أنصار الأحزاب الرافضة نتائج الانتخابات العراقية يواصلون الاعتصام وواشنطن تدخل على الخط

حركة الصادقون التابعة لعصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي تتهم البعثة الأممية بمنح مهمة فحص الانتخابات النيابية إلى شركة معظم أسهمها إسرائيلية.

منطقة الاعتصام تشهد هدوءا بعد يوم من انتهاء المهلة التي منحتها اللجنة التنظيمية للمظاهرات (رويترز)

يواصل أنصار الأحزاب الرافضة نتائج الانتخابات التشريعية في العراق اعتصامهم لليوم الثامن على التوالي، أمام أحد مداخل المنطقة الخضراء (وسط العاصمة بغداد)، في وقت تبدأ فيه مفوضية الانتخابات صباح غد الأربعاء عمليات إعادة العد والفرز يدويا بعد قبول 46 طعنا وشكوى من المعترضين على النتائج الأولية للانتخابات، بالتزامن مع دخول الولايات المتحدة على خط المؤيدين لهذه النتائج، مما يؤزم موقف المعترضين.

وقال مراسل الجزيرة إن منطقة الاعتصام تشهد هدوءا بعد يوم من انتهاء المهلة التي منحتها اللجنة التنظيمية للمظاهرات لمفوضية الانتخابات، لإعادة عد وفرز الأصوات يدويا.

من جهته، قال عضو الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات الدكتور عماد جميل محسن -في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء- إن مفوضية الانتخابات تسلمت 1400 طعن وشكوى من الكتل والأحزاب والمرشحين المعترضين على النتائج الأولية للانتخابات وتم الانتهاء من دراسة 1277 منها، وهي موزعة بواقع قبول 46 طعنا لوجود أدلة تستدعي إعادة العد والفرز، وردّ 1231 شكوى لعدم توفر أدلة للطعن.

وأشار إلى أن مفوضية الانتخابات ستبدأ صباح غد الأربعاء بإعادة العد والفرز في 800 محطة انتخابية موزعة على عدد من المحافظات، أبرزها بغداد ونينوى وصلاح الدين والبصرة وأربيل والمثنى وذي قار، بحضور مراقبين من الكيانات المعترضة ومراقبين دوليين ووسائل الإعلام.

وأضاف أن عمليات إعادة العد والفرز اليدوي ستتم في بغداد لجميع المحافظات من الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساء، للمحطات التي تم قبول الطعن بها لوجود أدلة تتعلق بفروق في عدد الأصوات والتدقيق بها، فضلا عن بعض المشاكل التي رافقت العملية الانتخابية.

موقف واشنطن

يأتي ذلك في وقت دخلت فيه الولايات المتحدة على خط المؤيدين لنتائج الانتخابات النيابية العراقية، في خطوة هي الأهم بعد موقف مشابه لمجلس الأمن الدولي.

وقالت الخارجية الأميركية -في بيان- إن واشنطن ترحب بالبيان الأممي الصحفي بشأن الانتخابات العراقية، وتهنئ شعب العراق وحكومته على نجاح العملية الانتخابية التي وصفتها بـ"الآمنة والسليمة من الناحية التقنية والمسالمة إلى حد كبير".

وأضافت الخارجية الأميركية أن "الانتخابات العراقية كانت فرصة للناخبين العراقيين لتقرير مستقبلهم من خلال حكومة تعكس إرادتهم"، مشددة على أنها "تنضم إلى المجتمع الدولي في إدانة تهديدات العنف ضد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ’يونامي‘ (UNAMI)، ومفوضية الانتخابات والعراقيين".

ودعا البيان جميع الأطراف إلى احترام سيادة القانون ونزاهة إجراءات الانتخابات، مؤكدا أن واشنطن تتطلع إلى العمل مع الحكومة العراقية الجديدة عند تشكيلها، لتعزيز الشراكة الإستراتيجية في ما يتعلق بالمصالح المشتركة المتعددة، بما في ذلك استقرار العراق وسيادته، والتمكين الاقتصادي، وجهود مكافحة الفساد، واستقلال الطاقة، والمناخ، وحماية حقوق الإنسان.

مواقف المعترضين

وفي المقابل، اتهمت حركة الصادقون التابعة لعصائب أهل الحق -بزعامة قيس الخزعلي- بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، بمنح مهمة فحص الانتخابات النيابية إلى شركة معظم أسهمها إسرائيلية.

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة محمود الربيع -عبر حسابه على تويتر- إن "الشركة الوحيدة من 10 شركات فاحصة رشحتها الأمم المتحدة وكان لزاما على المفوضية أن تتعاقد معها قيل إنها ألمانية، وبعد البحث والتحري تبين أنها شركة متعددة الجنسيات معظم أسهمها إسرائيلية". وأشار الربيعي إلى أن هذا "يعني أن الأمم المتحدة سلمت رقبة المفوضية والانتخابات إلى يد الإسرائيليين ليتلاعبوا بنتائجها".

من جهته، دعا ائتلاف الوطنية في العراق بزعامة إياد علاوي مفوضية الانتخابات إلى التحرك سريعا لتجنيب البلاد منزلقا، والاستجابة لمطالب القوى الوطنية المعترضة على نتائج الانتخابات.

وقال الائتلاف -في البيان- إن عدم تلبية هذه المطالب سيدخل البلاد في أزمة لا يمكن تصور نتائجها، لافتا إلى أن اعتبار مجلس الأمن الدولي أن الانتخابات نزيهة يشير إلى موقف مسبق للإضرار بالعراق وتجربته الديمقراطية.

تصريحات الصدر

وفي سياق متصل، أكد زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر أن السياسة المستقبلية للحكومة المقبلة، ستتعامل بحزم وفق القانون، الذي يجب فرضه أولا على المسؤولين.

وأضاف الصدر -في تغريدة على تويتر- أن على الحكومة المقبلة توفير العيش الرغيد للشعب، بلا فرق بين انتماء وآخر، وأن هذا يحتاج إلى تعاون بين الشعب والحكومة، من أجل إقرار القانون وتفعيل العقوبات.

المصدر : الجزيرة + وكالات