الصالونات الثقافية النسائية بالكويت.. طاقات حرة ونقاشات جادة

الصالونات النسائية تدور في فلك مجتمع محافظ وتخشى المشاركات فيها أن يتعرضن لمضايقات إذا تم تصويرهن في أثناء النقاش الحر

مثقفات في الكويت يسهمن في انتعاش الحركة الثقافية ويقدمن الدعم لمن يلزمهن (الجزيرة)
مثقفات في الكويت يسهمن في ازدهار الحركة الثقافية عبر صالونات ثقافية (الجزيرة)

الكويت- تنطلق الدكتورة بثينة المقهوي من بيتها إلى منطقة كيفان، حيث مقر الصالون النسائي التنموي الداعم "فضفضة"، الذي أسسته الناشطة المثقفة إقبال العيسى في منزل تهيمن عليه العمارة العربية الأصيلة.

الحديث يستمر عادة لمدة ساعتين من الخامسة إلى السابعة مساء، وفي الغالب تكون المناقشات في البداية بكتاب متفق عليه بين العضوات في الصالون، إذ ناقشت الجلسة الأخيرة كتاب "ايكيجاي" الذي يعكس أسلوب حياة المعمرين باليابان، بعد أن اشترته العضوات مؤخرا للاستفادة به عبر مناقشته مع عضوات الصالون الثقافي.

تبدأ العيسى في تقديم الكتاب وتلخيص محاوره في صالون البيت أمام نحو 25 سيدة، ثم يعقب حديثها عرض وجهات النظر من سيدات مثقفات كويتيات وغير كويتيات.

وتؤكد الدكتورة بثينة المقهوي -في حديث للجزيرة نت- أن الهدف من الصالون تطوير الذات وفي الوقت نفسه دعم العضوات لبعضهن بعضا، من خلال مناقشة جميع المشكلات التي تتعرض لها أي عضوة في الفريق ودعمها من أجل الخروج من هذه المشكلة، كما تتم مناقشة الكتب التي تهتم بقضايا النساء.

د. بثينة المقهوي مع صالونها الثقافي ثريا (الجزيرة)
صالون ثريا الثقافي يناقش الكتب التي تهتم بقضايا النساء (الجزيرة)

وتضيف بثينة المقهوي ناقشنا مؤخرا مثلا كتاب محمد طه علاقات خطرة في علم النفس الاجتماعي وكتاب "سندريلا سيكرت" لهبة قطب، فضلا عن كتب مترجمة أدبية تعالج مشكلات أسرية متعددة.

ولفتت إلى أنه في بعض الأوقات يتم تنظيم رحلات ترفيهية وثقافية وتأملية بحيث ينتبه المرء لذاته، كما تتم مناقشة قضايا تتعلق بالتغذية والصحة العامة.

وسبق للمقهوي أن أسست صالون ثريا النسائي عام 2014، موضحة أن الصالون نسائي بحت والهدف منه مناقشة أي موضوع متعلق بالنساء والتعرف على مخترعات وكاتبات وفنانات لم يعرفهن عضوات الصالون بشكل كاف.

وأشارت إلى أن بعد أن كان الصالون يعقد في أماكن مغلقة بات يعقد الآن افتراضيا بعد الاتفاق على موضوع النقاش.

ريان الثقافي

أما ملتقى ريان الثقافي النسائي، فتديره خيرية سند -وهي موظفة بوزارة العدل- أسبوعيا كل يوم جمعة، إما في بيتها بمنطقة الجابرية أو في مكان خارجي لكسر الملل.

تقول خيرية للجزيرة نت: يتم الاتفاق مع العضوات على الموضوع مع الحرص على التنوع من أجل جذب المشاركات.

وأشارت إلى أن الملتقى بدأ عائليا، لكنه سرعان ما تطور فالتحقت به صديقات ثم زميلات بالعمل.

وأضافت أنه تتم مناقشة المشكلات التي تواجه النساء في البيت أو في العمل أو حتى قضايا دينية، مثل فضل السعي في قضاء حوائج الناس، لافتة إلى أن مشكلة الصالونات النسائية أنها تدور في فلك مجتمع محافظ وتخشى المشاركات فيها أن يتعرضن لمضايقات إذا تم تصويرهن في أثناء النقاش وتسربت آراؤهن التي قد تكون تلقائية حرة ولا تناسب البعض، "لكن الرجال يعلنون بأريحية وينتشرون وتنتشر صالوناتهم المشتركة غالبا، بينما نحن نؤثر السلامة على الانتشار".

وتوضح أن هناك إصرارا على استمرار الملتقى حتى في أثناء سفرها للخارج أو إذا لم تشارك إلا القليلات لأن "الملتقى يجب ألا يتوقف على شخص واحد أو حتى عدد أدنى".

الصالون يتميز بالنقاش الجاد (الجزيرة) [2057]
الصالونات الثقافية تتميز بالنقاش الجاد بين عضواتها (الجزيرة)

شقة مشتركة

في شقة تسكنها مع زميلة لها دأبت معلمة اللغة العربية أمل بيطار على تنظيم صالون ثقافي نسائي أغلبه من المعلمات زميلاتها، تحت اسم "صالون فضفضة" الذي يناقش العديد من الكتب والقضايا المحلية ومشاكل العمل وغيرها من المشاكل التي تواجه النساء.

وترى بيطار، في حديث للجزيرة نت، أن هذه المجالس تخرج الطاقة الإيجابية وتعمل على تحسين الحياة، مشيرة إلى أنها تبحث عن الكتب التي تتناول قضايا من وجهات نظر جديدة.

وقالت في آخر لقاء ناقشنا كتاب "طاقة الحياة في جسم الإنسان" والجديد في هذا الكتاب أنه يتحدث من وجهة نظر إسلامية، وليست غربية كما هو شائع.

وتتذكر بيطار عضوات فاعلات أسهمن معها في نجاح هذا الصالون، مثل سمية القناعي وشهلة العراقية وهيام الرفاعي.

وتعد الصالونات الثقافية النسائية بالكويت متنفسا جيدا للروح النسائية في البلاد في ظل متناقضات الإصرار والخجل، الإقدام مع التحفظ وفي كل الحالات تعد هذه الصالونات إضافة لواقع ثقافي عربي في حاجة إلى لفت النظر لقضايا نصف المجتمع.

المصدر : الجزيرة