عدم تقبّل مظهرك أزمة العصر.. إليكِ كيفية حماية نفسك منها

الصورة المثالية للجسم تدفع الكثيرات نحو اتباع أنظمة غذائية قاسية تؤثر على الصحة العامة (شترستوك)

تحيطنا وسائل الإعلام وتطبيقات التواصل بالرسائل التي ترسخ داخل أذهاننا صورة تبدو مثالية، وأن علينا بذل جهد من أجل الوصول إلى الكمال بمعاييره المحددة حسب فلاتر إنستغرام وسناب شات، ومقاييس المشاهير، بالإضافة إلى منشورات صناعة التجميل التي تحيط النساء بصور ما قبل وبعد عمليات التجميل ونحت الجسم وتكميم المعدة، الأمر الذي يدفع البعض نحو اتباع أنظمة غذائية قاسية تؤثر على الصحة العامة، أو نحو إجراء عمليات جراحية خطيرة، وتحمل تبعاتها، بغرض الوصول إلى جسم مثالي.

تأثير الإعلام على تقبل الصورة الجسدية

كشفت دراسة أميركية أُجريت على عينة من مراهقات في مرحلة التعليم الأساسي -عن مدى تأثير وسائل الإعلام على نظرتهن لأجسادهن، ومستوى رضاهن وتقبلهن لأنفسهن- أن 69% من الفتيات محل الدراسة اللاتي يتابعن مجلات الموضة والجمال تأثرن بالفعل وأصبحن غير متقبلات لأشكال أجسادهن، بينما قررت 47% منهن اللجوء إلى طرق لإنقاص الوزن.

وعام 2011، حلل باحثون أميركيون المحتوى الذي تقدمه إعلانات منتجات إنقاص الوزن، ليكتشفوا أن أكثر من نصف إعلانات إنقاص الوزن التي تقدم معلومات لا أساس لها من الصحة، مقابل تشجيع الجمهور على شراء واستخدام هذه المنتجات للحصول على قوام مثالي.

ويكشف ذلك التأثير العميق الذي تمتلكه وسائل الإعلام، واستخدام هذا التأثير بطريقة سلبية لدفع الجماهير نحو استهلاك منتجات غير ذات جدوى، أو اتباع عادات غذائية غير صحية، بهدف الحصول على جسم بمقاييس محددة، والأخطر هو دفع الملايين نحو إجراء عمليات جراحية خطيرة مثل تكميم المعدة.

هل يعاني الرجال أيضاً من عدم تقبل الصورة الجسدية؟

كما تقع النساء تحت ضغوط الإعلام الذي يروّج لمقاييس جمال ثابتة، فإن الرجال أيضاً أصبحوا فريسة لوسائل الإعلام وتطبيقات التواصل التي تصدر صورة جسدية محددة للرجل الجذاب، مما يدفع بعضهم أيضا إلى اللجوء نحو التمرينات الشاقة للحصول على عضلات، واتباع أنماط غذائية قاسية لإنقاص الوزن.

ولكن اللجوء للعمليات الجراحية تكون بنسبة أعلى في النساء، حيث إن التأثير على نظرة النساء لأنفسهن أكبر، فالصورة الجسدية للمرأة ترتبط بثقتها في نفسها، وقدرتها على النجاح في الحياة الزوجية، بينما لا تشكّل الصورة الجسدية عائقاً أمام الرجل في ممارسة حياته الطبيعية، حتى لو لم يكن راضياً بالكامل عن شكل جسده.

Midsection Of Man Holding Belly Fat At Home، كرش، بطن، بدانة، دهون، سمنة، زيادة الوزن، وزن، ميزان شحوم
الرجال أيضاً أصبحوا فريسة لوسائل الإعلام وتطبيقات التواصل التي تصدر صورة جسدية للشخص الجذاب (غيتي)

هل يزيد مستوى الرضا على الصورة الجسدية بعد عمليات التكميم؟

عدم قبول الصورة الجسدية يدفع النساء نحو المغامرة بأنفسهن ودخول غرفة العمليات دون سبب طبي، مقابل الحصول على الرضا عن أنفسهن، وزيادة الثقة في أنفسهن. إلا أن الدراسات تشير إلى أن الوصول لمستوى أعلى من الرضا ليس نتيجة مضمونة بعد إجراء عمليات التكميم، حيث تفاجأ المعنية بمضاعفات العملية المؤلمة، بالإضافة إلى الآثار الجانبية للعملية مثل ترهلات الجلد التي تستدعي إجراء عملية جراحية أخرى وتحتاج وقتا طويلا للتعافي قبل العودة للحياة الطبيعية.

فإذا كانت عمليات التكميم وخسارة الوزن غير مضمونة لزيادة الرضا وتقبل الصورة الجسدية، إذن كيف يحدث قبول الذات؟

الإجابة: من العقل. الأمر برمته يبدأ من العقل، فالمطلوب إعادة ترتيب أفكاره دون الخضوع لضغوط وسائل الإعلام وتطبيقات التواصل، وإدراك أن الجسد في حد ذاته نعمة من الله، وأنه جيد وكاف وجميل طالما أنه بصحة جيدة، وأن مقاييس الجمال يجب ألا تكون ثابتة، فقد خُلقنا على الاختلاف، وعلى كل شخص قبول نفسه كما هو حتى يحصل على القبول من الآخرين فنتمكن من التعايش بثقة وسلام.

النساء تحت ضغوط الإعلام الذي يروّج لمقاييس جمال ثابتة (بيكسلز)

نصائح لتعزيز الرضا وتقبل الصورة الجسدية

لن تشعري بتقبل صورتك الجسدية فور قراءة بعض النصائح، فالأمر يحتاج إلى الصبر والوقت لتحويل أفكارك ونظرتك نحو جسدك إلى الشكل الإيجابي المطلوب لتحقيق الرضا. وفيما يلي أهم النصائح التي يمكن أن تدرجيها ضمن أفكارك ونمط حياتك تدريجيا، حتى تحققي الرضا الذاتي، وتتقبلي صورتك الجسدية كما هي، ومن ثم تصبحين أكثر ثقة في نفسك:

1- مارسي الامتنان يوميا

تذكري يوميا المهارات والأنشطة التي يستطيع جسدك القيام بها، والعمليات الحيوية التي تبقيكِ على قيد الحياة مثل التنفس، وكوني ممتنة لجسدك الذي يساعدك على الحياة، فإن كل ما يقدمه لكِ كافِ لتشعري بالرضا تجاهه. إنه معجزة في حد ذاته، وهبة من الله.

2- تقبلي تغييرات جسدك

الجسد يتغير حسب الظروف الصحية أو مراحل العمر أو أي شيء طارئ قد يسبب فقدان وزنك أو اكتساب بضع كيلوغرامات. كوني مستعدة ومتقبلة للتغييرات التي قد تطرأ على جسدك، وتذكري أنها ليست دائمة.

3- توقفي عن المقارنة

المقارنة من أهم الأسباب التي تسمح للإحباط والسخط بالتسلل إلى عقلك وقلبك، لذا توقفي عن مقارنة نفسك بالآخرين، أنتِ مختلفة، وتميزك في اختلافك عن الآخرين، فلا داعي للمقارنات.

4- ابتعدي عن مصادر الضغط

أي مصدر يضغط عليكِ، ويشعركِ بعدم الرضا عن شكل جسدك، ابتعدي عنه، سواء كان مجلات أو تلفزيون أو تطبيق للتواصل يحاصرك بصور مثالية.

Happy young businesswoman إمرأة تمارس رياضة التأمل Woman meditation exercises gettyimages-1174240738
أي مصدر يضغط عليكِ ويشعركِ بعدم الرضا عن شكل جسدك ابتعدي عنه (غيتي)

5- اقتربي من الإيجابيين

من المهم أن تكوني محاطة بأشخاص إيجابيين يعززون ثقتك بنفسك، ويشعرونكِ بالحب والقبول.

6- تخلصي من الأفكار السلبية

أي أفكار سلبية تطرأ في ذهنك حول صورتك الجسدية، عليكِ مقاومتها، واستبدالها بأفكار إيجابية، مثل كتابة الأشياء الجيدة التي تعجبك في مظهركِ. واحرصي على تغذية عقلك بالأفكار الإيجابية التي ترسخ داخل ذهنك حقيقة أنكِ جميلة شكلاً وعقلاً وروحاً.

7- ارتدي ملابس مناسبة

لا تقيدي نفسك بارتداء ملابس ذات قياس غير مناسب، أو تصميم غير مناسب لشكل جسدك، فاختيار التصميم والقياس المناسب يشعركِ بالثقة في مظهركِ.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية