بعد الـ50.. لماذا تفضل بعض النساء الأميركيات الطلاق؟

إن شيئا ما يحدث بالتأكيد بين الأشخاص في النصف الثاني من العمر يختلف عن البالغين الأصغر سنا.

تجد بعض النساء أن أزواجهن لا يدعمونهن عندما يكن ناجحات في حياتهن المهنية (فري بيك)

لماذا يزداد مؤخرا عدد الأزواج الأميركيين المنفصلين بعد قضاء سنوات طويلة من الزواج معا وبعدما كبرا في العمر مع بعضهما، ولماذا ترغب النساء في الطلاق أكثر من الرجال؟ وحدها الدراسات التي أجريت على أعداد كبيرة من المتزوجين الأميركيين قد تجيب عن هذه الأسئلة.

ونؤكد هنا أن هذا التقرير يتكلم بشكل خاص عن المجتمع الأميركي، وذلك بالعودة إلى تقرير في موقع إيفير دي هيلث، ومصادر أخرى. ويقدم معلومات عامة، ليس الهدف منها التنميط أو إعطاء صورة معينة عن أي مجتمع.

وجدت الأبحاث المنشورة في مجلات علم الشيخوخة The Journals of Gerontology أن أكثر من 1 من كل 4 أشخاص يحصلون على الطلاق في الولايات المتحدة هم فوق سن الـ50، وأن أكثر من نصف حالات الطلاق تحدث بعد 20 عاما من الزواج.

كما وجدت بيانات Pew Research من عام 2017 أن معدل الطلاق بعد سن الـ50 تضاعف تقريبا من عام 1990 إلى عام 2015. ووجدت دراسة نشرت في يونيو/حزيران 2020 في مجلة قضايا الأسرة the Journal of Family Issues، أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما، تحولت مواقفهم لتصبح أكثر دعما للطلاق من 1994 إلى 2012.

وفقا لسوزان إل براون، أستاذة ورئيسة علم الاجتماع في جامعة بولينغ غرين ستيت في بولينغ غرين، أوهايو Green State University in Bowling Green, Ohio. تضاعف معدل "الطلاق الرمادي" فعليا من عام 1990 إلى عام 2010، وظل عند هذا المستوى منذ ذلك الحين. والطلاق الرمادي مصطلح يطلق على الانفصال الذي يحدث بين الزوجين في خريف العمر.

تضيف براون، مستشهدة بأبحاث أجريت عام 2019 في جامعة بولينغ غرين ونشرها المركز الوطني لأبحاث الأسرة والزواج هناك "إن شيئا ما يحدث بالتأكيد بين الأشخاص في النصف الثاني من العمر يختلف عن البالغين الأصغر سنا".

لماذا أصبح "الطلاق الرمادي" أكثر شيوعا الآن؟

من المحتمل أن تكون هناك العديد من العوامل التي تساهم في سبب انفصال المزيد من الأزواج "الأميركيين" الأكبر سنا عن الأجيال السابقة. تقترح براون أن أحد الأسباب هو أن معنى الزواج قد تغير. تشرح قائلة "لقد تغيرت نصوصنا الثقافية أو توقعاتنا لما يشكل الزواج الناجح بمرور الوقت".

يتم تعريف الزواج الجيد الآن بأسئلة مثل "هل هذا الزواج يجعلني أسعد كشخص؟" و"هل يساهم زواجي في تحقيق ذاتي؟ إذا كان الجواب لا، فيمكن اعتبار الطلاق حلا مقبولا".

كما أن المزيد من النساء أصبحن أكثر استقلالية اقتصاديا الآن، مما يمنحهن مسارا بديلا للخروج من الزواج غير المرضي الذي ربما لم تحصل عليه النساء من الأجيال السابقة.

أخيرا، قد يكون الطلاق -بين الأزواج الأميركيين- في العمر الأكبر سنا أكثر شيوعا من أي وقت آخر في التاريخ لسبب بسيط، وهو أن الناس يعيشون لفترة أطول الآن، إذا كنت على قيد الحياة حتى سن 65 عاما، فقد تعيش 20 عاما أخرى، وهي فترة طويلة تقضيها مع شخص لم تعد سعيدا معه.

تناقص مستوى الخرف بين كبار السن في أمريكا
التواصل هو المفتاح لنجاح أي زواج (دويتشه فيلله)

لماذا ترغب النساء في الطلاق؟

وفقا لموقع نيويورك تايمز NYTimes، تبدأ معظم حالات الطلاق بين الأزواج الأكبر سنا، كما هو الحال في الأزواج الأصغر سنا، من قبل النساء. فمع زيادة خبرتهن في العمل وإحساسهن الأكبر بإمكانياتهن الخاصة، فإنهن أقل استعدادا لمجرد الانتظار أو الاستمرار في زيجة لم يعدن يرغبن فيها.

أظهرت العديد من الدراسات أن ما يقرب من 70% من حالات الطلاق تتم بناء على رغبة النساء. هذا وفقا لدراسة بحثية أجريت عام 2015 من قبل جمعية علم الاجتماع الأميركية (ASA) والتي تشير إلى أن ثلثي حالات الطلاق تبدأ من النساء، ويقفز هذا الرقم بنسبة تصل إلى 90% بين النساء الحاصلات على تعليم جامعي.

ويوجد 3 عوامل رئيسية قد تجعل النساء -الأميركيات- يشرعن في الطلاق أكثر من الرجال في المتوسط وهي:

النساء أكثر عرضة للشعور بالتراجع بسبب الزواج

يقول مايكل روزنفيلد، الأستاذ المشارك في علم الاجتماع بجامعة ستانفورد ومؤلف دراسة ASA، إن الزواج كمؤسسة كان بطيئا بعض الشيء في اللحاق بالتوقعات الخاصة بالمساواة بين الجنسين. لا يزال الأزواج يتوقعون أن تقوم زوجاتهم بالجزء الأكبر من الأعمال المنزلية والجزء الأكبر من رعاية الأطفال، والأكثر من ذلك هو أن دراسات أخرى أظهرت أنه عندما يعمل كلا الطرفين في الزواج بدوام كامل، فإن المرأة لا تزال تقوم بأعمال منزلية أكثر من الرجل في العلاقة.

تجد النساء في كثير من الأحيان أن أزواجهن لا يدعمونهن عندما يكن ناجحات في حياتهن المهنية. لذلك إذا كانت لدى المرأة طموحات ومسؤوليات كبيرة في حياتها المهنية، وتوقعات ومسؤوليات عالية في المنزل، ولا تحصل على دعم من زوجها في التقدم الوظيفي، فقد لا تجد الزواج في مصلحتها بعد الآن.

بحسب الدراسات، 70% من حالات الطلاق تكون بناء على رغبة النساء (بيكسلز)

تتحمل المرأة عبئا عاطفيا أكبر في الزواج

التواصل هو المفتاح لنجاح أي زواج، ولكن العديد من الأزواج يعانون من قلة التواصل بالفعل. لأنه لا يتم تعليم الرجال كيفية التواصل ومعالجة العواطف بشكل عام. نتيجة لذلك، تجد النساء المتزوجات أنهن في كثير من الأحيان يمثلن نظام الدعم العاطفي الوحيد لجميع أفراد الأسرة. وبمرور الوقت، يؤثر ذلك على الشخص عقليا وجسديا وبالتأكيد عاطفيا. من دون الدعم العاطفي من الأزواج، غالبا ما تشعر الزوجات بالوحدة ودون مصدر دعم داخل الزواج.

لم تعد المرأة تتسامح مع السلوك غير المقبول

لم تكن المرأة تعمل بالقدر نفسه اليوم، وكن يعتمدن أكثر على أزواجهن في الجانب المالي. لكن اليوم تغير الحال ولم تعد النساء يرغبن في تحمل سلوك غير مقبول من أزواجهن كما كان من قبل، وهذا يؤدي في النهاية إلى رغبتهن في الخروج من العلاقة الزوجية.

المصدر : مواقع إلكترونية