شعار قسم ميدان

من التهميش إلى الحلم الأميركي.. كل ما تود معرفته عن جوائز أوسكار 2023

الأحلام قابلة للتحقق، والزمن كفيل بمصالحة هزائمنا ولو بعد حين. ربما يمكننا استخدام العبارتين السابقتين لتأطير ليلة احتفالية جوائز الأوسكار في دورتها الخامسة والتسعين، وعلى الرغم من كونها عبارات تبدو "معلبة" وتقليدية، فإنها تحمل نوعا من الصدق لا يمكننا تجاهله.

هذا ما أثبتته ليلة الأوسكار التي شاء القدر أن تتحقق فيها أحلام الممثلين الأربعة الفائزين بفئات التمثيل، حيث جاوزوا جميعا عمر الخمسين، وكان هذا أيضا هو ترشيحهم الأول، وذلك على اختلاف مسيراتهم وتنوعها في مصادفة أثارت التأمل. ثلاثة من هؤلاء هم أبطال فيلم "Everything Everywhere All at once"، وهو الحصان الرابح لهذا العام بلا منازع بعد تمكُّنه من انتزاع سبع جوائز أوسكار كاملة، في إنجاز نادر.

ميشيل يوه.. صناعة تاريخ الأوسكار

لقطات شاشة لمقال بعنوان "مضى عقدين على آخر مرة فازت امرأة غير بيضاء بأوسكار أفضل ممثلة.. هل يتغير ذلك في 2023؟" نشرته الممثلة ميشيل يوه على حسابها الشخصي. (مواقع التواصل)

يوم الثلاثاء الماضي (آخر أيام التصويت)، نشرت الممثلة ميشيل يوه على حسابها الشخصي لقطات شاشة لمقال بعنوان "مضى عقدين على آخر مرة فازت امرأة غير بيضاء بأوسكار أفضل ممثلة.. هل يتغير ذلك في 2023؟"، وفي إحدى فقراته يقارن المقال بينها وبين منافستها المرشحة بقوة كيت بلانشيت، مشيرا إلى أن كيت بلانشيت سبق أن فازت بالأوسكار مرتين بالفعل. واجه هذا المنشور بعض الانتقادات من متابعي يوه، ما دفعها إلى حذفه، لكن يبدو أن السؤال ظل مطروحا بقوة، هل تنتصر الأوسكار للتنوع والشمولية؟

ميشيل يوه (رويترز)

لم يتأخر علينا الجواب طويلا، حيث تمكنت ميشيل يوه بالفعل من تحقيق الفوز واقتناص جائزة الأوسكار وهي في عمر الستين، وقد وصفت الأكاديمية فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن دور رئيسي بأنها "تصنع تاريخ الأوسكار"، حتى وإن بدا أن الأكاديمية تُعيد تحسين صورتها بشكل أو بآخر نظرا لكمِّ الانتقادات المتعلقة بالعنصرية التي واجهت الجائزة خلال السنوات الماضية.

بدوره، كان تقديم هالي بيري لجائزة أفضل ممثلة ذا دلالة بالغة، حيث كانت الأخيرة أول ممثلة ملونة تفوز بالجائزة في عام 2001، وها هي تقدمها إلى ثاني امرأة ملونة وأول امرأة آسيوية تفوز بها. ولكن بغض النظر عن هذه الاعتبارات، لا يمكننا تجاهل القيمة العاطفية لفوز ميشيل يوه بالجائزة، وقد جاء خطابها شديد الوعي والحساسية بقيمة هذا الفوز في صناعة لا يمكن إنكار مدى تعاليها وعنصريتها، فقالت إنها توجه خطابها لكل الأولاد والبنات الذين يشبهونها ويتابعون الحفل الليلة، ما حدث هو دلالة على أن الأحلام الكبيرة قابلة للتحقيق.

كي هوي كوان.. من قارب صغير إلى الحلم الأميركي

كي هوي كوان من فيلم "The Goonies" عام 1985. (مواقع التواصل)

في عمر السابعة تقريبا، اضطر الطفل الصغير كي هوي كوان إلى الهجرة من فيتنام على متن قارب صغير، ليستقر به الحال لنحو عام في أحد مخيمات اللاجئين في هونغ كونغ مع والده، قبل أن يتمكن من الوصول أخيرا إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1979 في تجربة شديدة القسوة، تركت بصمة واضحة على طفولته وحياته بأكملها.

لاحقا في عمر الثانية عشرة، قادته المصادفة وحدها لبدء مسيرته في هوليوود، عبر اثنين من أنجح أفلام ثمانينيات القرن الماضي، هما "Temple of Doom" عام 1984، و"The Goonies" عام 1985. ظن كوان الطفل أن النجومية ستطاوعه، لكن لسوء الحظ حالت حقيقة كونه آسيويًّا بينه وبين المزيد من فرص التمثيل، وهو ما علَّق عليه في أحد الحوارات الصحفية قائلا: "من الصعب دائما الانتقال من ممثل طفل إلى ممثل بالغ، ولكن عندما تكون آسيويًّا، يكون الأمر أكثر صعوبة بـ100 مرة"، وهو ما جعله يتخلى عن التمثيل لفترة طويلة مكتفيا بالعمل خلف الكاميرات.

كي هوي كوان (رويترز)

ظل الأمر كذلك إلى أن جاءت عودته مرة أخرى بعد أن تجاوز الخمسين من عمره، عبر ذلك الفيلم الذي بدا وكأنه مغامرة جديدة لم يكن يتوقع للوهلة الأولى أنها ستقوده للفوز بأوسكار أفضل ممثل مساعد، ليحقق حلمه أخيرا، ويعزز سردية الحلم الأميركي، وهو ما أشار إليه في خطابه: "يقولون إن مثل هذه القصص تحدث فقط في الأفلام.. لا أصدق أن ذلك يحدث لي، هذا هو الحلم الأميركي".

يشترك كلٌّ من كي هوي كوان وميشيل يوه إذن في معاناتهما من محدودية الأدوار بسبب كونهما من أصول آسيوية، ويمكننا وصف معاناة يوه بالمزدوجة نظرا لكونها امرأة تجاوزت منتصف العمر، مما يزيد من ندرة الأدوار المناسبة لها.

جيمي لي كورتيس.. ابنة النجوم تبلغ المجد بعد الستين

جيمي لي كورتيس (رويترز)

على العكس من ميشيل يوه وكي هوي كوان، لم تُعانِ جيمي لي كورتيس التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم ذاته من نقص الأدوار، وقد شاركت في نحو ثمانين عملا، لكن هذا هو ترشيحها الأول للأوسكار، وقد جاء وهي في عمر الرابعة والستين.

في خطاب قبولها للجائزة أشارت جيمي لي كورتيس إلى معاناة من نوع آخر، فلطالما اتُّهِمت بدخولها للمجال الفني عن طريق الوساطة، نظرا لكونها ابنة لممثلين هما توني كورتيس وجانيت لي، وكلاهما ترشح من قبل لجوائز الأوسكار دون أن يتمكَّن من الفوز بها، لسنوات تمتد منذ عام 1977 ظلت جيمي لي كورتيس تعاني في سعي حثيث لإثبات موهبتها وجدارتها، حتى تمكنت أخيرا من تتويج تلك المسيرة بفوزها بالجائزة.

بريندان فريزر.. عودة الحوت بعد الغياب

بريندان فريزر (رويترز)

وفي سياق الأحلام التي تأتي بعد طول انتظار، يمكننا الحديث أيضا عن فوز برندان فريزر بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "The Whale"، وهي جائزة يمكن اعتبارها بمنزلة ترضية متأخرة بعد سنوات من الابتعاد عن الأضواء، وهو ما أثار انفعال فريزر على خشبة المسرح، حيث قام بتقبيل تمثال الجائزة باكيا، وشكر المخرج دارين أرنوفوسكي الذي منحه ما وصفه بـ"حبل النجاة".

كان بريندان فريزر قد اشتهر في تسعينيات القرن الماضي بوصفه واحدا من نجوم هوليوود الأنجح، لكن مسيرة نجوميته تعرضت لبعض العثرات والتحديات، بداية بإصابات تعرض لها أثناء تصوير بعض أعماله، مما دفعه لإجراء عمليات جراحية في كلٍّ من العمود الفقري والركبة والأحبال الصوتية، مرورا بانهيار زواجه وما تبعه من معارك قانونية، وأخيرا باتهامه فيليب بيرك الرئيس السابق لـ"رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية" (Hollywood Foreign Press Association)، المسؤولة عن جوائز الغولدن غلوب، بالتحرش الجنسي.

كل هذه الأمور المتتابعة أدت إلى انعزال فريزر عن الأضواء، وابتعد عن الأدوار الرئيسية حتى واتته الفرصة من جديد في فيلم "The Whale"، الذي أدى فيه دور أستاذ الأدب الإنجليزي المنعزل الذي يعاني من السمنة المفرطة ويحاول أن يعيد الاتصال بابنته، ليتمكَّن من الصعود على خشبة مسرح الأوسكار بعد سنوات طويلة من الانتظار. ولم تكن هذه الجائزة الوحيدة التي حصل عليها الفيلم، فقد فاز أيضا بجائزة أفضل ماكياج.

الفرس الفائز بالرهانات.. هل يستحق الفوز؟

رغم ميزانيته المحدودة بسبب كونه إنتاجا مستقلا، فإن فيلم "Everything Everywhere all at once" كان قد تمكَّن من تصدُّر شبابيك التذاكر محققا أرباحا قياسية بلغت نحو 108 مليون دولار أميركي على مستوى العالم، منها نحو 74 مليونا في الولايات المتحدة الأميركية وحدها. ورغم صدوره في مارس/آذار من العام الماضي 2022، فإنه قد تمكَّن من الظهور بقوة في سباقات موسم الجوائز، فتصدَّر قوائم الغولدن غلوب بثمانية ترشيحات، فاز منها بجائزتين.

ورغم ذلك، تفجرت الدهشة والجدل في أعقاب فوزه بسبع جوائز أوسكار هي: أفضل صورة، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل ممثلة رئيسية، وأفضل ممثلة دور مساعد، وأفضل ممثل دور مساعد، وأفضل مونتاج، وهو جدل تمحور حول مدى استحقاقه لتلك الجوائز، وإذا ما كانت مجرد محاولة لإظهار شمولية الجوائز وتنوعها، خاصة في فئة أفضل صورة، وذلك في وجود منافس قوي مثل فيلم "The Banshees of Inisherin" الذي رجحت الكثير من التوقعات احتمالية فوزه.

في النهاية، تباينت الآراء حول الفيلم، فرغم الإنجاز على مستوى الصورة والتقنية والأداء التمثيلي الحركي لأبطاله، اتهمه بعض النقاد بأنه يطرح أفكارا مكررة وباهتة ومشوشة، مثل فكرة الكون متعدد العوالم التي طُرحت من قبل في أفلام مارفل، بالإضافة إلى فكرة الإمكانيات المختلفة لمسارات الحياة الإنسانية التي تتغير بتغير خيارات الإنسان، إضافة إلى الإقحام الذي بات معتادا لمسألة "المثلية الجنسية".

لكن هذا لا يدفعنا لتجاهل الأفكار الجيدة التي قدَّمها الفيلم، مازجا بين عدة قضايا أخرى من بينها قضايا القبول والتسامح، وأزمات منتصف العمر، وتجربة حياة المهاجرين، والصراع بين جيلَيْ الآباء والأبناء، الذين نشأوا في عالم مختلف يتحدثون لغة مختلفة لا يتمكَّن الآباء من إتقان مفرداتها وقواعدها مهما طال بهم الزمن. الكثير من التساؤلات قدَّمها الفيلم بجرأة غير مسبوقة، على مساحة كبيرة تتنوع ما بين الكوميديا والحركة والخيال العلمي والدراما.

الهند.. فوز مزدوج

فازت أغنية "ناتو ناتو" (Naatu Naatu) من فيلم "RRR"بجائزة أفضل أغنية أصلية. (رويترز)

وبالانتقال إلى الهند، فقد عمَّت أراضيها الفرحة بعد الفوز التاريخي بجائزتين؛ الأولى هي جائزة أفضل أغنية أصلية لأغنية "ناتو ناتو" (Naatu Naatu) من فيلم "RRR"، والثانية هي جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير لفيلم "The Elephant Whisperers". كان هذا الفوز المزدوج اعترافا عالميا متأخرا، إذ رغم ترشيح العديد من الأعمال الهندية في الدورات السابقة، يُعَدُّ هذا هو الفوز الأول لعمل من إنتاج هندي بإحدى جوائز الأكاديمية، كما أنها المرة الثانية التي تؤدى فيها أغنية هندية خلال الحفل بعد أداء أغنية "Jai Ho" من فيلم "Slumdog Millionaire" عام 2009.

يُعَدُّ فيلم "RRR" أكبر إنتاج في السينما الهندية من حيث التكلفة، إذ بلغت ميزانية إنتاجه 72 مليون دولار أميركي، وقد سبق أن فازت الأغنية أيضا بجائزة غولدن غلوب، وكانت قد صُوِّرت عام 2021 أمام قصر مارينسكي، المقر الرسمي للرئيس الأوكراني، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بعدة أشهر، وشارك فيها أكثر من 150 راقصا، وطاقمَ عملٍ مكوَّنا من نحو مئتي شخص، واستغرق تصويرها خمسة عشر يوما. تستلهم الأغنية إيقاعات الأغاني الشعبية الرائجة في الولايات الهندية الناطقة بلغة التيلغو.

عقب حصوله على الجائزة علق الملحن إم إم كيرافاني قائلا: "إنها مجرد بداية، أشعر بسعادة كبيرة لفتح أبواب العالم أمام احتضان ثقافتي". وقد جذب الفوز أيضا تصريحات من كبار رجال السياسة في الهند، حيث صرح رئيس الوزراء ناريندرا مودي في تغريدة على حسابه أن أغنية "ناتو ناتو" ستبقى في الذاكرة لسنوات قادمة.

الفيل راغو المصاب بعد انفصاله عن قطيعه مستكشفا الروابط الحميمة بين الإنسان والحيوان. (مواقع التواصل)

بالإضافة إلى الأغنية، جاء الفوز التاريخي لفيلم "The Elephant Whisperers" بوصفه أول فيلم وثائقي هندي يفوز بجائزة الأوسكار، ويدور حول زوجين من السكان الأصليين يرعيان فيلا مصابا بعد انفصاله عن قطيعه، ومن خلال مشاهد شديدة الرهافة والحساسية يستكشف العلاقة والروابط الحميمة بين البشر والحيوانات.

تصميم الأزياء.. جائزتا أوسكار لامرأة سوداء

بفوزها بجائزة أفضل أزياء عن عملها في فيلم "Black Panther: Wakanda Forever"، أصبحت روث إ. كارتر أول امرأة سوداء تحصل على جائزتَيْ أوسكار، وكانت كارتر قد حصلت على جائزتها الأولى عام 2019، وذلك عن عملها في الجزء الأول "Black Panther". وقد سبق أن ترشحت للجائزة مرتين أخريين عن عملها في فيلم المخرج سبايك لي "Malcolm X"، وكذلك فيلم المخرج ستيفن سبيلبرج "Amistad".

جدير بالذكر أن أربعة فقط من السود هم مَن حصلوا على أكثر من جائزة أوسكار، ولم يكن من بينهم نساء، وهم النجمان دنزل واشنطن وماهر شالا علي، ومهندسا الصوت فيلي دي بورتون وراسل ويليامز.

أفاتار.. أوسكار وحيد بعد 13 عاما من الانتظار

تمكَّن فيلم أفاتار من الترشح لأربع جوائز للأوسكار، فاز منها بواحدة فقط عن استحقاق وجدارة هي جائزة أفضل مؤثرات بصرية. (رويترز)

وأخيرا، بعدما تمكَّن المخرج جيمس كاميرون من تحقيق نجاح مدوٍّ في الجزء الأول من فيلم "أفاتار"، وفاز بثلاث جوائز أوسكار من بين تسعة ترشيحات، كان عليه أن ينتظر ثلاثة عشر عاما كاملة، قبل أن يعود أخيرا بالجزء الثاني "Avatar: The Way of Water" لإعادة إحياء هذه الملحمة التي ينتظرها محبوه، ليتمكَّن الفيلم من الترشح لأربع جوائز، فاز منها بواحدة فقط عن استحقاق وجدارة هي جائزة أفضل مؤثرات بصرية.

لسنوات طويلة ظل كاميرون يُحضِّر لفيلمه الجديد، الذي اعتمد فيه على تقنيات جديدة ابتكرها لخلق صورة بالغة الروعة، اعتمد فيها على قناع الوجه المدعوم بكاميرا دقيقة لالتقاط تعبيرات الممثلين، مع تطوير نظام "Fusion Digital 3-D Camera" الذي يسمح للممثل بمعايشة المؤثرات المحيطة بدلا من الشاشة الخضراء أو الكروما، مما يسمح بمعايشة أكثر واقعية للمشهد.

كل شيء هادئ على الجبهة الغربية

حسنا، رغم عودة الأضواء بعض الشيء إلى الأعمال المعروضة في دور العرض السينمائية بعد عامين من الركود وانتعاش منصات البث مثل "نتفليكس" ونظيراتها، لا تزال "نتفليكس" تحظى بنصيب جيد من جوائز الأوسكار لهذا العام، من بينها أربع جوائز حاز عليها فيلم الدراما الحربي الألماني "All Quiet on the western front"، ليصبح أكثر الأفلام الألمانية حصدا للجوائز في تاريخ الأكاديمية، حيث حصد جوائز أفضل فيلم دولي، وأفضل تصوير، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل تصميم إنتاج.

أربع جوائز أوسكار حاز عليها فيلم  "All Quiet on the western front"، ليصبح أكثر الأفلام الألمانية حصدا للجوائز في تاريخ الأكاديمية. (مواقع التواصل)

ومن إنتاج "نتفليكس" أيضا فيلم "Guillermo del Toro’s Pinocchio" الفائز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، وقد تمكن من عرض صورة مميزة بحساسية أسلوبية فريدة معروفة عن مخرجه، بالإضافة إلى تقديم رؤية جديدة وسرد مختلف لواحدة من أكثر قصص الأطفال شعبية أخذتها إلى سياق مغاير حول علاقات وديناميكيات السلطة بين الآباء والأبناء، بالإضافة إلى السياق التاريخي لإيطاليا في عهد دولة موسوليني الفاشية.

هكذا جاءت نتائج جوائز هذا العام، بعضها مفاجئ، والبعض الآخر أقرب للتوقعات ضمن محاولات الأوسكار المستمرة والحثيثة لتحسين صورتها، خاصة بعد الحفل الفضائحي للعام الماضي، إذ يبدو أن صفعة ويل سميث لمقدم حفل الدورة السابقة كريس روك على خشبة المسرح لا تزال تُلقي بظلالها القاتمة على الحدث، وقد استغل مضيف حفل العام الحالي جيمي كيميل الموقف ووعد الحضور ساخرا بأن أي شخص يرتكب عملا من أعمال العنف سوف يحصل على جائزة أحسن ممثل ويُسمح له بإلقاء خطاب مدته 18 دقيقة (في إشارة إلى حصول سميث على الأوسكار العام الماضي).

لم تكن هذه هي الدعابة الوحيدة التي ألقاها كيميل، بل استمر في إلقاء الدعابات طوال مدة الحفل حول الأمر ذاته، وحتى تسليم الجائزة الأخيرة، حيث شوهدت لوحة مكتوب عليها: "عدد عمليات بث حفل توزيع جوائز الأوسكار دون وقوع حوادث: 001".

المصدر : الجزيرة