الجزائرية مريم علاق من المهرجانات والمسارح إلى رعي الغنم وحلب البقر

تشارك علاق يومياتها وحيواناتها عبر صفحتها على الفايس بوك الجزيرة نت
الفنانة مريم علاق تشارك صور يومياتها وحيواناتها عبر صفحتها على فيسبوك (الجزيرة)

الجزائر- "الأنوثة أن نكون شديدي الحساسية تجاه الطبيعة والحيوان، لا الكعب العالي إثبات على النسوية ولا أحمر الشفاه دليل نعومة" كلمات ترددها الفنانة المسرحية الجزائرية مريم علاق وهي تهم بإخراج قطيع الكباش لتسرح به في القرية التي تحمل ذكريات مراهقتها.

وبضواحي مدينة باتنة شرق العاصمة الجزائر، وبصوتها الأنثوي العذب، تردد علاق مواويل من أغنية الشاوي الجزائرية، ومقاطع من التراث المغربي الذي تحبه، تعدّل قبعتها محاولة أن تختبئ تحتها من حرارة مدينة باتنة الحارقة وهي ممدّدة على هضبة تمكنها من رؤية كباشها. تؤشر لقطيعها بالانطلاق في "أرض الله الواسعة" تعانق أحد الخراف الصغيرة في مشهد أقرب للحقيقة من فصل مسرحي.

مريم علاق في احدى ندواتها الصحفية عقب عرضها المسرحي الجزيرة نت
مريم علاق في ندوة صحفية عقب أحد عروضها المسرحية (الجزيرة)

بداية القصة

بدأت قصة علاق حين انتقلت من المغرب مسقط رأسها إلى الجزائر وهي بعمر 15 ربيعا، كان أول احتكاك لها مع حياة المزارع والحيوان بضواحي مدينة باتنة شرق العاصمة الجزائرية.

تقول للجزيرة نت "أول نشاط قمت به وقتها أنني نظفت كوخ البقر، كانت تبدو مهمة صعبة عليّ بالنسبة للآخرين ولكنني استمتعت بها".

قررت علاق تلك الفترة البقاء في الجزائر، رغم أن البلد كان يمر بالأزمة الأمنية (العشرية السوداء مطلع التسعينيات) مارست العديد من الرياضات القتالية كان أهمها "الكاراتيه" حتى حصلت على حزامها الأسود.

تروي شغفها بالفن الذي بدأ بمسرح الطفل لينتقل معها في كل أطوارها الدراسية إلى أن التحقت بالمعهد العالي للفنون الدرامية بالجزائر العاصمة، لتحترف بعدها فتراوحت أعمالها بين كتابة النصوص وتجسيد الشخصيات.

توالت مشاركات الفنانة علاق في مختلف المحافل الوطنية والدولية ونالت عديد الجوائز، أبرزها أفضل نص مسرحي في مهرجان طقوس بالأردن عن نصها مونودراما "الراحلة" الذي عرض في مختلف دول العالم أكثر من 100 مرة.

تستهوي تربية الألقار الفنانة مريم علاق الجزيرة نت
تربية الأبقار تستهوي الفنانة علاق (الجزيرة)

المسرح والحيوان

تقول علاق "لم يكن يثنيني المسرح عن حب الحيوانات والطبيعة، أعود من العرض أتخلص من مساحيق التجميل، اندمج مع الطبيعة بارتدائي للزي العفوي، فالحيوانات لا تحتاج منا اجتهادا في مظهرنا كي تحبنا أو تقدّرنا".

وتواصل "أخرج أسرح بالغنم، أؤكل الكلاب والقطط، أحلب البقر، باختصار أمارس شغفي في الوجود مع الحيوان" وعن مشاركتها لصورها مع الطبيعة عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي تقول "أردت كسر الصورة النمطية".

وتعتقد علاق أن المرأة قولبت داخل إطار معين، يريد أن يراها المجتمع بالشكل الذي صورتها القصص القديمة عليه، بلباس حريري وشعر طويل مفرود ومساحيق وكأن التي لا تمارس هذه الطقوس خارج الدائرة النسوية، كما تقول.

ولا تجتهد علاق في تغيير صورة المرأة لدى المجتمع، تقول إنها مسألة وقت "هي مسافة بين أن نكسر الإطار ونتحرر من النظرة التي فرضها علينا الآخر" وتتساءل "ما الذي قد يفقدني أنوثتي حين أمتطي حمارا، هذا الحيوان المهذب!".

تعيش علاق اليوم حياتها بين المغرب والجزائر، تمارس إنسانيتها باستغلال وقت فراغها من المسرح بين الطبيعة والحيوان، تسبح في الشلالات وتتسلق الجبال وتساهم في توليد البقر، تسرح بقطيعها وتركض مع كلابها تقول "الأنوثة الحقيقية والأناقة أن نشعر بالكائنات الأخرى من حولنا.. يكفي أنها لا تقولبنا كما يفعل أبناء جنسنا".

المصدر : الجزيرة