رغم النظرة السلبية للرياضة النسائية في المجتمع.. فتاة عراقية تقتحم رياضة الرغبي

فريق الركبي النسوي
فريق الرغبي النسوي العراقي الذي اقتحم اللعبة رغم الرفض المجتمعي (الجزيرة نت)

"أحب لعبة الرغبي، وكانت خاصة بالرجال فقط، ولكن المنتخب العراقي النسوي غيَّر ذلك وأصبحت للجنسين"، هكذا بدأت لينا منهل حديثها مفتخرة، وأضافت أن حبها للرياضة بدأ منذ المرحلة الابتدائية في الدراسة، وأنها شاركت في مختلف الأنشطة الرياضية، وهي الآن تسعى لإكمال دراستها الجامعية في المجال الرياضي.

ويأتي حديث لينا مع بروز تجربة لفريق رياضي شبابي نسوي يرفع شعار "رياضة الرغبي لكلا الجنسين"، وقد واجه صدودا ورفضا مجتمعيا لدخول المرأة المجالات العامة.

لينا منهل اثناء ممارسة الرياضة
لينا منهل أثناء ممارسة الرياضة (الجزيرة نت)

نظرة المجتمع

الناشطة المدنية انتخاب القيسي قالت إن النظرة للرياضة النسوية ما زالت دونية، معتبرة أن المجتمع العراقي تغلب عليه سمة الذكورية.

وتضيف أنه على الرغم من أهمية الرياضة للنساء من النواحي النفسية والجسدية، فإنها ما زالت مرفوضة مجتمعيا، خاصة إذا أريد لها أن تمارَس بشكل علني.

من جانبه، اعتبر مدير قناة "شباب" الرياضية عدنان لفتة، أن نظرة المجتمع سلبية إلى الرياضة النسوية بحكم العادات والتقاليد التي ترى المرأة أقل شأنا من الرجل، واستدرك بالقول إن هناك نظرة إيجابية للرياضة النسائية عند العائلات المثقفة، لإيمانها بحق المساواة في المجتمع.

د.عدنان لفتة
لفتة اعتبر أن نظرة المجتمع سلبية إلى الرياضة النسوية بحكم العادات والتقاليد (الجزيرة نت)

تغير النظرة

الإعلامي منهل طاهر -والد لينا- يوضح أنه أصبح هناك تغيير في النظام الاجتماعي في العراق بعد 2003 من التقييد إلى الفوضى، وتحت اسم الحرية أدى إلى تغيير في النظرة للرياضة النسوية التي كان ينظر لها على أنها من رموز التطور الفكري والاجتماعي.

وأضاف أنه مع ضعف القانون وقوة العادات والتقاليد العشائرية التي تنظر للمرأة على أنها دون المستوى، كل ذلك أدى إلى نظرة سلبية للرياضة النسوية لدى المجتمع.

محمد حمدي
حمدي اعتبر أن الرياضة النسائية تعاني الأمرّين لغياب الدعم والبرامج المخصصة وإهمال المسؤولين (الجزيرة نت)

وجود مهمش

الموظف في وزارة الشباب والرياضة العراقية محمد حمدي، اعتبر أن الملامة على الحالة المزرية للرياضة النسائية، تُلقى على الدور الضعيف للمؤسسات.

وطالب بوضع خارطة للألعاب الأكثر انتشارا في العراق في المجال النسوي، وإعادة العمل بالمنتديات النسوية التخصصية والتركيز عليها إعلاميا، وتفعيل لجان المرأة في تنظيماتها.

وأضاف أن الرجل يستطيع ممارسة الرياضة في أي مكان، سواء في الحدائق أو الساحات العامة، وهو ما لا تستطيع المرأة فعله في ظل القناعات في المجتمع العراقي بشكل عام.

واعتبر أن الرياضة النسائية تعاني الأمرّين لغياب الدعم والأموال والبرامج المخصصة عنها، وإهمال المسؤولين لها.

منهل طاهر
طاهر أكد اعتزازه ودعمه لابنته التي اختارت ممارسة لعبة الرغبي (الجزيرة)

دعم واعتزاز

وأكد منهل طاهر اعتزازه بابنته لينا وتوجهها نحو التمرّس الرياضي وحبها للعبة الرغبي، وأعرب عن دعمه لها ولغيرها من زميلاتها الرياضيات، خاصة أولئك اللاتي يواجهن مشقة من قبل عائلاتهم ومجتمعهم.

من جهتها، تبيّن لينا -وهي لاعبة فريق الرغبي النسوي العراقي- أن طموحها أن تكون لاعبة دولية، لترفع علم بلادها في المحافل الدولية.

وأشارت إلى أنها تعرف أن مهمتها صعبة، ولكنها ترى أن أي هدف صعب يستحق المواجهة والتعب والوصول إلى تحقيقه.

وختمت بالقول إن كلمتي للنساء أن تبحث كل فتاة عن هدف تجد نفسها من خلاله، وأن تسعى لتحقيقه حتى لو واجهتها المعوقات.

من جهتها، أعربت القيسي عن تشجيعها للفتيات اللائي يمتلكن مواهب رياضية، وطالبتهن بالعمل على صقل وتطوير المهارات والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في تعزيز الرياضة النسوية كثقافة اجتماعية، وتقبّل التحدي بصدر رحب، ووضع هدف لتطوير أنفسهن دون الاهتمام بالعثرات والعراقيل.

كما أكد حمدي على أن مستقبل الرياضة النسوية سيكون مبهرا لو خضع لإستراتيجية وتخطيط صحيحين، مطالبا بتوفير أسباب الدعم وتفعيل الرياضة المدرسية والجامعية، إلى جانب الدعم الإعلامي والمادي.

المصدر : الجزيرة