ابني يدخّن.. ماذا أفعل؟

Japan Tobacco Inc. cigarettes are arranged for a photograph in Tokyo, Japan, on Wednesday, Feb. 4, 2015. Japan Tobacco, the maker of Mevius, Winston and Camel cigarettes, is expected to announce its third quarter earnings on Feb. 5.
مسح عالمي للطلاب بيّن أن نحو 11% ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عاما يستهلكون منتجات التبغ بأنواعها (غيتي)

المراهقة فترة صعبة يحار الكثير من الآباء والأمهات في كيفية التعامل معها. وخلال هذه الفترة الحرجة، قد يتعلم أولادنا وبناتنا عادات سيئة، مثل تدخين السجائر بأنواعها العادية أو الإلكترونية، وربما يصل بهم الأمر إلى ما هو أسوأ، كتعاطي المخدرات، وجميعها مشكلات خطيرة تؤثر بشكل مباشر على صحتهم ومستقبلهم.

ويُعد التدخين أحد أهم المشكلات التي يمارسها المراهقون، تعبيرا عن رجولتهم، أو أنوثتهن في حالة البنات -كما يعتقدون- أو بسبب المشكلات النفسية الأخرى التي تترافق عادة مع هذه المرحلة من العمر.

ووفق تقرير لوكالة "رويترز"، فإن أكثر من 10% من المراهقين في العالم مدخنون. ويشير مسح عالمي للطلاب إلى أن نحو 11% ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يستهلكون منتجات التبغ بأنواعها.

التبغ يقتل أكثر من 8 ملايين شخص في العالم سنويا (غيتي)

التدخين قاتل

تكمن الخطورة في أن أولئك الذين يبدؤون التدخين في سن مبكرة هم أكثر عرضة للإصابة بالإدمان على النيكوتين، ويواجهون صعوبة كبيرة في الإقلاع عنه عندما يكبرون، وفق ما ذكرت منصة "المعهد الوطني لتعاطي المخدرات" (national institute of drug abuse) الأميركية في تقرير لها مؤخرا.

ووفق "منظمة الصحة العالمية" (WHO)، فإن التبغ يقتل أكثر من 8 ملايين شخص في العالم سنويا. و7 ملايين من هذه الوفيات ناتجة عن التدخين المباشر، في حين أن 1.2 مليون حالة وفاة هي نتيجة للتدخين غير المباشر. وعموما، يقتل التبغ نحو نصف مستهلكيه.

من هنا، ندرك خطورة المشكلة. فحين تلاحظ أن ابنك يمشي مع رفاق السوء، أو يتعلم عادات جديدة خطرة ومضرة على صحته، كالتدخين، أو تلاحظ أنه انطوائي ولا يختلط مع غيره، أو أنه يتعامل بطريقة عدائية مع أبويه، أو يفتعل المشكلات في حياته، فاعلم أن ابنك لديه مشكلات نفسية خطيرة تحتاج إلى حلّ.

كيف أتعامل مع ابني المدخن؟

بعض الآباء والأمهات يميلون إلى استخدام الشدّة والقسوة مع الابن المدخّن، والبعض الآخر يختار بكل بساطة تجاهل المشكلة ودفن رأسه في الرمال. فما الطريقة العلمية السليمة التي تضمن لابنك تخطّيه هذه المشكلة السلوكية-النفسية، وتنشئته بشكل آمن؟

عليك إخبار أطفالك بأمانة وبشكل مباشر، أنك لا تريدهم أن يدخّنوا السجائر بأنواعها (بيكسلز)

وذكرت "جمعية الرئة الأميركية" (American lung association) عددا من النصائح للآباء والأمهات، للتعامل مع ابنهما المدخّن، لعل أبرزها:

1- أخبر أطفالك بأمانة، وبشكل مباشر، أنك لا تريدهم أن يدخّنوا السجائر بأنواعها، العادية أو الإلكترونية، أو أي نوع آخر من منتجات التبغ. وأعطهم رسائل واضحة ومتّسقة، بشكل هادئ حول أخطار هذه المنتجات على صحتهم ومستقبلهم.

2- ابدأ التحدث مع أطفالك عن التدخين بشكل مبكر واستمر بالأمر خلال سنوات دراستهم الثانوية. فعدد من الأطفال يبدؤون التدخين في سن 11 عاما، وبعضهم يصبح مدمنا في سن 14 عاما. اشرح الأخطار الصحية للتدخين، بالإضافة إلى الجوانب الجسدية غير السارة (مثل رائحة الفم الكريهة والأسنان الملوثة والأظافر المتغيرة اللون).

3- يستخدم الكثير من الشباب السجائر الإلكترونية بمعدلات متزايدة ومثيرة للقلق، لذا تأكد من التحدث مع أطفالك عنها أيضا، إذ زادت معدلات استخدام هذا النوع من السجائر بنسبة 78% بين طلاب المدارس الثانوية في أميركا وحدها. وهناك مزيد من المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر من السجائر القابلة للاحتراق.

4- كن قدوة حسنة لأطفالك من خلال عدم التدخين أو استخدام التبغ بأي شكل من الأشكال.

5- إذا كنت مدخّنا، فإن أفضل شيء يمكنك فعله هو الإقلاع عن التدخين، والتحدث مع أطفالك بشأن مدى صعوبة الأمر، وكم هي مشكلة كبيرة بالنسبة إليك.

واحرص على ألا تدخن بالقرب من أطفالك، ولا تدعهم يدخنون أيا من سجائرك، وانصحهم بأنه من الأفضل عدم التدخين من الأساس.

6- ضع سياسة خالية من التدخين في منزلك وطبّقها بحزم. ولا تسمح لأي شخص، أيا كان، بالتدخين داخل بيتك في أي وقت وتحت أي ظرف.

7- ضع أولادك في مدارس لديها سياسة حازمة ضد التدخين، وتأكد من وجود برامج خاصة في الصحة المدرسية تتضمن التثقيف بشأن الوقاية من تعاطي التبغ.

8- تأكد ما إذا كان لأطفالك أصدقاء يدخنون، وتحدث معهم حول طرق رفض تدخين سيجارة إذا ما عرضها عليهم صديق أو زميل مدخن، فعادة ما يبدأ الأولاد التدخين من سيجارة مجانية يقدمها لهم زميل في المدرسة.

9- إذا اكتشفت أن ابنك المراهق يدخن، فتجنّب التهديدات والإنذارات، وتحدث معه بهدوء، واطرح بعض الأسئلة، واكتشف السبب؛ فعادة ما يكون السبب رغبتهم في لفت انتباهك إليهم، أو إثبات أنهم أصبحوا رجالا في عينيك، أو أن يتم قبولهم من جانب مجموعة أقران.

وتحدث عن التغييرات التي يمكن إجراؤها في حياة ابنك المراهق لمساعدته على الإقلاع عن التدخين.

10- أثناء حديثك مع طفلك عن تدخينه والأسباب الكامنة خلفه، اذكر له أن شركات صناعة التبغ تنفق مليارات الدولارات كل عام للتأكد من أن منتجاتها جذابة، وتسبب الإدمان قدر الإمكان.

اذكر له أيضا أن صناعة التبغ تقوم أيضا على تسويق السجائر الإلكترونية بشكل كبير للشباب، ما يؤدي إلى إضفاء السحر على استخدام هذه السجائر في الإعلانات، وتقدمها بنكهات مختلفة محبَّبة لدى الشباب.

واطلب من طفلك التفكير في كيفية استهدافه من قبل هذه الشركات وكيف تتلاعب به بهدف كسب الأموال من أمثاله. هذا الإدراك يجعل الكثير من المدخنين المراهقين غاضبين، ويمكن أن يحفّزهم على الإقلاع عن التدخين.

المصدر : مواقع إلكترونية