شعار قسم ميدان

إليك أفضل 10 أفلام علمية من الجزيرة الوثائقية في 2022

تحمل الأفلام الوثائقية العلمية أهمية كبيرة، فهي تقف في المنطقة الوسطى بين المعرفة العلمية بثقلها وبرودها، والإمتاع الفني بما يحمله من إبهار بصري وحبكات قصصية، ولذلك فهي تُناسِب قطاعا أعرض بشكل كبير من قطاع قراء الكتب الشعبية، التي تُمثِّل بدورها منطقة أوسع من قراء الكتب المتخصصة.

في 2022 أصدرت الجزيرة الوثائقية العديد من الأفلام الوثائقية الممتعة، في هذا التقرير قمنا في القسم العلمي بـ"ميدان" باختيار بعضها، مع شرط أساسي، وهو: أن تكون المنصة قد عرضت تلك الأفلام على قناتها في منصة "يوتيوب"، بحيث يمكن لك أن تشاهدها في أي وقت يناسبك. الانتهاء من هذه المجموعة في شهر أو اثنين مثلا يشبه أن تكون قد قرأت كتابين ممتعين، وهو استثمار جيد جدا لوقتك، نتحدث فقط عن حوالي 15 ساعة، هل تتخيل ذلك؟ إنه دعم معرفي كبير مقابل القليل نسبيا من الوقت.

صناعة الجهل

في هذا الفيلم نتعرف على "الأغنوتلوجيا"، وهي نطاق بحث فلسفي جديد نسبيا يتعلق بالكيفية التي يُبنَى بها الجهل بين الناس عن طريق التشكيك، لا سيما من خلال نشر بيانات علمية غير دقيقة أو مُضلِّلة لا تُكذِّب آراء العلماء، بل تجعلها فقط "احتمالية"، بشكل يؤثر على قرارات الناس السياسية. لا نتحدث هنا عن نظريات مؤامرة، ولكن على سبيل المثال، فنحن نعرف منذ الخمسينيات والستينيات أن التدخين ضار جدا بالصحة، لِم إذن تطلَّب الأمر كل ذلك الوقت حتى يصبح ذلك مُؤكَّدا؟ الأمر نفسه ينطبق على التغيُّر المناخي مثلا، فما الذي يؤخر اقتناع الناس بالعلم المُوثَّق؟ "روبرت بروكتور"، المؤرخ والأستاذ الجامعي الأميركي، قضى عقودا يبحث عن إجابة هذا السؤال، ليكتشف أنه مثلما تُصنَع المعرفة، فإن الجهل كذلك قابل لأن يُصنَع ويُنشَر بين الناس، لأغراض اقتصادية عادة.

نحن والفيروسات

لطالما اعتبرنا الفيروسات المنتشرة في كل مكان تهديدا، لكن الحقيقة أننا بحاجة ماسَّة إليها، حتى إن بعضها يُستخدَم علاجا لبعض الأمراض، هل تعرف "العاثيات"؟ هي فيروسات تغزو البكتيريا، وهي من أكثر الكائنات الحية شيوعا على سطح الأرض، تُوجَد منها مليارات في أمعاء الإنسان وتساعده في مكافحة البكتيريا الضارة فيه، الأطباء يستخدمونها حاليا لعلاج بعض التهابات المفاصل والكلى والعينين والحنجرة والأمعاء والجروح المتعلقة بمرض السكري… إلخ. في هذا الفيلم تتعرف الوجه الأبيض للفيروسات، بعد عامين تعرَّفنا فيهما -بشكل عملي مع الأسف- أضرار الفيروسات في حياتنا.

الثقوب الخارقة

أما هذا الفيلم، فيهتم بنوع خاص من الثقوب السوداء، وهي الثقوب السوداء العملاقة، تلك التي توجد في مركز المجرات ولا يعرف العلماء بعد سبب وجودها بشكل كامل، أو أسرار نشأتها، خاصة أننا نعرف أن الواحد منها تبلغ كتلته ملايين إلى مليارات الشموس، تلك الشمس التي تبلغ بدورها كتلة ألف أرض كالتي نعيش عليها! بالطبع يتطرَّق الفيلم للحدث الأهم خلال السنوات القليلة الفائتة، وهو التقاط أول صورة للثقب الأسود في التاريخ، فكيف التُقِطت تلك الصورة؟ وما الذي أزاحته من أسرار تلك الثقوب الخارقة؟

الخوارزميات

ما الخوارزميات؟ إذا لم تعرف إجابة هذا السؤال فنحن أمام مشكلة كبيرة، فهي تتحكم فيما تراه على "فيسبوك" و"إنستجرام" و"تويتر" من أشخاص ومنشورات، وحاليا تتدخل لاختيار الموظفين وتقييمهم، ولو تأملت قليلا لوجدت أنها تتدخل في كل شيء تقريبا بحياتك، وأنت لا تعرف أي شيء عنها. في هذا الفيلم الذي ينقسم إلى 4 أجزاء تجدها كاملة على قناة الجزيرة الوثائقية على "يوتيوب"، نلتقي بـ"أنجان سوندارام"، وهو مؤلف وصحفي وعالم رياضيات، يسافر حول العالم للقاء الأشخاص الذين يصممون رموز الخوارزميات، حيث نتعلم عن الآثار القوية للخوارزميات في حياتنا، وكيف يمكن أن يؤثر الأمر على مصير الدول وحرية الأفراد، هل الخوارزميات جيدة أم سيئة؟ أم هي مجرد أدوات أنشأناها لمساعدتنا على عيش حياة أفضل؟ هذا جزء مما سنكتشفه عندما يستكشف "أنجان" تأثير هذه الرموز في نظامنا العالمي الجديد.

رخويات ذكية

ثماني أذرع، صفان من الغدد الماصَّة، ثلاثة قلوب، وعدة أدمغة! البعض يُغيِّر لونه وشكله كما يشاء، والبعض يمتلك أسلحة فتاكة. الحبار أو الأخطبوط، حيوانات رخوة غريبة لا تتوقف عن مفاجأتنا، فهي تتكيف بسرعة مع التغيرات البيئية وتتغلب بسهولة على المخاطر التي تتسبب عادة في اختفاء الكائنات الأخرى، هذه التركيبة البيولوجية البديعة تستحق لا شك نظرة متعمقة، خاصة أن هذه الكائنات قد ازدهرت في العقود القليلة الفائتة، هذا الفيلم البديع بهدوئه وألوانه وموسيقاه اللطيفة يُقدِّم لك هذا العالم البهي الخطير.

وهم الأجسام الفضائية

في السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، بدأ طيارو الحلفاء في الإبلاغ عن أجسام غريبة تُحلِّق بجانب طائراتهم. هل كان هؤلاء الطيارون يهلوسون أم كانت هذه المشاهد حقيقية؟ تستكشف هذه السلسلة الأجسام الطائرة المجهولة من وقت الحرب العالمية الثانية على يدَي العالم المتمرس، الدكتور "ديفيد هول"، والذي يبحث وراء الأسباب والتفسيرات المحتملة لظهور تلك الأجسام، وبشكل خاص الجانب العسكري، طائرات التجسس وتكنولوجيا التخفي والطائرات المُوجَّهة عن بُعْد، والتي أسهمت جميعها في بناء أحد جوانب أسطورة الأطباق الطائرة. الفيلم يأتي في حلقتين، تجدهما على قناة "اليوتيوب" الخاصة بالجزيرة الوثائقية.

البحث عن نهاية الفضاء

هل لهذا الكون نهاية؟ وإذا كانت موجودة هناك بالخارج، فأين هي؟ يبدأ هذا الفيلم من الأرض لينطلق إلى الفضاء الواسع، فيُعلِمنا ببساطة وإبداع صِغَر حجمنا مقارنة بهذا الكون الفسيح، في الوقت نفسه ضخامة حجمنا مقارنة بالمكونات الأصغر لهذا الكون من ذرات، وهي نظرة أخذنا من التاريخ آلاف السنوات لنصل إليها، ويتبدى في النهاية أن ما تُطلِعنا عليه الفيزياء الحديثة، وبشكل خاص النظرية النسبية العامة لـ"ألبرت أينشتاين"، عن نهاية الكون ومركزه وما يقع خارجه، أغرب من أغرب خيالاتنا؛ لأن الكون ببساطة قد يكون بلا نهاية!

تاريخ السرعة

هذا هو واحد من أمتع الأفلام الوثائقية التي يمكن أن تشاهدها؛ لأنه يهتم بفحص تاريخ أحد المفاهيم التي أدهشت البشر على مدى تاريخهم الطويل خلال أكثر من 300 ألف سنة مضت؛ فأصابتهم بالهوس، فتمادوا قدر إمكانهم في تتبُّعها، وتطوّر ما بدأ في البحر كقارب بسيط بطيء، إلى صاروخ يفلت من الجاذبية الأرضية بسرعة 11.2 كيلومتر في كل ثانية! إنه تاريخ السرعة، ينقسم الوثائقي لأربعة أجزاء؛ كل منها مدته بين 40-50 دقيقة، تهتم بتاريخ البشر مع السرعة في 4 نطاقات: "الأرض، والسماء، والفضاء، والمحيطات"، الجميل في هذا النوع من تقديم التاريخ أنه يمزج العلم بالتقنية بالأفكار والعواطف الإنسانية، ومع الإمتاع البصري فإنه لا شك سيشدك لمتابعته حتى النهاية.

من وحي الفراشات

أما هذا الفيلم فيكشف حياة الفراشات وما تخبئه هذه الكائنات الصغيرة الجميلة من عبقرية وبراعة في الخلق ألهمت العلماء في اختراعات ثورية. يُقدَّر عدد فصائل الفراشات في العالم بـ160 ألف فصيلة تعيش في كل مكان بالكوكب، حرفيا كل مكان، من القطب الشمالي للغابات المطيرة على خط الاستواء للقطب الجنوبي، إنها كائنات يمكن أن نستخدم لفظة "قوية" لتوصيفها بدقة، تكيفت ببراعة مع محيطها عبر تاريخ طويل جدا، وتمكنت من البقاء على ضعفها الشديد البادي للحظة الأولى.

مناجم فضائية

حسنا، العالم في طريقه لنوع جديد من الاقتصاد الذي يتغذى على موارد الفضاء لا الأرض، والرحلة القادمة للقمر من قِبَل الولايات المتحدة الأميركية ليست فقط استكشافية، بل لها جانب يتعلق بما على القمر من ثروات. حاليا، يهتم فريق من علماء الفلك ورجال الاقتصاد بما يمكن أن نُحصِّله من معادن نادرة من الكويكبات التي تمر قريبا من الأرض، البلاتين مثلا، أو السكانديوم والإتريوم واللانثانيدات، تدخل تلك العناصر التي تحدَّثنا عنها في صناعة كل شيء تقريبا، بداية من البطاريات والإلكترونيات، وصولا إلى تكرير البترول وإنتاج الطاقة. في هذا الفيلم نتعرف كنوز الفضاء الثمينة التي تطمح بعض الدول بالفعل لحرثها قريبا، يقول الفيزيائي الأميركي الشهير "نيل ديجراس تايسون": إن أول "تريليونير" في العالم لن يكون ملكا من ملوك التكنولوجيا أو البرمجة، بل "مُعدِّن كويكبات"، فالخير في الفضاء أكبر بكثير مما يمكن أن تظن، وهناك دائما طُرُق ذكية لجلبه إلى الأرض أو الاستفادة منه بينما هو في مكانه. يُعلِمنا هذا الفيلم عن بعضها.

المصدر : الجزيرة