عبر 19 دولة في 5 أشهر.. رحالة مغربي يقطع 15 ألف كيلومتر لدعم "أسود الأطلس" بمونديال قطر

الرحالة المغربي استغرق نحو شهرين ليعبر سلاسل جبال أوروبا خلال رحلته (الجزيرة)
الرحالة المغربي استغرق نحو شهرين ليعبر سلاسل جبال أوروبا خلال رحلته لمونديال قطر (الجزيرة)

قرابة 5 أشهر قضاها الرحالة المغربي أيوب عطومي، يجوب بسيارته من المملكة مرورا بقارات أفريقيا وأوروبا وآسيا حتى الوصول إلى الدوحة، من أجل حضور نهائيات كأس العالم لكرة القدم "قطر 2022".

انطلق الرحالة من الرباط منتصف يونيو/حزيران الماضي، بغية مؤازرة منتخب بلاده، بعد أن عقد العزم على أن يخوض جولته هذه المرة بطريقة مختلفة، فأعد سيارة خاصة خلال 3 أشهر، وبدأ رحلته التي مرت بـ 19 دولة غير المغرب وقطر.

وفي البداية كان عطومي يراوده شعور بأن الأمر صعبا وأن هذه الفكرة جنونية، ولكن رغبته في تنفيذها تجاوزت هذا الشعور، فقام خلال الفترة من أبريل/نيسان وحتى يونيو/حزيران الماضيين بإعداد سيارة خاصة بها كل الكماليات التي يحتاجها لهذه الرحلة الطويلة.

عطومي خلال مروره بمنطقة جبال الدولوميت في ايطاليا (الجزيرة)
عطومي خلال مروره بمنطقة جبلية في إيطاليا (الجزيرة)

فكرة قديمة

وعن قراره الذهاب لمساندة منتخب بلاده، يوضح عطومي أن الفكرة كانت قديمة، حيث سبق أن قام بها خلال مونديال روسيا قبل 4 سنوات، عندما قطع قارة أوروبا بالدراجة النارية من باريس إلى موسكو من أجل مساندة "أسود الأطلس".

ويقول عطومي في تصريح للجزيرة نت "كان حلما لي أن أجهز سيارة وأذهب بها من أجل مشاهدة المغرب في مونديال قطر، وبعد أن تأهل المنتخب أواخر مارس/آذار الماضي، شرعت على الفور في إعداد سيارة من نوعية "مرسيدس فيتو" لأخوض بها هذه المغامرة، لتكون وسيلة انتقال في النهار ومنزلا أوقات الراحة والليل.

وطوال 5 أشهر ولمسافة تخطت 15 ألف كيلومتر، يروي الرحالة المغربي أنه لم يتعرض لأي مضايقات خلال رحلته الطويلة من المغرب مرورا بـ 19 دولة أوروبية وآسيوية وحتى الوصول يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني إلى قطر مع المباراة الافتتاحية للمونديال.

سيارة عطومي تم تجهيزها من الداخل بجميع الكماليات (الجزيرة)
سيارة عطومي تم تجهيزها من الداخل بجميع الكماليات (الجزيرة)

19 دولة

مرت رحلة عطومي (34 عاما) من المغرب إلى قطر بإسبانيا، البرتغال، فرنسا، سويسرا، إيطاليا، سلوفينيا، كرواتيا، ألبانيا، مونتينيغرو، البوسنة، مقدونيا الشمالية، كوسوفو، بلغاريا، تركيا، إيران، العراق، الكويت، الإمارات، السعودية.

وعن أبرز المواقف في رحلته، يوضح عطومي أن الفترة الأولى من الرحلة بأوروبا -والتي استمرت شهرين- لم ير فيها إلا الجبال، حيث مر بعدد من سلاسل الجبال بأوروبا، منها جبال الألب في إيطاليا، فضلا عن الحدائق الدولية بكرواتيا وسلوفينيا.

وتابع أن الفترة الثانية كانت الأجواء فيها باردة، خاصة عند دخول تركيا التي قضى فيها نحو شهر، حيث حرص على زيارة عدد من مدنها، خاصة اسطنبول وكونيا وطرابزون، مع الابتعاد عن المناطق المكتظة، ومن ثم دخل إيران واستمر فيها لمدة 3 أسابيع، وزار أهم مدنها.

وبعد الخروج من إيران أكمل عطومي رحلته عبر عدد من العواصم الخليجية العربية قبل الوصول إلى قطر، فمر على بغداد والكويت وأبوظبي والرياض، وزار فيها الكثير من المدن المهمة.

وباستثناء الاضطرار لترك سيارته في منفذ أبو سمرة الحدودي وفقا للقوانين القطرية الخاصة بمنع السيارات من الدخول، لم تواجه عطومي أي مشكلة بالدوحة تماما بعدما قضي أكثر من 3 أسابيع يتنقل في مختلف أرجائها لدعم ومساندة منتخب بلاده طوال مشواره بالمونديال.

عطومى خلال تواجده في الدوحة لمساندة المغرب (الجزيرة) copy
عطومى في الدوحة لمساندة "أسود الأطلس" (الجزيرة)

مونديال استثنائي

"لم أندم على كل متر قطعته، وسعيد للغاية لقيامي بهذه الرحلة" هذه الكلمات كانت رد فعل عطومي على تألق منتخب المغرب ووصوله إلى الدور نصف النهائي كأحد أفضل 4 فرق على المستوى العالمي، وأضاف "تألق المغرب أثلج صدورنا، فبعد أن قطعت هذه المسافة الطويلة من أجل دعم ومساند المنتخب بهذا المحفل العالمي، وجدت المقابل في النهاية: فرحة كبيرة جدا لم تكن متوقعة".

ويوضح الرحالة المغربي أنه -خلال مونديال قطر- حرص على حضور جميع مباريات منتخب بلاده كاملة، رغم الصعوبة في إيجاد تذاكر المباريات الأخيرة، إلا أن الاتحاد المغربي لكرة القدم قام بعمل جيد ووفر تذاكر لجماهير المملكة.

وحول المونديال، يعتبر عطومي أن التنظيم القطري لهذا الحدث العالمي مميز جدا، خاصة أنه حضر قبل 4 سنوات مونديال روسيا، ولا يوجد مقارنة بين النسختين على الإطلاق، فالدوحة قدمت نسخة رائعة واستثنائية "وأظن أنه من الصعب أن نجد دولة تنظم كأس العالم فيما بعد، وتصل إلى هذه المرحلة من الكفاءة في كل شيء، فلم أكن أتوقع هذا التنظيم المبهر".

المصدر : الجزيرة