دليل الوالدين لتفاعل أطفالهم مع تيك توك

هل عاد طفلك ذات يوم من المدرسة وفي الحال أمسك هاتفك (أو هاتفه!) متصفحا تطبيق تيك توك فورا؟ هل نبهته أكثر من مرة بأن يُغلق تلك المقاطع السريعة المزعجة وهو يتناول طعامه على المائدة؟ هل دخلت عليه غرفته متوقعا أن تجده غارقا في النوم لكنك رأيته ممددا على السرير، ونور الهاتف المشع مسلطٌ على وجهه، وحين سألته عن سبب سهره أخبرك أنه يتصفح التيك توك؟ ربما عزيزي الوالد، أبا كنتَ أم أما، أنت شخصيا تحب التيك توك، تطبيق ممتع ومسلٍّ فعلا وجديد، لكن تعرف أنه يمتص وقتك واهتمامك وتركيزك ويومك كله، أو أنك لا تعرفه من الأساس لكن بتراودك المخاوف شأنه لأنك تجهل شيئا يستحوذ على طفلك بهذا الشكل ولا تعرف ما عليك فعله. في هذا الدليل، آخُذ بيدك في دهاليز هذا التطبيق، أعرّفك عليه وعلى ما يحدث داخله، وعلى أنسب الطرق لحماية طفلك منه بناء على نصائح خبراء علم النفس وتوصياتهم.

كيف بدأ تيك توك؟

انطلق بداية عام 2016 باسم "ميوزكلي" في الصين، ثم استحوذت عليه شركة "بايت دانس للتكنولوجيا" الصينية في نهاية 2017 وسمّته تيك توك، وخلال فترة زمنية قصيرة انتشر التطبيق انتشار النار في الهشيم، يتجاوز عدد تحميله المليار على أجهزة الأندرويد، وعلى وشك إكمال المليار أيضا على آبل ستور. تشير إحصائية إلى أن مستخدميه يشاهدون يوميا قرابة مليار مقطع عليه. إنه من أوسع التطبيقات انتشارا وأكثرها تأثيرا على الجيل الأصغر الذي هجر فيسبوك وتويتر ووجد في تيك توك فسحة للعب والتواصل الإبداعي ومزيجا من الرقص والمعلومات السريعة والحكايات المسلية بصريا. كما أن أغلبية مستخدمي تيك توك من المراهقين، في الصين مثلا لا تتجاوز أعمار 80% من المستخدمين الخامسة والثلاثين، وفي الولايات المتحدة 30% من إجمالي المستخدمين تقل أعمارهم عن التاسعة عشرة(1)(2).

كيف يعمل؟

يتميز تيك توك بأنه تطبيق في منتهى البساطة، سواء بصفتك مشاهدا أو صانع محتوى؛ فور أن تفتح تجد صفحة تُسمى الـ"For You Page" (أو "لك")، وهي تُشبه على تيك توك التايملاين على تطبيقات الفيسبوك والإنستجرام وتويتر، لكنها تعرض مقاطع عشوائية لا يتابع المستخدم ناشريها. تدرس خوارزمية التطبيق تفضيلات المستخدم ويعرض تنويعة مختلفة على هذه الصفحة، في حال تفاعل المستخدم من خلال الإعجاب بأي مقطع أو التعليق عليه أو مشاركته أو حتى مشاهدته كاملا، تدوِّن خوارزمية التيك توك الملاحظات، وتستمر في عرض مقاطع مشابهة. صُمِّم التطبيق بطريقة تسمح للمستخدم بالتمرير لأعلى لعرض المزيد من مقاطع الفيديو باستمرار، ومهما كانت سرعة التصفح، فلا نهاية أبدا لتلك الصفحة، ولا مجال لتكرار المحتوى أيضا.

ما هو محتوى المقاطع؟

(شترستوك)

بشكل عام، يمتلئ تيك توك أيضا بمعلومات عن كل شيء تقريبا، يشبه يوتيوب لكن على نحو أسرع وأخف. أحد عيوب تيك توك هو عدم ثبات شروط الاستخدام رغم أنه منصة تستهدف وتجذب صغار السن بشكل أساسي، يطبق شروطه بعشوائية شديدة، قد يحظر محتوى جنسيا علميا، لكنه لا يحجب ظهور مقاطع إباحية خالصة؛ ما يشكل خطورة على الطفل الذي تتحكم الخوارزمية بما يراه. في البداية كان التطبيق يحد المستخدمين بتسجيل مقطع لا يتجاوز الثلاث دقائق، ثم مدوها إلى 10 دقائق.

 

محتوى التيك توك متنوع بشكل مهول، وتنتشر مقاطعه انتشارا ساحقا بطريقة غير محسوبة، لكن ينحصر معظم المحتوى في عدة فئات: مقاطع الرقص، عادة ما تكون رقصات قصيرة وبسيطة على أغاني شائعة أو شعبية، تتضمن حركات محفوظة أحيانا تُقتبس من أفلام شهيرة أو يؤلفها أحد مستخدمي التيك توك، وأحيانا مصدرها يظل مجهولا. مقاطع مزامنة الشفاه (lip sync)، حيث تكوّن محتوى تيك توك الأشهر لأنها تُعَد بسهولة ودون حاجة إلى أي ابتكار، إذ يكرر المستخدم بضع جُمل من أغنية أو من الأفلام أو البرامج التلفزيونية الشهيرة بطريقة كوميدية.

 

تنتشر أيضا الميمز (memes) على التطبيق، وهي عبارات قصيرة وسريعة توضع في نص أعلى المقطع أو مقطع فيديو يشرح حالة معينة بشكل ساخر. يتميز تيك توك بخاصية تُسمى المقاطع الثنائية (duet) -أضافها الإنستجرام فيما بعد- فيها يُقرِن المستخدم مقطعه مع مقطع آخر عن طريق خيار الـstitch، يكون مقطعا جديدا أو منشورا بالفعل على التطبيق. يتنوع استخدام هذه الخاصية، قد يُظهر المستخدم ردود فعله بشكل صامت على المقطع الأصلي، قد يُغني، قد يُضيف تعليقا. توجد -كذلك- التحديات لكنها ليست نوعا محددا، أو محتوى محددا، ولكن تنتشر يوميا تحديات يحاول الجميع إنشاء نسخته الخاصة منها، سواء كانت رقصة أو فكرة معينة مثل فكرة الـArabian night التي انتشرت بشكل ساحق في الأشهر الماضية(3).

لِمَ حظي تيك توك بتلك الشعبية الكبيرة خلال فترة قصير؟

لمساعدة طفلك على مقاومة تطبيق ينتشر في كل مكان، علينا أن نفهم السيكولوجية المبني عليها. بشكل عام، تبني الشركات القائمة على منصات التواصل الاجتماعي مجتمعاتٍ غامرة، هدفها جذب انتباه المستخدم لأطول وقت ممكن، وبعيدا عن نظريات المؤامرة، لكن "أنت المنتج في حال لم تدفع لشراء المنتج المعروض"، لا شيء مجاني، تركيز المستخدم هو السلعة التي تتنافس على نيلها وسائل التواصل. ونتيجةً للفترات الطويلة التي يقضيها المستخدم على هذه المنصات، تحصل الشركات يوميا على رؤى أعمق ومعرفة مفصَّلة بشخصيات مستخدميها ونفسياتهم، وتستخدمها فيما بعد لاستهداف أدق. بلا شك، يتأثر الناس على نحو مختلف، قد يواجه من لديهم ميول إدمانية مشكلات أكبر ممن يمكنهم السيطرة على استخدام تلك المنصات، لكن هذا الجانب، تحديدا حين نتحدث عن التيك توك، لم يُدرس بما يكفي بعد.

 

تنبع خطورة التيك توك من أنه يصمم بشكل فردي تماما، نعم قد يصادف أن يتشابه المحتوى الذي تشاهده أنت بما يظهر لصديقك من مقاطع، لكن التفضيلات الشخصية واختيارك لمقطع دون غيره وإعادة مشاهدته كلّ هذه البيانات تُغذي خوارزمية التطبيق خلال فترة استخدامك، كأنه مخلوق تلقنه الطاعة كل يوم، عجينة تشكِّلها بلا حدود. ومن هنا ينتج الاستخدام المطول للتطبيق، لأنه لا يخذل المستخدم في تسليته أبدًا.

 

لكن من منظور آخر بعيد عن أهداف الشركات، ثمة سبب شخصي يأتي من الإشباع الذي يستمده المستخدم من قضاء فترات طويلة على أحد التطبيقات، يشعر أن شيئا من احتياجاته الإنسانية قد أُشبِعت، حاجته إلى التواصل، إلى أن يكون مرئيا من خلال مرايا الآخرين، بأن يقلل شعوره بالوحدة والعزلة سواء مكانيا أو نفسيا، حين يجد المرء، كبيرا أو صغيرا، هذا الشبع في إحدى المنصات، فمن الطبيعي والبديهي أن يواصل استخدامها بلا توقف، وهذا ينطبق على جميع منصات التواصل الاجتماعي، وليس تيك توك فحسب. مع ذلك، يُشير بحث نُشر عام 2021 في دورية "Frontiers" العلمية أنه لم يُلحظ أي تحسُّن في جودة حياة مستخدمي التيك توك، سواء الاستخدام السلبي بغرض تزجية الوقت أو الإيجابي بمعنى إنشاء محتواهم الخاص بحثا عن طرق إبداعية للتعبير بها عن الذات أو عن الشهرة مثلا، لكن أشار البحث إلى أنه من ضمن أسباب استخدامه الشائعة أن المرء يبحث عن مجتمع يُماثله في عمره وتجاربه واهتماماته، أن ينتمي إلى مجموعة يفهمها ويرتبط بها بشكل ما، لذا تيك توك منصة تؤدي هذا الدور باحترافية عالية وبلا توقف(1)(4).

ما الأخطار المحتملة لاستعمال التيك توك؟

(شترستوك)
  • ضعف تركيز الطفل:

ليس تيك توك وحده ما يُضعف تركيز الطفل، لكنه الأخطر بسبب اعتماده بشكل أساسي على المقاطع شديدة القصر، ربما يشاهد الطفل 50 مقطعا خلال أقل من 10 دقائق، وينتهي به المطاف لا يتذكر واحدا منها. أيضا في حال أن الطفل شارك مقاطع عليه، سينصب تركيزه على تتبع المشاهدات والإعجابات التي ينالها.

 

  • خلق عادات مضرة صحيا:

في حال عدم وضع قواعد صارمة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، قد يتمسك الطفل بالهاتف حتى على المائدة دون أي احترام أو التفات لآدابها، أيضا، وهي المشكلة الأكبر، لن يشعر بالجوع. يغرق الطفل في التطبيق بدرجة تُنسيه العالم من حوله، إذ يرسل المخ إشارات إلى الجسم لتنبيهه بأنه جائع، لكن في حال كان الطفل مشغولا بشيء مسلٍّ وخاطف لانتباهه بهذا الشكل فلن يلحظ جوعه من الأساس، وقد يؤدي هذا إلى العديد من المشكلات الطبية الأخرى.

 

  • انخفاض تفاعل الطفل مع العائلة أو انعدامه:

تستهلك تلك الأجهزة والتطبيقات طاقة الطفل، وتجعله غير قادر أو غير راغب في الحديث مع محيطه أو حتى والديه. قد يوافق الطفل، بل ويحب، مشاركة أبويه في الكثير من الأنشطة قبل اكتشافه التيك توك، لكن بعد السقوط في هذا الفخ كل ما سيريده هو نيل موافقتك على مشاهدة التيك توك بلا توقف. وحتى في إجازة نهاية الأسبوع، بدلا من اللعب، سترى طفلك جالسا بانتباهٍ بالغ في غرفته طوال الوقت والهاتف بيده.

 

  • تغير نظرته لنفسه:

قد يؤدي قضاء وقت طويل مع الأصدقاء عبر الإنترنت بدلا من العيش في الواقع إلى انعزال الطفل عن العالم الخارجي، ولهذا ضرر بالغ عليه، لأن وعيه يتشكَّل في تلك المرحلة عن ذاته وكل ما حوله. أيضا بعض المقاطع المنتشرة على التيك توك لأطفال باهري الجمال أو يتمتعون بمواهب فذة قد تؤدي إلى تشكيك الطفل في قدراته وشكله. ليس الوقوع في فخ المقارنة هو الأمر الأخطر، بل وفقا لتقرير صدر عن الجمعية الأميركية لجراحي التجميل والترميم (ASPS) في عام 2020، أُجري ما يقرب من نصف مليون عملية تجميل على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و19 عاما.

 

  • التعرُّض للتنمر أو المضايقات أو التسامح معه:
(شترستوك)

التيك توك مثله مثل الكثير من المنصات، السخرية أمر مطروح دوما ومقدور عليه، لكن الفكرة أن سياسات التيك توك تجعل الأمر سهلا وسريع الانتشار، من السهل للغاية إنشاء حسابات مزيفة بلا اسم حقيقي أو صور أو حتى مشاركات، ونظرا لأن معظم المقاطع لا تتجاوز الدقيقة، يسهل على أي متنمر مشاهدة كمية كبيرة من المحتوى والسخرية منها في وقت قصير. بعض المحتوى يكون استفزازيا فعلا بغرض جلب المزيد من المعلقين وزيادة نسبة ظهوره في صفحة تيك توك الرئيسية، قد يشعر طفل صغير إثر قراءة هذه التعليقات بأنه من الطبيعي السخرية من كل ما نختلف معه سواء في شكله أو طريقة كلامه أو أفكاره. في حال كان الطفل ينشر محتوى يصنعه بنفسه، فمن الممكن أن يتعرض للمضايقة أو التحرش، إذ لُوحظ أن بعض المستخدمين يستهدفون محتوى الأطفال بشكل أساسي.

  • المعلومات الخاطئة أو المضللة:

تنتشر المعلومات من شتى الناس على التيك توك، المختصين وغير المختصين أو حتى مدّعي الاختصاص. لا توجد سياسات واضحة تُشير إلى المعلومات المغلوطة التي تنتشر على التطبيق، هناك تجد الكثير من المقاطع التي يظهر فيها أشخاص اكتسبوا شهرتهم بشكل أو بآخر ثم بدؤوا بتقديم نصائح نفسية لا تستند إلى أبحاث أو آراء من الخبراء، لا تستند سوى إلى خبرة المشهور الحياتية.

ماذا أفعل كي أحمي طفلي من أضرار التيكتوك؟

  • أولا: مَنعه عن الأطفال أقل من الخامسة عشرة

صعب، أعرف. بمجرد أن يرى الطفل أقرانه يتحدثون عنه فسيرغب في المشاركة فيه فورا. لا تتعلق المشكلة بأن تركيزه سيضعف في مرحلة تكوينية ومحورية في حياته فحسب، بل يتمثَّل الخطر في أن طفلك قد يشاهد محتوى لا يناسب سنه على الإطلاق، حتى في أبسط أشكاله توجد رقصات شبه إباحية، ناهيك بالمقاطع التي تكون مليئة بالألفاظ السوقية، والأغاني ذات الطابع الجنسي التي لا تناسب الأطفال أبدا، ليس هذا محتوى التيك توك بشكل أساسي، لكن الخطورة تأتي من تحكم الخوارزمية العشوائية، قد تظهر مقاطع بناء على أغاني يحبها الطفل، أو وسومات (هشتاجات) معينة يضيفها الجميع بغرض زيادة نسبة وصوله. لذا، من الأفضل منع الطفل من استخدامه واستبداله بنشاط مختلف. كذلك لأن التصميم مصمم بطريقة التقليب الذي لا نهاية له حرفيا دون أن يتكرر المحتوى، لذا فالخوف ينبع من امتصاص تركيز الطفل لساعات طويلة دون شعور منه(3).

 

  • ثانيا: اِحمِ خصوصيته

ماذا لو لم نستطع منعه؟ لا بأس، عليك فقط التركيز معه وضبط إعدادات التطبيق لحماية طفلك، بداية نحوِّل الحساب من مرئي للجميع إلى حساب شخصي، حين تُنشئ حسابا لأول مرة على التيك توك يكون عاما ومفتوحا للجميع، يعني أن أي أحد يمكنه الوصول لحساب طفلك ومشاهدة محتواه والتعليق عليه، وأيضا إمكانية ظهور محتواه في صفحة "for you" أو "لك"، وأيضا إرسال رسائل له. لذا، بداية، غيِّر من الإعدادات الحساب من عامّ إلى خاص، ليس فقط لحماية محتواه، بل أيضا حتى لا يظهر الحساب في حالة البحث عنه من قبل الغرباء، وأيضا لتجنب أي متابعين غير مرغوب بهم، لأنه في حالة الحسابات الخاصة على المستخدم الموافقة على طلبات المتابعة أو رفضها. كذلك عليك التأكد من صحة سنة الميلاد التي يُدخلها طفلك في التطبيق، لأنه يقيد بعض الخاصيات حسب السن، مثلا من ضمن سياسته منع النشر لمن هم أقل من 15 عاما(3).

 

  • ثالثا: الحد من وقت استخدامه

سيمنع التحكم في وقت استخدامه إدمانه المحتمل، ربما بداية يكون أمرا شاقا أن تمنعه مباشرة من استخدامه، لكن يمكنك تقليله بالتدريج يوميا حتى تصل إلى مدة معقولة، ويحبذ ألا تكون قبل موعد النوم. يسمح تطبيق التيك توك للآباء بتعيين وقت محدد لاستخدامه، يبدأ من 40 دقيقة حتى 120 دقيقة، ولتجاوز هذا الحد يجب أن يُدخل المستخدم رمزا محددا لاجتيازه (عليك إبقاء هذا الرمز سرا بالاتفاق مع طفلك بعد شرح أضرار التيك توك وتأثيره عليه). اتبع التعليمات الموضحة في الصور حتى تُفعِّل هذه الخاصية. هذا من داخل التطبيق، لكن يمكنك تقليل الوقت لأقل من 30 دقيقة أو منع استخدام التطبيق عند ساعة معينة من خلال تطبيقات أخرى، مثل "Family Link" لهواتف الأندرويد أو "Screen Time" لهواتف الـIOS.

  • رابعا: ربط حسابك بحساب طفلك

حسّن تيك توك من إعدادات الخصوصية بغرض حماية الأطفال أو مراقبة المحتوى الذي يظهر لهم. نظرا لأن كل ما سبق يمكن أن يتفاداه الطفل بعدة لمسات على هاتفه، ثمة خاصية مميزة يقدمها التيك توك، وعلى عكس الخاصية المذكورة سابقا، لا يمكن تغييرها دون علمك. لكن هنا عليك التحدث مع طفلك وليس مفاجأته بهذا القرار، لأن القصد ليس مراقبة طفلك والسيطرة على المحتوى الذي يشاهده، بل حمايته. ستفتح لك مناقشته بهدوء وأخذ رأيه في القرار الاقتراب خطوة في عالم ابنتك أو ابنك، والرغبة في مشاركته هذا العالم وليس تحجيمه.

 

من خلال ربط حسابك بحسابه سيمكنك فعل كل ما مضى من خلالك أنت وليس من خلال حسابه، ولا توجد رموز سرية، لكن سيمكنك تحويل حسابه إلى حساب خاص، والحد من اقتراحات المتابعة التي تظهر له، ومنع وصول أي رسائل سوى من الأصدقاء، وأيضا التحكم فيمن بوسعه مشاهدة محتواه أو التعليق عليه. عليك أولا تحميل التطبيق وإنشاء حساب على التيك توك، افتح الملف الشخصي الموضح في الصور السابقة، واضغط على الخطوط الثلاثة حتى تصل إلى الإعدادات والخصوصية، انزل لأسفل حتى تصل إلى "ربط الحسابات للعائلة"، أو "Family Pairing" في حال كانت لغة التطبيق الإنجليزية، واتّبع الإرشادات الموضحة في الصور حتى تصل إلى رمز الاستجابة السريعة أو الـ"QR code"، بعدها ستتمكن من ضبط كل إعدادات حساب طفلك حسبما تريد، بما في ذلك وقت استخدام التطبيق وتحجيم وصول المحتوى للآخرين وإعدادات الخصوصية. يمكن لطفلك إلغاء هذا الارتباط، لكن سيُبلغك التطبيق وسيمنحك 48 ساعة قبل إلغائه مع كل الإعدادات التي ضبطتها، ولهذا مناقشة الأمر بداية مع طفلك أمر جوهري لاستمرار حمايته وللحفاظ على التفاهم بينكما(3)(4).

____________________________________________________

المصادر:

  1. On the Psychology of TikTok Use: A First Glimpse from Empirical Findings, Christian Montag et al, Frontiers, 2021.
  2. 35+ TikTok User Statistics: How many TikTok Users Are There In 2022? By Daniel Ruby, Demand Sage 2022.
  3. A Parent’s Guide to TikTok, Justin Parent Ph.D., Psychology Today, 2021.
  4.  Why Kids Love TikTok Challenges? Pamela B. Rutledge Ph.D., Psychology Today, 2021.
المصدر : الجزيرة