شعار قسم ميدان

المسيحية الصهيونية في الغرب.. لماذا بشَّر اليمين الأبيض بإسرائيل؟

كانت حادثة إحراق المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى المبارك في يوم الخميس 21 أغسطس/آب 1969 بواسطة السائح الأسترالي "دِنيس روهان" مفجعة للعالم الإسلامي ومفاجِئة للعالم بأسره، إذ لم يكن الشاب الذي ارتكب هذه الجريمة يهوديا صهيونيا، ولكنه كان ينتمي إلى الكنيسة الإنجيلية المسيحية، ووصف نفسه بأنه "مبعوث الرب" الذي على يديه سيُهدم المسجد الأقصى ويُعاد بناء الهيكل؛ ليخرج المسيح مُجددا في ظل مجتمع يهودي تماما كما خرج أول مرة قبل ألفي عام.

كان انتماء روهان المسيحي تذكيرا جديدا بأن فكرة عودة اليهود إلى أرض فلسطين ليست فكرة جديدة طرحتها الصهيونية اليهودية، ولكنها ذاعت قبل برنامج "بازِل" الذي دعا إلى وطن قومي لليهود في أرض فلسطين، وقبل كتاب "هرتزل" مؤسس الصهيونية نفسه بعنوان "الدولة اليهودية" بثلاثة قرون على الأقل، حين بدأت بعض مذاهب المسيحية البروتستانتية بالتبشير بأن المسيح سيعود مرة أخرى وسيظهر في بيت المقدس كما جاء أول مرة، لكن عودته مشروطة بعودة اليهود إلى أرض فلسطين.

وقد ولَّدت هذه النبوءات والأفكار تيارات وفِرَقا يمينية متشددة عملت على تسريع المجيء الثاني لليهود ودعمهم لاستيطان أرض فلسطين وإعادة بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى. وكانت هذه التيارات هي التي فجَّرت الحلم اليهودي كما أقرَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" نفسه في خطاب ألقاه سابقا بأحد المؤتمرات المسيحية الصهيونية. والمسيحية الصهيونية حركة دينية وسياسية ظهرت وانتشرت في بعض الأوساط البروتستانتية الإنجليزية المتطرفة، واستطاعت أن تجد أرضية مشتركة مع اليهود تقوم على دعم الحركة الصهيونية اليهودية بشتى الطرق من خلال الضغط على الحكومات الغربية وتوجيه الرأي العالمي لصالحها.

من "المسيح اليهودي" إلى "أكاذيب اليهود"

كتب "مارتن لوثر"، الراهب الألماني ورائد حركة الإصلاح الديني، الكثير من المؤلفات التي خدمت فكرته في الإصلاح الديني، ولعل كتابه "المسيح وُلِد يهوديا" من أهم الكتب التي دافع فيها عن اليهود، وأعاد نبش العقائد الدينية السابقة وبعث نبوءات العهد القديم بصورة لم يألفها المجتمع المسيحي حينذاك وخالفت أقوال الكنيسة بوضوح. وكانت كتب لوثر الأكثر مبيعا كما أخبرنا المؤرخ "ويل ديورانت"، ولم تُبع في المكتبات فقط، بل كان من الممكن أن يجدها الناس عند الباعة المتجولين. وقد صدرت كتبه في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا وإنجلترا عام 1519. ومن خلال التأليف والعمل في الجامعة استطاع "لوثر" التأثير وتغيير الكثير في نظرة المجتمع المسيحي لليهود، وجعل من العهد القديم مفتاحا للكشف عن الجذور اليهودية للمسيحية. وكانت هذه بداية نشأة تيار موالٍ لليهود في الفكر المسيحي لدى الحركات البروتستانتية على وجه الخصوص.

عكف لوثر على دراسة اللغة العبرية، ونادى بتحقيق مبادئ التوراة بإعادة اليهود إلى أرض فلسطين بعد اعتناقهم المسيحية، غير أن لوثر تحوَّل في نهاية حياته ضد اليهود وكتب كتابا آخر سمَّاه "أكاذيب اليهود" أو "اليهود وأكاذيبهم" دعا فيه إلى إحراق كنس اليهود وتدمير منازلهم ومنع الحاخامات من الوعظ والاستيلاء على أملاكهم، وذلك بعدما تيقن فشله في دعوة اليهود إلى مبادئ البروتستانتية كما كان يأمل، غير أن اليهود كانوا قد نجحوا في استغلال دعوته ومساهمته في رفع قيود الاضطهاد عنهم، واتخذوا منها منطلقا للتحرر من الاستعباد الكنسي ومن الاضطهاد الاجتماعي الأوروبي. هذا ولم يترك كتاب لوثر الأخير الانطباع القوي والانتشار الواسع الذي تركه كتابه الأول حينها؛ لا سيما أن اليهود حاربوا الكتاب وعملوا على إخفائه أكثر من أربعة قرون كما بيَّن ناشرو الكتاب في مقدمته.

تحوَّل لوثر في نهاية حياته ضد اليهود وكتب كتابا سمَّاه "اليهود وأكاذيبهم" دعا فيه إلى إحراق كنس اليهود وتدمير منازلهم ومنع الحاخامات من الوعظ والاستيلاء على أملاكهم. (مواقع التواصل)

ورغم اتهام لوثر بمعاداة السامية، وتحميله من قِبَل العديد من المؤرخين المسؤولية عن تطور معاداة السامية وظهور الأفكار النازية في ألمانيا، وُصفت مبادئ حركة الإصلاح الديني التي أشعلها لوثر وكالڤِن في نهاية المطاف بأنها بعث "عبري" أو "يهودي" تولَّدت عنه وجهة نظر جديدة عن الماضي والحاضر والمستقبل اليهودي. وقد روَّجت حركة الإصلاح لفكرة أن اليهود شعب مُختار، كما ساد اعتقاد بين البروتستانتيين أن اليهود المُشتَّتين حاليا سيتجمعون من جديد في فلسطين للإعداد لعودة المسيح المنتظر. وترى الحركة أن المسيحية امتداد لليهودية؛ ولذا دَعَت إلى دراسة العهد القديم وأعطت اللغة العبرية مكانة كبيرة باعتبارها اللسان المقدس، وصار العلماء المصلحون مضطرين لمعرفة العهد القديم بلغته الأصلية، وظهر تيار متشدد في البروتستانتية عُرف بـ"البيوريتان" أو "التطهيريين" شديد المحافظة على التقاليد العبرانية، وتميَّز باعتماده على "العهد القديم" واعتبره وحيا سماويا يغذي الفكر ويرشد نحو الصلاح، فالتزم بشريعته واستشهد بنصوصه. وكان الاتجاه العام للبيوريتان إحلال "العهد القديم" بتشريعاته وأخلاقياته وطقوسه مكان "العهد الجديد".

في عام 1649، وجَّه عالما اللاهوت البيوريتان "جوانا" و"ألينزر كارترايت" مذكرة إلى الحكومة البريطانية طالبا فيها بأن يكون للإنجليز شرف حمل أولاد وبنات بني إسرائيل على متن سفنهم إلى الأرض التي وعد الله بها أجدادهم. وتكمن أهمية هذه المذكرة في أنها تُعبِّر عن تحوُّل النظرة المسيحية للقدس من كونها أرض المسيح (التي قامت المعارك الصليبية لأجلها) إلى كونها وطنا لليهود، كما أنها تُشير إلى تحوُّل الإيمان بعودة المسيح التي تسبقها عودة اليهود إلى فلسطين بواسطة تدخل إلهي إلى الإيمان بأن العودتين يُمكن أن تتحققا بعمل بشري. ويُنبه المسيري إلى أن هذه أول مرة في تاريخ العالم المسيحي طُرح فيها مشروع بشري لإنجاز ما كان يُعتقد حتى ذلك الوقت أنه أمر سيحدث بتدخل العناية الإلهية. وقد تمددت هذه الأفكار الجديدة للحركة الإصلاحية في مختلف مناطق أوروبا وأهمها إنجلترا بعد أن تحوَّلت عن الكاثوليكية، حيث أُقيمت أهم جمعية صهيونية مسيحية في لندن لنشر المسيحية بين اليهود الإنجليز ويهود الدولة العثمانية عام 1809.

نبوءاتُ البروتستانتية

هناك ملايين الأميركيين يجمعون أموالا طائلة لإعادة بناء الهيكل.

حملت البروتستانتية في أيديولوجيتها نبوءات ساعدت على رواجها ودفع الحمية في قلوب المؤمنين المسيحيين واليهود على السواء، فقد أفرزت حركة الإصلاح الديني عقلية مفتونة بالأخرويات ونهاية الزمان، حتى عُدَّت حركة الإصلاح نفسها أحد إرهاصات آخر الزمان، وقد ساعد على انتشار هذه النبواءت الحروب الطاحنة التي عاشتها أوروبا لعدة قرون، والاضطهادات التي عانى منها أتباع الفِرَق البروتستانتية. أما عن النبواءات التي روَّجتها البروتستانتية فأولها هي نبوءة أرض الميعاد وشعبُ الله المختار، والتي تُعَدُّ هذه النبوءة مصدرا للنبوءات الأخرى التي ستحدث في الأرض الموعودة، وقد أيَّدت هذه النبوءة مزاعم اليهود بوصفهم شعب الله المختار.

أما النبوءة الثانية فتُعرف بنبوءة الحكم الألفي، وتُبشِّر بأن المسيح المخلص سيعود ليحكم العالم لمدة ألف عام يسود فيها السلام والعدل في مجتمع الإنسان والحيوان. ويُلاحِظ المسيري أن المسيح الذي يعود هذه المرة ليس مسيح الأناجيل المعروف لدينا، وإنما مسيح عسكري يجيء راكبا حصانا أبيض وعيناه كلهيب نار ومتسربل بثوب مغموس بدم ومن فمه يخرج سيف ماضٍ لكي يضرب به الأمم. وجاءت البروتستانتية بهذه النبوءة لالتزامها بالتفسير الحرفي للعهد القديم، في حين أن الكنيسة الكاثوليكية رفضت مثل هذه التفسيرات ورأت أن المسيحية بمنزلة إسرائيل الجديدة لأن اليهود رفضوا المسيح ثم صلبوه.

بعد ذلك تأتي النبوءة الثالثة وهي بناء الهيكل. في جولة سياحية للكاتبة والصحفية الأميركية "غريس هالسل" في فلسطين أشارت إلى ما أخبرها به المرشد السياحي وهو يُشير إلى قبة الصخرة والمسجد الأقصى حيث قال: "هناك سنبني الهيكل الثالث. لقد أُعِدَّت كل الخطط اللازمة للهيكل، حتى إن مواد البناء قد أصبحت جاهزة". وقد تبنَّت الحركة المسيحية الصهيونية عقيدة بناء الهيكل بناء على نصوص توراتية وتلمودية، في حين أن المسيحية تحرم بناء الهيكل. ونجد أن هناك ملايين الأميركيين يجمعون أموالا طائلة لإعادة بناء الهيكل، وتحصل الحركة المسيحية الصهيونية في القدس على تبرعات من نيوزلندا وأميركا وأستراليا وهولندا، وهي تُستخدم لإزالة الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.

وأخيرا نأتي إلى معركة هرمجدون. هرمجدون كلمة مكونة من مقطعين: "هار" بمعنى جبل، و"مجدو" (مجيدو) اسم مدينة فلسطينية قديمة. ويؤمن المسيحيون اليمينيون بأن معركة فاصلة ستجري على هذا الموقع بينهم وبين قوى الشر، وسيحارب فيها المسيح وسيستطيع حينها أن ينتصر على أعدائه ويحكم الأرض لألف عام كما ذكرنا. ولا يؤمن اليهود بهذه المعركة لعدم ورودها في التوراة، غير أنهم يؤمنون بجزئيات وأحداث قريبة من تفاصيلها، واليهود في فلسطين اليوم يسمحون بزيارة عشرات الآلاف من السياح المسيحيين لسهل مجيدو بما يخدم تطلعاتهم بالدعم العالمي لهم ويرجع عليهم بثروة اقتصادية هائلة.

أميركا والصهيونية

عند تيارات يمينية عديدة بالولايات المتحدة إذن، لا تُمثِّل كلمة "إسرائيل" مجرد اصطلاح سياسي بقدر ما هي رمز خطابي ديني يمكن من خلاله التأثير على الرأي العام الأميركي. وقد تخطى سياسيون جمهوريون كثيرون حاجز الديني والسياسي ليُشكِّلوا رؤية واضحة بأن "إسرائيل" تُجسِّد رؤيتهم لنهاية التاريخ وآية لاقتراب الوعد الإلهي. وتسيطر الحركة المسيحية الأصولية على الكثير من شبكات ومحطات الكنيسة المرئية والمسموعة، وبذلك تمارس الكنائس ذات التوجه الأصولي في أميركا دورا لا يُستهان به في السياسة، ولا يزال إلى يومنا هذا.

كان المهاجرون البروتستانت من أوائل المُنتقلين إلى قارة أميركا، وشكَّلوا الحياة السياسية والثقافية الأميركية في مهدها؛ حيث راج بين بعضهم تشبيه الأحوال التي مروا بها من اضطهاد وطرد وتعذيب بحالة العبرانيين الواردة في العهد القديم الذي تمسَّكوا بحرفيته، ومن ثمَّ باتت أميركا بالنسبة إليهم بمنزلة "كنعان" فروا إليها بحثا عن ملاذ جديد. وعندما تاهت جماعة من طائفة المورمون في الصحراء الأميركية شبَّهت التيه الذي وقعت فيه بالتيه الذي تعرَّض له بنو إسرائيل في صحراء سيناء. وقد شبَّهوا ملك بريطانيا "جيمس الأول" الذي اضطهدهم بفرعون، وبذل المهاجرون البروتستانت جهدا طويلا لنشر أسطورة مفادها أن الهنود الحمر هم الكنعانيون الذين تجب محاربتهم.

تأثر الرئيس الأميركي "وودرو ويلسون" بالأفكار الصهيونية، واعتقد بأنه أُعطي فرصة لخدمة إرادة الرب في تحقيق وعده لليهود. وكان الرأي العام الأميركي مؤيدا لوعد بلفور.

أعطى هؤلاء المهاجرون أبناءهم أسماء يهودية من قصص التوراة، مثل: سارة وأليعازر وأبراهام وموسى، حتى إنهم سمّوا مدنا بأسماء عبرية مثل حبرون وصهيون وسالم وعدن وبيت لحم وكنعان. ولعبت اللغة العبرية دورا مهما في المستوطنات الأميركية الأولى، بل إن أول كتاب نُشر في العالم الجديد هو سفر المزامير عام 1640 ثم كتاب النحو العبري عام 1735. وفي سنوات لاحقة قام الرحالة الأميركيون والحجاج بزيارات لفلسطين وذلك للإبقاء على روح وشاعرية القصص التوراتية، وفي عام 1814 قال "جون ماكدونالد" راعي الكنيسة المسيحية في مدينة "ألباني" بوجوب عودة اليهود إلى فلسطين، وإن الولايات المتحدة يجب أن تقودهم إلى ذلك.

كان هدف القس "ورد جريسون"، قنصل أميركا في القدس، إقامة وطن يهودي في فلسطين، وتجدر الإشارة إلى أنه عندما هاجر إلى فلسطين اعتنق اليهودية، وأنشأ مستوطنة زراعية ووطَّن فيها أميركيين يهودا وإنجيليين. بالإضافة إلى الحجاج والرحالة، أخرجت الكنائس البروتستانتية رؤساء يجسدون الحالة الصهيونية المسيحية، على سبيل المثال تعاطف الرئيس الأميركي "هاري ترومان" مع اليهود، وبحسب مستشاره "كلارك كليفورد" فإن اعترافه "بإسرائيل" نشأ عن اهتمامه الإنساني بشعب تحمَّل المعاناة طويلا.

أما الرئيس الأميركي "وودرو ويلسون" فتأثر أيضا بالأفكار الصهيونية، واعتقد بأنه أُعطي فرصة لخدمة إرادة الرب في تحقيق وعده لليهود. وكان الرأي العام الأميركي مؤيدا لوعد بلفور، ولم توجد أصوات معارضة له إلا عند اليهود المعارضين للصهيونية. وأيَّد الكونغرس الوعد تأييدا قاطعا، ولم يختلف عليه الجمهوريون والديمقراطيون. وتُشير "رِجينا الشريف" في كتابها "الصهيونية غير اليهودية" بأن المجلس لم يكتفِ بالتصويت، بل أتت إجاباته صهيونية بالأسلوب والمضمون، إذ استشهد كثير من أعضائه بالعهد القديم واقتبسوا من النبوءات التوراتية في وعد الرب بعودة اليهود إلى أرض فلسطين.

جاء "دونالد ترامب" وعلاقته الوثيقة باللوبي الإسرائيلي اليميني والحركة الصهيونية، إذ تصاعدت مع رئاسته أفكار الأصوليين ومعتقداتهم، وقدَّم لليهود الكثير من التنازلات.

من جهته، ضغط الرئيس الأميركي "فرانكلين روزفلت" على بريطانيا لإلغاء الكتاب الأبيض عام 1939، الذي نص على تحديد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، معتبرا أن القرار ضد إرادة الله وتعطيل للنبوءات المقدسة. وفي عام 1952 تضاعف معدل المساعدات الأميركية لإسرائيل، وحظرت أميركا بيع الأسلحة للعرب، وحاولت إقناع الدول العربية بالتفاوض مع الدولة العبرية الجديدة. وفي السبعينيات، أكَّد الرئيس "جيمي كارتر" في خطاب له أمام الكنيست "الإسرائيلي" أن علاقة أميركا بإسرائيل علاقة خاصة متأصلة في أخلاق ومعتقدات الشعب الأميركي، ورأى أن إنجاز دولة إسرائيل إنجاز للنبوءة التوراتية وجوهرها.

ثم في مطلع الألفية مع رواج أفكار المحافظين الجدد شديدة التأثر بالمسيحية الصهيونية، رأى "جورج بوش" الابن أنه ينفذ إرادة الرب بـ"حروبه الصليبية"، وبرَّر سياسته بغطاء ديني، وبدا مقتنعا تماما بأن رئاسته خطة إلهية في لحظة شديدة خطرة وحساسة من تاريخ البشر. وأخيرا جاء "دونالد ترامب" وعلاقته الوثيقة باللوبي الإسرائيلي اليميني والحركة الصهيونية، إذ تصاعدت مع رئاسته أفكار الأصوليين ومعتقداتهم، وقدَّم لليهود الكثير من التنازلات منها الاعتراف بالقدس عاصمة "لإسرائيل" على عكس الموقف الأميركي الرسمي المُعتاد، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن.

لقد استطاعت الحركة اليمينية التي انتشرت في بعض صفوف المسيحية البروتستانتية أن تعكس نبوءاتها على السياسة الأميركية وتحرك الرأي العام تجاه هذه النبوءات، واستطاع صناع القرار أن يستغلوا هذا الشعور الديني بما يخدم أيديولوجيتهم وسياستهم بصورة تجاوزت الحد الفاصل بين الديني والسياسي، ولا تزال قطاعات لا بأس بها من اليمين المسيحي في الولايات المتحدة ترى في "إسرائيل" تحقيقا للوعد الإلهي بالفعل، وصورة من صور آخر الزمان التي تُعجِّل بمجيء المسيح.

____________________________________

المصادر والمراجع:

  1. فاخر شريتح، المسيحية الصهيونية، 2005، الجامعة الإسلامية: غزة.
  2. محمد السماك، الأصولية الإنجيلية،ط1، 1991، مركز دراسات العالم الإسلامي،
  3. يوسف الحسن، البعد الديني في السياسة الأميركية، ط1، 1990، مركز دراسات الوحدة: بيروت.
  4. ريجينا الشريف، الصهيونية غير اليهودية، 1985، عالم المعرفة: الكويت.
  5. راجح السباتين، المسيحية البروتستانتية وعلاقتها بالصهيونية في الولايات المتحدة، 2007، الجامعة الأردنية.
  6. جون جي.مرشايمر وستفن إم.والت، أميركا المختطفة، ط1، 2006، العبيكان: الرياض.
  7. عادل المعلم، الأصولية المسيحية في أميركا والرئيس الذي استدعاه الله، مكتبة الشروق.
المصدر : الجزيرة