ما لا يجب أن تتعلمه ابنتك من قصص الطفولة الخيالية

الخبراء ينصحون بالتخلص من هذه القوالب النمطية عند قراءة قصص الأطفال الخيالية (بيكسابي)

تعبر الفتيات الصغيرات غالبا عن رغبتهن في أن يكن أميرات، وفيما بعد يحاولن العثور على فارس الأحلام، بمواصفات القصص الخيالية (Fairy Tales) التي ترعرعن عليها وأحببنها.

ورغم أنها قصص ما قبل النوم التي تروى منذ قرون، فإن القصص الخيالية مليئة بالصور النمطية المتحيزة والقديمة، وبسبب تأصلها في الثقافة الشعبية فإنه يسهل التغاضي عن أي شيء ضار بها.

على سبيل المثال، فإن لكل حكاية خيالية ​​بطلة مشهورة، وبعد التمعن والنظر فيها بدقة نجد أنها لم تكن أبدا بطلة قصتها، فهي تجلس برضا النفس تنتظر بطلا ينقذها.

هذا البطل -بالطبع- عادة ما يكون أميرا أو شخصية قوية يرغب في إنقاذ الموقف، ولكن لماذا لا تستطيع النساء استخدام ذكائهن لإنقاذ أنفسهن، ستجد أيضا أن الشخصيات النسائية الوحيدة النشطة في هذه الحكايات هن الساحرات والشريرات.

تتبنى هذه الفكرة الكاتبة كيرستي لوجان على موقع "زي ميليونز" (Themillions)، فتقول إنه في الحكاية الخيالية بياض الثلج -على سبيل المثال- هي الفتاة البريئة والجميلة، لكن زوجة أبيها امرأة عجوز غيورة وشريرة.

تظهر بياض الثلج كشخصية سلبية تماما لا تعبر عن رغبة أو رأي، وتتفاعل فقط مع تصرفات الآخرين. وإذا كان البعض يعتبر بياض الثلج المثل الأعلى أنثويا، فهذا يشير إلى أن المرأة يجب أن تكون جميلة وتنتظر رجلا لإنقاذها.

وفقا لموقع إندبندنت (Independent) أصبح هناك الآن توجه من بعض الآباء بحظر حكايات ديزني الكلاسيكية هذه، والتي تصور النساء جالسات ليتم إنقاذهن من قبل الرجال.

كما ينصح الخبراء الآباء بالتخلص من القوالب النمطية عند قراءة هذه القصص للأطفال.

خيبة أمل الرومانسية الخيالية

يؤدي تأثير الحكايات الخيالية إلى جعل الفتيات يتقن إلى الرومانسية "الخيالية"، وهو ما يؤدي إلى خيبة أمل العديد من النساء في الحب، فهن يربطن الحكايات الخرافية بالرومانسية والسحر، والبحث عن الكمال في شريك الحياة. وفي حين تنجح الحكايات الخرافية في نهايتها السعيدة دائما في الترفيه عن الناس وتحقيق مكاسب في شباك التذاكر، فإن هذا لا يحدث في الواقع.

تقول الطبيبة النفسية جيل ويبر، في مقال لها على موقع سيكولوجي توداي (Psychologytoday)، توجد 5 أسباب تجعل القصص الخيالية تؤدي غالبا إلى البؤس في الزواج والتوقعات الرومانسية.

 

التحيز الجنسي الطيب

بالنسبة للمرأة التي تريد أن تُعامل كأميرة، تأتي القوة في علاقاتها الرومانسية من تقدير الرجال لها ووضعها في مكان معين ليتم رعايتها وحمايتها والاعتزاز بها.

فكرة الأميرة والفارس إذن مبنية على ضعف المرأة، وأن الرجل يتخذ القرارات نيابة عنها؛ فهي غير مؤهلة لتحمل عبء الحياة الثقيل، كما أنها لا يمكنها حماية نفسها.

ميدان - كيف تجعل القراءة - ما قبل النوم
5 أسباب تجعل الأحلام الخيالية تؤدي غالبا إلى البؤس في الزواج والتوقعات الرومانسية (مواقع التواصل)

تقول ويبر إن الجانب المظلم الخفي من عقلية الأميرة والفارس هو ما يسميه الباحثون "التحيز الجنسي الطيب"، مما يعني أن الاعتقاد بأنه يجب حماية المرأة يتم استخدامه فعليا عن قصد أو عن غير قصد لتبرير عدم المساواة بين الجنسين.

ترسخ هذه الأفكار حالة البؤس التي ستعيشها الفتاة إن لم تجد الرجل الذي سيحميها، وفي ظل الظروف التي تعيشها مجتمعاتنا الآن، قد تمر السيدات بأزمات اجتماعية قد لا تجد فيها من يساندها من الرجال، سواء بغياب الأب أو الأشقاء أو الزوج، في ظروف الحروب والموت والأزمات أو النزوح إلى بلاد جديدة.

وضع الأميرة يعيق النمو

بالنسبة للمرأة التي تريد أن تكون أميرة في عالم الخيال، فإن تطوير الأنوثة الرقيقة والحفاظ عليها له هدف واحد، وهو أن وجودها مرتبط بأن تكون محبوبة. بالنسبة للرجل الذي يتولى دور الفارس، فإن قيمته كشريك رومانسي تتواجد فقط وفقا لقدرته على حماية الأميرة.

في العالم الحقيقي، قد تفعل النساء اللواتي يبالغن في التأكيد على أنوثتهن ذلك على حساب قوتهن الشخصية وتطوير مهاراتهن الفكرية والعقلية.

وتظهر الأبحاث أن النساء المهتمات أكثر بالأهداف الرومانسية يمكن أن يكن أقل اهتماما بالرياضيات والوظائف ذات التوجه العلمي.

والنساء اللواتي يضعن كل قيمتهن في العثور على الرجل المناسب، ولا يشعرن بقيمتهن في الأنشطة الأخرى لديهن احترام ذاتي أقل من النساء اللواتي يشغلن مجموعة متنوعة من الأدوار.

ميدان - القراءة للأطفال
لا ينبغي أن نعلم الفتيات أن الزواج مكافأة مناسبة للجميلات فقط (مواقع التواصل)

نادرا ما يتطابق الخيال والواقع

تظهر الأبحاث أن الزيجات القائمة على فكرة القصص الخيالية المتمثلة في حماية المرأة والاعتزاز بها بسبب صفاتها الأنثوية تؤدي إلى الفشل عندما لا يستطيع كل من الزوجين أن يرقى إلى مستوى توقعات الآخر.

في كثير من الزيجات، عندما لا يستطيع الرجال تقديم هذا الخيال غير الواقعي، تشعر المرأة بالهزيمة واليأس. "الصفقة" الضمنية في هذا النوع من العلاقات هي أنها ستكون سلبية وتدع شريكها هو الذي يتخذ القرارات، في حين يقوم الزواج على المشاركة في بناء الأسرة.

الأميرة الوحيدة

غالبا تكون النساء على وجه الخصوص هن من يدفعن الثمن عندما يتبنى الزوجان توقعات غير واقعية بالنسبة لكل منهما. هناك فرق بين رؤية شريكك بصورة إيجابية، وتوقع أشياء خيالية من بعضكما البعض لا يمكن ببساطة تقديمها باستمرار.

فتقييد الطرف الآخر بأدوار صارمة يصبح خانقا على المدى الطويل.

الصور النمطية للزواج

الزواج هو المكافأة النهائية، لا يقتصر الزواج في هذه القصص على كونه الهدف الوحيد للشخصيات، ولكنه من النادر أن يظهر كذلك قيمة النجاح المهني والمالي والاجتماعي، في الوقت الذي تعاني فيه المجتمعات العربية من ارتفاع نسب العنوسة، لا ينبغي أن نعلم الفتيات أن الزواج مكافأة مناسبة للجميلات فقط، والتعيسات هن من لم يتقدم لخطبتهن فارس الأحلام.

إلى جانب عدم وجود التنوع العرقي، الحقيقة المعترف بها عالميا هي أن أميرات ديزني جميلات ونحيفات وفي أغلب الأحيان بيضاوات، ويتسبب ذلك في إشكالية معايير الجسد غير الواقعية، وتصبح السعادة مرادفة للجمال والنحافة.

المصدر : مواقع إلكترونية