أنطوان القذي - رئيس تحرير جريدة التلغراف الأسترالية - موعد في المهجر
موعد في المهجر

أنطوان القزي

تستضيف الحلقة رئيس تحرير صحيفة تلغراف الأسترالية أنطوان القزي، والذي ولد بقضاء الشوف وهاجر إلى أستراليا قبل ربع قرن.

– جسر نبيل بين العرب وأستراليا
– شعر وقصة وتأريخ على دروب تحقيق الأحلام

جسر نبيل بين العرب وأستراليا

أنطوان القزي
أنطوان القزي

أنطوان القزي: ما يميز الجالية اللبنانية والعربية في أستراليا هو أنها تحتفظ بالعادات والتقاليد وبموروثنا الشرقي بالحد الأقصى الحد الممكن فبالإضافة إلى أن هناك مدارس كثيرة للغة العربية هناك الأهل الأجداد الذين يعيشون في منازلنا، أنا والدتي مثلا تعيش معي وتتحدث باللغة العربية في المنزل مع أولادي وهذا ما يقوي اللغة العربية بالإضافة إلى المدارس بين الجيل الثاني فهذا عامل مهم لارتباط الجيل الثاني بقيمه وعاداته الشرقية بالإضافة إلى كوننا نحافظ على القيم العائلية، طبعا قيمنا العائلية لا تزال موجودة لأننا بالمجمل نعيش في تجمعات كبيرة في مناطق معينة في أستراليا ولا ننس أن المطبخ اللبناني أيضا غزا السوق الأسترالية عبر امتداد المطاعم اللبنانية إلى مساحات كبيرة لا يسكنها لبنانيون وهذا أيضا نحن نعتبره من موروثنا. الجالية كلها تجتمع على المناسبات، لا يكاد يمر أسبوع إلا ونحن في بلدتنا مثلا عندنا عرس أو اثنان أو مناسبة ثالثة فكل عطلة أسبوع لدينا أكثر من مناسبة، تلتقي هنا الجالية ويلتقي أبناء البلدات بالتأكيد أكثر مما يلتقي المقيمون في لبنان لأن الجالية هنا هي شبه بلدة واحدة رغم امتداد المسافات من خلال وسائل الإعلام التي تعلم الناس عما يحصل ترانا جميعا نلبي المناسبة. اليوم يوم الأحد نحن ذاهبون إلى كنيسة مار شربل حيث سيتم الاحتفال بعرس أحد أنسبائنا من بلدتنا.

المعلق:

هذا رجل كتب عليه أن يولد في بلدة تدمرها سنابك الغزاة في كل حين ولا يكتفي بنو وطنه بمأزقهم التاريخي المرير بل أن يزيدوه مرارة باقتتالهم الأهلي الضاري ليتفتح وعي أنطوان القزي وبلدته الجية بقضاء الشوف تتناوشها صواريخ الإخوة والأعداء معا حتى سووها بالتراب مرة أخرى. فغادر أنطوان لبنان مهاجرا إلى أستراليا قبل ربع قرن بعد أن اكتشف أن أهله وجيرانه في بلدة الجية المنكوبة موجودون في أستراليا بكثافة تفوق انتشارهم في مهاجرهم داخل لبنان نفسه، وعدد أسر الجية المقيمة بأستراليا حاليا يتجاوز سبعمئة أسرة وهو هنا في سيدني وضواحيها يلتقيهم أكثر ويستطيع التواصل معهم بفعالية أكبر. أنطوان الذي يعده الكثيرون الآن المؤرخ الأبرز للمهاجرين اللبنانيين إلى أستراليا يحمل فلسفة خاصة به تكفل علاقة صحية ومنتجة بين ثالوث المهاجر والوطن والمهجر، فالمهاجر يخدم وطنه الأم بتناغمه مع مجتمعه الجديد في المهجر وامتزاجه به وتفاعله مع همومه وقضاياه وليس باستعدائه بالانعزال عنه، وقد طبق هو فلسفته هذه عمليا فكفلت له السعادة الشخصية وجعلته جسرا نبيلا يربط بين العرب وأستراليا. إن اسم أنطوان مشتق من أصل لاتيني يعني الرجل الذي لا نظير له وكل من يعرف أنطوان قزي الكاتب الصحفي ورئيس تحرير التلغراف كبرى الصحف العربية في أستراليا يدرك كم أن هذا الرجل وفي لاسمه.

أنطوان القزي:

منذ وصولي إلى أستراليا بأواخر بـ 2 كانون الأول سنة 1982 بدأت بالعمل الإعلامي، كتبت أولا عمودا في صحيفة اسمها صدى لبنان ثم انتقلت إلى مجلة الإشعاع الماروني ثم إلى صحيفة البيرق وبعد ذلك إلى التلغراف حيث تم استدعائي للعمل في هذه الصحيفة. بدأت العمل في التلغراف منذ العام 1992 ولا زلت، حتى الآن مضى على وجودي 15 سنة رئيسا لتحرير الصحيفة، هذه الصحيفة هي الصحيفة الوحيدة الأقدم التي لا تزال مستمرة منذ سنة 1970 والوحيدة التي تصدر ثلاث مرات في الأسبوع، هناك صحف تصدر مرتين وهناك صحف تصدر مرة. في البداية كانت الصحف هنا صحفا لبنانية ذات الطابع اللبناني، مع ازدياد المغتربين العرب ومع ظهور قضايا تستحق أن يكون لها حيز كبير في الصحيفة غير القضايا غير القضية اللبنانية أدخلت على التلغراف صفحة للشؤون العراقية وصفحة أخرى للشؤون الفلسطينية، طبعا ركزنا على معالجة قضية لاجئي القوارب الذين وصلوا إلى الشواطئ الأسترالية وكان معظمهم من العراقيين، أنا شخصيا كنت الصحفي العربي الوحيد الذي دخل معظم المعتقلات متخفيا لكي أقف على الحالات التي يعيشها اللاجئون وصرت على علم بكل ما يحصل داخل المعتقلات من خلال الاتصالات التي كان يجريها المعتقلون، هذا ما أزعج دائرة الهجرة الأسترالية لأن هناك أخبارا كنت أعلم بها وكانت لا تريد أن تسربها طبعا أخبار عن معاناة الناس وليست أخبارا مخالفة للقانون. والتلغراف أيضا كانت مرجعية لأبناء الجالية، مرجعية بأي معنى؟ كل مهاجر جديد ليس لديه من يسأله عن مشاكل عالقة معه مع دوائر الصحة أو مع الشرطة أو مع المحاكم أو مع دوائر الضمان الاجتماعي والإسكان بمن سيتصل؟ يتصل بالصحيفة، من هنا أقول إنني وجدت في الإعلام الأسترالي ما هو أوسع وأبعد من الرسالة الإعلامية. طبعا كل صحيفة لديها موقف سياسي معين لا يخلو الأمر مثل كل الصحف في هذا العالم وبالأخص أن مالك صحيفة التلغراف عضو في المجلس التشريعي في ولاية نوسوزويلز هو السناتور إدوار عبيد طبعا في صفوف حزب العمال ونحن صحيفة نعتبر قريبة من حزب العمال الأسترالي بطبيعة الحال وهناك صحف لبنانية وعربية أخرى قريبة من حزب الأحرار وغير ذلك. هذا لا يعني أن هناك خصومة ومواقف حادة بالعكس هنا السياسة في أستراليا نجد أن الخلافات تبقى عند حدود الاختلاف وهذا أمر جيد وحسن نمارسه ونحاول أن نمليه على الجالية التي لا تزال متأثرة بالاصطفافات السياسية في وطننا الأم. الدور الأساسي بعملنا السياسي في أستراليا هو مواجهة الإعلام الأسترالي الذي يتحامل من وقت إلى آخر بطريقة شبه عنصرية على أبناء جاليتنا كلما حدث حادث في هذا العالم خاصة بعد أحداث أيلول 2001 وما تعرضت له الجالية من عدة وسائل إعلامية، كان دورنا هنا أن نشكل لوبيا لبنانيا وعربيا لنواجه نحن بدورنا الإعلام الأسترالي الذي بعض الأحيان تجنى على بعض فئات من المجتمع بشكل غير منطقي وتجندنا جميعا كوسائل إعلام وكفاعليات لمواجهة هذا الأمر وكان للتغراف وكان لأعمدتنا دور مهدئ بين أبناء جاليتنا وبين المجتمع الإسترالي. كذلك الأمر سنة 2005 في كانون الأول حيث حصلت مواجهات ربما للمرة الأولى من نوعها في منطقة كرونيلا البحرية بين مجموعات كبيرة من الأستراليين الذين انقضوا على الشباب الشرق أوسطيين وطردوهم من تلك المنطقة، اتخذت هذه الواقعة طابعا كبيرا إلى المستوى الحكومي المحلي والفيدرالي وتدخلت فيها كل القوى السياسية والأمنية في أستراليا وكل الفاعليات الدينية والاجتماعية لمعالجتها لأنه حصل فرز حقيقي بين الأنجلوسكسون وبين الشرق أوسطيين واللبنانيين خاصة ولا نزال حتى اليوم نعيش ذيول كرونيلا، أقول ذلك لأصل إلى دور الصحيفة كان دورنا مهدئا جدا ومن خلال العمود الذي أكتبه يوميا التركيز على التناغم الاجتماعي لأنه نحن نخدم أوطاننا الأم بتناغمنا في هذا المجتمع بخضوعنا لقوانينه بمواجهة الآخرين ليس بسلاح العنصرية ولكن بسلاح العمل بسلاح الجد بسلاح الانضباط ونجحنا في ذلك والدليل أننا اليوم عدنا نرى وسائل الإعلام الأسترالية تسلط الضوء على الأشخاص من جاليتنا الذين وصلوا إلى مراكز مهمة. طبعا إلى جانب الإيجابيات من خلال هذا العمود لا يخلو الأمر من بعض ردات الفعل وخاصة أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة والمواقف التي كنا نتخذها وليس بمجرد نقل الأخبار والتغطية الكاملة ولكن عبر كلمتنا اليومية التي أحيانا كانت تعرضنا إلى انتقادات من القنصلية الإسرائيلية التي تتابع يوميا صحيفتنا وسائر الصحف العربية وتراقبها حرفا حرفا لتطلع على مواقفنا وعلى ما ننشر حتى في إحدى المرات اضطرينا أن نذهب إلى المحاكم معهم بسبب أحد الأخبار التي نشرناها، طبعا نحن لدينا مواقف لدينا قضايا نحن مؤمنون بها ولن نتأثر بانتقاد من هنا أو ملاحظة من هناك إذا كنا مؤمنين بما نقوم به وبما يحصل.

[فاصل إعلاني]

شعر وقصة وتأريخ على دروب تحقيق الأحلام

المعلق:

يعترف أنطوان القزي لأستراليا بأنها منحته ما فشل لبنان في منحه إياه، الاستقرار والأمن والسعادة ولكنه وهذا هو اللافت في تركيبته النفسية يخلو تماما من أي شعور بالمرارة تجاه مسقط رأسه بل على العكس لقد كرس هذا الخمسيني النبيل عمره كله لخدمة لبنان وأهله خصوصا والعرب كلهم عموما من خلال موقعه الصحفي البارز رئيسا لتحرير جريدة التلغراف العريقة مسموعة الصوت مناديا بالانسجام بين أطياف المجتمع الأسترالي كافة محذرا من أن تنتقل إلى الدولة القارة عدوى اللبننة. ولكن الرجل الذي ربى ابنتيه نغم وناي وابنه ناجي على أن يكونوا لبنانيين وعربا وفي ذات الوقت أستراليين خالصين دون تناقض ولا صدام يدرك أن مشكلة الجيل الثاني من المهاجرين اللبنانيين والعرب في أستراليا تتجاوز عياله الثلاثة. وكان تفجر حادثة كرونيلا في ديسمبر 2005 نقطة تحول في مسار وعيه بالمأزق العرقي القابل للتفجر في المجتمع الأسترالي وكان أنطوان القزي من القلائل الذين وقفوا بحسم مع دولة القانون والنظام ضد همجية الاعتداء والانتقام مدينا بقوة كل من خرق القانون عربا كانوا أم أنجلوسكسونيين.

أنطوان القزي:

لن نخوض في تفاصيل كثيرة حول معاناتنا على دروب التهجير، أحيانا كثيرة كنا على طريق الجامعة كنت أترك السيارة في منتصف الطريق وأترجل منها مرة بسبب قصف إسرائيلي على صيدا ومرة بسبب اشتباكات بين الجيش اللبناني ومجموعات فلسطينية ومرات كثيرة كنت أعود بعدما أترك المدرسة عندما كنت أدرس في مدرسة مار شربل في الجية وأنتقل إلى الجامعة بسرعة بشكل لم أكن أتمكن من سماع النشرة الإخبارية، علي بفترة أربعين دقيقة أن أنتقل من الجية إلى الجامعة لهذا السبب عدة مرات كنت أعود من منتصف الطريق وأحيانا أجد أشلاء أمامي في الطريق ولم يكن أحد يخبرني عن ذلك، في الفترة التالية أيضا عندما كنت أذهب إلى الفنار وعلي أن أعود إلى الجية عند العاشرة ليلا لأنني سأدرس اليوم التالي أحيانا كنت أنتظر حتى يتوقف القصف الإسرائيلي على طريق الدامور وأحيانا أتعرض للعذابات على الحواجز والمعاناة، كل هذه طبعا تراكمت، تراكمت وتوجت بتدمير بلدتنا مما أثر علينا وعلى انتقالنا بهذا الشكل إلى بلاد الغربة. وأذكر هنا أن انتقالي من منطقة إلى أخرى بالمرحلة الجامعية الأولى في بيروت الغربية وفي المرحلة الثانية في صيدا وفي المرحلة الثالثة في بيروت الشرقية هذه الهجرات الثقافية التي تزامنت مع الهجرات العائلية والقسرية جعلتني أتعرف إلى الموزاييك اللبناني لدى الشباب بكل أطيافه السياسية والمذهبية والطائفية والاجتماعية وهذا رغم الصعوبات في ذلك الوقت اغتنيت منه وأعطاني خبرة ما زلت أستفيد منها حتى اليوم رغم ابتعادي عن لبنان. تزامن سفري إلى أستراليا سنة 1982 في شهر كانون الأول مع إنزال سلسلة "أزاهير وألوان" وهي سلسلة قصص مدرسية للأطفال ومع كتاب اسمه "بورفريون رصيف الفتوحات" لأنه بعد تهجير الجية سنة 1985طلب إلي في جامعة روح القدس أن أكتب عن تاريخ البلدة التي تعرضت لهجرات عديدة على مر العصور وليس فقط في الفترة الحديثة، وضعت كتابا وكنت سأناقشه كأطروحة دكتوراه والكتاب اليوم هو مرجعية في عدة جامعات لبنانية الكتاب عن تاريخ الجية وتاريخ المنطقة وتاريخ هجراتنا ومرور الرحالة ومدوناتهم بالعودة طبعا إلى العصور السابقة للحرب اللبنانية الفترة السابقة، هذا الكتاب سميته "بورفروين رصيف الفتوحات" بورفريون لماذا؟ لأن الجية في العصر البيزنطي كانت مدينة اسمها بورفريون أما رصيف الفتوحات لأنها فعلا رصيف الفتوحات لأن كل الفتوحات كانت تمر على الجية، وأنا أقول لم يتعرض لبنان في عهد من العهود لفتوحات إلا وكانت الجية ممرا طبعا بحكم موقعها الجغرافي. إلى جانب عملي الصحافي بدأت بالكتابة رغم صعوبة العثور على وقت فكتبت "غابة البوشار" أولا سنة 1996 طبعا كتبتها في أستراليا ولكنها صدرت في لبنان ثم كتبت "الرسام والأميرة"، "الرسام والأميرة" أيضا لاقى رواجا كبيرا، سنة 2001 كتبت "حلم بحار"، "حلم بحار" صدرت في بيروت سنة 2002- 2004 ولا زالت تعتمد حتى اليوم وكما أعرف أن "حلم بحار" معتمدة هذا العام في مدرسة سيدة الجمهور وعشرات المدارس الخاصة في لبنان، ولدي أيضا عمل قيد الطبع وهو قصة من وحي الهجرة اللبنانية قصة تعتمد على الواقع في جزء كبير منها اسمها "القبعة" مؤلفة من نحو 150 صفحة ستصدر قريبا في بيروت.

من قاوم الحقد عند السفح يا قانا

من أخصب الأرض أنداء وريحانا

من غافل الصبح نحو الموت منطلقا

من أوقد الروح في الساحات قربانا

من علم الزهر فوق القبر..

هذه الأعمال الأدبية لم تنحصر فيما أكتبه هنا وأرسله إلى لبنان، لقد أصدرت في أستراليا ديوان "ذاكرة الريح"، ديوان "ذاكرة الريح" كان حفل توقيعه في سنة 2000 وحضره نحو سبعمئة شخص في ذلك الوقت طبعا بحضور رسمي أسترالي ودبلوماسي لبناني وعربي. بالإضافة إلى النتاجات الأدبية كان لي أعمال تسجيلية، شاركت في وضع كاسيت عدد 2 أغاني للأطفال أغاني مدرسية للأطفال أغاني عن الأم خاصة وأغاني عن الأب واعتمدت في بعض المدارس اللبنانية. في تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2009 أصدرت كتاب "وجوه مشرقة" وهذا كتاب يختلف عن سائر الكتب التي نشرتها سابقا يختلف عن القصص ويختلف عن دواوين الشعر ويختلف عن الكتب التاريخية، "وجوه مشرقة" هو محاولة أرشفة تاريخ الجالية اللبنانية والعربية من حيث الإبداعات والعطاءات منذ وصولنا إلى هذه البلاد. طبعا لا أستطيع أن أضع كل المبدعين اللبنانيين في كل الحقول والمجالات في كتاب واحد، اخترت ناحية أولى في البداية وهي ناحية كل من وضع كتابا في هذه البلاد منذ بداية هجرتنا كل فنان أقام معرضا وكل رسام كبير كل السياسيين من نواب ووزراء وتاريخ الصحافة اللبنانية والعربية في أستراليا كل هذه ضمنتها في كتاب "وجوه مشرقة"، هذا لا يعني أنه ليس هناك وجوها مشرقة غير التي وضعتها في هذا الكتاب، هناك أناس برزوا في مجال الأعمال أصبحوا مدراء شركات كبرى مدراء دوائر هناك رياضيون عالميون في جاليتنا هناك أشخاص يستحقون أن يذكروا ولكن في كتب وفي خطوات لاحقة. يقال عن الحلم هو ما لا تستطيع أن تحققه ولكن قياسا على الذي حصل للمهاجرين اللبنانيين والشرق أوسطيين وأنا من ضمنهم أستطيع القول إن أستراليا هي بلاد تحقيق الأحلام لأن من يسعى في هذه البلاد يصل، دون مبالغة هناك كل الفرص وفي كل المجالات متوفرة المهم أن نضع نحن الهدف نصب أعيننا، بالنسبة لي أنا لم أطمح إلى أكثر مما وصلت إليه في هذه البلاد وبالنسبة لكثيرين مثلي وهم يشهدون دائما ويشهدون كل صباح أن أستراليا هي واحة تحقيق الأحلام بالنسبة لكل من يريد أن يحقق فعلا طموحه وحلمه.

المعلق:

يقول أنطوان القزي إنه ظل على قيد الحياة حتى الآن لأن القذائف أخطأته مرة بعد مرة في طريقه الليلي إلى الجية إبان شبابه في لبنان الممزق بالحرب والدمار العشوائي وتصارع الأشقاء على المساحة التي سيلتهمها كل منهم من جثة أمهم. وهو كلام لا يقدر عليه إلا شاعر، وللقزي ديوان واحد منشور وثلاثة دواوين أخرى قد ترى النور قريبا وله كتب آسرة للأطفال وروايات بعضها قيد الطبع وهو فضلا عن ذلك باحث مرموق في تاريخ المدن وناشط في الدفاع عن حقوق المهاجرين المستضعفين وكاتب مقالات وباحث عن الخبر الصحفي وهو أيضا رئيس تحرير جريدة التلغراف أهم مطبوعة باللغة العربية من بين 141 صحيفة ومجلة تصدر بالعربية في أستراليا وهو من مؤسسي رابطة الصداقة المسيحية الإسلامية في أستراليا ورابطة إحياء التراث العربي هناك وهو حاصل على جائزة جبران الرفيعة التي تصدرها الرابطة، ولعلكم لاحظتم كذلك في حديثه الفصيح أنه واحد من بين سادة البيان العربي في زمن عز فيه أن تجد عربيا يتقن الحديث بالعربية.