أردنية تنقل الطبيعة إلى المنازل في حدائق مصغرة

3- تتعدد أنواع الزهور والنباتات فمنها الطبيعي والآخر الصناعي- (الجزيرة)
تتعدد أنواع الزهور والنباتات في أعمال جمانة فمنها الطبيعي والآخر الصناعي (الجزيرة)

عمان- لم تدرك الأردنية جمانة علما أن داخلها مخزونا إبداعيا في تنفيذ إحدى المهارات الفنية غير التقليدية، ألا وهو تصميم "حدائق مصغرة" داخل البيت بأفكار تأخذ الناظر إليها لعالم يفيض بالسحر والجمال.

أطلقت جمانة العنان لموهبتها في تصميم هذه القطع التي تزين أي ركن في المنزل، لتؤكد أن المرأة يمكنها تحويل "مملكتها" إلى واحة خضراء، يلجأ إليها جميع أفراد الأسرة بأوقات الراحة والاسترخاء، للتخلص من الطاقة السلبية جراء ضغوط وانشغالات الحياة اليومية.

سكون الطبيعة في منازلنا

وظفت جمانة مفردات الطبيعة من صخور وحجارة ونباتات وزهور، ومستلزمات الحدائق مثل: الطاولات والكراسي والأراجيح والنوافير، وغيرها العديد، وبأحجام مصغرة، لتجمعها في قوارير بأشكال وأحجام مختلفة، مستعينة بالإضاءة وخرير الماء، ليبدو مشهدا طبيعيا "متكاملا".

ولدت الفكرة برأس جمانة في أحد الأيام خلال تصفحها المواقع الإلكترونية، ورؤيتها مشاهد من الطبيعة، وتساءلت حينها، لماذا لا ننقل الطبيعة داخل منازلنا؟ وعليه يتنسى لنا الاستمتاع بسكونها وجمالها في ذات الوقت.

10- يتجلى إبداع المرأة المحبة للفنون في مملكتها- (الجزيرة)
إبداع المرأة المحبة للفنون يتجلى في مملكتها (الجزيرة)

قررت جمانة الخروج من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ على أرض الواقع، وبدأت تصميم مجسمات لـ"حدائق مصغرة"، وكانت النتيجة "متواضعة" بحسب وصفها، وبذات الوقت تصف شعورها بالفرح والرضا حينها.

منذ الصغر، تعشق جمانة، شتى أنواع الفنون، وتميل لسماع الموسيقى الكلاسيكية، وقراءة الشعر العربي، كما تحفظ المعلقات كاملة.

حصلت جمانة على شهادة الماجستير في نظم المعلومات، ولم يتسنَّ لها العمل في هذا المجال لكثرة انشغالات الحياة الأسرية، وفق قولها، وقررت تنفيذ مشروع خاص لها تحقق به ذاتها ويوفر لها دخلا جيدا.

7- حدائق مصغرة يمكن أن تجمل أي ركن في المنزل فيمكن وضعها في غرفة الإستقبال أو الشرفة (الجزيرة)
الحدائق المصغرة تجمّل أي ركن في المنزل (الجزيرة)

كل حديقة.. لا تشبه الأخرى

استفادت جمانة من مواقع التواصل الاجتماعي، فأنشأت صفحة خاصة بأعمالها، وبدأت عرض عدد منها، وقد لاقت رواجا كبيرا من قبل المتابعين، وهذا شجعها على مواصلة تنفيذ تصاميم مبتكرة.

تصمم صاحبة الموهبة مجسمات "حدائق مصغرة"، كل منها لا يشبه الآخر، فلكل تصميم نمط وإضافات فنية "تولد" عند تنفيذ العمل، وفق قولها.

وتشرح آلية عمل المجسم بقولها "بداية.. نتحاور أنا والسيدة صاحبة العمل، حول شكل التصميم، وإن كان بأشكال معدنية أو بلاستيكية أو خشبية  أو فايبر، ونوع النباتات والزهور والقطع التي ستزينه، إضافة لعنصري الماء والإضاءة اللذين يضفيان جمالية خاصة على الشكل النهائي".

تتنوع الأحجام والأشكال في أعمال جمانة، فمنها: الدائري والمربع والمستطيل، وكذلك أنواع الزهور والنباتات بين طبيعي أو صناعي توزعها بتناغم مع كافة مفردات المجسم، سواء بالحجم أم اللون أو الملمس لكل قطعة.

وتراعي "النسبة والتناسب" بين حجم المجسم والقطع الموجودة داخله، كأن يتوافق حجم طاولة الحديقة والكراسي، مع حجم المنزل، وكذلك النباتات والزهور في المكان.

6- يجب الحفاظ على هذه المجسمات في البيت وتنظيفها من الغبار والأتربة لتبقى بإطلالة رائعة- (الجزيرة)
يجب الحفاظ على هذه المجسمات في البيت وتنظيفها من الغبار والأتربة لتبقى بإطلالة رائعة (الجزيرة)

طراز "الحدائق المصغرة"

تطلق جمانة أسماء على حدائقها الصغيرة، فمنها حديقة "أليس في بلاد العجائب"، وأخرى هي "حديقة أحلامي" وغيرها، وأحيانا أخرى تترك التسمية لأصحاب العمل.

تهتم جمانة بكافة تفاصيل العمل الفني، لتبدو متجانسة مع بعضها بعضا وبالطراز المفضل لدى أصحاب العمل، مبينة أن هناك عدة تصاميم، منها: الكلاسيك، والريفي، والمودرن، والكلاسيك مودرن.

تستخدم مضخة للماء في تنفيذ أعمالها، ويظهر "خرير الماء" مشابها تماما لتدفق المياه الطبيعي، وبعدة درجات صوتية، بحسب وضع المضخة في العمل، والصخور أو الحجارة التي ينساب فوقها الماء، كما تتحكم بألوان الإضاءة ودرجاتها، وتستخدم "السلك الكهربائي أو البطاريات" لذلك، مبينة أنها تفضل "البطاريات" للأعمال الصغيرة.

تختار النباتات -وخصوصا "الصناعية"- بعناية، وتلجأ لاستيرادها من خارج البلاد، وتبدو مشابهة للطبيعية إلى حد لا يمكن التفريق بينهما، وتهتم بشراء القطع الإضافية، مثل الطاولات والكراسي، وأحيانا تصمم بعضا منها، لتناسب شكل المجسم كله.

2- تتنوع أحجام القوار وأشكالها فمنها الدائري والمربع والمستطيل (الجزيرة)
الأحجام والأشكال تتنوع في أعمال جمانة الفنية (الجزيرة)

تصاميم تجمّل أي ركن في المنزل

تبيّن جمانة أن هذه الأعمال داخل المنزل تمنح ساكنيه انطباعا بالحيوية والنشاط، وكذلك الزائرين له.

وتلفت لضرورة الحفاظ على هذه المجسمات في المنزل، فهي تحفة "طبيعية"، تعتني بها بتنظيفها من الغبار والأتربة لتبقى بإطلالة جاذبة، وذلك باستخدام "النفاضة" أو "مجفف الشعر".

وتشرح أن هذه التصاميم يمكن أن تجمل أي ركن في المنزل، فيمكن وضعها في غرفة الاستقبال، أو غرفة المعيشة، وهناك من يفضل وضعها في شرفة المنزل أو "التراس".

1-مجسمات حدائق مصغرة كل منها لا يشبه الآخر فلكل تصميم نمط وإضافات فنية تولد عند تنفيذ العمل (الجزيرة)
مجسمات الحدائق المصغرة لا يشبه أي منها الآخر فلكل تصميم نمط وإضافات فنية تولد عند تنفيذ العمل (الجزيرة)

مصدر رزق

وتؤكد جمانة أن المجسمات التي قامت بتنفيذها توفر لها دخلا جيدا، كما تبين أن تكلفة هذه القطع متفاوتة، بحسب الحجم والمواد المستخدمة فيها.

"نباتات وورود، إضاءة، مياه، أرضيات عشبية، فخار، حجارة وصخور، وغيرها من مفردات"، بهذه العناصر تمكنت جمانة من نقل الطبيعة للمنازل.

وتنصح جمانة أي سيدة تملك الموهبة، أن تنميها وتطوّرها بالمحاولة والتجربة، حتى إن اقتصر العمل على تنفيذ قطع فنية بسيطة، إذ لا يمكن وصف شعور المرء عندما ينفذ أي عمل فني بيديه.

المصدر : الجزيرة