قلق وسعادة ومشاعر متضاربة.. لماذا تعانين من تقلبات مزاجية في أثناء الحمل؟

لماذا تعانين من تقلبات مزاجية أثناء الحمل وكيفية تسيطرين عليها؟ هل تعاني كل الحوامل من التقلبات المزاجية؟ إليك الأسباب والحلول Pregnancy bad Mood Pregnant business woman with headache - stock photo Young pregnant business woman sitting at office and having headache. GettyImages-170164590
تذكري أنك لست وحدك في تجربتك، وأن الهرمونات هي المسؤولة عن الكثير مما تشعرين به خلال الحمل (غيتي)

البكاء من دون سبب والتأثر لأبسط المواقف والرغبة في الانطلاق والضحك التي يليها مباشرة الرغبة في العزلة، جميعها صور من التقلبات المزاجية التي تحدث خلال شهور الحمل بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الهرمونات المتغيرة بسرعة، والمضايقات الجسدية في أثناء الحمل، والمخاوف الطبيعية جدًا من التغيير القادم في الحياة.

جميع ما يحدث في شهور الحمل من تقلبات مزاجية هي أمور طبيعية، تحتاجين فقط إلى معرفة أسبابها وكيفية التعامل معها.

هرمونات الحمل وتقلب المزاج

أحد الأسباب الرئيسية للتقلبات المزاجية في أثناء الحمل هو التغيرات السريعة في الهرمونات، خاصة هرمون الإستروجين والبروجسترون.

ترتفع مستويات هرمون الإستروجين خلال الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل، حيث تزداد بأكثر من 100 مرة.

يرتبط الإستروجين بمادة السيروتونين الكيميائية في الدماغ. قد تعرف مادة السيروتونين على أنها هرمون السعادة، وهو الهرمون الذي تحاول العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب تعزيزه، لكن السيروتونين ليس له علاقة مباشرة بالسعادة، ويمكن أن تؤدي الاختلالات والتقلبات في هذا الناقل العصبي إلى خلل في التنظيم العاطفي.

كما يزيد هرمون البروجسترون أيضًا بسرعة في أثناء الحمل، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، في حين يرتبط هرمون الإستروجين عادة بالطاقة (والكثير منه مرتبط بالطاقة العصبية)، يرتبط البروجسترون بالاسترخاء.

وهذا هو بالضبط ما يفعله البروجسترون في الجسم في أثناء الحمل، حيث يخبر العضلات بالاسترخاء جزئيًا لمنع تقلصات الرحم المبكرة.

ويعد استرخاء العضلات أيضًا عاملاً في سبب إصابة النساء بالإمساك في أثناء الحمل.

تبدو هرمونات الاسترخاء لطيفة، ولكن بالنسبة لبعض النساء، فإن البروجسترون يجعلهن "أكثر استرخاء وكسلا". وهو ما يعني لدى بعض الحوامل الشعور بالتعب والحزن.

كما أن البروجسترون هو الهرمون الذي يجعل المرأة تبكي عند مشاهدة فيلما مؤثرا أو موقفا عاطفيا، يعده الجميع عاديا، في حين تراه الحامل مثيرا للبكاء.

لماذا تعانين من تقلبات مزاجية أثناء الحمل وكيفية تسيطرين عليها؟ هل تعاني كل الحوامل من التقلبات المزاجية؟ إليك الأسباب والحلول Pregnancy bad Mood A stressed unhappy pregnant woman sitting alone covering her face. Prenatal depression. - stock photo A sad pregnant woman sitting outside on the grass crying in tears covering her face. GettyImages-1345227284
الغضب قبل الولادة مرتبط بانخفاض معدل نمو الجنين (غيتي)

تقلبات المزاج في الثلث الثالث من الحمل

خلال الثلث الثالث من الحمل، تعاني الكثيرات من مشكلات النوم، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية.

يمكن أن تزداد أيضا المخاوف بشأن الولادة القادمة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى جانب المخاوف من أن تصبح أما أو مخاوف بشأن إنجاب طفل آخر.

الحمل والشعور بالغضب

بعض النساء يعانين من مشاعر الغضب المتكررة خلال شهور الحمل. ويرجع ذلك أيضا إلى التغيرات الهرمونية، تمامًا مثل بعض النساء اللاتي يعانين من الإحباط قبل موعد الدورة الشهرية مباشرة.

كما يجب ألا ننسى التغيرات الجسدية التي تعانيها النساء، ونتيجة لذلك، فإن إجهاد الحمل وعدم الراحة الجسدية يسهمان بشكل كبير في غضب الحمل. إن الحفاظ على أعصابك تحت السيطرة عندما تشعرين بالتعب المستمر يمثل تحديًا.

الغضب ونمو الجنين

في حين أن مشاعر الإحباط العرضية أمر طبيعي، فمن المهم ألا تتجاهل الغضب إذا كان متكررًا أو يتعارض مع قدرتك على التعامل مع الحياة اليومية.

وجدت بعض الأبحاث أن الغضب في أثناء الحمل قد يؤثر على الجنين. وجدت إحدى الدراسات أن الغضب قبل الولادة كان مرتبطًا بانخفاض معدل نمو الجنين.

وكذلك إذا كان سبب غضبك هو عدم الرغبة في الحمل، فمن الضروري الحصول على العلاج والدعم النفسي قبل ولادة الطفل، لأن استمرار تلك الحالة قد يؤثر سلبًا على الترابط المبكر بينك وبين طفلك، إذ لا يقتصر الارتباط بين الأم والطفل على الصحة العاطفية فحسب، بل يؤثر أيضًا على رفاهية الطفل الجسدية.

كيف تواجهين التقلبات المزاجية؟

في حين تبدو التقلبات المزاجية جزءًا لا مفر منه من الحمل، فإن هذا لا يعني أنه لا توجد أشياء يمكنك القيام بها لتجاوز الأمر قليلاً.

لست وحدك

تذكري أنك لست وحدك في تجربتك، وأن الهرمونات هي المسؤولة عن الكثير مما تشعرين به، وأن كل هذا سوف يمر بمرور الوقت.

تحدثي إلى زوجك وأطفالك

قد تفقدين أعصابك، أو تبدئين في البكاء بشكل غير متوقع؛ دعي زوجك وأفراد أسرتك يعرفون أنهم ليسوا سببا في غضبك المتكرر، وأنك تحتاجين إلى مساعدتهم. اعتذري مقدمًا عن فترات الانفعال اللحظية.

تجنبي المعلومات السلبية

البحث والقراءة عن المعلومات الخاصة بالحمل والولادة خطوات إيجابية لزيادة معرفتك بالمرحلة المقبلة، لكن بعض المعلومات قد تجعلك أكثر قلقا مثل القراءة حول الولادة المبكرة، أو مشكلات صحية قد تتعرض لها الحامل أو الجنين.

إذا كانت كتب الحمل أو مجموعات فيسبوك الخاصة بالأمهات تجعلك قلقة، فلا تقرئيها.

استعدي لغثيان الصباح

إن غثيان الصباح من أكثر أعراض الحمل صعوبة لدى الحامل في الشهور الأولى، لا سيما أنه يحدث من دون سابق إنذار، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تقلبات مزاجية عنيفة.

استعدي لهذه الحالة، خاصة إذا كنت امرأة عاملة أو تضطرين للخروج من المنزل يوميا، احملي معك وجبات خفيفة لا تتضمن مهيجات المعدة، تجنبي الحمضيات كالليمون والبرتقال، واعتمدي على البسكويت المملح.

لتكن معك أكياس بلاستيكية في جيوبك أو في حقيبتك عندما تشعرين أنك ستتقيئين ولا يتوفر حمام في محيطك.

إذا كان غثيان الصباح ناتجًا عن روائح كريهة أو قوية، فحاولي حمل شيء تفوح منه رائحة طيبة محببة لديك، لتلتقط الروائح غير المرغوب فيها بسرعة وتصدها. قد تنجح عبوة من القرنفل أو القرفة أو زجاجة صغيرة من غسول اليد الذي تحبيه في الحد من الغثيان.

انتبهي إلى أن بعض السيدات يشعرن بالغثيان من روائح العطور والصابون. ولأن كل سيدة تمثل حالة منفردة، يمكنك اختيار الرائحة المناسبة لك.

إعطاء الأولوية للنوم

في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، من المحتمل أن تشعري بالتعب بغض النظر عن مقدار نومك. خلال الثلث الثالث من الحمل، قد تجدين صعوبة في الحصول على الراحة، وهذا يؤدي إلى قلة النوم. لكنك بحاجة للنوم.

إذا كنت تستطيعين أخذ قيلولة في أثناء النهار، فلا تترددي في النوم. حتى لو كان ذلك يعني القيلولة على مكتبك في العمل.

في المنزل، افعلي كل ما في وسعك لجعل وقت النوم فترة هادئة.

اليوغا والتأمل أسهل رياضة يمكن ممارستها في رمضان - بيكسابي
يمكن أن تساعد اليوغا والتأمل في تقليل القلق وزيادة الشعور بالراحة (بيكسابي)

جربي اليوغا أو التأمل

يمكن أن تساعد اليوغا والتأمل في تقليل القلق وزيادة الشعور بالراحة.

وهناك العديد من تطبيقات التأمل المجانية عبر الإنترنت التي يمكنك تجربتها. إذا قررت أن تأخذي دروسًا في اليوغا، فتأكدي من أنها مخصصة للحوامل.

زيارة الطبيب

في بعض الأحيان، قد تحتاجين إلى متخصص لمساعدتك، ليس بالضرورة أن تعني زيارتك للطبيب أنك مريضة اكتئاب، لكن كثيرا ما نحتاج جميعا إلى الدعم من المتخصصين حتى في الحالات المزاجية العرضية. وتذكري أن الحمل والولادة -سواء كان طفلك الأول أو الخامس- دائمًا ما يحدثان تغييرًا كبيرًا في حياتك.

المصدر : مواقع إلكترونية