شعار قسم ميدان

أكثر من مجرد صفقة.. البحث عن ليونيل ميسي في ميامي

غرفة اجتماعات في نيويورك، إضاءة خافتة، أوراق مبعثرة حول طاولة مستطيلة. كلاكيت؛ المشهد الأول، رجلان يتصافحان بحرارة بعد إتمام صفقة ما وإغلاق العقود. يقترب الكادر من أحدهما؛ وجه نصف مظلم ترتسم عليه ابتسامة خفيفة، إنه ليونيل ميسي، وقد وقّع لتوه عقود الانضمام إلى نادي "إنتر ميامي" الأميركي رسميا. (1)

الشائعات كانت سمة الأشهر الأخيرة في حياة اللاعب، ما بين العودة لبرشلونة، وسرديات متنوعة حول السبب الرئيسي لرحيله؛ ما بين لابورتا نفسه، والديون التي أثقلت كاهل النادي. لقد شعر بالإشباع بعد كأس العالم ولن يجد طائلا من الظهور بقميص أعياه الزمن كقميص برشلونة، لكنه سيعود، في الوقت ذاته، لبيته الأثير عاجلا أم آجلا.

رئيس نادي برشلونة الإسباني خوان لابورتا (Anadolu)

إليك هذه المعلومة؛ رحيل ماتيو أليماني عن النادي كان بسبب إصرار لابورتا على عودة الأرجنتيني. حسنا، لقد تراجع ماتيو أليماني عن الرحيل بعد وعود من لابورتا بعودة الأرجنتيني، لكن كيف وليو لا يرد على مهاتفات النادي من الأساس؟ (2)

ميسي هو الخائن في رواية لابورتا، ولابورتا هو الخائن في رواية أحدهم، والسعودية ربما تكون الوجهة الأنسب في الفترة الحالية. أكبر عقد في تاريخ المملكة، بل في تاريخ الرياضة، دوائر تتلو دوائر، وصراع ضخم بين مؤسسات صحفية بأكملها حول مستقبل مجهول، وفي نهاية الأمر؛ إنه هنا في الولايات المتحدة.

عودة في الزمن، مؤتمر صحفي في كتالونيا، العالم بأسره يترقب الحدث، يظهر ليو بوجه شاحب معلنا الرحيل عن إسبانيا بأكملها. لقد اتُّهِم مرارا أن أزياءه لا تليق بلاعب يعد أكثر شهرة من دول بأكملها، لذلك قرر الذهاب لمدينة الأزياء والموضة، باريس، حتى يصحح خطأ كاد أن يفتك به وبنا. (3)

العودة في الزمن (Flashback) طريقة يستعملها صناع السينما للوصول إلى نقطة معقدة في الحكاية؛ اللاعب البرازيلي رونالدينيو غاوتشو يحمل على ظهره شابا صغيرا ويطوف به أرجاء الكامب نو، قبل لحظات سجل هذا الصغير هدفه الأول بقميص الفريق. اسمه ليونيل أندريس ميسي، ويتنبأ له الجميع بمستقبل باهر. (4)

في حقيقة الأمر، هناك مشاهد أخرى طالتها يد الرقابة لأسباب خفية، مشاهد تجيب عن تساؤل يطرحه الجميع: ماذا حدث بالفعل؟ ربما سيُفرَج عن تلك المشاهد في المستقبل القريب، وربما تقرر سينما "زاوية" بوسط القاهرة أن تعرض نسخة مرممة من الفيلم كاملا. ليست لدينا معلومة أكيدة، لكن الأكيد أن زخم الأحداث قد ألهى المتابعين عن تساؤل لا يقل أهمية عن سابقيه: لماذا أميركا على وجه التحديد؟

العملية "بيكهام"

بالحديث عن الدراما والمشاهد السينمائية، هناك ثيمة تنتشر بشدة بين كتاب السيناريو تتعلق دائما بقصص الصعود، البطل الذي يبدأ من القاع ويصل إلى القمة بخطوات ثابتة، قدمها الكُتّاب كثيرا، وانطلاقا من المعطيات نفسها في غالب الأمر، لكنها ظلّت ذائعة الصيت، خاصة بين المجتمعات المهمشة، بوصفها تعبيرا واضحا عن أحلامهم المنشودة.

تمهل قليلا؛ فتلك الأحلام التي تبنيها الدراما في عقول المشاهد لا ترتبط بالضرورة مع ما يحدث على أرض الواقع، العالم ممتلئ بقصص النضال والعصامية بالفعل، لكنها قصص ترتبط جوهريا بظروف مجتمعية معينة، فليست كل النجاحات تتماس مع المهمشين بداهة، ولنا في قصة صعود نادي "إنتر ميامي" أدلة على ذلك.

تبدأ القصة في عام 2007 بقاعة مؤتمرات في لوس أنجلوس؛ قبل لحظات أعلن نادي "لوس أنجلوس غالاكسي" التعاقد مع ديفيد بيكهام بعقد يمتد لخمس سنوات، في خطوة ظنّها النقاد دخيلة على السياق، خاصة أن التعاقد تم بين العلامة التجارية الأشهر في عالم الرياضة، وبين بلد لا تتخطى كتلة مشجعي كرة القدم فيه 2% على أقصى تقدير، ويبلغ فيه متوسط الحضور في مباريات الدوري 20,000 متفرج فقط. لفهم الأمر بشكل أوضح؛ يكفي القول إن ملعب "سانتياغو برنابيو" يتسع لـ85 ألف متفرج، وبالطبع لسنا في حاجة إلى إثبات امتلائه كل مباراة. (5)

CARSON, CA - JULY 13: David Beckham poses with his new Galaxy jersey at the Home Depot Stadium where he was officially announced as a LA Galaxy Player at the Home Depot Stadium on July 13,2007 in Carson, California.(Photo by Stephen Dunn/Getty Images)
ديفيد بيكهام يقف مرتديًا قميص جالاكسي الجديد في ملعب هوم ديبوت حيث تم الإعلان عنه رسميًا كلاعب لوس أنجلوس جالاكسي. (غيتي)

ما زاد الطين بلة أن القوانين الأميركية قد حددت سقف الرواتب بمليونَيْ دولار، ما يعني أن بيكهام قد وافق بالفعل على تخفيض راتبه بنسبة 70%، وهو أمر ترك العامة في حيرة من أمرهم مرة أخرى؛ الصحفيون يهرولون نحو لوس أنجلوس للتأكد من صحة الخبر، الكل يتحدث، الكل يحلل، مشاهد مبعثرة هنا وهناك، وبيكهام يقف على الطرف الآخر وحيدا، ينظر بعيني صقر نحو هدف بعينه، ويضع يده على شرطين في العقد قد يحولان مبلغ الـ6.5 ملايين دولار قيمة التعاقد إلى أكثر من 500 مليون دولار في ضربة واحدة. (6)

نتحدث هنا عن "قاعدة بيكهام"، ونتوقع أنك لم تسمع بها من قبل، هو نظام وضعه الاتحاد الأميركي لإتمام التعاقد مع بيكهام خصوصا في ذلك الوقت، مع العمل على استقطاب اللاعبين البارزين فيما بعد، حيث سمح بالتعاقد مع لاعب واحد فقط خارج نطاق سقف الرواتب المتبع، متنفس يسمح للنادي بالحديث مع اللاعب حول تفاصيل مادية أكثر تعقيدا مثل الحصول على نسبة من مبيعات القميص، وهذا ما تم مع بيكهام بالضبط.

أما البند الثاني فيمكن اعتباره "أثر الفراشة" لما سيحدث بعد ذلك، جناح الفراشة الذي رفرف في لوس أنجلوس عام 2007، متسببا في إعصار ميامي عام 2023؛ إعطاء الحق لبيكهام في شراء "فريق" بسعر ثابت قدره 25 مليون دولار بعد الاعتزال -بهدف استقطابه- تسبب في الوصول لما نحن فيه الآن، وبعد اعتزال بيكهام بأيام قليلة أعلن في مؤتمر صحفي أنه المالك الجديد لفريق سيتم إنشاؤه في ولاية فلوريدا. (6)

ورغم أن الشعبية التي جلبها بيكهام للدوري عملت بالتتابع على زيادة العقود الخاصة بحقوق البث، وعملت أيضا على ارتفاع قيمة الأسهم بعد ضخ الاستثمارات والأموال، وهذا يعني زيادة لا مفر منها في أسعار الشراء، فإنه قام بدفع المبلغ المتفق عليه في العقد دون أي زيادة تفرضها مرور السنوات. إنها عجلة الرأسمالية التي تدور في اتجاهها الصحيح، وكما استطاع بيكهام الاستفادة منها في البداية في ملكية النادي، تعطّلت بسببها أحلامه أيضا ولو لبضع سنين.

رحلة صعود

"كان الانتظار لست سنوات أمرا مؤلما لمشجعي كرة القدم في ميامي وما حولها، لقد كاد بيكهام والمستثمرون أن ينسحبوا من الصفقة بالكامل".

(دون غاربر، مفوض "MLS")

فيلم "الكيت كات" لداوود عبد السيد، كان مقتبسا في الأصل من رواية "مالك الحزين" للكاتب إبراهيم أصلان. معلومة لها أهميّتها باعتبار أن "مالك الحزين" شخصيا، وهو اسم طائر بالمناسبة، قد اختير بوصفه تميمة حظّ أول قمصان الفريق الجديد بأجنحته البيضاء الخلّابة، كما شاهده المشجعون فرحا بفوز ناديهم في أولى المباريات أمام "أورلاندو سيتي" عام 2020. إنّ العجلة تدور بهدوء ودون مفاجآت ضخمة، والعالم الآن على أعتاب الدخول نحو مرحلة جديدة.

كان كلّ شيء يسير كما خطط له وبلا تجويدات، بداية من إجراء استفتاء عام 2018 بين سكان مدينة فلوريدا للتأكد من قبول المجتمع لفكرة ظهور ناد يعبر عنهم، وانتهاء بالكشف عن مشروع ملعب "Miami Freedom Park" على مساحة 160 فدانا، متضمنا ملعبا يتسع لـ28 ألف متفرج، وعددا من المتاجر والحدائق. (7)

الخطوة التالية كانت محاولة الدخول إلى معترك المنافسات -ولو بشكل ظاهريّ- حتى الانتهاء من تراخيص الملعب، والأمر كان ميسرا للغاية خاصة بعد تعيين "خوان كارلوس ميتشيا" و"فيكتور باستورا" مشرفيْن على قطاعات الناشئين، مع استقطاب أسماء أخرى أكثر أهمية مثل "كورت شميدت" من لوس أنجلوس غالاكسي و"نيكي بوداليك" من أورلاندو سيتي، لتصبح الأكاديمية جاهزة، بعد أشهر معدودة من تأسيسها عام 2019، للتحليق نحو كوريا الجنوبية والمشاركة في أولى البطولات. (8)

النادي يعلن التعاقد مع شركة "XBTO" راعيا رسميا للفريق ويفتح باب التكهنات حول نمط جديد من عقود الرعاية يمكنه تمويل صفقة ما، بعد أشهر قليلة يعلن النادي التعاقد مع ليونيل ميسي وتشتعل الإرهاصات مجددا دون انطفاء. هل تعلم ما أزمة الإنسان المعاصر؟ أنه لم يزل مقتنعا أن كل شيء يسير كما خطط له وبلا تجويدات.

أحد أسباب هذا الاعتقاد يأتي من احتفاظ الذاكرة تلقائيا بضروريات البقاء على قيد الحياة أكثر من غيرها؛ فبداية الحدث هي الأكثر أهمية لأنها تتنبأ بما سيحدث لاحقا، ونهايته هي الأكثر صلة بالأمر وبالتالي تساعدنا على النجاة، أما التفاصيل التي تتوسط الحدث فغالبا ما تمحوها الذاكرة طوعا، أو تتلاعب بها على حسب النتيجة النهائية. هذا ليس رأينا بالطبع، لكنه نتيجة دراسة نشرها عالم الأعصاب "بول كينغ" عام 2014، يتضح فيها أن العالم لا يسير طبقا لأهواء البشر، والأمور لا تحدث لأنك خططت جيدا فقط. (9)

عقارات مجددا

بالطبع هناك استدراك يصعب تجاهله، دراسة الجدوى التي أقرّها الملاك أثبتت -نظريا- أن النادي سيلعب أولى مبارياته عام 2017. أولى مباريات النادي الفعلية كانت في عام 2020. لا تقلق، فنحن في الولايات المتحدة الأميركية، وبما أننا لم نزل هنا فالأمر لا يعتمد على دراسات الجدوى فقط، بل يعتمد على بورصة العقارات أيضا.

لقد ظهر "فيل الغرفة" لبيكهام متمثلا في أحد شروط التعاقد؛ حيث وجب على صاحب الامتياز أن يتعهد بتأمين ملعب جديد جزءا من اتفاقية التوسع قبل الموافقة عليها. لم يلحظْ أحد ذلك الشرط رغم أهميته، وأثبتت الأيام أنه شرط شديد الصعوبة لتحقيقه. لقد انهارت خمس صفقات كاملة بسبب تعنت ملّاك الأراضي، والأزمات التي لحقت بالبورصة العقارية مع ظهور دونالد ترامب مرشحا رئاسيا، كما تغيرت ملكية النادي بالفعل لثلاث مجموعات مختلفة، وساءت الأمور لدرجة لا ينفع بعدها الندم.

استمرارية السعي تقتضي حتمية الوصول. وهذا ما دفع بيكهام للاستمرار في المحاولة قبل أن تأتي انفراجة في (يناير/كانون الثاني) 2018 بحصول خورخي ماس، أحد المساهمين، على خطة ملعب جديد قرب مطار ميامي الدولي، ليوافق الاتحاد على الامتياز رسميا، مع منحه اسم "Club "Internacional de Futbol Miami أو "Inter Miami CF". هل تتذكر حتمية الوصول؟ لا تعني بالضرورة أن الوصول سيكون بلا منغّصات.

طبقا لما نشرته صحيفة "Miami Herald"، فقد تبيّن لمفوضي المدينة في ليلة صيفيّة أن نسبة التلوث بالزرنيخ قد فاقت ضِعْف الحد القانوني في تلك الأرض، كما أكدت شركة "EE&G" المتخصصة في شؤون البيئة وجود مستويات من الباريوم والرصاص أعلى من الحد القانوني أيضا. (10)

عملية تنظيف الملعب قد يزيد ثمنها على 50 مليون دولار؛ ما يعني مزيدا من النفقات في وقت تعصف به الأزمات. الأميركيون ليسوا أهلا للتفاوض بالمناسبة، وأزمة كورونا توقف كرة القدم، وبالتالي تعلق المداخيل لحين إشعار آخر. أضف إلى ذلك بعض الأزمات السياسية التي يختلقها دونالد ترامب، وستجد أن الأحداث أصبحت مشاهد تتداعى في عقل بيكهام: الوضع أصبح في غاية السوء ويحتاج إلى ثورة حقيقية. الثورة ولدت في الأرجنتين، وتشي جيفارا كان أرجنتينيا، وكذلك دييغو مارادونا. وفي زمن كهذا، من أين له بأرجنتيني أفضل من البولغا لحمل شعلة التغيير؟

معذرة، فالأمر ليس بالرومانسية التي يبدو عليها. نحن لم نزل نتحدث عن علاقة استثمارية بين رجل أعمال إنجليزي وبين الحكومة الأميركية، وفي هذا الصدد لا مجال للحديث عن شبهة نضال واحدة، الحديث هنا يقتصر على الصفقات المريبة، وتهم مالية، ومعاملات تجارية وعقود، وضربات سياسية. نعم لقد قرأت الكلمة بشكل صحيح؛ إنها الضربات السياسية.

أكثر من مجرد صفقة

يعتمد المخرج السينمائي "يوسف شاهين" على طريقة معقدة في السرد، تبدأ بتجميع الخيوط الدرامية بما هي عليه من تعقيد في سلة واحدة دون تفكيكها، ثم محاولة تفكيكها واحدا واحدا، ويبدو أننا نتأثر بتلك الطريقة في اللحظة الحالية، لكننا سنكمل على المنوال نفسه رغم ذلك.

دعنا نحاول البحث عن الصفقة بطريقة مختلفة إذن، أو لنسرد بعض الحقائق أولا. منذ سنوات والمملكة العربية السعودية تبحث لنفسها عن مكانة رياضية عالمية، وبالطبع سيصبح ليونيل ميسي جزءا من خطط هذا المجد، وما إن هبت الأنباء من العاصمة الفرنسية محملة بالمشاحنات والصراعات بين ميسي وإدارة الفريق الباريسي، خاصة فيما يتعلق بتجديد التعاقد، حتى ألهم ذلك المملكة للتحرك سريعا لجلب ميسي، بعقد يمتد لثلاث سنوات، وراتب أساسيّ يقدر بـ550 مليون دولار سنويا. (11)

عرضٌ لا يمكن رفضه بكل تأكيد؛ لكن ميسي رفضه بكل بساطة، ولأنه في غالب الأمر لا يتحدث العربية، ولا يعرف أمثالها ودروبها وشعابها المتواترة عبر الزمن، قام بالتخلص من العصفور في يده سريعا، وجلس على قارعة الطريق متأهبا لسماع عرض آخر سينتزع آلاف العصافير من على شجرة واحدة، وعند تلك النقطة تحديدا سيبدأ اسم الولايات المتحدة في الظهور للمرة الأولى كمنافس للعروضِ السعودية.

براتب أساسي يُقدر بـ60 مليون يورو في الموسم الواحد، وعقد شراكة مع "Apple" قيمته 2.5 مليار دولار، وسلسلة أفلام وثائقية مع "Apple TV" ستجلب المزيد من الدخل، وجزء من أرباح الدوري في نهاية الموسم، وبالطبع لم ينس أحد تميمة الحظ؛ إمكانية شراء ناد في لاس فيجاس فور اعتزاله. (12) (13)

لقد ألقى الدوري الأميركي بأسلحته كاملة عبر هذا العرض، وحول الأمر إلى لعبة حياة أو موت دون مجال للخطأ والمناورة، وهذا ما يدفعنا للسؤال عن السبب. بالطبع هناك تفهّم لكونها السياسة الأميركية ذاتها منذ قصف اليابان، لكن تلك الهجمات الشرسة لا تحدثُ عادة إلا لسبب يتعلق بالبقاء والحروب، فهل كان في الأمر حرب خفية؟

لنكن أكثر إنصافا، الصراعاتُ الرياضية تحتاج عادة إلى قيادات تتصارع، وخطط واضحة للصراع، وشخصيات بعينها تتهم بعضها بعضا، وهو ما لا يحدث في تلك الحالة، وبعد وضع العوائد المادية الهائلة والمتبادلة بين الطرفين تحت الاعتبار، سيصبح الأمر أكثر إستحالة من الناحية المنطقية، بل ويمكن اعتباره نظرية مؤامرة واهية لا أساس لها من الصحة، لكن تغريدة نشرها الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث فيها عن أن ليونيل أصبح رجلا ذا مستقبل واعد، ستجعل للأمر أبعادا مختلفة، بل وأكثر صلة بالماضي الأميركي.

لقد حدث ذلك قديما بنفس الأسلوب، ولنفس الأسباب، بل وعبر نفس المناوشات الدولية أيضا، ولأنها السياسة الأميركية التي نعرفها جيدا، ستصبح الأسباب التي تحملنا إلى هذا الاعتقاد طويلة في الشرح، ولأن جذورها تضرب في عمق التاريخ، فلن يكفيها مقال واحد بالطبع، لذلك نعدك أن يكون لحديثنا بقية.

_________________________________________

المصادر:

المصدر : الجزيرة