شباب إخوان مصر وفك الارتباط بالسياسة

إبراهيم منير - نائب المرشد العام للإخوان المسلمين
إبراهيم منير نائب المرشد العام للإخوان المسلمين (الجزيرة)

امتنعت مختارا أن أشتبك مع الجدل الذي تصاعد بعد تصريحات إبراهيم منير -القائم بأعمال مرشد الإخوان- التي قال فيها "إن الجماعة لن تخوض صراعا جديدا على السلطة بعد الإطاحة بها من الحكم قبل 9 أعوام، رغم أنها لا تزال تحظى بتأييد شعبي واسع". كنت قد كتبت كثيرا من أواخر ثمانينيات القرن الماضي محذرا من خطر تضخم المكون السياسي الصراعي على الإسلام والإسلاميين، ومنذ ذلك الحين لم أجد أي جديد في ذلك، لأسباب سأذكرها في هذا المقال. ولكن دراسة أحد الباحثات المختصة في شؤون الشرق الأوسط بجامعة واريك البريطانية أعادتني للاهتمام بالموضوع لأنني وجدت بها ما لم أجده في تصريحات منير والجدل الذي أعقبها، وهو صوت وروايات شباب وشابات الإخوان حول موقفهم من السياسة، وكيف باتوا يدركونها الآن بعد أن تعرضوا لقمع غير مسبوق، ودخولهم وإخوانهم في صدمة شخصية شديدة، بالإضافة إلى إدراكهم أزمة الجماعة أيديولوجيا وتنظيميا، والبيئة السياسية داخليا وخارجيا… إلخ.

هل يمكن أن نناقش علاقة الإخوان بالسياسة من دون معرفة موقف شبابهم وشاباتهم منها بعد 2013؟ أم نظل عند الموقف القديم الذي وقع فيه كثير من الباحثين حين نحوا روايات الأعضاء لصالح دراسة الهيكل التنظيمي والأيديولوجيا وعلاقة ذلك بالبيئة السياسية؟

اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة -التي هي جزء من رسالتها للدكتوراه- على روايات لقصص حياة 48 شابًا وشابة من أعضاء جماعة الإخوان في تحديد الأسباب المختلفة وراء "فك الارتباط بالسياسة" في أعقاب الانقلاب العسكري عام 2013. لكن ما وجدته وبعد قراءة البحث ليس فكا للارتباط بالسياسة، بل إعادة تعريف لها، وهو -في تقديري- جزء من توجه عالمي يعكس أزمة السياسة ومؤسساتها في الزمن المعاصر، بل أزعم أن ما نشهده في المنطقة منذ انتفاضات الربيع العربي بموجاته المتعاقبة -التي لم تنته بعد- هو محاولة لصياغة جديدة للسياسة، مع إدراكنا أنها حتى الآن لم تستطع أن تكون بديلا للسياسة القديمة.

ما صرت أعتني به -ولحسن الحظ أنه صار اتجاها سائدا بين المهتمين بالإسلاميين- هو سماع أصوات الأعضاء والعضوات وسردياتهم المهمشة والغائبة والمغيبة بتصريحات القيادات وهياكل التنظيمات في علاقتها الداخلية والخارجية. من التداعيات المهمة لانتفاضات الربيع العربي هو انبعاث أصوات عديدة لم تكن تحظى بالاهتمام أو الإنصات إليها من قبل، وفي مقدمتها أصوات الشباب والنساء.

وبذلك يصبح السؤال: هل يمكن أن نناقش علاقة الإخوان بالسياسة من دون معرفة موقف شبابهم وشاباتهم منها بعد 2013؟ أم نظل عند الموقف القديم الذي وقع فيه كثير من الباحثين حين نحّوا روايات الأعضاء لصالح دراسة الهيكل التنظيمي والأيديولوجيا وعلاقة ذلك بالبيئة السياسية؟

إن خطاب منير أو إعلانه أن الإخوان لن ينافسوا على السلطة بعد اليوم؛ هو استمرار للنهج القديم نفسه الذي ينحي الأعضاء عن المشهد ويجعل من القيادة -ذات الطبيعة الأبوية التي تملك الحكمة والصواب والرؤية التاريخية لثوابت الجماعة- مناط الأمر، وكنت أتصور أن يقول مثلا: إنه بعد حوار ممتد داخل ثنايا التنظيم؛ شارك فيه الجميع، وتقدمت فيه النساء قبل الرجال؛ وجدنا اتجاهات كذا وكذا (بما يمثل اعترافا بالتعددية وقبولا لها)، ولكن الاتجاه السائد أو الغالب كذا وهذا ما سنتبناه أو نؤكده وسيكون حاكما لسياساتنا الفترة المقبلة. ويضيف: وهذا الرأي يتم الإعلان عنه كجزء من اتجاه نقدي أو تعبير عن حالة مراجعة شاملة لممارسة الحركة على مدار العقد الماضي إن لم يمتد إلى ما قبل ذلك، لكن ذلك لم يحدث.

ملاحظة أخرى على الجدل الذي أثارته التصريحات، وهو أنه كاشف عن حالة الجمود الفكري الذي تواجهه الجماعة منذ زمن طويل؛ فقد أراد البعض أن يحسم الجدل من خلال الاستناد إلى خبرة المؤسس حسن البنا (1906-1949) رغم مرور هذه العقود الطويلة، ودون إدراك كاف لطبيعة الأيديولوجيا الإخوانية ومآزقها المتعددة التي أسهم فيها المرشد المؤسس بنصيب وافر، ولكنه صراع -في أحد أبعاده- على الشرعية؛ شرعية من يمثل التنظيم الحق الآن.

أصوات متعددة

إحدى مشكلات تنظيماتنا السياسية جميعا أنها بنيت على الإقصاء للأصوات المتباينة، ولم نشهد تجارب ناجحة لإدارة التعدد داخلها بما يثري عملها؛ لذا فقد شهدت هذه التنظيمات جميعا ظاهرة الانشقاقات والانقسامات المتتالية، والجديد بالنسبة للإخوان هو وجود أكثر من كيان يدّعي شرعية تمثيل الاسم. دعونا ننصت لما يقوله الشباب والشابات عن علاقتهم بالسياسة استنادا إلى مقابلات الباحثة التي توقفت في 2017:

  • أعربت عضوة سابقة عن تصورها السلبي لقدرة الحركة على إحداث تغيير سياسي على أساس الإصلاح التدريجي. في كلماتها: "بناء على قراءات مختلفة، بدأت أرى أن الإخوان عقبة (موائل) في وجه الإصلاح بدلا من أن تكون أداة أو محفزا للتغيير".

تشرح العضوة السابقة منطقها قائلة "تعدد الأدوار التي يقوم بها الإخوان وخلق دولة موازية؛ قد كفل بقاء الدولة من خلال توفير الخدمات الاجتماعية والاقتصادية بدلا من تغيير آليات الدولة لتقديم الخدمات".

  • صوت ثان من الشباب متحدثا عن الجماعة: "أيديولوجيتها الإصلاحية التدريجية لم تأخذنا إلى أي مكان. لا يمكن إصلاح النظام من الداخل، يجب أن يتم التغيير من الخارج من خلال حركة ثورية". ويضيف العضو الذي سبق فصله في أعقاب يناير/كانون الثاني: "سؤالي الأول للقيادة هو: "هل نريد حقًا تغيير النظام أم مجرد التصرف كعدو؟" والسؤال الثاني يتعلق بهوية المجموعة: "هل هي مجموعة اجتماعية مفتوحة أم مجموعة مغلقة؟ كانت هناك معايير للتجنيد، مما يعني أن المجموعة ليست مفتوحة، لكن المجموعات السرية والمغلقة لا تسعى لتغييرات تدريجية ولا جزئية!"
  • صوت آخر؛ قال أسامة -يبلغ من العمر 23 عامًا: "شاركت في احتجاج ما بعد الانقلاب لكن البلد كان يجبرنا على المغادرة. قررت أن أنسى السياسة وأركز على عملي ودراستي". وعبر عن موقف مماثل محمد؛ قائلا: "توقفت عن كتابة أو مشاركة أي شيء عن مصر على "فيسبوك" (Facebook).. لا أعتقد أن هناك أي أمل في إخراج السجناء من السجن".
  • صوت رابع: قالت جهاد (23 عاما، والعضوة السابقة في الحركة الطلابية المناهضة للانقلاب): "أنا لا أشارك في أي نشاط الآن لأنه لا توجد إستراتيجية لما بعد الإطاحة بالنظام. لا أستطيع أن أبتهج باحتجاج وأدعو إلى "سقوط النظام"، ولا أستطيع أن أتحمل مسؤولية حشد الناس للقيام بذلك، لأنه لا توجد إستراتيجية لذلك. النظام الحالي لا يكلف نفسه عناء التوقف عن إراقة دماء أخرى، ولا يمكنني أن أدفع الناس لموتهم. من الأفضل أن تموت من أجل هدف".
  • تقول هبة من خلال عملها في مبادرات ثقافية: "أردت أن أعطي الناس الفرصة للمقارنة والحكم على الأفكار بغض النظر عن توجهاتهم السياسية وأيديولوجياتهم. القدرة على الفهم والحكم هي أولوية لأي عمل، وخاصة في أوقات الأزمات السياسية. هذا لا يعني أنني لا أؤمن بأهمية الأدوات السياسية للإصلاح، لا تزال السياسة مهمة، في ضوء وضعنا الحالي؛ تغيير الدولة أولوية، لكنه صعب".
  • تطور موقف خديجة منذ مذبحة رابعة على أساس نظرة نقدية لهيكل الدولة القومية الحديثة ومؤسساتها. قالت في كلماتها: "شاركت في جميع الأنشطة الاحتجاجية. كنت حريصة على نقل المعلومات إلى القنوات الإعلامية الدولية حول ما حدث بالفعل. لكن تصوري بدأ يتغير بعد أن كنت قريبة من باحثة من جامعة مانشستر، كانت تجري دراسة إثنوغرافية حول أيديولوجية الإسلاميين حول الديمقراطية. بمساعدتها في مقابلة المبحوثين أدركت ازدواجية المعايير في خطابات الإسلاميين لوسائل الإعلام الدولية. سألت نفسي: إلى أي مدى نعتبر نشاطنا السياسي نشاطًا إسلاميًا؟ وما هي الأنشطة التي من شأنها أن تؤدي إلى إقامة دولة إسلامية؟ وبالتالي، فقد قمت بإعادة النظر في أفكاري ووجدت أن الإسلام قد استخدم بشكل فعال من قبل الإسلاميين الذين ليست لديهم فكرة عن الحكم الإسلامي الأصيل. شعرت بأننا نصمم أيديولوجيتنا لتلائم المعايير الغربية للاعتدال، ولكن ليس مع ما نؤمن به حقًا… أعتقد الآن أن عيش الروح الإسلامية يتطلب عزل الناس عن مؤسسات التنشئة الاجتماعية في العالم الحديث".
  • تقول إحدى الأخوات: "بالنظر إلى الظلم المحلي والعالمي، وشدة حضور الدولة، وغياب احتمال التغيير، أعتقد أن الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به هو الاعتناء بأنفسنا والحفاظ على إيماننا". وأكدت رواياتها: "لأن علاقات القوة العالمية تعرقل التغيير الحقيقي في العالم العربي".
  • برر حمزة (العضو السابق في الحركة المناهضة للانقلاب، والبالغ من العمر 23 عامًا) انسحابه من السياسة مع الإخفاق في إحداث التغيير: "أنا غاضب جدا؛ لا أتابع الأخبار في مصر ولا أهتم بها. أعتقد أن قيادة الجماعة مسؤولة عن وفاة أعضاء في رابعة؛ كانوا على استعداد للتضحية بأجسادنا لوقف مؤامرة على الإسلام. لا ينبغي أن تكون التضحية بأرواح الناس خيارًا. لا أرى إمكانية للتغيير ولهذا السبب يجب على الجميع التركيز على عمله وحياته الشخصية".

    إن سلسلة الأحداث من ثورة يناير/كانون الثاني 2011 إلى الانقسامات الإدارية الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين في المنفى عام 2022؛ تكشف عن وجود تنظيم لكوادر النخبة مندمجين في الوسط الاجتماعي أكثر من كونه مشروعًا سياسيًّا أو أيديولوجيًّا.

لو أحسنا السمع لهذه الأصوات فإننا يمكن أن نستخلص ما يلي:

  • وجود اتجاهات متعددة بين شباب الإخوان وشاباتهم -من ظل في التنظيم أو تركه- تجاه الموقف من السياسة؛ صحيح أن الاتجاه الغالب هو فك الارتباط بالسياسة كما كان يمارسها الإخوان منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، والتي تقوم علي التنافس علي مكامن اتخاذ القرارات في مؤسسات الدولة والمجتمع جميعا (مجلس شعب ونقابات ومجالس محلية… إلخ). وراء هذا الموقف أسباب متعددة؛ بعضها يخص الخبرات الذاتية للمنتمين، وبعضها يخص طبيعة تنظيم الإخوان وأيديولوجيته، والبعض الآخر يتعلق بطبيعة نظام ما بعد 2013، والبيئة الإقليمية والدولية التي تجعل التغيير صعبا، وقد بحثت الورقة بالتفصيل هذه العوامل المتعددة، واستطاعت أن تبني إطارا تفسيريا كاملا ببيان العلاقات بين هذه المكونات جميعا

لكن ما أغفلته الورقة هو المعيار الذي يجب أن ينظر إليه وفقا له لظاهرة فك الارتباط؛ وهو عندي علاقة عضو وعضوة الإخوان بالمجال العام؛ فالمشروع الإخواني في أحد تجلياته هو ربط المجال الخاص (التربية وبناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة) بالمجال العام (المجتمع المسلم والدولة المسلمة) من خلال إعادة صياغة المجالين وفق المرجعية الإسلامية مع تأثير الأول في الثاني باستخدام التنظيم المقدس المفارق لعضويته؛ حيث التنظيم أكبر من مجموع أفراده، ويدعم هذه الفكرة شمولية الإسلام، أي تعلق الإسلام بمظاهر الحياة جميعا.

وفق هذه الرؤية؛ فإن السياسة تكتسب معنى شاملا ولا تقتصر على التنافس على السلطة -كما عبر منير- بل يمكن إن تم إغلاق التنافس عليها -كما جري في مصر بعد 2013- فإن الجهد يمكن أن ينصرف إلى مجالات أخرى. الخلاصة: أن السؤال لم يعد فك الارتباط بين الإخوان والسياسة، ولكن فك الارتباط بين عضو وعضوة الإخوان والمجال العام؛ فإن حدث هذا فقد انتهى المشروع الإخواني في الفرد نفسه.

  • الوقوف عند التوجه السائد قد يجعلنا نغفل موقفا آخر يتشكل أيضا -وستكون له تداعيات مستقبلية؛ وهو "إعادة تعريف السياسة" التي باتت أكثر تعقيدا عند الأعضاء على خلاف ما كانت الجماعة تتصوره أو الأعضاء والعضوات يفهمونه قبل يناير/كانون الثاني؛ وهذا التعقيد ذو أبعاد فكرية نجدها في نقد مشروع الحداثة وطبيعة الدولة القومية -كما عبرت عنه خديجة- أو نجدها في أنها تعبير عن مصالح أطراف وفئات متعددة وليس كما كان التنظيم يدركها بوصفها ذات طبيعة ثقافية (صراع على المرجعية الإسلامية) لا تعبر عن انحيازات اجتماعية تتجسد بها مصالح فئات معينة من المجتمع، بالإضافة إلى دور العوامل الدولية والإقليمية وتأثر السياسة في مصر بها.

كما نجد إعادة تعريف السياسة عند هبة التي لا تزال تتحرك في المجتمع المدني لتمكين الأفراد من الاختيار الحر. وهكذا؛ فنحن بإزاء إعادة تعريف للسياسة من مداخل متعددة، ولا يقتصر هذا على شباب وشابات الإخوان والإسلاميين فقط كما رصدته في مقالي عن "الشباب المصري وبدائل الإسلاميين"، ولكنه يمتد إلى قطاعات أخرى من الشباب العربي مما ستكون له تداعيات مستقبلية. عمليات إعادة التعريف الجارية تسمح باستعادة السياسة مرة أخرى لو تغيرت سياقات القمع وحدث انفتاح في المجال السياسي.

  • أظهرت المقابلات وعيا متميزا لمشكلة تنظيم الإخوان مع الممارسة السياسية. عبر المشاركون عن خلافاتهم حول إستراتيجية التجنيد، وأكدوا الافتقار إلى إستراتيجية للعمل، والمصداقية والفعالية لأطر عملها في ضوء انفصالهم عن صراعات الناس اليومية، وعدم قدرتهم على مواجهة قمع الدولة. لقد أسيء دائما فهم جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة سياسية أو أيديولوجية أو حتى عسكرية. نحن نجادل بناءً على قراءتنا لتاريخ الإخوان المسلمين على مدى العقد الماضي.

وأكدت المقابلات أن التنظيم يُفهم بشكل صحيح على أنه منظمة اجتماعية نخبوية، ذات عضوية صغيرة ولكنها ملتزمة بشدة. نحن نجادل بأن الجماعة نفسها أساءت فهم طبيعتها، معتقدة خطأ أنها في بيئة سياسية تنافسية مفتوحة. إن سلسلة الأحداث من ثورة يناير/كانون الثاني 2011 إلى الانقسامات الإدارية الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين في المنفى عام 2022؛ تكشف عن وجود تنظيم لكوادر النخبة مندمجين في الوسط الاجتماعي أكثر من كونه مشروعًا سياسيًّا أو أيديولوجيًّا.

  • أخيرا، إن المقابلات تظهر أهمية الخبرات الذاتية والعواطف للشباب والشابات في تفاعلهم مع البيئة السياسية الكلية وانحلال التنظيم الذي كان يملأ كل حيواتهم، وكما تشير الدراسة "تركت العوامل على المستوى الكلي المتعلقة بقمع الدولة والتشرذم الداخلي الأعضاءَ فريسة لمواجهات شخصية عنيفة وصدمة أثارت مشاعر اليأس وعدم الثقة، مما منعهم من المشاركة السياسية".

إن الاعتناء برصد وفهم الدوافع الذاتية والخبرات الشخصية هو في أحد أبعاده تأكيد لحضور الفرد وعدم مصادرته من خلال النظم الأبوية المهيمنة على كل مؤسساتنا، وهو في تصوري أحد اللبنات المهمة لاستعادة السياسة معناها حين يتحول الشخصي إلى سياسة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.