كيف يتسبب "النينيو" في "تطرّف" الطقس خلال السنوات الخمس القادمة؟

عودة ظاهرة "النينيو" ستزيد بشكل كبير من احتمالية تحطيم الأرقام القياسية في درجات الحرارة (شترستوك)

أعلن علماء من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن هناك احتمالا بنسبة 90% لظهور تأثيرات واضحة لظاهرة "النينيو" بداية من النصف الثاني من العام 2023، الأمر الذي يتوقع أن يؤثر على الطقس في مناطق متفرقة من العالم خلال الأعوام القليلة القادمة، بداية من الشتاء القادم.

ووفق بيان رسمي أصدرته المنظمة خلال الأسبوع الأول من يوليو/تموز الحالي، فإن عودة ظاهرة "النينيو" ستزيد بشكل كبير من احتمالية تحطيم الأرقام القياسية في درجات الحرارة، والتسبب في مزيد من موجات الحر الشديدة في مناطق كثيرة من العالم.

ما النينيو؟

وتشير ظاهرة "النينيو" (El Niño) إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الماء الذي يتركز عادة وسط شرق المحيط الهادي الاستوائي، بمقدار 0.5 درجة مئوية فوق المتوسط طويل الأجل.

وحينما يستمر ذلك مدة 3 أشهر متتالية مع تغيرات واضحة في أنماط الرياح وتساقط الأمطار، فإن العلماء يعلنون تطور ظاهرة "النينيو"، والتي تحدث بشكل غير منتظم على فترات تتراوح بين سنتين و7 سنوات.

وخلال الظاهرة، تضعف الرياح التجارية والتي تهب عادة من الشرق إلى الغرب على طول خط الاستواء، أو تبدأ في الهبوب في الاتجاه الآخر، أي من الغرب إلى الشرق.

وفي هذا السياق تؤثر الظاهرة على سرعة وقوة التيارات البحرية وصحة مصايد الأسماك الساحلية والطقس المحلي في أماكن متفرقة من العالم، فتتسبب في جفاف شديد ببعض المناطق وموجات شديدة من المطر والأعاصير في مناطق أخرى، أضف إلى ذلك المَعلم الأهم للظاهرة وهو احترار الطقس بحيث تكون سنوات "النينيو" هي الأحر على الإطلاق.

ما الذي سيحدث خلال السنوات الخمس القادمة؟

وقد تنبأ تقرير أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في مايو/أيار الماضي أن هناك احتمالا بنسبة 98% أن تكون واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر دفئا على الإطلاق، متجاوزة الرقم القياسي المسجل عام 2016 عندما كانت ظاهرة "النينيو" قوية بشكل استثنائي.

وذكر نفس التقرير أن هناك احتمالا بنسبة 66% بأن يكون المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية القريبة من السطح بين عامي 2023 و2027 أكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة، لمدة عام واحد على الأقل.

ويخشى العلماء في هذا السياق مما يسمى "الضربة المزدوجة"، أي أن تساهم ظاهرة "النينيو" في دعم حالات الشذوذ المناخية، إلى جانب التغير المناخي الذي يرفع كذلك من شدة وطول وتردد الظواهر المناخية المتطرفة مثل الأعاصير الشديدة والموجات الحارة وموجات الجفاف.

ولهذا فإن العلماء في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يضعون هذا البيان بين أيدي السياسيين حول العالم لاتخاذ الحيطة والحذر، وتجهيز البلاد لمشكلات متعلقة بأنماط الطقس المتطرفة.

المصدر : مواقع إلكترونية + نوا