بين فاقد ومفقود وشاهد وشهيد.. هذا ما فعله القصف الإسرائيلي بأطفال غزة

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الـ18 على التوالي، لا يزال أطفاله أبرز الضحايا، فمنهم من استشهد، ومنهم من لا يزال تحت ردم منزله، ومنهم من أصابته شظايا العدوان، ومنهم من أصبح يتيم الوالدين أو أحدهما، ومنهم من فُقد، ولم يعرف مصيره بعد، ومنهم من نزح مع أسرته، أو مع من بقي منها، بحثا عن الأمان المفقود طيلة أيام الحرب.

ولكن النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، لم يجعل الأطفال أكثر أمنا، فرشقات العدوان الإسرائيلي تلاحقهم ليل نهار، مذكرة الجميع أن لا مكان آمنا في قطاع غزة. أما حكاية نجاتهم، فتلك رواية أخرى، قد يكتبونها، أو نكتبها لاحقا.

أطفال غزة يسجلون شهاداتهم تارة بالكلام وتارات بالدم، وبالغياب تحت ردم منازلهم، أو خيامهم، فالمدارس والمستشفيات لم تعد في مأمن من القصف، وحتى المساجد والكنائس لم تعد آمنة لمن يلجأ إليها.

شهادات أطفال استهدف القصف الإسرائيلي منازلهم

في إحدى "زخات" القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استهدف منازل عوائل أبو جزر وأبو سنيمة والزطمة والعايدي في أرجاء مدينة رفح، رصدت الجزيرة شهادات عدد من الناجين بينهم أطفال، تحدثوا والصدمة تعلو محياهم، وبكلمات ترتجف كما قلوبهم الخائفة، كيف هدمت الصواريخ بيوتهم، بينما كانوا يلعبون.

أم فلسطينية تودع طفلها الشهيد في غزة

"خلوني جنبه وكفنوني معه".. هذا مشهد حقيقي وليس في فيلم، مشهد مؤلم لأم فلسطينية تودع طفلها الشهيد في غزة، وثقه فيديو للمصور الفلسطيني حسام شبات، إذ تبكي الأم طفلها الذي استشهد في غارة إسرائيلية على غزة ولم يتجاوز العاشرة من عمره.

وتوجه الأم المكلومة كلامها للمحيطين بها "خلوني جنبه دخيلكم.. أنام جنبه.. كفنوني معه.. قال لي يا بنعيش سوا يا بنموت سوا".

أين نذهب يا أمي؟

"وين بدنا نروح يما.." (إلى أين نذهب يا أمي؟)، تصرخ أم فلسطينية، وقد صدقت في صرختها، فكل مكان في قطاع غزة مستهدف.

أوقفوا العدوان لأجل الأطفال

يصرخ أب فلسطيني "وقفوا العدوان مشان الأطفال.." (أوقفوا العدوان من أجل الأطفال)، لكن العدوان يتواصل، فلا أحد يسمع.

طفل يرتجف

هذا طفل فلسطيني آخر يرتجف من الخوف بعد إخراجه من تحت أنقاض منزل قصفته إسرائيل في غزة.

طفل فلسطيني مصاب ينشد بصوت عذب

ولأن الطفل الفلسطيني يحب الحياة، مثل بقية أطفال العالم، كما هو مسكون بالأمل، مثل كل الفلسطينيين، ينشد طفل فلسطيني مصاب بكسر في الجمجمة، وبصوت عذب، كما يظهر في فيديو بثه الناشط الفلسطيني محمد سلامة، على حسابه على إنستغرام.

ويظهر الطفل محمد -المصاب جراء غارة إسرائيلية- وهو ينشد رغم آثار العملية الجراحية على رأسه وقسوة تجربته مع القصف، حيث أصابت الغارات عددا من أفراد عائلته، واستشهد جده أيضا.

أين يذهب الأطفال عند حدوث قصف إسرائيلي؟

أطفال غزة يجيبون عن السؤال، فهل من مكان آمن الآن في غزة؟

ننتصر أو نموت

"نحن أمة لا تستسلم" كلمات يرددها شاب فلسطيني وهو يحمل طفلا مصابا بقصف الاحتلال في رفح.

ويظهر الرجل وهو يحمل طفلا رضيعا أصيب جراء القصف الإسرائيلي على منزل عائلة أبو سنيمة غربي رفح جنوب قطاع غزة. وقال إن "هذا الطفل انضرب في شارع الطيران، لقيته طاير 100 متر بالشارع، مع أهله وإخوانه كلهم شهداء".

وتابع "اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، لا نقول إلا ما يرضي ربنا، هذا العدو المجرم، الذي لا يستطيع أن يواجه المقاومة، نحن أمة لا تستسلم، ننتصر أو نموت".

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي