طفلك لا يتكلم عن يومياته.. هذه الطرق تشجعه على الحديث

كيف تستدرجين طفلك الكتوم ليحكي عن يومه الدراسي؟
تحتاجين إلى التحلي بمزيد من الصبر إذا دخل طفلك مرحلة المراهقة حتى يطمئن للحديث معك عن مشاكله (شترستوك)

يتعرض أطفالنا خلال أيامهم الأولى من العام الدراسي الجديد إلى تجارب جديدة مثل رؤية وجوه غريبة وممارسة أنشطة مختلفة جديدة، وربما لا يمنع ذلك التعرض لمضايقات الزملاء أيضا.

يمكن أن تُشكل تلك الخبرات صدمة لبعض الأطفال، وتدخلهم في حالة من عدم الفهم، مما يجعلهم مترددين في إطلاع الأبوين على أبسط تفاصيل يومهم وأصعبها، ويواجهون أسئلتنا المتكررة بمزيد من الانغلاق على أنفسهم أو بالرفض القاطع.

لذلك، إذا كنت تعانين من رفض طفلك حكي ما حدث خلال 7 ساعات من يومه، فالنصائح التالية قد تساعدك على معرفة ما يحدث لطفلك في اليوم الدراسي من دون أن يشعر بإلحاحك المستمر في السؤال.

متى ينبغي القلق؟

لا يدل تجنب طفلك حكي تفاصيل يومه على معاناته، إلا إذا صاحب ذلك الرفض علامات أخرى، مثل:

  • رفض أداء الواجب المدرسي.
  • شكوى المدرس من قلة تفاعله في الفصل.
  • الدخول في نوبات غضب أو بكاء.
  • صعوبات في الالتزام بمواعيد الاستيقاظ والنوم.

ومن المفترض أن تختفي تلك العلامات بعد مرور الشهر الأول من العام الدراسي، أما إذا لم يتخط طفلك قلقه، فيدل ذلك على حاجته لمساعدة متخصص في طب نفس الأطفال.

اختاري الوقت الأنسب

ربما لا يكون طفلك عنيدا أو متحفظا عن قصد، لكنه يحتاج لإعادة شحن طاقته، لذلك تعد رحلة عودته من المدرسة إلى المنزل أسوأ الأوقات لسؤاله عن يومه، كذلك الوقت اللاحق لوصوله للمنزل لأنه لا يريد سوى التخلص من حقيبته وخلع حذائه.

وبالتالي ينصحك أطباء نفس الأطفال باستقبال طفلك استقبالًا لطيفًا فور عودته من المدرسة، وتجنب سؤاله عن يومه أو واجباته.

ينبغي أيضا تقديم وجبة بروتين خفيفة إلى طفلك بعد يومه الدراسي الطويل وقبل 20 إلى 30 دقيقة من سؤاله عن يومه وتجنب إطعامه كربوهيدرات بسيطة أو مقليات كي لا يصيبه الخمول.

وبما أنكِ أعلم الناس بطفلك، فأنتِ تعرفين الوقت المناسب لبدء حوار معه سواء خلال أوقات اللعب معه أو خلال مشي قصير أو عند تحضير العشاء.

إعادة صياغة السؤال

عليك صياغة أسئلتك من أجل أن تكون بسيطة ومفهومة، لذلك تجنبي الأسئلة العامة مثل "ماذا حدث في المدرسة اليوم؟" أو الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها بكلمة واحدة مثل "كيف كان يومك؟"، كي لا تحبطي إذا قال "جيد"، ومن ثم عليك تقسيم هذا السؤال إلى أسئلة أخرى محددة وذات إجابات قصيرة مثل "من جلس إلى جوارك اليوم؟" و"ماذا تعلمت في حصة الرياضيات اليوم؟".

ابتعدي عن الأسئلة التي تبدأ بـ"هل"، كي لا يكتفي بالإجابة بـ"نعم" أو "لا"، واستبدليها بأسئلة تستهدف أمورا محددة، مثل "أخبرني باسم زميل في فصلك لم تلعب معه حتى الآن"، أو "مع من لعبت في استراحة الغداء؟".

اسأليه أيضًا عن مشاعره، وقولي "ما هو أفضل أو أسوأ شيء حدث لك اليوم؟" أو "بما شعرت نحو مدرسك الجديد؟" أو "ما هو أكثر نشاط ممتع أو صعب قمت به اليوم؟"، أو "من قال لك شيئًا أسعدك أو ضايقك اليوم؟".

واطرحي عليه أسئلة افتراضية مثل "إذا كان بإمكانك تغيير شيء واحد في فصلك، فما هو؟" أو "إذا كنت مدير المدرسة ليوم واحد، فماذا ستفعل؟" أو "إذا صادفنا مدرس فصلك في الشارع، فماذا تتوقع أن يقول عنك؟".

كيف تستدرجين طفلك الكتوم ليحكي عن يومه الدراسي؟
لا ينبغي انتظار العام الدراسي وابتعاد طفلك عنك لسؤاله عن يومه (شترستوك)

اجعلي الحكي عادة

لا ينبغي انتظار العام الدراسي وابتعاد طفلك عنك لسؤاله عن يومه، بل ينبغي التعود على سؤال طفلك عن حاله حتى وهو معك طوال اليوم ليتعرف على قيمة إعادة التفكير في أحداث يومه وتحليل مشاعره.

كذلك قد يكون مفيدا أن يعتاد أفراد أسرتك على سؤال بعضهم بعضا عن أحوالهم، والأهم من ذلك أن تجيبي أنتِ عن أسئلة طفلك حول يومك ولا تصديه أو تجيبيه إجابات قصيرة، مثل "نعم" أو "جيد".

جددي أسئلتك لطفلك كل يوم، وتجنبي تكرارها أو ستتلقين الإجابة نفسها في كل مرة. وربما يفيدك أيضا ترتيب أسئلتك والبدء بأسئلة خفيفة ثم التناوب بين الأسئلة عن التفاصيل المهمة والتفاصيل الطريفة كي لا يشك في رغبتك في الاطمئنان عليه.

أداء الواجب اليومي

لا يرغب طفلك في الحكي يوميا عن أحواله مثل بقية البشر، لكن لا يعني امتناع طفلك عن الحكي أن تتوقفي عن سؤاله، لأن استمرارك في سؤاله يثبت له استمرار حبك واهتمامك، وربما تفاجئين قريبًا به وهو يحكي كل تفاصيل يومه قبل سؤاله.

من المهم أيضًا أن تتعاملي بجدية مع كل ما يخبرك به طفلك، ومنحه اهتمامك، وإظهار ذلك، من خلال ترك هاتفك، وترديد عبارات مثل "هذا مدهش، ثم ماذا حدث؟" أو "وبم شعرت بعد ذلك؟" أو "وماذا كان ردك؟".

ولا تنسي مراجعة جدول طفلك الدراسي، وحفظ أسماء مدرسيه وأصدقائه، وتذكر مشكلته مع زميله كي يشعر باهتمامك.

وستحتاجين إلى التحلي بمزيد من الصبر إذا دخل طفلك مرحلة المراهقة، وبدأ يرمقك بنظرات غاضبة، كلما حاولت سؤاله عن يومه الدراسي، لكنها فترة يشعر فيها بحاجته إلى الاستقلال وحماية أسرار أصدقائه، لذلك عليك فتح نقاشات مختلفة معه مثل الرابط الذي يراه بين ما يدرسه وخططه المستقبلية، وكيف يمكنه تقوية ذلك الرابط.

المصدر : مواقع إلكترونية