علامات تخبرك أن طفلك يعاني اضطراب "تدهور النطق والكلام"

صور عن أطفال التوحد
قد يحدث الصمت الانتقائي فقط في المدرسة أو في البيئات الاجتماعية التي يحتك فيها الطفل الصغير بالآخرين (شترستوك)

يُعد تأخر النطق عند الأطفال أمرا شائعا، إذ يعاني نحو 10% من الصغار حول العالم اضطرابا ما في الصوت أو الكلام أو البلع في سنواتهم الأولى، ولكن عادة ما يتغلبون عليه لاحقا بشكل طبيعي.

إلا أنه قد يكون مقلقا ملاحظة الطفل، الذي كان يستطيع النطق واستخدام الكلمات، يتوقف بشكل مفاجئ عن الكلام، وهو ما يسمى "تدهور النطق والكلام" عند الأطفال (Speech & Language Regression).

الخرس الانتقائي

من الضروري عند ملاحظة تراجع قدرات الطفل على النطق أو على استخدام الكلمات التي كان يتقنها سابقا، استشارة متخصصي النطق والتخاطب.

وبمجرد أن يستبعد الطبيب احتمال المشكلات السمعية، والسيناريوهات المحتملة الأخرى مثل المعاناة من طيف التوحد، قد يبدأ في اختبار إذا ما كان الطفل يعاني "الخرس الانتقائي" (Selective Mutism).

والخرس الانتقائي هو حالة معقدة يصعب تشخيصها، حيث لا يتحدث الطفل الصغير إلا في ظروف معينة، وغالبا ما ترتبط بالقلق والرهاب الاجتماعي وقد يكون لها بعض العوامل الوراثية.

قد يحدث الصمت الانتقائي فقط في المدرسة أو في البيئات الاجتماعية التي يحتك فيها الطفل الصغير بالآخرين، وفي بعض الحالات، قد يرتبط بالخوف من شخص ما داخل الأسرة.

في حال تم تشخيص إصابة الطفل بالخرس الانتقائي، هناك عديد من الخيارات التي يمكن الاستعانة بها لمساعدة الطفل على استعادة القدرة على النطق والكلام مرة أخرى.

من المهم فهم الفارق بين تدهور النطق أو الكلام عند الأطفال ومشكلة تأخر الكلام المعتادة (بيكسلز)

بالإضافة للتشخيص المناسب، قد يستفيد الطفل مما يأتي، حسب موقع "بيبي ساين لانغويدج" (Baby Sign Language) للأمومة ونطق الأطفال:

  • تقليل الإجهاد العام في بيئة الطفل.
  • زيادة الانخراط في الأنشطة المريحة.
  • العلاج باللعب والوقت المباشر مع الأبوين.
  • استخدام التواصل البديل مثل لوحات التأشير.
  • العلاج المعرفي والعقاقير بوصفة طبية.

الفارق بين تدهور النطق ومشكلات تأخر الكلام

من المهم فهم الفارق بين تدهور النطق أو الكلام عند الأطفال ومشكلة تأخر الكلام المعتادة التي تحدث في سنوات الطفل الأولى.

إذ يُعد تأخر الكلام أو اللغة أمرا شائعا إلى حد ما، ويمكن أن ينتج عن عدة عوامل مختلفة.

فيتسم اضطراب تأخر النطق بفشل الطفل في تلبية واحد أو أكثر من معالم نموه المتعلقة بالكلام واللغة وتطوير قدرته على الحديث والتعبير عن نفسه. وقد يعني هذا أن الطفل يتقدم ببطء عن أقرانه عند تعلم اللغة والتواصل.

ومع ذلك، من الضروري معرفة أن كل طفل يتعلم ويتطور وفقا لسرعته الخاصة، وقد يلحق بعض الأطفال المتأخرين بأقرانهم بمفردهم من دون حاجة للتدخل.

ولكن إذا كان الطفل يعاني تأخرا شديدا ومقلقا في الكلام، فغالبا يكون من المفيد البحث عن تقييم من اختصاصي أمراض النطق واللغة للأطفال.

فعلى عكس تأخر الكلام، يُعد تدهور النطق واللغة عند الطفل تراجعا مفاجئا أو اختفاء للمهارات التي كان الطفل يتقنها بالفعل لفترة معينة.

علامات تدهور النطق

توجد عدة علامات على تدهور النطق، ومنها:

  • توقف الطفل عن استخدام الكلمات أو أصوات الكلام والعلامات الصوتية التي سبق أن تعلمها والتي كان يعبر بها عن احتياجاته.
  • عودة الطفل الذي كان يستخدم كلمتي "ماما" و"بابا" إلى الغرغرة وإصدار أصوات غير مفهومة، وكأنه فقد قدرته على استخدام الكلمات.
  • بعد أن يظهر الطفل مهارات اجتماعية مع أقرانه والأطفال من حوله، يتوقف فجأة عن البحث عن أطفال آخرين للعب معهم ويظل منزويا.
  • بعد أن يكون الطفل قادرا على الإشارة إلى الأشياء من حوله بدافع الحاجة أو الضرورة، يتوقف عن محاولة جذب انتباه الآخرين بالطريقة المعهودة.
من الضروري الاستعانة باختصاصي التخاطب لعلاج أي مشكلات قد تكون مسؤولة عن تراجع قدرة الطفل على الكلام (بيكسلز)

أسباب إصابة الطفل بتدهور النطق المفاجئ

في حين أن العامل الرئيسي لتدهور النطق والكلام عند الأطفال هو أنه غالبا ما يكون علامة على التوحد أو اضطرابات النمو الأخرى التي تصيب الطفل، إلا أن هناك بعض الأسباب الأخرى التي تجعل الطفل يتقدم بمهارات اتصال أقل مما كان عليه في السابق.

ويوضح مركز "غولدمان سنتر" (Goldman Center) الطبي هذه العوامل كالآتي:

  1.  إتقان الطفل مهارات أخرى: في بعض الأحيان يظهر الأطفال علامات انحدار في مجال واحد من مجالات التنمية المعهودة عليهم، عندما يعملون على إتقان مجال آخر. على سبيل المثال، قد يعاني الطفل بعض الانحدار في الكلام عند البدء في تلقي التدريب على استخدام الحمام بمفرده.
  2.  حدوث تغيرات شديدة في الحياة: قد يعاني الطفل تراجع الكلام في أثناء حدث كبير في حياته أو بعده، مثل انتقال الأسرة إلى مسكن جديد أو دخوله حضانة جديدة أو حصوله على أشقاء جدد.
  3. قد يعاني الطفل تدهورا في قدراته الطبيعية على النمو عندما يصاب بالمرض والحمى وغيرها على فترات متقاربة.

طرق التعامل مع المشكلة

يمكن البدء بمساعدة الأطفال عن طريق تعزيز الاسترخاء والتدريب على التحدث مرة أخرى، إذ يمكن للإجهاد أن يخلق كثيرا من الضغط داخل المنزل. والأطفال يدركون ذلك مهما بدا أنهم صغار وغير واعين أو غير منتبهين لحال الوالدين في البيت.

كما يجب تبادل المحادثة الطبيعية التي لا تضغط الطفل أو تشعره بالتوتر وأنه يجب أن يثبت نفسه ويتحدث للوالدين، بل يُنصح بالتعامل الطبيعي معه وملاحظه التحسن التدريجي مع الوقت.

وأخيرا، من الضروري الاستعانة باختصاصي التخاطب لعلاج أي مشكلات قد تكون مسؤولة عن تراجع قدرة الطفل على الكلام.

المصدر : مواقع إلكترونية