دراسة تكشف العلاقة بين تناول الباراسيتامول أثناء الحمل وإصابة المواليد بالتوحد وفرط الحركة

ربطت الأدلة المتزايدة التعرض للباراسيتامول قبل الولادة بالأداء الإدراكي الضعيف للمواليد.

في أي شهر تشعر المرأة الحامل بركلات الجنين؟
يستخدم 46%-56% من النساء الحوامل في البلدان المتقدمة الباراسيتامول أثناء الحمل (غيتي)

كشفت دراسة حديثة نشرت في 28 مايو/أيار الجاري، عن العلاقة بين استخدام الأمهات الباراسيتامول (أسيتامينوفين) أثناء الحمل، وزيادة فرص إصابة المواليد بـ"اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط" (ADHD) وظهور "طيف التوحد" (ASC).

أجريت الدراسة على أكثر من 70 ألف طفل بين 6 مجموعات أوروبية، وأوضحت أخيرا السبب؛ وهو ظهور تشوهات في النمو العصبي للجنين، الذي يتعرض لكميات من الباراسيتامول.

وأجريت دراسة من "معهد برشلونة للصحة العالمية" (ISGlobal)، وهو مركز مدعوم من منظمة الصحة العالمية، حيث قام الباحثون بتحليل بيانات 73 ألفا و881 طفلا مصابا بفرط الحركة واضطراب طيف التوحد، وتميز هؤلاء الأطفال بتوفر بياناتهم قبل وبعد الولادة.

الباراسيتامول أثناء الحمل

أفادت الدراسة أن 14% إلى 56% من أمهات الأطفال قد تناولن عقار الباراسيتامول أثناء الحمل، ووجدت الدراسة أن الأطفال، الذين تعرضوا للباراسيتامول قبل الولادة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بواحد على الأقل من أعراض التوحد بنسبة 19%، بينما 21% كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إذا ما قورنوا بنسب الأطفال الذين لم يتعرضوا للباراسيتامول أثناء فترة الحمل.

أوضحت سيلفا أليماني، الباحثة في معهد برشلونة للصحة الدولية وقائدة فريق البحث في الدراسة "وجدنا أيضا أن التعرض قبل الولادة للباراسيتامول يؤثر على كل من الذكور والإناث بالنسبة نفسها، فالجنس لم يغير معدلات الإصابة".

مقترح الولادة القيصرية وانتشارها في مصر
التعرض قبل الولادة للباراسيتامول يؤثر على كل من الذكور والإناث بالنسبة نفسها (غيتي)

نتائج تدعم دراسات قديمة

كما علق جوردي سونير، أحد الباحثين بالدراسة، "تعالج نتائجنا بعض نقاط الضعف في التحليلات الوصفية السابقة، والتي ربطت بين الباراسيتامول وإصابة المواليد؛ لكنها لم تكن بهذا الحجم"، حيث أشار البحث إلى وجود أدلة أن استخدام الباراسيتامول له علاقة بالتطور العصبي للجنين، وهو ما يتفق مع التوصيات السابقة التي ربطت علاقة الباراسيتامول بالأمراض؛ لكن بدون توضيح للسبب، إلا أن الدراسة أكدت أن هذا لا يعني منع الباراسيتامول لدى الحوامل أو الأطفال بصورة مطلقة؛ لكن يجب استخدامه فقط عند الضرورة".

يستخدم ما يقدر بنحو 46%-56% من النساء الحوامل في البلدان المتقدمة الباراسيتامول أثناء الحمل، والذي يعتبر أكثر المسكنات أمانا كخافض حرارة للنساء الحوامل والأطفال.

ومع ذلك، فقد أكدت الأدلة المتزايدة أن التعرض للباراسيتامول قبل الولادة له علاقة بالأداء الإدراكي الضعيف لدى المواليد، ومن ثم المزيد من المشاكل السلوكية، وأعراض سمات التوحد وفرط الحركة وتشتت الانتباه.

عقاقير محظورة أثناء الحمل

الأصل في الحمل عدم تناول أي عقاقير بدون استشارة الطبيب، بما في ذلك الفيتامينات، حيث إن فيتامين "أ" (A)، على سبيل المثال، يسبب عيوبا خلقية للأجنة، ويشمل الأمر الأعشاب التي لها بعض الآثار الجانبية كما الأدوية، حتى إن بعض الأنواع من الأسماك ترفع سمية الزئبق في الجسم، ومن شأنها أن تضر بالجنين.

ومن أهم المحظورات أثناء الحمل، أدوية ارتفاع ضغط الدم وأدوية قصور القلب والأدوية المستخدمة لعلاج حب الشباب والليثيوم وأدوية الروماتيزم، والأدوية التي لها علاقة بسيولة الدم والهرمونات.

رغم ذلك، فالأصل في الحمل هو المنع حتى ينصح الطبيب بعكس ذلك، كما يجب على النساء اللاتي يعانين من حالات مرضية قبل الحمل (مثل الربو أو الصرع أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الغدة الدرقية أو مرض السكري) مواصلة العلاج بالأدوية المناسبة أثناء الحمل تحت إشراف الطبيب، إذ إن وقف الأدوية في هذه الحالات قد يعرض الأم للخطر ومن ثم جنينها.

المصدر : مواقع إلكترونية