هل يشهد العراق إعلان توحيد البيت السني؟

التحالف المرتقب يُتوقع أن يزيد عدد مقاعده في البرلمان الجديد على 68 مقعدا.

Iraqi Sunni politician Khamis Khanjar AND Mohammed al-Halbousi
الحلبوسي (يسار) والخنجر يقتربان من إعلان تحالف سياسي يمثل المكون السني في العراق (رويترز)

بغداد – مساع حثيثة وجادة شهدتها الساحة العراقية مؤخرا من أجل توحيد صفوف القوى السنية وتشكيل "البيت السني"، بعد سنوات من النزاع والصراع بين زعاماته. وتركزت المساعي بين أكبر كتلتين "تقدم" بقيادة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي و"عزم" بقيادة خميس الخنجر.

كتلتا "تقدم" و"عزم" كانتا قد بدأتا برسم ملامح التحالف الجديد بالتزامن مع استمرار التفاهمات والمباحثات بين قياداتهما، حتى بات الإعلان عنه قريبا وينتظر إعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

القيادي في تحالف "تقدم"، عدلي محمد،
محمد أكد وجود تفاهمات بين زعيمي تقدم وعزم لتشكيل التحالف السني الأكبر (الجزيرة نت)

توحيد البيت السني

وقال عدلي محمد -القيادي في تحالف "تقدم"- إن هناك تفاهمات حقيقية بين زعيم تقدم محمد الحلبوسي، وزعيم تحالف "عزم" خميس الخنجر حول تشكيل تحالف سني موحد في مجلس النواب الجديد.

وبشأن معوقات الإعلان عن هذا التحالف، أوضح محمد للجزيرة نت أن ميول الخنجر إلى الإطار التنسيقي (التحالف الشيعي الرافض لنتائج الانتخابات)، هو أبرز ما يعيق الاتفاق بصورة نهائية وإعلانه بشكل رسمي.

ولفت إلى أن الإعلان عن التحالف الجديد سيكون على الأغلب بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية وحسم كافة الطعون المقدمة بشأنها.

ورجح محمد انضمام ما تبقى من الكتل والتحالفات والنواب السنة إلى هذا التحالف وتشكيل بيت سني هو الأقوى والأكبر منذ عام 2003.

واتفق الطرفان -بصورة نهائية ومؤكدة- على دعم تولي محمد الحلبوسي منصب رئاسة مجلس النواب العراقي في ولاية ثانية، مع إمكانية تولي خميس الخنجر منصب نائب رئيس الجمهورية، وفقا لحديث محمد.

وأضاف القيادي في تحالف تقدم أن هناك اتفاقا على تولي الحلبوسي لزعامة البيت السني، خصوصا أن الأخير يعتبر تحالفه الأكبر في عدد المقاعد بين السنة.

وختم محمد حديثه بالقول إن "التحالف المرتقب سيزيد عدد مقاعده في البرلمان الجديد على 68 مقعدا".

ووفق النتائج الأولية للانتخابات العراقية فإن تحالف تقدم بزعامة الحلبوسي حلّ ثانيا بفوزه بـ38 مقعدا، في حين حصل ثاني أكبر تحالف سني وهو عزم على 15 مقعدا. وجاءت الكتلة الصدرية التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في صدارة الفائزين بـ73 مقعدا من أصل 329.

رئيس مركز التفكير السياسي د. (إحسان الشمري (الجزيرة نت)
الشمري اعتبر أن تحالف الحلبوسي والخنجر تكتيكي (الجزيرة نت)

تحالف تكتيكي

في المقابل، يرى إحسان الشمري -رئيس مركز التفكير السياسي في العراق -أن تحالف الحلبوسي والخنجر تكتيكي ومرحلي من أجل الدخول في تحالفات تشكيل الحكومة الجديدة بقوة.

وفي حديث للجزيرة نت رجح الشمري التحاق الكتل السنية الأصغر بالتحالف المرتقب، وإعادة تشكيل البيت السني مرة أخرى، وتجاوز الخلافات السابقة بينهم التي شهدتها السنوات الماضية.

وتركز القوى السنية في العراق في مطالبها على إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية على مدى 3 سنوات (بين عامي 2014 و2017)، فضلا عن إشراكهم بصورة أكبر في العملية السياسية، حسب مراقبين.

واستبعد الشمري تحول الكتل السنية الصغيرة، الفائزة بالانتخابات إلى كتل أو تحالفات معارضة للحكومة الجديدة مثل ما هو متوقع من بعض الكتل السياسية الشيعية.

وأشار إلى أن التحالف السني سيكون له ثقل كبير بين الأوساط السياسية خلال مراحل تشكيل الحكومة ستفتح له أبواب عديدة لتنفيذ مطالبهم كإعادة النازحين والمغيبين وتأهيل مناطقهم المتضررة من حرب تنظيم الدولة وغير ذلك من الملفات.

الخبير الامني سعد الزبيدي - صورة خاصة - داخلية فقط
الزبيدي اعتبر أن الانقسامات داخل البيت الشيعي فتح الباب أمام السنة والأكراد لإعادة تشكيل التحالفات (الجزيرة نت)

انشقاقات سياسية

إلى ذلك، قال الباحث السياسي سعد الزبيدي إن الأوضاع السياسية التي يمر بها العراق من جانب الانقسامات السياسية داخل البيت الشيعي فتح الباب أمام السنة والأكراد إلى إعادة تشكيل التحالفات الكبيرة.

ويرى الزبيدي أن الانشقاقات بين الكتل السياسية الشيعية ستنعكس سلبا على وقع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة خصوصا الصراع حول رئاسة الوزراء، لذلك تسارع الأطراف السنية لتشكيل التحالف وحسم منصب رئاسة البرلمان بأسرع وقت ممكن.

وفي تصريح للجزيرة نت، تحدث الخبير العراقي قائلا إن "الثقل السني الجديد سيعمل على فرض آرائه بقوة بشأن اختيار مرشح رئيس الحكومة الجديد (المنصب ضمن الاستحقاق الشيعي)".

وصوت العراقيون في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الانتخابات النيابية، وهي خامس انتخابات من نوعها منذ عام 2003.

وشهدت الانتخابات مقاطعة كبيرة من العراقيين؛ حيث لم تتجاوز نسبة الإقبال مستوى 43%، حسب أرقام المفوضية العليا للانتخابات وفي واحدة من أقل النسب المسجلة.

ويشهد محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد اعتصاما ومظاهرات منذ أكثر من شهر لمناصري أحزاب خسرت في الانتخابات وفق النتائج الأولية.

المصدر : الجزيرة