متلازمة موت الرضع المفاجئ.. هل أحلام الأطفال سبب محتمل؟

خمس الرضع مصابون بمتلازمة "الرأس المسطح" (بيكسابي)
العلماء لم يصلوا إلى سبب يفسر وفاة بعض الأطفال أثناء نومهم (بيكسابي)

لم تسفر عقود من البحث عن اكتشاف سبب محدد وراء متلازمة موت الرضع الفجائي، إذ لا يزال العلماء يبحثون عن تفسير يمكنه شرح هذه الظاهرة، لكن إحدى الفرضيات تشير إلى أن أحلام الأطفال الرضع قد تكون سببًا منطقيًا لذلك، إذ قد يؤدي حلم الطفل أنه في رحم أمه إلى انقطاع نفسه، مما يؤدي إلى وفاته بسبب نقص الأكسجين.

وذكر الكاتب ستيفن روس، في التقرير الذي نشره موقع "بيج ثينك" (Bigthink)، أن آلافا من الآباء والأمهات في الولايات المتحدة يضطرون إلى التعامل مع وفاة أطفالهم فجأة أثناء الليل دون أي سبب واضح، حيث يصابون بمتلازمة موت الرضع المفاجئ التي لا تعد مرضًا بذاتها.

ويشير ريتشارد غولدشتاين، وهو من أبرز الباحثين في هذه المتلازمة، إلى أنها وصف لحالة يبدو فيها الرضيع بصحة جيدة لكنه يموت أثناء نومه دون سبب واضح، كما أن النظرة الهادئة على وجوه الأطفال المتوفين تشير إلى أنه ليس هناك صراع أو ألم، بل راحة أبدية فقط.

الرضع infant
الرضع الذين يوضعون للنوم على بطونهم أو جوانبهم أكثر عرضة لصعوبة التنفس ممن يوضعون على ظهورهم (شترستوك)

أسباب غير معروفة

وأوضح الكاتب أن العلماء لا يعرفون سببا لوفاة هؤلاء الأطفال أثناء نومهم، لكن نظرية رائدة تسمى "نموذج المخاطر الثلاثية"، تقترح حدوث ذلك عند اجتماع ثلاث قرائن:

  • أن يعاني الرضيع من حالة تجعله غير قادر على الاستجابة لانخفاض الأكسجين أو ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم.
  • أن يتعرض الرضيع لحدث مسبب، مثل النوم ووجهه لأسفل.
  • أن يكون الرضيع في مرحلة نمو ضعيفة، أي في أول 6 أشهر من حياته.

فرضية الحلم

وأشار الكاتب إلى أن هناك فرضية أخرى طُرحت منذ ما يقرب من 3 عقود من قبل جورج كريستوس العالم في جامعة كيرتن، تقترح أن أحلام الرضع تتسبب في حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ، حيث يحلم الأطفال بأنهم ما زالوا أجنة، وهو وضع لم يكونوا مضطرين فيه للتنفس، وقد تؤدي الأفعال الجسدية المقابلة للحلم إلى توقف الرضيع عن التنفس، مما قد يسبب الوفاة.

وبحسب الكاتب، فقد دعم كريستوس حجته بالعديد من الأدلة، مشيرا إلى أن البشر يتصرفون بانتظام بمحتوى أحلامهم في الحياة الواقعية، حيث قد يحاكون الاختناق في الحياة الواقعية عندما يحلمون بالاختناق، أو قد يحبسون أنفاسهم إذا كانوا يحلمون بالسباحة تحت الماء.

وفي حين أن الأطفال والبالغين غالبا ما يوقظون أنفسهم عندما تغزو أي من أفعال الأحلام هذه الواقع، فإن بعض الأطفال يفتقرون إلى الدوائر العصبية للقيام بذلك، بحسب تكهن كريستوس. ومن دون هذه الدائرة العصبية، فإن حلم الطفل أنه في الرحم -حيث لا يتنفس- قد يسبب وفاته.

الرضع infant
تقلّ فرصة الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ بشكل كبير بعد بلوغهم الشهرين من العمر (شترستوك)

وذكر الكاتب أن بعض البالغين يعانون من اضطراب حركة العين السريعة أثناء النوم، وهو ما يتسبب في أفعال غير إرادية من أحلامهم أثناء حدوث هذا الاضطراب. وبينما يقضي البالغون ساعتين في حركة العين السريعة أثناء النوم، فإن الأطفال يقضون حوالي ثماني ساعات يوميا فيه. وبالنسبة للأطفال الحديثي الولادة، فإن ذكريات الرحم تكون سائدة، مما يتسبب في توقفهم عن التنفس في حال كانوا يعانون من أحد أشكال اضطراب حركة العين السريعة أثناء النوم.

وتقلّ فرصة الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ بشكل كبير بعد بلوغ الأطفال الشهرين من العمر، حيث تتلاشى هذه الذكريات مع تقدمهم في العمر.

وأفاد الكاتب بأن فرضية كريستوس تعتبر منطقية وهناك قدر لا بأس به من الأدلة غير المباشرة التي تدعمها، لكن من المحتمل أن تظل فرضية للأبد لعدم وجود طريقة لدراستها.

ماذا يعني الموت المفاجئ للرضيع؟

متلازمة الموت المفاجئ للرضع (Sudden Infant Death syndrome)، تعرف بأنها موت فجائي غير متوقع من دون سبب طبي واضح لرضيع عمره أقل من عام واحد. ويطلق على هذه الحالة "موت المهد"، لأن الأطفال غالبا يموتون في أسرّتهم، بحسب "مايو كلينيك" (Mayoclinic).

ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركي، فإن حوالي 3400 وفاة سنويا تُعزى إلى "الموت المفاجئ غير المتوقع للرضع".

وتحدث هذه الوفيات غالبا أثناء النوم أو في منطقة نوم الطفل، ويمكن أن يشمل "الموت المفاجئ غير المتوقع" متلازمة موت الرضع المفاجئ "إس آي دي إس" (SIDS)، وهي وفاة طفل بسبب الاختناق العرضي أثناء النوم.

الرضع infant
يمكن أن يؤدي الشعور بالدفء الشديد أثناء النوم إلى زيادة خطر إصابة الطفل بمتلازمة الموت المفاجئ (شترستوك)

وحاول الباحثون إيجاد أسباب محتملة لتلك المتلازمة، إلى جانب الأسباب الفيزيائية مثل عيوب الدماغ وانخفاض الوزن عند الولادة وعدوى الجهاز التنفسي، وتوصلوا إلى أن هناك عناصر موجودة في سرير الطفل بجانب وضعية نومه قد تؤدي إلى تعرضه للخطر أثناء النوم وقد تسبب الوفاة، منها:

  • النوم على البطن أو الجانب

قد يواجه الأطفال الذين يوضعون للنوم على بطونهم أو جوانبهم صعوبة في التنفس أكثر ممن يوضعون على ظهورهم.

  • النوم على سطح ناعم

يمكن أن يؤدي الاستلقاء على لحاف رقيق أو مرتبة ناعمة أو سرير مائل، أو استخدام مصدات السرير، إلى سد مجرى تنفس الرضيع.

  • تقاسم السرير

يزداد خطر الموت المفاجئ للرضيع إذا كان ينام في نفس السرير مع الوالدين أو الأشقاء أو الحيوانات الأليفة.

  • ارتفاع درجة الحرارة

يمكن أن يؤدي الشعور بالدفء الشديد أثناء النوم إلى زيادة خطر إصابة الطفل بمتلازمة الموت المفاجئ.

المصدر : الصحافة الأميركية