في الوقت الذي توجه الفنّ الحديث للعالمية ومخاطبة الإنسان بعيدًا عن مكانه، في أساليبه وأشكاله، جلس الفنّ اليمني “يهمس” إلى نفسه وحيدًا، ينقل العالمية الكبرى ويحجمها ويصغرها بيمننة المواضيع الفنية.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
نعيش اليوم عصرًا شبابيًا بامتياز، بلون واضح، وتمرد شجاع، وخروج عن الماضي وهذا ما يفعله الفنّ دائًما، آلة الزمن ومحرّكه، ولولا الفنّ وتطوّره لما كان للتاريخ اختلاف.
في يوم الرحيل، يوم من اللا مزيد، يوم تغلق البوابة الكلثومية وتكتفي بمعجزاتها، بآياتها البديعة، وتفتح باب تلقيها للأجيال اللاحقة.
بين أحشاء البلد تعيش نساء اليمن داخل القوارير المصمتة، مغلفة بالألقاب المبهمة، والصفات العامّة التي تقتل وتسحل هويتهن تحت تصنيف العار.
قليل من يعرف الدور الكلثومي في بُنى القصائد التي شدت بها، فقد كانت تلوكها، تعجنها جيدًا قبل حتّى تلحينها. ترى مواضع الضعف الذي قد يصيب الطرب عند النطق بهذه الكلمة.
عاشت اليمن الملكيّة هامشيّة ومعزولة، وأملت أن ترى العالم ويراها من خلال تبنّيها لنظام جمهوريّ تقدميّ حديث، يجلب الحريّة والسلطة للشعب الذي طال ما عاناه من تهميش وإقصاء وسلب لحريته.
كما يبدو فإنّ سلعة حرب اليمن هي الأطفال والعزّل، والجوع والحرمان هما آثار عجلات قافلة التاجر الجَشِع، ورأس ماله من مصارف “الشعب” المخفيّة في جيوب المسؤولين منذ سنين.
هل كانت أم كلثوم موهبة فريدة صاغت نفسها أم أن الإعلام كان له الدور الأكبر في صناعة أم كلثوم وانتشارها كونها مقربة من نظامي الحكم الملكي قبل ثورة (يوليو/تمّوز)؟