"بيوت عدن".. مشروع واعد لإيواء المهتديات الجدد ببريطانيا تقوده الداعية أمينة بليك

بيوت عدن مشروع جديد تديره الداعية البريطانية أمينة بليك يقدم الدعم للمسلمات الجدد

الداعية البريطانية تؤكد أهمية بيوت الإيواء (الجزيرة)
الداعية البريطانية: بيوت الإيواء أسهمت في إنقاذ حياة كثير من النساء بعد اعتناقهن الإسلام (الجزيرة)

الكويت- أكدت الداعية البريطانية أمينة بليك أن مشروعها لإيواء المهتديات الجدد المسمى "بيوت عدن" أسهم في إنقاذ حياة كثير من النساء بعد اعتناقهن الإسلام وفقدان المأوى.

وأشارت بليك -في حوار مع الجزيرة نت خلال تواجدها في الكويت- إلى أن "بيوت عدن" عبارة عن مركز لإيواء المهتديات الجدد واللائي يدخلن الإسلام في بريطانيا، كما قدمت المأوى والدعم العاطفي والإغاثي لكثير من السيدات وأطفالهن بعد تعرضهن للطرد من منازلهن -من قبل أسرهن وعائلاتهن- بسبب رفض اعتناقهن الإسلام.

وتأمل الداعية البريطانية أن تتمكن من توسيع "بيوت عدن" بوصفه واحدا من المشروعات الواعدة لدار الرعاية الإسلامية الشهيرة بلندن، مشيرة إلى أنها تسعى لإنشاء فروع لـ"بيوت عدن" في كل من لندن ومانشستر وبرمنغهام رغم وجود 4 بيوت في بريطانيا.

وتكشف بليك عن أن دور "بيوت عدن" لا يتوقف عند توفير الطعام والشراب والسكن فقط للمهتديات الجديدات، بل يتم تدريبهن وتأهيلهن لتعلم بعض المهارات مثل التمريض والحياكة والطبخ.

وفي ما يلي نص الحوار:

  • ما مشروع "بيوت عدن"؟ وما الفائدة المرجوة منه للمهتديات الجديدات؟

بيوت عدن مشروع واعد من مشروعات دار الرعاية الإسلامية الشهيرة بلندن، ويوفر استضافة ودعما عاطفيا وملابس للسيدات وأطفالهن بعد تعرضهن للطرد من منازلهن -من قبل أسرهن وعائلاتهن- بسبب رفض اعتناقهن الإسلام.

وحاليا لدينا 4 بيوت، لكن لدينا أيضا قائمة انتظار وحالات صعبة متنوعة؛ لذا فمن المهم لهؤلاء أن يجدن مكانا آمنا للدعم للاستمرار في الحياة مستشعرين أن أخوتهن المسلمين بجانبهن وقت الحاجة.

  • لكن ماذا لو لم تتوفر تلك البيوت؟

إذا لم نقدم لهن الدعم الذي يحتجنه في الوقت المناسب -خاصة للجديدات في الإسلام- يحدث أمران: قد يقفز آخرون لملء هذا الفراغ لأهداف أخرى، أو قد تبتعد هذه الشريحة عن الإسلام، وساعتها سنكون مسؤولين عن ذلك أمام الله لأننا لم نبذل جهدنا.

فعلينا بناء بيوت جديدة على أرض هي بالفعل لدينا حاليا وإتاحتها للأطفال والسيدات الذين يحتاجون للرعاية.

  • منذ متى وأنت تعملين على هذا المشروع؟

منذ عام 2014، أتت فكرته من امرأة مسلمة كان عليها ترك بيتها، وقابلتها لأن عائلتها قالت لها "لسنا موافقين على أن تصبحي مسلمة، ستكونين إرهابية قريبا، لذا اخرجي من البيت".

استضفتها في بيتي، وهذا ما كنت أفعله على المستوى الشخصي، لكن لأنني أعمل في الدعوة منذ نحو 25 عاما أردت أن أفعل شيئا أكثر، ويبقى بعد رحيلي إلى الله سبحانه وتعالى.

الداعية البريطانية أمينة بليك (الجزيرة)
بليك تؤكد أن "بيوت عدن" يعد مشروعا واعدا من مشروعات دار الرعاية الإسلامية بلندن (الجزيرة)

فلدي في النهاية عدد محدود من الغرف في بيتي التي يمكن أن أمنحها للمحتاجات، لذا عرضت على مدير الدار أخي توفيق قاسمي أن هناك أخوات لنا يحتجن المساعدة ولا يمكنني فعل ذلك وحدي طوال الوقت؛ فماذا لو أنشأنا مشروعا نساعد به هؤلاء السيدات وأطفالهن، فوافق على الفور وبسرعة استخدمت الحاسوب، ونحن ما زلنا في الطائرة إلى الكويت وكتبت الخطة والحمد لله قدمتها لعائلة محسنة من الكويت، فقالت "سنبني البيت الأول"، والحمد لله تم ذلك في برمنغهام.

ثم زادت الحالات المقبلة على الإسلام وزاد الطرد من البيوت؛ ففكرنا في إنشاء بيوت أكثر على مدار 10 سنوات التالية في كل مدينة كبيرة، والآن الحمد لله في 2022 لدينا 4 بيوت، لكننا نحتاج إلى المزيد في لندن ومانشستر وبرمنغهام.

  • كم العدد الذي استفاد من مشروعك حتى اليوم؟

أتصور نحو 400 سيدة وطفل، وممكن أكثر، فعليّ العودة إلى السجلات لأجيب بدقة.

  • عندما تغادر النساء البيوت مع أطفالهن فإلى أين يذهبون؟

نبني لهن حياة جديدة في أماكن أكثر استقرارا، بعد أن نساعدهن ونؤهلهن للحصول على وظائف، فبيت عدن محطة انتقال طارئة للتداوي من جراح الحياة، وبعضهن يعدن للعمل معنا كمتطوعات.

  • أثناء هذا الوقت الذي يقضينه في بيت عدن يأكلن ويشربن فقط؟

لا، نحن ندربهن على أن يكن فاعلات، فلدينا برامج تعليمية وعمل نطبقها بدقة بعد دراسة كل حالة، ونرى مهاراتهن مثلا في التمريض أو الطبخ الصحي أو الحياكة.

فبيت عدن برنامج متكامل حتى للتأهيل الصحي الجسدي، ونحن نؤمن أننا إذا واصلنا المساعدة من دون تنمية لن يكون ذلك جيدا لهن.

  • هل ما زلتِ على اتصال ببعض اللائي غادرن البيوت؟

نعم، مستمرة في التواصل معهن عبر المكالمات الهاتفية أو واتساب، وهن يحكين لي إن تزوجن للتهنئة والدعاء، أو تعرضن لمشاكل ويردن الدعم، ويجب أن نقول إن بعض الحالات عادت وانتكست، وهذه أمور طبيعية.

  • ماذا عن مشروعك الحالي للتوسعة؟

لدينا أرض للبناء ونأمل تشييد 12 "أستوديو" سكنيا عليها للأخوات المحتاجات، ويتم ذلك بدعم من المحسنين بالكويت كالعادة.

  • ماذا عن قصة إسلامك؟ وهل ثمة رابط مع هذا المشروع؟

في الحقيقة عندما هداني الله للإسلام كنت تاركة بيتي، واستضافتني صديقة كنت أيام المراهقة أذهب معها للمقاهي، ولأنني كنت ابنة أستاذ جامعي (بالتبني) بحثت في شقتها عن كتاب أقرأه ولم أجد إلا كتابا واحدا هو القرآن الكريم، فطالعت قصص الأنبياء التي كنت أحب قراءتها في الإنجيل، ففوجئت بحقائق لم أكن أعلمها، عندها طلبت الاستزادة، فعرفتني صديقتي على جارها المسلم الذي شرح لي عن طريق شيخ يعرفه الإعجاز القرآني في مسائل علمية ثبتت صحتها بعد أكثر من 1400 عام من نزولها على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أعطاني شريط فيديو لفيلم "الرسالة"، وتأثرت كثيرا بالأذان، فوقعت في قلبي حلاوة الإيمان، وقررت أن أكون مسلمة وعالمة بأمور ديني، فواصلت البحث والتعلم حتى أصبحت بحمد الله داعية أيضا ومديرة مشروع إيواء في "بيوت عدن".

المصدر : الجزيرة