8 أخطاء تربوية يرتكبها الآباء بعد الطلاق

Nagwan Lithy - حتى اليوم لا تستطيع المرأة في مصر تحمل تبعات الطلاق (بيكساباي)   - قصص الانفصال في منتصف الطريق.. لماذا نتوقف عن منح الفرص؟ (نسخة مختصرة 900 كلمة)
المشاعر التي قد يحملها الوالدان المنفصلان تجاه بعضهما بعضا ليست بالضرورة هي مشاعر الطفل تجاههما (بيكسابي)

لا يمكن الاستهانة بالتغيير الذي يحدثه الطلاق في حياة الأسر، ورغم أنه أحيانا قد يكون الحل الأفضل للزوجين إذا لم يستطيعا العيش معا، فإنه يؤثر في العديد من جوانب الحياة.

ومن بين الجوانب التي يؤثر فيها الطلاق رعاية الأطفال، وهي مهمة كبيرة تحتاج لتعاون الوالدين، لكن عند الانفصال قد يصبح التعاون أكثر صعوبة، ويرتكب بعض الآباء بعد الطلاق أخطاء تربوية تؤثر في أطفالهم وفي مستقبلهم، نتعرّف بعضها في التقرير التالي.

تحميل الأبناء مسؤوليات البالغين

بعد الانفصال وغياب أحد الوالدين، يُحمّل بعض الآباء أبناءهم مسؤوليات الطرف الغائب؛ مثل: قول "الآن، أنت رجل البيت"، وهو ما قد يثقل كاهل الصغار بمهام الكبار.

كما يتوقع بعض الآباء أن يعتني أطفالهم باحتياجتهم العاطفية، وحذر من ذلك اختصاصي العلاقات الأسرية والزوجية غاري نيومان، في تصريح لموقع "ويب ميد" قائلا، "لا تقع في فخ مشاركة تفاصيل الطلاق أو مشاعر الغضب تجاه زوجك السابق مع أطفالك، وإذا لزم الأمر ابحث عن مساعدة خارجية من معالج نفسي، حتى لا تلحق الضرر بهم".

التقليل من شأن أحد الوالدين

قد يصعب التحكم في مشاعر الغضب في بعض المواقف؛ مثل: أن يقول الطفل أمام أبيه، "أمي تسمح لي بمشاهدة التلفاز وقتا أطول"، ما قد يُشعر الأب بالاستياء من تصرف الأم، وينتقد قراراتها أمام الطفل، وهو ما قد يضر بعلاقة الطفل بوالديه على المدى الطويل.

والتصرف الأكثر فاعلية في مثل هذه المواقف، هو تذكير الطفل أن القواعد المتفق عليها ليست كذلك، أو أن لكل بيت قواعده التي يجب احترامها، ويمكن بعد ذلك مناقشة الطرف الآخر، والاتفاق على قواعد موحدة أو متقاربة.

التنافس لنيل محبة الطفل

عدم وضع تربية الطفل أولوية عند كلا الأبوين بعد الانفصال، قد يجعل كل طرف مشغولا بنفسه، وينتج عن ذلك أن يتنافس كل طرف لنيل محبة ابنه، ويكون الوالد المفضل.

وعندما ينقل الطفل لوالديه ما يسمح به الطرف الآخر؛ يبدأ كل طرف في التنازل أكثر عن القواعد حتى يحبه ابنه أكثر، وفي خضم هذه المنافسة تتلاشى أهمية تربية الطفل وتعليمه القواعد اللازمة، ويميل لمن هو أكثر تساهلا معه.

بعد الانفصال وغياب أحد الوالدين يحمّل بعض الآباء أبناءهم مسؤوليات الطرف الغائب (بيكسلز)

تخريب علاقة الطفل بأحد الوالدين

المشاعر التي قد يحملها الوالدان المنفصلان تجاه بعضهما بعضًا ليست بالضرورة هي مشاعر الطفل تجاههما، وأحيانا تدفع المشاعر السلبية التي يحملها أحد الأبوين إلى تخريب علاقة الطفل بالطرف الآخر.

وبينما قد يشفي ذلك غضب أحد الوالدين، الذي يسعى لتخريب علاقة الطفل بالآخر، إلا أن ذلك يضر بمصلحة الطفل وصحته النفسية، كما أن له آثارا سلبية عميقة على المدى الطويل.

معاملة الطفل كأنه ضحية

تأثر الطفل عند انفصال الزوجين قد يدفعهما إلى النظر إليه كونه ضحية الطلاق، وقد يخرقان القواعد ويتساهلان مع سلوكه السيئ المتكرر، ما قد يعزز عقلية الضحية لديه.

وبدلا من ذلك، يمكن للوالدين أن يتعلما كيفية مراعاة تغير مشاعر أطفالهما، وتعليمهم أنه لا بأس من الشعور بمشاعر سلبية، مع التأكيد أن المرور بالأوقات الصعبة ليست مسوغا للسلوك السيئ، كما توضح إيمي مورين، المعالجة النفسية والمتخصصة في سلوك الطفل، في مقالها بموقع "فيري ويل فاميلي".

وإذا لاحظت بعض التغييرات السلوكية الخطيرة، أو تغيرات في الحالة المزاجية لطفلك واستمرارها لأكثر من بضعة أسابيع، فقد يحتاج طفلك إلى مساعدة من مختص نفسي.

تجميل سلوك الطفل

يحاول أحد الوالدين -أحيانا- تجميل سلوك الطفل والتحدث بشكل إيجابي فقط عما يفعله ابنه عندما يكون معه؛ مثل قول "إنه مهذب جدا عندما يكون معي. لا أعرف لماذا يتصرف في منزلك بشكل سلبي".

وبينما قد يجعل ذلك أحد الوالدين يبدو أنه أفضل في التعامل مع طفله، لكن تجميل سلوك الطفل، والإصرار أنه مثالي، وإهمال سلوكه السلبي لن يفيد في تربيته التي تحتاج إلى تعاون الطرفين.

المشاعر المترتبة على الطلاق تأتي من خصوصية المنظومة التي سبقته الزواج- (بيكسلز)
حتى إذا لم يكن الوالدان على وفاق فإن مصلحة الأبناء تتطلب تعاون الطرفين لحل المشكلات (بيكسلز)

استخدام الطفل للتجسس

استخدام الطفل للتجسس على أحد الوالدين ونقل أخباره، أو تكليفه لنقل الرسائل بين الوالدين، يحمل الطفل مشكلات البالغين التي لا يقدر على فهمها، ويضعه في مكان مروع بالنسبة له.

إذا كان أحد الوالدين يرغب في إيصال شيء ما إلى الطرف الآخر أو معرفة شيء عنه، فيجب أن يفعل ذلك بنفسه أو يختار شخصا بالغا من خارج الأسرة، ويتجنب تحميل الطفل مثل هذه المسؤولية والحِمل.

رفض التعاون معا

عندما يأتي الطلاق بعد تصاعد الخلافات وتراكم المشكلات، قد يصبح كل طرف معبأ بمشاعر الإحباط والغضب التي قد تعميه عن النظر لمصلحة الأبناء، ويرفض التعاون مع الطرف الآخر لحل مشكلات الأطفال؛ مثل رفض التحدث للمعالج النفسي الخاص بالطفل، لأن أحد الطرفين هو من اختاره.

وحتى إذا لم يكن الوالدان على وفاق، فإن مصلحة الأبناء تتطلب تعاون الطرفين لحل المشكلات، والانفتاح للتعاون طالما كان هذا في مصلحة الأبناء.

أصلح أخطاءك

إذا وجدت أنك ارتكبت بعض هذه الأخطاء مع أطفالك، لا تزال هناك فرصة لإصلاح ذلك. ويوصي نيومان بالاعتذار للأطفال بمجرد إدراك الخطأ، وبذل كل الجهد لتغيير مثل هذه السلوكات.

ويمكنك الاتفاق مع طفلك على أن ينبهك عندما تبدأ في ارتكاب الخطأ، على سبيل المثال يمكنك الاتفاق معه أن يلفت انتباهك إذا بدأت في انتقاد زوجك السابق أمامه، وعندما ينبهك اشكره على تذكيرك، وتوقف عن ذلك.

المصدر : مواقع إلكترونية