المسافة صفر

بوثائق مسربة و88 ألف حساب وهمي.. تحقيق المسافة صفر يكشف مخطط دول الحصار السري لاستهداف قطر

كشف فيلم “رسائل سيتا” ضمن البرنامج التحقيقي “المسافة صفر” عن شركات ومنصات رقمية جديدة، وأخرى قيد الإنشاء، لاستهداف قطر وتركيا ودول أخرى بحملات إعلامية مضللة.

وبيّن التحقيق -في الجزء الثاني منه- كيف تعيد هذه الشركات، وآلاف الحسابات الوهمية، إنتاج نفسها بعد حظرها. كما كشف البرنامج عن رسائل مسربة من وزارة الخارجية المصرية بشأن تنسيق تحركات دول الحصار لمهاجمة قطر ومؤسساتها الاقتصادية.

وعرض الفيلم أيضا تفاصيل حظر تويتر شبكةً تتكون من 271 حسابا مزيفا مرتبطة بشركة "دوت ديف" التي تعمل في الإمارات ومصر لاستهداف دولة قطر وغيرها من الدول مثل إيران.

كما تمكنت شركة تويتر من إزالة 4248 حسابا كانت تعمل بشكل منفرد وموجهة بشكل رئيسي لمواجهة قطر واليمن، ورغم إغلاق آلاف الحسابات فإن الهجوم على قطر استمر بآلاف التغريدات المضللة من خلال مزارع حسابات وهمية أخرى.

وفي حملة أخرى لتويتر، تمكنت من حظر شبكة مكونة 88 ألف حساب مرتبط بشركة رقمية سعودية تدعى "سماءات"، لكن الحسابات التي تحذف سرعان ما يظهر بديل لها لتواصل نشاطها من جديد.

وأوضح الباحث في الشؤون العسكرية والشرق الأوسط أندرياس كريدج أن الحرائق الرقمية المشتعلة عبر تويتر ضد قطر من صنع الحسابات الوهمية واللجان الإلكترونية التي تتحكم بها الإمارات والسعودية، والهدف منها صناعة توجهات مزيفة على وسائل التواصل.

ومن أبرز الوسوم التي عملت منصة "قطرليكيس" وشركة "دوت ديف" الإماراتية على تضخيمها كان وسم "تنظيم الحمدين" الذي غرد عليه أكثر من 3 ملايين حساب (معظمها من دول الحصار) خلال 3 سنوات.

واعتبر كريدج أن ذلك جزء من حملة نشر المعلومات المزيفة التي تروج إلى أن الأمير الحالي واقع كليا تحت سيطرة والده ورئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم، مشددا على أن تلك الإشاعات ليست صحيحة نهائيا.

وفي الذكرى الثالثة لحصار قطر، شنت الحسابات الوهمية هجوما إلكترونيا افتعلت فيه أخبارا كاذبة عن انقلاب مزعوم في قطر، وبعد رصد البرنامج للحسابات التي أطلقت الحملة تبيّن أن أول تغريدة بشأن هذه الأحداث جاءت من حساب أنشئ في فترة لا تتعدى الشهر ولم يرد في ذلك الحساب سوى هذه التغريدة، ثم تفاعلت معه حسابات أخرى رغم عدم متابعتها له.

وتدعي تلك الحسابات أنها قطرية، وسمعت صوت انفجار قوي في الوكرة. كما استعانت دول الحصار بقراصنة للترويج على المستوى الأوروبي لوسمي "انقلاب قطر" و"الوكرة".

وحصل البرنامج على وثيقة دبلوماسية مسربة من داخل السفارة المصرية في أبو ظبي، وتذكر الوثيقة أن مدير سلطة الطيران المدني الإماراتي سيف السويدي (كما جاء في رسائل السفير المصري للإمارات وائل جاد) انتقد عدم تركيز الإعلام في الدول الأربع على الربط بين منظومة الطيران المدني في قطر والإرهاب، وأضاف السفير المصري أن المسؤول الإماراتي طالب بالاستعانة بالأجهزة الأمنية لتحقيق هذا الغرض.

كما كشفت وثيقة مسربة من وزارة الخارجية المصرية عن إصرار إماراتي، إلى جانب السعودية والبحرين، على توجيه خطاب من قبل مندوبي دول الحصار ضد اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان لعدم تمتعها بالاستقلالية، على حد وصفهم.

وعن شركة "دوت ديف" الإماراتية توصل البرنامج إلى أن مؤسسها يدير صفحات خاصة بالشيخ هزاع بن زايد على الإنترنت، كما أنها مسؤولة عن تطوير موقع وكالة الأنباء الإماراتية، فضلا عن أن الشركة تعمل على إنشاء مشروع استخباراتي جديد يستهدف بشكل رئيسي تركيا وقطر والكويت وسلطنة عمان وليبيا وتونس الجزائر والمغرب.

وبعد أن تم تقييد نشاط الحملات المضللة لشركة "دوت جيف"، عملت الإمارات على إنشاء شركة "إكسبركتس" و"دف كيريت" كبديل لها لتنفذ التوجهات الإماراتية تجاه الدول الأخرى.