تضامنا مع فلسطين.. عمال ميناء جنوب أفريقي يرفضون تفريغ سفينة إسرائيلية

ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين ذكرتهم بنظام الفصل العنصري الذي عانوا منه

ميناء جنوب افريقي يرفض حمولة إسرائيلية وتلويح حكومي بعقوبات
منظمات عمالية ونقابية نظمت وقفة احتجاجية رفضا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين (الجزيرة)

أعلنت نقابة عمال جنوب أفريقيا "ساتاو" (Satawu) أن أعضاءها يرفضون تفريغ حمولة السفينة الإسرائيلية "زيم شنغاي" (Zim Shinghai) التي رست في ميناء مدينة ديربان أول أمس الخميس، تعاطفا مع ضحايا الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وللضغط على الاحتلال لوقف اعتداءاته المستمرة.

وتجمع أعضاء النقابة وتحالف حملة المقاطعة العالمية لإسرائيل "بي دي إس" (BDS) إضافة إلى أكثر من 14 منظمة عمالية ونقابية جنوب أفريقية في متنزه ديربان وميناء ديربان أمس الجمعة، للاحتجاج على رسو السفينة الإسرائيلية، واحتفالا بقرار أعضاء اتحاد عمال النقل في جنوب أفريقيا مقاطعة أي واردات إسرائيلية.

ويأتي قرار النقابات وتحالف حملة المقاطعة عقب دعوة الاتحاد العام لنقابات العمال في جنوب أفريقيا "لرفض تفريغ السفن والبضائع الإسرائيلية من الموانئ البحرية والمطارات".

وهذه الدعوة واحدة من إجراءات المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات التي دعا إليها الفلسطينيون نتيجة للهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة، وقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتطهير العرقي في القدس المحتلة.

نقابة العمال تنضم للمظاهرات
المئات شاركوا في الاحتجاج على سياسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية (الجزيرة)

ضغط نقابي

وقال أنيل كيت نائب الأمين العام لساتاو إن أعضاء النقابة أكدوا أنهم سيتجاهلون شركات النقل الإسرائيلية وأي حمولات ذات صلة بالاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنه ستكون هناك اعتصامات متنوعة تضامنا مع القضية الفلسطينية.

وأشار كيت -في حديثه مع الجزيرة نت- إلى أنهم تلقوا طلبا من مجموعة تحالف "بي دي إس" للمشاركة كجزء من إظهار التضامن مع فلسطين، مشددا على أنه يتعين على أعضاء النقابة الذين يعملون في ميناء ديربان مقاطعة الشحنة.

وأوضح كيت أنهم تواصلوا مع أعضاء النقابة في ميناء ديربان، والذين أكدوا بدورهم أنهم لن يقوموا بتفريغ الشحنة، مضيفا أنهم سينظمون اعتصامات ومظاهرات وفعاليات داعمة لفلسطين.

ويأتي قرار اتحاد عمال النقل والمؤسسات التضامنية الأخرى في جنوب أفريقيا ضمن إجراءات ضد ما وصفه الاتحاد بتسهيل شركة "ترانس نت" (Trans Net) الجنوب أفريقية للنقل دخول الواردات الإسرائيلية.

نقابة العمال تنضم للمظاهرات
المحتجون رفعوا شعارات تطالب بوقف سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين (الجزيرة)

ذكريات الفصل العنصري

وكانت المقاطعات السياسية والإضرابات المركزية في الحملة الدولية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا قد أدت إلى تسريع عجلة انتهاء النظام العنصري، حيث رفضت النقابات العمالية في جميع أنحاء العالم تفريغ الشحنات أو التعامل مع البضائع من جنوب أفريقيا آنذاك.

كما تم استهداف المؤسسات المالية التي لديها استثمارات كبيرة في جنوب أفريقيا -بما في ذلك بنك باركليز- تضامنا مع العمال السود وأهالي البلد الذين طالبوا بالدعم الدولي.

وقال المسؤولون عن تحالف "بي دي إس" للجزيرة نت "لا نريد سفنا أو بضائع إسرائيلية في موانئ ومتاجر جنوب أفريقيا".

وأوضحت روشن دادو أنهم يحيّون عمال الموانئ لديهم، وسيواصلون العمل في النضال معهم لضمان أن تصبح جنوب أفريقيا منطقة خالية من الفصل العنصري.

وأضافت دادو أن التحالف يأمل في أن تأخذ حكومة جنوب أفريقيا زمام القيادة من عمال الموانئ وتقطع على الفور جميع العلاقات التجارية والدبلوماسية والثقافية والأكاديمية والرياضية مع النظام "الإسرائيلي القمعي".

وتأتي الإجراءات ضد السفينة كجزء من مجموعة إجراءات عالمية ضد الشركة الإسرائيلية، وتستهدف الاحتجاجات أيضا شركة "ترانس نت" الجنوب أفريقية شبه الحكومية، حيث يطالبها المحتجون بعدم السماح بمرور البضائع من وإلى إسرائيل عبر موانئ جنوب أفريقيا.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، رفض عمال مدينة ليفورنو الإيطالية تحميل شحنة أسلحة لسفينة تابعة لنفس الشركة الإسرائيلية.

ووفقا لوكالة التلغراف اليهودية، فقد تدخلت الحكومة الإيطالية ووضعت حدا للاحتجاج القصير بعد أن تبين أن النقابة الإسرائيلية في حيفا طلبت من عمالها التوقف عن تفريغ السفن الإيطالية.

ولا يعتبر عمال جنوب أفريقيا حديثي عهد بالعمل ضد شركة "زيم"، ففي فبراير/شباط 2009 رفض أعضاء النقابة في ديربان تفريغ سفينة للشركة احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة آنذاك.

وحاولت الجزيرة نت التواصل مع شركة "زيم" التي تعتبر عاشر أكبر شركة شحن في العالم، لكنها لم تتلق أي رد حتى وقت نشر التقرير.

مطالبات بتوقيع عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)

عقوبات على إسرائيل

وعلى الصعيد السياسي، قالت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا ناليدي باندور إن بلادها تدعم العقوبات ضد إسرائيل، مؤكدة أن المجتمع الدولي يجب أن يوقف محاولات إسرائيل للإفلات من العقاب على العدوان على الفلسطينيين.

وأضافت الوزيرة -خلال كلمة في البرلمان أول أمس الخميس- إن جنوب أفريقيا يجب أن تطالب المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في انتهاك الحكومة الإسرائيلية لحقوق الإنسان الفلسطيني، معربة عن أملها في تصدر المحكمة عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي قريبا.

في المقابل، قال "مجلس النواب اليهودي" في البلاد إن على جنوب أفريقيا فهم الوضع بين فلسطين وإسرائيل من كلا الجانبين، منتقدا الرئيس سيريل رامافوزا الذي "وجه اللوم بالكامل للإسرائيليين، متجاهلا ذكر أكثر من 4 آلاف صاروخ استهدفت الإسرائيليين الأسبوع الماضي من غزة".

المصدر : الجزيرة