الأزياء الرمضانية في العراق.. احتشام وأناقة وتصاميم تعانق الحداثة

ازياء بالوان زاهية ..."ثيمة" رمضان كل عام في العراق
بيداء حرصت على استغلال أوقات فراغها بتنمية مهارتها في الخياطة والتطريز، لتنفرد بتصاميم نسائية خاصة بشهر رمضان (الجزيرة)

بغداد- "لم أر أن الزي الخاص بشهر رمضان للعام الماضي مناسب، حتى إن لم تتجاوز عدد مرات ارتدائه أصابع اليد الواحدة، إلا أنه يبقى خاصا بالشهر الكريم من العام الماضي"، هذا ما قالته سناء غازي وهي تتفحص عددا من الثياب في متجر إلكتروني عبر تطبيق إنستغرام، وتؤكد للجزيرة نت أن هذا الموقع هو الثاني لهذا اليوم الذي تواصلت معه لطلب فستان لها.

كيف بدأت

أحد هذه المتاجر التي تؤكد سناء متابعتها، كان متجرا خاصا بالتصميمات الرمضانية والرسم على العباءات السوداء والملونة، تديره بيداء كمال مهدي من مدينة كربلاء (جنوب بغداد).

قالت بيداء للجزيرة نت إنها تخرجت من كلية الإدارة والاقتصاد ولم تحصل على فرصة تعيين حكومي في ظل صعوبات التعيينات في السنوات الماضية، لذا اتجهت إلى التصميم، وعلى الرغم من أنها لم تدرسه، فإن الخياطة والرسم على القماش تعد من هواياتها المفضلة منذ الطفولة، حيث تعلمت الخياطة من والدتها، وطورت هوايتها بمتابعة مجلات الموضة التي كانت تتداولها مع زميلاتها في العمل.

ازياء بالوان زاهية ..."ثيمة" رمضان كل عام في العراق
أزياء رمضان هذا العام تراعي الذوق الخليجي وبألوان زاهية (الجزيرة)

في أوقات الفراغ

تكمل بيداء حديثها بأنها في عام 2016، وبدعم من زوجها، بدأت خياطة ما يعرف بـ"البشت"، وهو أشبه بالعباءة الخليجية إلا أنه مفتوح من الأمام، بالإضافة إلى الفساتين المنزلية، وهي موجة رائجة خاصة في شهر رمضان المبارك.

وتضيف أنها بعد أن وصل أولادها إلى مراحل متقدمة من التعليم، صار عندها وقت فراغ كبير مما أهلها لممارسة هواياتها، حيث اقتصر عملها في بادئ الأمر على الأهل والأصدقاء الذين أشادوا بتصميماتها وما تخيطه، ثم توسعت لتنطلق إلى مجال أوسع.

الزي الرمضاني لم يقتصر على الكبار فشمل الأطفال
طفلة ترتدي ثوبا رمضانيا احتفاء بالشهر الكريم (الجزيرة نت)

البدايات هذه أدت لإنشاء مشروع حصل على آلاف الإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة "قمت بإنشاء صفحة خاصة بالأزياء الخليجية من البشوت والجلابيات الخليجية والصايات (أثواب نسائية) على مواقع التواصل الاجتماعي، وقمت بالترويج لها عدة مرات حتى تصل لأكبر عدد من المتابعات، في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح على العالم الخارجي والسفر والسياحة".

وأضافت أنه وبفضل وسائل التواصل صار هناك تبادل للثقافات، حتى باتت الأزياء الخليجية من القطع المفضلة لدى النساء في العراق ولا سيما في المناسبات الدينية مثل رمضان والأعياد، والمناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف، "لما تضفي هذه القطع على مَن ترتديها من الفخامة والأناقة، بالإضافة إلى أنها تعتبر مريحة عند اللبس وخاصة للنساء ذوات الجسم الممتلئ".

وتعتبر بيداء شهر رمضان واحدا من أقوى مواسم المبيعات لتصاميمها، وذلك لكثرة الزيارات العائلية والاجتماعية في هذا الشهر، وكثرة حضور المجالس التي تطغى عليها الأجواء الروحانية والتراثية، فتترأس العباية الخليجية والجلابيات قائمة الأزياء فيه، ولإمكانية إضافة الرموز الرمضانية عليها كالهلال والفانوس وغيرها.

ازياء بالوان زاهية ..."ثيمة" رمضان كل عام في العراق
في رمضان تروج مبيعات تصميمات الأثواب النسائية الخاصة بالشهر المبارك وذلك لكثرة الزيارات العائلية (الجزيرة)

كيف تصنع؟

تستخدم بيداء في صناعاتها كل ما هو متميز حتى تبقى تجارتها رائجة، وتقول "أفضل في تصاميمي استعمال الأقمشة الراقية والدارجة خاصة من نوع الشيفون والجرجيت، وأزينها بطرق متنوعة مثل أصباغ القماش والسوتاجات التي أقتنيها من مختلف المناشئ، والإكسسوارات التي أحرص على شراء ما يلفت الانتباه منها، ثم أقوم بالتعديل عليها ومزجها لتصل إلى الشكل المطلوب".

وتصف بيداء نمو تجارتها بأنه سريع، وأن ما تنتجه يجد إقبالا لدى مختلف الأعمار، موضحة أن هذه الأزياء كانت في السابق تقتصر على النساء المتزوجات وكبيرات العمر، لكن في السنوات الأخيرة زاد إقبال جميع الفئات العمرية عليها خاصة بعد تطعيمها بالتصاميم العصرية.

وأشارت إلى أن الأزياء التي تخيطها لم تعد تقتصر على اللون الأسود، بل دخلت كافة الألوان عليها، وأصبحت قصات الأكمام القصيرة الأكثر رغبة لدى الشابات، حتى باتت العباية تنسق مع الجينز والحذاء الرياضي بتصميم حديث.

المصدر : الجزيرة