التلميذة النجمة.. طفلة باكستانية عمرها 9 أعوام تسجل رقما قياسيا بموسوعة غينيس

mediaObjects_20200820_16_18_47_66330320
ناتاليا نجحت بترتيب الجدول الدوري خلال دقيقتين و42 ثانية، وسبقت بفارق 7 ثوان أستاذة جامعية من الهند سجلت الرقم القياسي السابق (الألمانية)

ما الذي ألهم نيوتن لأن يتوصل إلى قوانين الحركة؟ وكيف تمنع الأمصال الأمراض؟ ولماذا تزداد درجة الحرارة على كوكب الأرض؟

هذه الأسئلة قد يصعب على معظم الراشدين الإجابة عنها فما بالك بالأطفال، غير أن الطفلة ناتاليا نجم التي تبلغ تسعة أعوام تعلم الإجابات. فهذه التلميذة الباكستانية كانت دائما محبة للاستطلاع والمعرفة فيما يتعلق بالعلوم، مما كان له مردود إيجابي عليها مؤخرا عندما أصبحت أسرع شخص في العالم يرتب جميع عناصر "الجدول الدوري".

وترتيب عناصر الجدول الدوري يتطلب ترتيب العناصر الكيميائية وفقا لعددها الذري والتوزيع الإلكتروني والخواص الكيميائية المتكررة، ويستخدم لاشتقاق العلاقات بين خواص العناصر المختلفة، وهذا الإنجاز الذي حققته الفتاة الصغيرة جعلها تفوز بالإدراج في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية.

رقم قياسي عالمي

وتعلق ناتاليا على فوزها بالقول لوكالة الأنباء الألمانية هاتفيا من منزلها الكائن بمدينة لاهور شرقي باكستان، "يبدو الأمر كما لو كنت في حلم، أنا في قمة السعادة والحماس".

وحوّل فوزها بهذا الرقم القياسي العالمي حياتها من تلميذة إلى نجمة مجتمع، وتضيف "يغمرني شعور بالأهمية والتقدير، فكل شخص من أفراد عائلتي ووسائل الإعلام والمدرسة يتحدث عني".

ونجحت ناتاليا في يوليو/تموز 2020 بترتيب الجدول الدوري خلال دقيقتين و42 ثانية، وسبقت بفارق سبع ثوان أستاذة جامعية من دولة الهند المجاورة التي كان الرقم القياسي السابق مسجلا باسمها.

وسجلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية إنجاز ناتاليا، على موقع الموسوعة الإلكتروني اعترافا رسميا وتقديرا لهذا الإنجاز.

وتعرب شينا أفضال والدة ناتاليا وموجهتها عن انبهارها بنجاح ابنتها الوحيدة، وتقول "لا تسعفني الكلمات للتعبير عن سعادة أسرتنا"، وتتذكر الأم قائلة إن ابنتها ليست مهتمة مطلقا بممارسة ألعاب الفيديو التي يحب الصغار في مثل سنها اللهو بها.

mediaObjects_20200820_16_18_39_66330320.jpeg
غينيس نظمت مسابقة افتراضية عبر الإنترنت، وعينت مراقبين للوقت وحكاما لقياس أداء ناتاليا (الألمانية)

المنزل المختبر

وتضيف الأم أفضال (41 عاما) التي درست فن النحت بالولايات المتحدة في التسعينيات من القرن الماضي، "تتمتع ابنتي بعقلية علمية منذ البداية، وتركزت فترة طفولتها على استكشاف الأشياء المتعلقة بالعلوم".

وتتابع الأم "بدا منزلنا في بعض الأحيان مثل المختبر بما تمارسه ناتاليا من أنشطة علمية لفترات طويلة"، موضحة أن ما بدا أنه هواية في البداية جعل ابنتها تفوز بتحقيق رقم قياسي عالمي.

ورغم اهتمام ابنتها البالغ بالعلوم، لم يخطر على ذهن الأم مطلقا أن يتحول هذا الاهتمام إلى فوز كبير ذات يوم، غير أن جائحة كورونا التي ضربت العالم غيّرت مجرى الأحداث حيث أجبرت المدارس على الإغلاق.

وتتذكر أفضال "عندئذ بدأت تعليم ابنتي بالمنزل، وأدركنا معا أن شغفها بالعلوم يمكن استثماره في تحقيق إنجاز ما".

تركيز مراسم افتراضية

وتضيف الأم "بدأنا حينئذ التركيز على جانب واحد، وهو حفظ أسماء جميع العناصر في الجدول الدوري، ومحاولة ترتيبها بأسرع ما يمكن".

وعندما أدركت الأم أن ابنتها أصبحت مستعدة لدخول المسابقة بعد شهرين من التدريب، سجلت اسمها لدى المشرفين على الموسوعة، غير أن فريق الموسوعة لم يستطع السفر إلى باكستان بسبب الجائحة.

وفي النهاية، قرر المشرفون على الموسوعة تنظيم المسابقة من خلال مراسم افتراضية عبر الإنترنت، وعينوا مراقبين للوقت وحكاما لقياس أداء ناتاليا.

وتعود الأم بذاكرتها إلى الوراء وتقول "إنه كان يوما مختلفا، كنا نشعر بالحماس والتوتر في الوقت ذاته".

وقفزت الأم وابنتها وأطلقتا صرخات الفرحة عندما أعلن القضاة ومراقبو الوقت فوز ناتاليا، بعد أن انتهت من عملية الترتيب.

وقتها صاحت أفضال "يا إلهي، فعلناها"، وتقول "وظللنا نرقص معا ونتعانق ونضحك ونصفق كل منا للأخرى في ذلك اليوم المصيري بالنسبة لنا".

خطط مستقبلية

وتريد ناتاليا التي تحب الحيوانات الأليفة وتمتلك جروين وقطتين، أن تصبح في المستقبل عالمة في مجال الكيمياء الحيوية، وتقول "عندما أرى العلماء والأطباء يستخدمون الحيوانات كفئران تجارب، لاختبار اللقاحات أشعر بأن ذلك يعد نوعا من القسوة، وسأحاول تغيير هذه الممارسات".

وتقول الأم وابنتها إنهما استلهمتا هذا النجاح من الفتاتين الباكستانيتين ملالا يوسفزي الحاصلة على جائزة نوبل وعارفة كريم التي تنحدر أيضا من لاهور وأصبحت أصغر من يحصل على "شهادة مايكروسوفت الاحترافية" عام 2004 وكان عمرها وقتها تسع سنوات.

الطفلة المعجزة

وتعلق المعلمة رضوانة قادر على هذا الإنجاز بأنه "أمر مشجع.. أن نرى أولئك الصغار يلهم بعضهم بعضا لتحقيق مثل هذا النجاح الكبير، ما سيكون ذا أثر على المدى الطويل في تطوير باكستان".

وتم منح كل من يوسفزي وكريم أوسمة باكستانية تقديرا لإنجازاتهما، ولم يتضح بعد كيف ستحتفل باكستان بطفلة العلوم الجديدة.

وفي هذا الصدد، يقول فياض شوهان الوزير في ولاية البنجاب بوسط باكستان والتي تنتمي إليها ناتاليا "سندرس منح ناتاليا جائزة".

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية