحتكاره واغتيال التاريخ الحقيقي لفلسطين القديمة [7].

على خلاف ما قد يُظن، فإن الصهيونية لم تبدأ تهويد التاريخ الفلسطيني بمرحلة ظهور بني إسرائيل، وإنما ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فلم تسلم حقبة "ما قبل التاريخ" كما سَمَّوها من محاولات صناعة الأساطير الصهيونية. وكما ذكر الدكتور "عصام سخنيني"[8] في كتابه "الجريمة المقدسة"، فإن جميع الشعوب والأمم التي سكنت فلسطين قبل مملكة "داوود" التوراتية أو إسرائيل عام 1004 قبل الميلاد (ق.م.) كانت إسرائيلية وفق الرواية الصهيونية؛ كونها اندمجت فيما بعد في مملكة بني إسرائيل. بل ووصف الأركيولوجي الإسرائيلي "أميحاي مازار" الشعوب التاريخية لفلسطين بأنها "النواة التي وفَّرت قيام الدولة الإسرائيلية"، ولهذا يعتبرهم "إسرائيليين بهذا المعنى"؛ أي إن القيمة التاريخية الوحيدة لهذه الشعوب هي أنها كانت "المقدِّمة اللازمة لقيام الأمة الإسرائيلية"[9] فقط لا غير.

هذا الاختزال الواضح والمُتعسِّف لهوية شعوب فلسطين اكتمل بخلع صفات شيطانية تُبرِّر الإبادة التاريخية لهذه الشعوب وتهميشها، وكما يقول "سخنيني" في دراسته التاريخية لأيديولوجيا الصهيونية، فالكتاب المقدس اليهودي لم ينكر وجود "الفلستيين" (Philistines) القدماء (هم أحد الشعوب الكنعانية القديمة ويُعتقد أن فلسطين سُمِّيت فيما بعد نسبة إليهم)، غير أنه أبادهم معنويا برسم صورة لهم مليئة بكل أنواع الشرور التي يمكن أن تلصق بأي قوم من الأقوام. وتلك الصورة امتدت بدورها إلى الثقافة الأوروبية المعاصرة، إذ أصبحت كلمة "فلستين" في لغاتها تحمل معاني تدل على الوحشية والدونية والجهل، حتى إن بعض المعاني القاموسية في اللغة الإنجليزية لكلمة "Philistine" صارت تعني "البليد، المبتذل، المتزمت، الذي تحركه القيم المادية بدلا من القيم العقلية، والعدول الذي ينتمي إلى طبقة محتقرة ويفتقد الأصالة والحساسية الأخلاقية"[10].

بحسب "سخنيني" فإن الكتاب المقدس اليهودي لم ينكر وجود "الفلستيين" (Philistines) القدماء، غير أنه أبادهم معنويا برسم صورة لهم مليئة بكل أنواع الشرور التي يمكن أن تلصق بأي قوم من الأقوام. (رويترز)

وصفت دراسة كندية لدائرة الجغرافيا بجامعة "ليثبريدج" الأمر قائلة: "إن الحط من وضع الفلستيين إلى وضع يفتقر إلى الحضارة هو أمر ينبغي اعتباره جريمة"[11]، والجريمة هنا تتمثل في استبدال تاريخ حقيقي لصالح آخر مزيف يستهدف إبادة الذاكرة التاريخية للأرض، وهو ما أكَّده "نايلز بيتر"، الأستاذ بدائرة الدراسات التوراتية بجامعة "كوبنهاغن"، قائلا: "الصورة الكتابية لإسرائيل القديمة غير صحيحة، وهي متناقضة مع أي صورة للمجتمع الفلسطيني القديم التي يمكن أن تؤسَّس على المصادر القديمة من فلسطين نفسها"[12].

هذا التشويه المتعمَّد للسكان التاريخيين لفلسطين، وبحسب الباحث البريطاني "كيث ويثلام"، أفرغ فلسطين القديمة من أي مضمون ومعنى، وأخرس التاريخ الفلسطيني القديم وفرض عليه الصمت[13]، وبهذا أصبح الفلسطينيون المعاصرون "كائنات خارج السياق التاريخي.. ولأنه لا تاريخ لهم، فليس لهم حاضر أيضا"[14]، وهذا عين التهويد الذي رغبته الحركة الصهيونية وبَنَت عليه ممارستها التالية في إبادة الذاكرة.

القدس وأورشليم

ومن تحريف التاريخ إلى غزو المكان، مارست الصهيونية عمليتها "المقدسة" لتجريف الهوية الفلسطينية وبسط النفوذ اليهودي على أرض فلسطين بأكملها، تلك الرقعة من الأرض التي لم تُسجِّل أيٌّ من الوثائق المادية اسما تاريخيا لها سوى اسمين: اسم "كنعان"، والأسماء المشتقة من جذر "بلست" التي تطورت إلى بلستين، ومن ثم فلسطين. وقد أقرَّ هذه الحقيقة كلٌّ من الكنعانيين والآشوريين والمصريين القدماء ومملكة ألالاخ في شمال سوريا والفينيقيين في لبنان والفرس الأخمينيين واليونانيين والرومان والعرب الذين ثبَّتوا لهذه الرقعة من الأرض اسم فلسطين، لكن الرواية اليهودية كان لها رأي آخر،[15] إذ أطلقت الروايات اللاهوتية اليهودية اسم "أرض العبرانيين" على فلسطين، وجعلتها أرض الميعاد والأرض المقدسة التي وجب تطهيرها من دناسة "الفلستييني" مع إقصاء اسم فلسطين من الذاكرة الجغرافية-التاريخية ليحل محلها اسم أرض إسرائيل[16].

البؤرة الاستيطانية "شمعون هتصديق" أقيمت في بيوت لأهالي حي الشيخ جراح (الجزيرة)

لاكتمال مهمة التزييف التاريخي جاء دور التزييف الجغرافي. بدأت أولى محاولات هذه المهمة -وفق ما ذكره "سخنيني"- مع رجل الدين البروتستانتي الأميركي "إدوارد روبنسون" وشريكه المبشر البروتستانتي "آلي سميث" اللذين أجريا جولتَيْ مسح أثري بفلسطين عامي 1838 و1852 بتكليف من "مجلس لجان الإرساليات الأجنبية" بالولايات المتحدة، وخلال الرحلتين سجَّل "روبنسون" ورفيقه نتاج رحلتهما بالتعرف على الجغرافيا الفلسطينية ولكن من منظور لاهوتي يتجاهل كل الحقائق التاريخية، بل ويلوي عنقها أيضا. فقد بحثا عن أقرب اسم توراتي لكل بلدة فلسطينية ثم ادَّعيا نسبتها إلى حقبة إسرائيلية، مهما كان التشابه تعسفيا. ومن ذلك مثلا قرية "يعاريم" التوراتية التي تعني "قرية الغابات"، والإصرار على نسبة اسمها إلى قرية "العنب" الفلسطينية، ومثلها قرية "سوكوه" التي نسبوا إليها قرية "شويكة" قرب طولكرم، إلخ[17].

على هذا النهج سارت الحركة الصهيونية في عبرنة وتهويد القرى والمدن الفلسطينية، وبدأ ذلك رسميا عام 1931 عندما أعلنت احتجاجها على قائمة الأسماء التي أعلنها الانتداب البريطاني للمواقع الجغرافية الفلسطينية؛ إذ راعى الانتداب اختيار صيغ عربية متعارف عليها، وهو ما لم يعجب المجلس القومي الصهيوني والجمعية اليهودية لاستكشاف فلسطين. ومن ثمَّ سعى "إسحاق بن تسفي"، رئيس اللجنة التنفيذية بالمجلس القومي الصهيوني، لتقديم مذكرة تفصيلية لسلطة الانتداب تضمَّنت تعديلات على الأسماء بما يتوافق مع الرواية اليهودية. ورغم رفض الانتداب للمذكرة -رغبة في احتواء الغضب العربي إبَّان الثورة الفلسطينية الكبرى- فإن هذا المسعى لم يمت، ودبَّت فيه الحياة مع إعلان تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، حين أنشأ رئيس وزرائها الأول "ديفيد بن جوريون" لجنة باسم "اللجنة الحكومية للأسماء"[18]، وأدلى بتصريحه الشهير في يونيو/حزيران 1949: "من إيلات -العقبة- عبر فضاءات وادي عربة.. من عين حصب.. إلى عين وهبه.. علينا أن نعطي أسماء عبرية لهذه الأماكن، أسماء تاريخية، وإن لم توجد فلتكن أسماء جديدة"[19].

خلال عام واحد، أطلقت اللجنة أسماء عبرية على 561 مَعْلما جغرافيا في النقب وحدها، وفي تقرير آخر أعلنت اللجنة عام 1956 أنها حوَّرت أسماء 113 موقعا جغرافيا آخرين لأسماء عبرية كتابية[20]. ووفقا لقائمة رسمية صدرت عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن نحو 500 موقع إسلامي قد اعتُبِرَت مواقع يهودية مقدسة[21]، فكانت المحصلة النهائية لمسيرة التهويد الجغرافية-التاريخية عبرنة نحو 7000 موقع فلسطيني، وأكثر من 1000 مستوطنة[22].

الصغار سينسون

ديفيد بن غوريون (مواقع التواصل الاجتماعي)

"علينا أن نفعل كل شيء لضمان ألا يعودوا (الفلسطينيون) أبدا.. كبار السن سيموتون، والصغار سينسون".

(ديفيد بن غوريون)

على الجانب الآخر من محاولات التجذُّر التاريخية المتعسِّفة، أتى الوجه الآخر لعملية التهويد وهو استهداف الأجيال الناشئة التي لم تعاصر النكبة ولم تسمع من آبائها روايات دير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها من جرائم الصهاينة، وهؤلاء هم هدف عملية التهويد الثاني كما بدا جليا في كلمات "بن غوريون ".

وفقا للباحث الفلسطيني "أوس داوود يعقوب"[23]، فإن حكومات الاحتلال الصهيوني أولت اهتماما كبيرا بقطاع التعليم بوصفه حلقة من حلقات تهويد القدس، وذلك عبر إجراءات عديدة لما تُسمَّى وزارة المعارف الإسرائيلية، بدأت بمجرد احتلال الصهاينة للمدينة عام 1967، حيث فُرِضَت سلطة الوزارة على جميع المدارس الحكومية ومديريات التعليم العربية بالقدس. وقد بدأت في الإلغاء النهائي للبرامج التعليمية الأردنية، لتحل محلها البرامج التعليمية المُطبَّقة في المدارس العربية الواقعة بالأراضي المحتلة عام 1948. وأضاف "يعقوب" أن السلطات سعت بعدها لفرض البرنامج التعليمي الإسرائيلي بصورة تدريجية، وذلك بإصدارها قانون الإشراف على المدارس رقم 5729 لعام 1969، الذي شمل الإشراف الكامل على كل المدارس بما فيها المدارس الخاصة بالطوائف الدينية والمدارس الأهلية.

لم تكن كل هذه الخطوات إلا تمهيدا للمرحلة الثانية من تهويد التاريخ التعليمي في أذهان الصغار، وقد ذكرت الباحثة الفلسطينية "ازدهار معتوق" أن عملية التهويد التعليمي جَرَت على قدم وساق لتجريف وعي الصغار في عدد من المدارس العربية القابعة تحت نفوذ الاحتلال؛ فحلَّ نشيد الاستقلال الإسرائيلي بدلا من النشيد الوطني الفلسطيني، وأضحت القدس في المناهج عاصمة لإسرائيل، وصارت حيفا ويافا من جُملة مدن إسرائيل الأصيلة، وتحوَّلت رموز العدوان والمجازر الإسرائيلية إلى شخصيات عامة وتاريخية، حتى إن ذكرى النكبة باتت عيدا للاستقلال[24].

امتدت مراحل التهويد فشملت تحريفا واسعا لمناهج التعليم، إذ حُذِفت جميع النصوص المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحق العودة والمستعمرات وهجرة الصهاينة إلى فلسطين، والحواجز، والانتفاضة، والقرى المدمرة، والنضال، وتنمية روح المقاومة والجهاد، وتمجيد الاستشهاد والأسرى، والتمسك بالأرض والوطن، وانتحال الأزياء الفلسطينية، وحوادث إحراق المسجد الأقصى، وغير ذلك، بل إنهم رفضوا حتى مصطلح "فلسطين التاريخية"[25]. ولم يسلم التعليم الديني من هذه الهجمة العبرانية، فجرى العمل على تغييب السور المتحدثة عن بني إسرائيل وفسادهم في الأرض، أو السور والآيات التي تحثُّ على القتال والجهاد، ليحل مكانها تدريس التوراة والأساطير اليهودية. وفي مادة الأدب العربي تم تحييد دراسة البطولات العربية بالشعر العربي لصالح الأدب الإسرائيلي الهولوكوستي. بينما قُسِّمت مادة التاريخ: نصف للتاريخ العربي كما يكتبه ويراه المؤرخون الإسرائيليون، والنصف الآخر للتاريخ العبري واليهودي[26].

لكن من الجدير بالذكر أن هذه العملية التهويدية واجهت -ولا تزال- كفاحا ورفضا كبيرا من القوى الفلسطينية والأهالي، لا سيما فيما يتعلق بمدارس القدس ومحاولات الاحتلال مساواتها بمدارس العرب داخل حدود 48. ومع هذا، كشف اتحاد أولياء أمور الطلبة في القدس أن بعض إدارات المدارس خضعت بالفعل لبلدية الاحتلال وقررت فتح صفوف تُدرِّس المنهج الإسرائيلي مع العام الدراسي الجديد 2022 ضمن ما يُعرف بنظام "البجروت"، وذلك تحت حُجة الحاجة إلى الحصول على تراخيص المؤسسات التعليمية[27]، إلى غير ذلك من الممارسات والتعسفات التي يطول تفصيلها.

تزداد حلقات التهويد ضيقا على الفلسطينيين إذن، إذ يحاول الكيان الصهيوني بشتى الطرق اختراع تاريخ يهودي لفلسطين واحتكار هذا التاريخ بكل صورة ممكنة. فهل يمكن أن تصمد المقاومة الفلسطينية الشعبية في وجه هذا التجريف الإسرائيلي للذاكرة الفلسطينية، ومحاولات التهويد والعبرنة للتاريخ والجغرافيا والوعي؟ يخبرنا الواقع أن الفلسطينيين لا تنثني عزائمهم، ويخبرنا التاريخ أيضا عن أشياء من هذا القبيل، لكنه لم يخبرنا يوما عن كيان اسمه إسرائيل، ووحدها الأيام ستخبرنا مَن يمكن أن ينتصر في الأخير، التاريخ الفلسطيني بصموده، أم الأسطورة الصهيونية بسلطانها.

______________________________________________________

المصادر:

المصدر : الجزيرة