مصر الأولى عالميا في "تطبيب الختان".. فتيات يفقدن أرواحهن تحت غطاء طبي

"تطبيب الختان" في مصر (بيكسلز)
مصر الأولى عالميا في ظاهرة "تطبيب الختان" بنسبة 82% من إجمالي حالات الختان (بيكسلز)

تناقلت وسائل الإعلام قبل أيام قرار إحالة النائب العام في مصر والد ثلاث فتيات وطبيبا إلى محاكمة جنائية عاجلة، بعد أن خدع الأب بناته وأخضعهن لعملية ختان تحت تأثير المخدر.

وكان الأب قد أوهم بناته بتطعيمهن ضد فيروس كورونا، وحقنهن الطبيب الذي أحضره الوالد إلى المنزل بمخدر، وعندما أفقن وجدن أرجلهن مقيدة، وشعرن بآلام في أعضائهن التناسلية، فأخبرن والدتهن المطلّقة التي أبلغت السلطات المختصة بالواقعة.

و"تطبيب ختان الإناث" -ويعني إجراءه على أيدي عاملين في المجال الطبي- يعدّ الأكثر شيوعا في مصر، إذ خضعت له 80% من المصريات اللاتي أجرين عمليات ختان.

وتفيد الإحصائيات بأن هذه النسب هي التغير الأساسي في عملية الختان، لأنه بمقارنة الأمهات بالبنات سنجد أن 37.9% من الأمهات خضعن للختان على يد مهنيين طبيين، مقارنة بـ81.9% من البنات، وفقا لمنظمة اليونيسيف.

تطبيب الختان

ورغم جهود المنظمات الحقوقية حول العالم لتجريم ختان الإناث وكشف تأثيره النفسي والجسدي على الفتيات، خضعت 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة لعملية الختان في 30 دولة، وهناك 68 مليون فتاة ما زلن في خطر بحلول العام 2030، وفق ما ذكرته منظمة الأمم المتحدة.

أما في العام 2020 وحده، فإن أكثر من 4 ملايين فتاة في جميع أنحاء العالم عرضة للختان.

في العام 2018، احتلت مصر المرتبة الرابعة عالميا والثالثة عربيا في إجراء عمليات الختان للإناث بنسبة 91% وفقا لتقارير اليونيسيف، حيث احتلت دولة الصومال صدارة العالم والدول العربية بنسبة 98%، تليها في القائمة غينيا ثم جيبوتي، ثم تأتي مصر وبعدها السودان في المرتبة الثامنة عالميا والرابعة عربيا بنسبة 88%.

وتحتل مصر المرتبة الأولى عالميا في ظاهرة "تطبيب الختان" بنسبة 82% من إجمالي حالات الختان، بحسب المجلس القومي للسكان.

ويرى البعض أن إضفاء الطابع الطبي يعد أحد أشكال التخفيف من الضرر، في حين يرى المخالفون أن ذلك مما يتم ترويجه بهدف الإفلات من "جريمة" الختان تحت مسمى "عملية تجميل"، خاصة أنه لا يوجد مصطلح طبي لهذه العملية ولا تدرس في كليات الطب، وفقا للمجلس القومي للطفولة والأمومة.

ضحايا "التطبيب"

يؤكد الارتفاع المستمر لنسب "تطبيب الختان" أن الملاحقة القانونية لا تكفي وحدها. ففي العام 2016 عدل البرلمان المصري قانون "تشويه الأعضاء التناسلية" ليشمل الأطباء والآباء الذين يرتكبون تلك الممارسة، مع عقوبات بالسجن تصل إلى 7 سنوات لمن ختن أنثى دون مبرر طبي، وتغليظ العقوبة بالسجن المشدد إذا أدى إلى عاهة مستديمة، أو إذا أفضى الفعل إلى الموت.

في يناير/كانون الثاني الماضي، فقدت الطفلة ندى حسين (12 عاما) حياتها إثر إجراء عملية ختان لها في إحدى العيادات بمحافظة أسيوط جنوبي مصر.

وقبلها فقدت عدد من الفتيات حياتهن نتيجة عمليات الختان، من بينهن الطفلة بدور شاكر (12 عاما) من محافظة المنيا في الجنوب المصري، وقد لفظت أنفاسها عشية نجاحها في المرحلة الابتدائية عام 2007، أثناء خضوعها لعملية ختان على يد طبيبة.

كانت بدور بمثابة الحجر الذي حرك الراكد، حينها أصدر وزير الصحة آنذاك الدكتور حاتم الجبلي القرار رقم "271" لعام 2007 متضمنا بيانا يجرم المساس بالجهاز التناسلي للأنثى، وحظر على الأطباء وأعضاء هيئات التمريض وغيرهم إجراء أي قطع أو تسوية أو تعديل لأي جزء طبيعي من الجهاز التناسلي للأنثى، سواء تم ذلك في المستشفيات الحكومية أو غير الحكومية أو في غيرها من الأماكن.

وفي العام 2008 جرى تعديل على قانون العقوبات وأقر مجلس الشعب تشريعا لتجريم ختان الإناث. لكن في العام 2013 فارقت الطفلة سهير الباتع (13 عاما) الحياة إثر عملية جراحية أجراها طبيب في مركز أجا بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر.

وبعد وفاة سهير بثلاثة أعوام، توفيت الطفلة ميار موسى في السويس إثر عملية ختان في أحد المستشفيات هناك.

View this post on Instagram

My latest work ‘End FGM’ (Director’s cut) For @unicef.egypt @unfpaegypt @ncwegypt المجلس القومي للطفولة والأمومة A collaboration between @axeerstudio and @beemediaproductions Creative Director: @yaraayyash BDM: Omar Mohamed Alaa Account Manager: Sara Maged Actresses: Jala Hesham Dima Shedid Dina Salem Lily Ahmed Rasha Nour ElDin Amal Shawky Nesma ElNaggar Director: Tamer Ashry Executive Producer: @elgarawany DOP: @fahmydop Art Director: @hendhaider Stylist: @reemsalamaofficial Sound Engineer: @khaleedbeboz Producer: @zamoora 1st AD: @mahmoudtouba_ Production Manager: Hadi Hamed Line Producers:Ahmed Khalid Youseif, Rania Mekki 2nd AD: @sherifhusseinawad Ass. Art Director: @nadabdelmagied Omar Rafat Mahmoud Hafez Production Team: Mohand Hamed, Mostafa Gamal Elsayed, Mohab Mahdy , Loay Hamed Ahmed mahmoud Seif Hamada Serag EL-Deen, Ahmed Hesham, Shehab El Hosiny, Mohamed Elgendy, Eslam Maro, Ahmad Abdulla Focus Puller: @mohamedtarekderaz Gaffer: Ahmed Rashad Grip: Hussien Hamdy Sound Man: @omarthabet24 Prop Master: Ali ElZahar Photography: Rehab Eldalil BTS: Mohamed Samir Disinfection: Everyone On Set accountant: Mohamed M. Salama Axeer Social Media: Amal Fawzy Editor: @sameh.anwar.54 Colorist: @ahmed00essam_ Music Composer: @aelziftawi Storyboard Artists: @waelmahfouzhelal Mixing: Ahmed Ehab VO: Lobna Wanas Aroma Post Producer: Sarah Aladdin Casting: Elite in Egypt #EndFGM #ProtectheragainstFGM #احميها_من_الختان

A post shared by Tamer Ashry (@tamerashry) on

كورونا وزيادة الختان

بسبب التضييق القانوني، تحيط السرية بعملية ختان الإناث، ولذلك أتاح انتشار وباء "كوفيد-19" وما تبعه من إجراءات الإغلاق، مناخا لتلك الممارسة.

عمليات الإغلاق ووقف جهود مكافحة عمليان الختان للإناث جعلت صندوق الأمم المتحدة للسكان يتوقع أن يكون هناك مليونا حالة "تشويه أعضاء تناسلية أنثوية" على مدى العقد المقبل، قد لا يمكن تجنبها نتيجة الاضطرابات التي سببها فيروس كورونا.

وتشهد الصومال التي تعرضت 98% من النساء فيها لعملية الختان، زيادة كبيرة في حالات "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية" بسبب الإغلاق. وبحسب "الغارديان"، كان هناك زيادة في الطلبات من الآباء للقابلات والممرضات لإجراء ختان الإناث لبناتهم الذين أغلقت مدارسهم بسبب الوباء.

وفي كينيا التي أغلقت فيها ملاجئ إنقاذ الفتيات، شهدت هي الأخرى زيادة في عمليات الختان.

وبحسب "رويترز"، لن تستطيع كينيا تحقيق هدفها بإنهاء حالات "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية" عام 2022، حيث تشهد انتكاسة حالية بسبب فيروس كورونا.

فالفتيات لا يذهبن إلى المدرسة ويواجه الآباء مستقبلا غامضا بسبب فقدان الدخل الناجم عن الوباء، لذلك يلجؤون إلى ختان بناتهم لتزويجهن، خاصة أن بعض المجتمعات الكينية ترى ختان الإناث ضرورة للقبول الاجتماعي وزيادة احتمالات الزواج.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية