شعار قسم ميدان

ما بعد الميركاتو.. هل انتهى عصر النجوم في الليغا؟

ميدان - عقد رونالدو مع اليوفنتوس

بلغ متوسط ​​إنفاق الأندية الإسبانية، في نافذة صيف 2017، 40.5 مليون دولار، في حين كان مُعدل الأندية الإنجليزية في الفترة نفسها ​​106.5 مليون دولار. تشير هذه الفروق بالتأكيد إلى صعوبة المنافسة مع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، فيما يخص الإنفاق على الانتقالات، على الأقل في الوقت الحالي. (13)

 

في الواقع، لقد تغيرت السياسة التحليلية للعبة كرة القدم في العصر الراهن. مع انتشار وسائل المعرفة المجانية للجمهور العام، بات تحليل أحداث 90 دقيقة يراها الجميع في اللحظة نفسها من أماكن متفرقة في العالم أمرا غير شائق بالمرة. تدفع تلك الحالة محللي اللعبة إلى تغيير القواعد. فتحوّلت عبقرية التحليل إلى التوقّع. فيتنبأ كل ذي شأن بأحداث المباراة التي من المفترض أن تبدأ بعد أيام أو بعد ساعات، ومن هنا يبدأ التقييم بتحليل جيد أو تحليل سيئ، وحسب توافق الناتج النهائي مع التوقع الأوّلي.

 

أخذَ التنبؤ -نفسُه- من العلماء مراحل طويلة من البحث ووضع الرؤى حوله، لكن يظل مفهومه عند "بيير لابلاس"، الفلكي الفرنسي، هو الأروع على الإطلاق: "قد نعتبر أن الحالة الراهنة للكون هي أثر ماضيها وسبب مستقبلها". (1) وعملا بالقواعد الجديدة للعبة التحليل، كان لزاما التحرك نحو مستقبل قطبي إسبانيا، بما أن الحالة الراهنة أصبحت مقروءة ومُفَسرة للجميع، أو على الأقل جفت فيها الصحف، لا سيما أن الأسباب تبدو في أغلب الأحيان واضحة ولا تحتاج إلى تعمُّق حاد من أجل الوصول إلى كبد الحقيقة.

 

وبهذا الصدد، فلا يوجد سؤال مُلح حول مستقبل هذين الناديين أكثر من مدى قابليتهما لاستقطاب لاعبي الفئة الممتازة. فبعدما كانا الأقرب دائما لجلب خيرة النجوم من كل بقاع الأرض، نجد أن فترات التعاقدات تمر في سلام تام، دون حتى مناوشات عن دفع مبالغ ضخمة لانضمام أسماء من فئة العيار الثقيل، فهل كانت حقبتهما زمنا وولّى؟

استغنى ريال مدريد عن نجمه الأبرز وهدافه التاريخي مقابل 120 مليون يورو، وبالأرقام الحالية يظهر ذلك المبلغ هزيلا، لا يتناسب مع نجم بقيمة رونالدو
استغنى ريال مدريد عن نجمه الأبرز وهدافه التاريخي مقابل 120 مليون يورو، وبالأرقام الحالية يظهر ذلك المبلغ هزيلا، لا يتناسب مع نجم بقيمة رونالدو

 

إيرادات بالحبر السري

الأمر وفقا لمعايير لابلاس يجب أن يمر بطرح الحالة الراهنة، والتي هي معروفة للجميع، ثم شرح أجزاء من الماضي، لنضع كل ما سبق كسبب للمستقبل المنتظر. وعليه نبدأ. في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2018، أصدر قطبا إسبانيا كشوف الحساب الخاصة بالعام المالي الذي انتهى في يونيو/حزيران من العام نفسه، والأرقام في هذا الصدد كانت تشير إلى نجاحات براقة نظريا، برشلونة مثلا أعلن عن إيرادات تساوي مليار يورو، كرقم إعجازي، وأعلن غريمه عن زيادة في الإيرادات لم تُحقق منذ عام 2000. (2)(3)

 

تلك الطريقة في عرض الميزانيات وكشوف الحساب بدائية للغاية، من أجل جذب انتباه الأعضاء ليس إلا، لذا يجب أن نضع هامشا كبيرا من التدليس أو على الأقل إخفاء الحقيقة، ذلك لأن الإدارة في كلا الناديين تسعى لجذب استحسان الأعضاء الممتازين الذين يحق لهم الحضور في الجمعية العمومية السنوية، لأنه دون موافقتهم على الميزانية الجديدة وكشف حساب العام المنصرم ربما ينتهي وجود الإدارتين من الأساس. لكن بالبحث يتضح أن الناديين في أزمة اقتصادية حقيقية حاولوا إخفاءها خلال تلك الكشوف.

 

في إقليم كتالونيا، ابتدع المجلس بندا جديدا يُضاف للإيرادات لا يُعتمد في الأندية الأخرى، وهو بند أرباح بيع اللاعبين. سبّب ذلك البند التفاوت الضخم بين كشف حساب العام الحالي وبين السنين السابقة، ولا داعي للإشارة إلى أن ارتفاع قيمة ذلك البند يعود إلى القيمة الفلكية لبيع "نيمار". لو تم خصم هذه القيمة سنجد أن صافي الربح في كشف الحساب لا يستحق الإعجاب إطلاقا، بالعكس. (الإيراد الحالي 914 مليون يورو، بدون ذلك البند يعود الإيراد إلى 700 مليون يورو تقريبا، العام السابق كان 648.3 مليون يورو، والأسبق كان 620.2 مليون يورو). (11)

 

الأمر في العاصمة لا يختلف كثيرا، استغنى ريال مدريد عن نجمه الأبرز وهدافه التاريخي مقابل 120 مليون يورو، (6) وبالأرقام الحالية يظهر ذلك المبلغ هزيلا، لا يتناسب مع نجم بقيمة رونالدو، لكن صعوبة المعادلة لم تكن في قدرة بيريز على التضحية بأكبر نجومه من عدمها، أو حتى في اختيار المقابل المناسب، بل في قدرته على الحفاظ عليه من الأساس.

 

ارتفاع قيم التذاكر في الدوري الإيطالي بنسبة 30% تقريبا منذ وصول البرتغالي إلى أراضيهم قد تزامن مع انخفاض عدد الحضور في
ارتفاع قيم التذاكر في الدوري الإيطالي بنسبة 30% تقريبا منذ وصول البرتغالي إلى أراضيهم قد تزامن مع انخفاض عدد الحضور في "بيرنابيو" إلى النسبة الأقل
 

دون بيع البرتغالي بهذا المبلغ إلى يوفنتوس، وإلى جانب التخلص من أجره السنوي البالغ 42 مليون يورو، وفقا لآخر تعاقد، فإن الناتج النهائي لكشف الحساب كان سيشير إلى خسارة تبلغ 87 مليون يورو بدلا من أرباح تُقدّر بـ43 مليون يورو. (5) فهل تبدل الوضع إلى إيجابي بعد عملية البيع؟ الحقيقة أنه غير ذلك. والأكيد أننا لن نحتاج إلى بحث لنتأكد أن قيمة ريال مدريد التسويقية قد انخفضت برحيله، وقد تأثرت بورصة إسبانيا بالكامل.

 

لكن ما يجب الإشارة إليه فعلا هو أن ارتفاع قيم التذاكر في الدوري الإيطالي بنسبة 30% تقريبا منذ وصول البرتغالي إلى أراضيهم قد تزامن مع انخفاض عدد الحضور في "بيرنابيو" إلى النسبة الأقل (48 ألف متفرج) منذ عام 2009، أي قبل أن يصل رونالدو إلى الملعب نفسه، ما يعني أن العوائد المنتظرة من تذاكر الملعب ستنخفض عن المعتاد طالما لم توجد نوعية النجوم المتوقعة في المستقبل. (7) (8)

بروتوكولات حكماء "الليغا"

أوضح كشف حساب الميرينغي وغريمه الأزلي وجود طريقة جديد لحساب صافي الدين في كل سنة مالية، وذلك ليتوافق مع "البروتوكول الجديد لرئيس الليغا". (9) تتكرر الجملة المريبة السابقة بديباجات مختلفة بين حين وآخر، يختارها الإداريون إذا ما احتاجوا إلى إخفاء موقف حرج جديد.

 

وفقا لذلك البروتوكول الجديد، باتت طريقة حساب صافي الدين مقتصرة فقط على الالتزامات طويلة وقصيرة الأجل والأصول المتداولة، مع تجنب -غريب وغير مفهوم- للالتزامات التي لا يُمكن تجنبها، مثل الرواتب المتراكمة، وهو ما وضع بند الديون عند كليهما في نقطة آمنة تجذب أسماع الأعضاء والجماهير أيضا. (9)

  

أعلن العملاق الكتالوني عن ضم الموهبة الهولندية
أعلن العملاق الكتالوني عن ضم الموهبة الهولندية "فرنكي دي يونغ" في انتقالات يناير/كانون الثاني 2019
 

بهذه الطريقة يظهر صافي ديون ريال مدريد بقيمة سالبة، أو سلبية كما يُطلق عليها محاسبيا، (-107 مليون يورو)، في حين كشفت حسابات برشلونة وجود قفزة واضحة في الديون لـ 157 مليون يورو فقط. الأدهى أن ذلك لم يتسبب فقط في صنع رقم جذاب لصافي الدين، لكنه أخفى في طياته مشكلة كبيرة تواجه كليهما. تدفع الإدارتان رواتب عامليها مرتين سنويا، الأولى في يناير/كانون الثاني، والثانية في يوليو/تموز، ما يعني أن الأول من يوليو/تموز في كل عام هو الموعد المنتظر للتخلص من كل الإيرادات التي جنتها إدارة برشلونة وريال مدريد، مهما كانت براقة أو خادعة.

 

على سبيل المثال، أعلن العملاق الكتالوني عن ضم الموهبة الهولندية "فرنكي دي يونغ" في انتقالات يناير/كانون الثاني 2019، على أن ينضم لصفوف الفريق في صيف العام نفسه، بأجر ثابت، بدون حساب الإضافات، 10 ملايين يورو، أي ما يزيد على أجر "بوسكيتس"، "فيدال"، "جوردي ألبا"، وحتى "جيرارد بيكيه"، الأكيد أنه أجر مبالغ فيه أُرغمت عليه الإدارة لإقناعه باختيارهم على حساب باريس سان جيرمان، لكنه ليس الأجر الوحيد الذي تُجبر عليه إدارة الناديين. (15)(16)

 

وبالعودة إلى صفقة رونالدو، فإن عملية استبداله التي تمت بـ"ماريانو دياز" تُقدّر بفوائد 96 مليون يورو، حيث تبلغ تكلفة ماريانو 20 مليون يورو، موزعة على خمس سنوات، مما يجعل تكلفته للعام الواحد 4 ملايين يورو فقط. وهو ما يعني رفع 130 مليون يورو من التكاليف الإجمالية الخاصة بالرواتب. (5)

 

لكن بالرغم من ذلك يوجد ريال مدريد في وصافة ترتيب الأندية الأعلى دفعا للرواتب حول العالم وفقا للتصنيف الصادر من مجلة "بيزنس إنسايدر" في الشهر الأخير من عام 2018. (4) يحجز برشلونة المركز الأول من القائمة نفسها، بمعدل 12.2 مليون يورو لكل لاعب. وهو ما يجعل الفريق الكتالوني يقفز 3 مراكز عن التصنيف السابق، بينما قفز ريال مدريد 8 مراكز دفعة واحدة. (4)

 undefined

تصدُّر الناديين لتصنيف كهذا، اعتدنا أن يتصدره فرق كرة السلة الأميركية بأجورهم الباهظة، يؤكد أن الأمور لا تسير بشكل منضبط فيما يخص التكاليف، حيث إن هذا المعدل من الأجور الذي يقدمان عليه لا يُنافسه أندية كرة قدم ولا حتى الإنجليزية، وإنه وحتى المركز الـ 10 لا يوجد أي فريق لكرة القدم عدا يوفنتوس، والذي ارتفع ترتيبه في هذه القائمة بعد إضافة راتب البرتغالي، حيث كان في المركز 32 في العام السابق. (4)

 

 ففي كشف الحساب الذي صدر بنهاية 2018، كان إجمالي أجور الرياضيين المدفوعة من إدارة "بلوغرانا" 520 مليون يورو، بتضخم قدره 119% عن أرقام عام 2011، (3) وكذلك نجد ريال مدريد لا يفوت فرصة لتخفيض قيم رواتبه، حتى لا يضطر للدخول في معاناة الاقتراض من أجل سداد الرواتب المستحقة. (اقترض ريال مدريد نحو 50 مليون يورو من الائتمان لهذا البند في كشف حساب 2016/17) (5) ولعلك تتعجب حين تعرف أن تكاليف التعاقد مع "لوبيتيغي" -بجانب كونه إسبانيا- كان الجاذب الأول في الصفقة، حيث كان أفضل خيار متاح يحقق أقل تكلفة. (9) (10) (حصل الإسباني على عقد 6 ملايين يورو سنويا، في حين كان راتب زيدان 8.2 ملايين يورو)

 

هذه الأجور لا تقدم لكليهما أدنى إضافة عدا أنهما يحافظان فقط على الصورة الإعلامية الباقية من الماضي، فمثلا يحصل "جاريث بيل" على 400 ألف يورو أسبوعيا مضافة على الخدمة الفندقية التي يحصل عليها في مشفى النادي كمصاب بين حين وآخر.

أثر ماضيها

إذن، يشير حاضر "لوس بلانكوس" و"بلوغرانا" إلى مشاكل مالية لا يمكن تجنبها بخطط قصيرة الأجل، أو دعنا نهون من الأمر قليلا، فهما في حالة غير مستقرة اقتصاديا. هذا طبعا بعيدا عن الإشارة إلى المشروع الذي يسعى الأول لدخوله وهو تجديد ملعب "سانتياغو بيرنابيو" وما قد يؤثر عليه مستقبلا،وكذلك حسبة الديون التي تعاني منها إدارة برشلونة، ومهما كانت غريبة.

 

إذا استمر الوضع، ستنخفض قيمة الكلاسيكو شيئا فشيئا، بالطبع لغياب رونالدو عامل مؤثر، لكن الأكثر تأثيرا هو غياب من يعوضه، وأيضا غياب الثقل في الكفة الأخرى من الميزان عند برشلونة. ولعل ذلك يُفسر سبب تغزُّل المعلق "حفيظ دراجي" في "ميسي" وهو على دكة البدلاء من مباراة الذهاب من كلاسيكو نصف نهائي كأس ملك إسبانيا لعام 2018، وفور مشاركته صار يتحسس كل لمسة له بالمدح مهما كانت سيئة، لأنه، في قرارة نفسه وباعتباره أحد أفراد الآلة الإعلامية، يعرف أنه لولا وجود "ليو" لما تمكنوا من بيع قمة سمع عنها عدد كبير من الجماهير في يوم المباراة نفسه أصلا، فماذا عند اعتزاله؟

 

وبالرغم من أن تخيل ذلك صعب لأسباب إعلانية وتسويقية بحتة، لكن لو حدث وتصادف موعد مباراتي ريال مدريد ضد برشلونة مع موعد مانشستر سيتي ضد ليفربول، فهل سيفكر الجمهور المحايد مرتين قبل أن يختار قمة الدوري الإنجليزي؟

 

الأكيد أن الماضي المؤثر في مستقبل قطبي إسبانيا مقترن بظهور قوى مانشستر سيتي ومواطنيها الإنجليز وأيضا بظهور قوة أخرى مثل باريس سان جيرمان، أو كما يُسمى صحفيا "نادي دولة قطر". فبغض النظر عن قوة الفرق الإسبانية المادية من عدمها، لن يتمكن أحد في المستقبل القريب من مضاهاة الفرق الإنجليزية في العوائد المادية، وبالتأكيد أنه لن يتمكن من مواجهة ميزانية دولة كاملة، خصوصا لو كانت دولة نفطية مثل قطر.

 

تعبث تلك الأندية بعداد الأرقام التي تُوضع في صفقات اللاعبين وبأريحية تامة. كانت إسبانيا -بقطبيها- في الماضي القريب هي الجاذب الأكبر لنجوم إنجلترا وفرنسا والبرتغال وألمانيا، وحتى إيطاليا، بعدما تنازلت الأخيرة عن لواء جنة كرة القدم. لكن الآن هناك عامل جذب أكبر في الوريث الأكبر لبريطانيا، حيث رواتب براقة ومنافسة محتدمة جماهيريا لنطاق لا يمكن تخيله، ما دامت الأرقام الخاصة بعقود البث والرعاية لا تتوقف عن ضخ الأموال في حسابات الأندية الإنجليزية.

 

شبكة
شبكة "سكاي سبورت" (مواقع التواصل)

يُشكّل الصراع الجماهيري الإنجليزي نقطة ربح مغرية لكل رؤوس الأموال، وعليه يتوقع مرصد كرة القدم أن يرتفع نسق الإنفاق في هذه المنطقة على مدار السنوات التالية. (12) (13) وذلك باقتراب توغل شركات مثل "غوغل، أمازون، فيسبوك، نتفيلكس، آبل" داخل المجال الكروي الإنجليزي، لأنها -ككيانات تجارية- قد وضعت الحالة الراهنة للكرة الإنجليزية وآثار ماضيها قيد الدراسة، فوجدت أنها الأرض الخصبة لتجارة المستقبل.

 

في الوقت الحالي، تدفع شبكة "سكاي سبورت" مبلغ 6.7 مليار دولار مقابل 168 مباراة في الموسم بعقد يمتد من 2016 إلى 2019، لكن من المتوقع أن يزيد ذلك الرقم إلى 10.8 مليار دولار، بعد التفكير في اقتراب ظهور سطوة تكنولوجية في البث وإذاعة المباريات على يد الشركات المذكورة. (13) الآن قد ظهرت كل العوامل: الحالة الراهنة، أثر الماضي عليها، وسبب المستقبل، فما الذي ينتظر طرفي الكلاسيكو في القريب العاجل؟

نحو مزيد من اليوفنتوس

تعيش إدارة ريال مدريد وبرشلونة الآن -محليا- سطوة تُشبه سطوة يوفنتوس. إذا ما نظرت إلى الكرة الإيطالية بعين التركيز، ستجد أنه من الطبيعي وصف الفريق الذي لا يزعزعه أحد من صدارة الدوري بالغنيّ، والأغنى من كل المُحيطين، لكنه خارج نطاق الدولة لا يُمكن مقارنته بأي قوة اقتصادية أخرى.

 undefined

يتمتع قطبا إسبانيا الأكبر بامتيازات حكومية لا تُضاهى داخل نطاق دولتهم، وجّه البرلمان الإسباني تساؤلات عدة منذ 2013 حول القيمة التي يدفعها الناديان للضرائب، حيث يعامل كلاهما ضريبيا على كونهما هيئات لا تهدف للربح. يضاف ذلك أيضا إلى كم الأموال الحكومية التي تُضخ في خزائن الأندية الإسبانية، وبالأخص في خزائن ريال مدريد وبرشلونة اللذين يستحوذان على 50% من عوائد البث في دولتهما بالفعل. (14) (15)

كانت هذه هي الأسباب التي تسببت في جعلهما على رأس الأندية الإسبانية بلا مُنازع، وكما كان هناك أسباب فرغت الأندية الإيطالية من قواها المادية، ولم يستطع أحد منع ذلك، وهو ما يجعلنا نُشاهد الآن يوفنتوس في المقدمة بلا منافسة، فالأكيد أننا لن نرى منافسة محلية لكليهما، لكن، ولأن الكون لا يمكنه أن يقف أمام الأسباب التي تحدد شكل المستقبل بلا أدنى شك، فالتنبؤ بالحالة المستقبلية لطرفي الكلاسيكو بات سهلا جدا.

 

يمكن للجميع التوقّع أن انتقال لاعبين بأرقام ضخمة إلى إسبانيا من أجل ارتداء قميص الميرنغي أو غريمه إنما هو شيء مُعقد في الظروف السابق شرحها، وأن إتمام هذه العملية يتطلب حالة من التمرد كالتي قام بها كوتينيو والتي يستعد هازارد لتقديم مثيلها لينال حق تحقيق حلمه كما حدث مع البرازيلي. في غير ذلك، فإن كانت الأندية التي تملك المواهب -الشحيحة- لن ترضى بنظام التقسيط أو كانت قادرة على كسر حالات التمرد عند لاعبيها، فإن حلم الانتقال إلى برشلونة وريال مدريد سيأخذ في الخفوت إلى الدرجات التي يصعب فعلا توقعها، ومهما امتلكنا من أرقام.

المصدر : الجزيرة