كيف تنقل الأخبار السيئة لطفلك؟.. إليك نصائح الخبراء

1-الأخبار السيئة ثقيلة لها وقعها الخاص على الأطفال-(بيكسلز)
الأخبار السيئة ثقيلة ولها وقعها الخاص على الأطفال (بيكسلز)

عمّان- تعد المحادثات الصعبة مصدرا كبيرا للقلق والرهبة، بشكل عام، وإذا اضطررت إلى توصيل أخبار سيئة أو إجراء محادثة صعبة، فأنت تعلم بالفعل مدى صعوبة ذلك، وخصوصا عندما تحتاج إلى مناقشة ذلك مع طفلك، فقد تشعر بالقلق من أن الأمر لن يسير على ما يرام. وربما تكون قلقا من أن ذلك سيفسد علاقتك مع طفلك.

فكيف يمكن إجراء محادثة صعبة مع طفلك تتضمن أخبارا سيئة، وفي الوقت ذاته مثمرة؟

تقول المستشارة التربوية والأسرية الدكتورة أمل بورشك للجزيرة نت "إن الأخبار السيئة ثقيلة على الكبار، ولها وقعها الخاص على الأطفال، لذا يفضل إحاطة الطفل ببيئة آمنة تلبي احتياجاته، وتدعمه بأصدقاء مقربين ومساندين له لاحتواء أي ردة فعل قد يظهرها، وامتصاص أي عصبية تظهر".

3-يجب مراعاة اختيار الوقت والمكان المناسبان لإخبار الطفل-(بيكسلز)
يجب مراعاة اختيار الوقت والمكان المناسبين لإبلاغ الطفل بخير سيئ (بيكسلز)

وللمساعدة في تقبل الأخبار السيئة، تنصح المستشارة بورشك، بما يلي:

  • حافظ على هدوئك واتزانك كقدوة ماثلة أمامه، وتحدث بجدية مظهرا مشاعرك وعدم رضاك، ولكن احذر من شحن الطفل، منتقيا الوقت المناسب ودون أن تفسد عليه لحظة فرحة خاصة به.
  • ابتعد عن التواصل بالرسائل النصية، وفعّل آداب التواصل المباشر، واجلس بالقرب منه بود وطمأنه وضمه وانظر في عينيه، منتقيا كلماتك بعناية متفكرا بها قبل النطق.
  • أظهر له أنك غير قادر على تفسير ما يحدث، استمع له جيدا ولا تقاطعه، وكن صريحا، واعتبرها فرصة تعليمية لبناء ثقته بنفسه وتدريبه على ضبط انفعالاته وأن يفرغ غضبه من خلال الرسم أو اللعب وعمل ما يحب، دعه يعبر عن عدم رضاه وبالصبر لبعض الوقت والمثابرة حتى يتقبل ما سمعه من خبر سيئ.
  • قربه من الحياة الواقعية وشجّعه على التأقلم مع ما سمع، للاستمرار في تحقيق مسيرته، ليحول المعوقات إلى محفزات تحثه على السيطرة على انفعالاته لتخفيف حدة قلقه وتمكينه من ابتلاع غضبه في مثل هذه الأوقات غير المتوقعة.
    الاستشارية التربوية الاسرية أمل بورشك
    بورشك: يفضل إحاطة الطفل ببيئة آمنة تلبي احتياجاته، وتدعمه بأصدقاء مقربين ومساندين له (الجزيرة)

عدم مفاجأة الطفل

بدورها، تقول الأخصائية النفسية للأطفال والمراهقين أسماء طوقان "للقيام بنقل خبر سيئ للطفل يجب مراعاة عدم مفاجأته، وإخباره عن حدوث الأمر فقط دون شرح مسبق عن الأمور السيئة التي قد نتعرض لها كالموت أو المرض أو الحوادث، حيث يفضل أن يكون الحديث عنها بشكل طبيعي ضمن الأحاديث والنقاشات اليومية مع أطفالنا؛ لتجنب تعرضهم للفزع أو الصدمة".

وتوضح طوقان للجزيرة نت كيفية إخبار الطفل بشكل مبسط وصادق، يتناسب مع عمره، فقبل الحديث عن الموت هناك 3 مراحل، وهي:

  1. نخبرهم عن مفهوم الخير والشر، وعن صفات الإنسان الصالح وعن رحمة الله الواسعة وعن مفهوم النعيم والثواب.
  2. نوضح لهم مفهوم الموت بشكل واضح دون مبالغة، أي توقف الوظائف الحيوية عند الإنسان، مثل التنفس والحركة والأكل والتحدث، مع تجنب إخبار الطفل أن الموت يعني النوم إلى الأبد وعدم توضيح المعلومات له؛ لأن ذلك قد يشكل القلق والخوف من النوم عند الأطفال ووجود الكوابيس.
  3. وفي المرحلة الأخيرة عليك إخبار الطفل أننا جميعا سوف نموت، وخاصة عند وصولنا إلى مرحلة الشيخوخة، وقد يموت الصغار والشباب أيضا، والموت أمر محزن لمن يحبون الشخص، ولكنه سوف يكون مرتاحا وسعيدا لما سيحصل عليه من نعيم، فهو عند الله الرحيم.
    -اختصاصية الطب النفسي للأطفال الدكتورة أسماء طوقان- (الجزيرة)
    طوقان: عند القيام بنقل خبر سيئ للطفل يجب مراعاة عدم مفاجأته (الجزيرة)

إرشادات مهمة للأهل

وتقترح الأخصائية طوقان بعض الإرشادات المهمة عند إخبار الطفل بأمر سيئ، وهي:

  • تجنب إخبار الطفل وأنت في حالة نفسية سيئة فالطفل يتأثر جدا بنفسية والديه.
  • اختيار الوقت والمكان المناسبين لإخبار الطفل.
  • استخدام الكلمات التي تناسب عمر واستيعاب الطفل.
  • كن صادقا دون مبالغة وقدم المعلومات بوضوح.
  • كن مستجيبا لردود أفعاله فقد يظهر طفلك مجموعة متنوعة من ردود الأفعال فقد يشعر بالحزن أو الغضب أو التوتر أو القلق. واسمح له بالتعبير عن مشاعره دون الحكم عليها.
  • ذكّره أنك بجانبه دائما، وموجود في حال أي استفسارات أو مخاوف أو في حاجة إلى أن تستمع له.
  • احتضان الطفل والدعم المعنوي له مهمان جدا في هذه المواقف.
  • عليك متابعة الدعم، لا تترك طفلك بمفرده بعد هذا الحديث، تابع تقديم الدعم وتواصل معه في الأيام اللاحقة.
    2-الإحساس بالحب عند الأطفال شمولي ومتكامل-(بيكسلز)
    لا تترك طفلك بمفرده، تابع تقديم الدعم وتواصل معه في الأيام اللاحقة (بيكسلز)

إستراتيجيات بسيطة لكنها فعالة

وفي السياق ذاته، نشر موقع "أوستين ثيربي إمدر" بعض الإستراتيجيات البسيطة التي تساعد على الاستعداد لإجراء محادثة صعبة مع الطفل وبالوقت ذاته مثمرة، ومنها:

  • إنشاء هيكل للمحادثة: فكّر في طبيعة المحادثة التي تحتاج إلى إجرائها مع طفلك، سواء كان الأمر يتعلق به أو عنك أو عن آخرين، وهذا يعني تحديد ما تريد قوله، وكيف تبدأ باقتراح بعض الأسئلة المهمة التي يجب مراعاتها.
  • واجه أسوأ السيناريوهات: نتجنب جميعا إجراء محادثة صعبة؛ لأننا نقلق بشأن حدوث السيناريو الأسوأ، وهذا أمر طبيعي، لكن عقلك هو القادر على التفكير بما يتطلبه حل المشكلات.
  • اكتب أهم النقاط: لتجنب الخروج عن الموضوع، أو الدخول في نوبة غضب، أو نسيان قول شيء مهم، اكتب النقاط الأكثر أهمية مسبقا. بعد ذلك يمكنك فرز ما كتبته، وتقليصه إلى النقاط الأكثر أهمية، لقولها بشكل مباشر ومختصر.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية