الشاهد

القدس وحدها تقاوم.. جولة وتذكرة ج2

في الجزء الثاني من برنامج الشاهد، جولة في معالم المدينة المقدسة التي تتنفس هوية أهلها منذ يبوس الكنعانية رغم علم الاحتلال الذي يرفرف تحت حماية حق القوة وليس قوة الحق.

داخل أسوار القدس المدينة الوحيدة التي ما زالت تعيش داخل أسوارها القديمة معالم راسخة أينما أجلت النظر تشير إلى هويتها العربية الإسلامية.

في الجزء الثاني من برنامج الشاهد "القدس وحدها تقاوم" الذي بث في 12/2/2015 جولة في معالم المدينة المقدسة التي تتنفس هوية أهلها منذ يبوس الكنعانية رغم علم الاحتلال الذي يرفرف تحت حماية حق القوة وليس قوة الحق.

تجولت الكاميرا في جزء مقدر من الحلقة بين أبواب القدس، من ميدان عمر بن الخطاب بدأت الجولة إلى باب الخليل ثاني أكبر الأبواب بعد باب العمود ويسمى بوابة عمر لأنه يقال إنه دخل منها عندما فتح القدس.

قدمت الحلقة أبرز المعالم العمرانية التي ما زالت حية وتمثل فسيفساء جميلا من الحجارة والطرز المعمارية التي قدمتها الحقب التاريخية منذ الأمويين والأيوبيين والمماليك وأخيرا العثمانيين.

السور الذي يشتمل على الأبواب الشهيرة يبلغ طوله 4200 متر وارتفاعه في بعض المناطق ثلاثون مترا وسماكته تزيد على مترين ويعلوه 35 برجا دفاعيا.

أينما وقع البصر ثمة الرموز الدينية والتراثية، فهذا المسجد القيمري الذي بناه سيف الدين القيمري في القرن السابع الهجري، وهذا فندق نوتردام الذي بني في عام 1880 وكان ظهره نقطة عسكرية اسرائيلية حتى 1967.

تظهر الكاميرا باب الحديد ويسمى باب عبد الحميد الذي افتتح في عهد السلطان عبد الحميد خلال زيارة الإمبراطور الألماني غليوم الثاني عام 1898.

باب العمود
ولدى الوصول إلى باب العمود تبدو قبة الصخرة مهيمنة على المشهد، إذ يمثل الباب المنفذ الرئيس للصخرة، ويقال إن التسمية تعود إلى عهد الرومان الذين وضعوا عمودا لقياس المسافات بين القدس والمدن الأخرى.

ومن فوق باب العمود تتبدى شواهد الاحتلال، حيث يرفع المستوطنون أعلام إسرائيل في تحد للحقائق الراسخة على الأرض.

وثمة باب دمشق الذي كانت تنطلق منه القوافل إلى عاصمة الشام، وباب الساهرة الذي إذا نظرت منه أسفل وجدت الخندق الذي حفره صلاح الدين الأيوبي.

أما باب الأسباط فيسمى أيضا باب "ستنا مريم" وباب الغنم ويقود إلى الأقصى عبر باب داخلي.

باب المغاربة يعد أقدم أبواب المدينة وتعود شهرته إلى سكان حارة المغاربة المنحدرين من أصول مغربية، ويسمى أيضا باب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فوفق الموروث دخل النبي منه وخرج منه ليعرج إلى السماوات العلى.

في عام 1969 دمرت الاحتلال جزءا من حارة المغاربة وأقامت جسرا لا يسمح للمسلمين بعبوره.

باب النبي داود ويسمى باب الزيتون أو صهيون نسبة لهضبة صهيون، يعلوه قوس مرتفع وأمر بترميمه السلطان العثماني سليمان القانوني.

وثمة أبواب مغلقة وهي باب الرحمة ويسمى الباب الذهبي ويقع على بعد مائتي متر جنوب باب الأسباط، وبني في العهد الأموي ويؤدي مباشرة إلى الحرم وأغلق أيام العثمانيين، والباب المزدوج والباب الواحد والباب المثلث.

كلية صلاح الدين
جالت الكاميرا في مبنى الكلية التي أسسها صلاح الدين الأيوبي وكانت تدرس فيها العلوم واللغات، ولكن السلطان عبد المجيد قدمها هدية لفرنسا شكرا لها على دعم تركيا في حرب القرم، لتحولها إلى كنيسة.

ويقول مدير التعليم في المسجد الأقصى ناجح بكيرات إن المدرسة كانت مؤسسة علمية فائقة، تضم مائتي طالب، يدفع الطالب فيها قسطا دراسيا يبلغ دينارا من ذهب وتبلغ مصروفاتها حوالي مليون قرش.

وثمة البيمارستان الصلاحي وهو مستشفى وكلية طب يقع على 150 ألف متر مربع، ومجمع الخانقاه وخلوة صلاح الدين الأيوبي.

أما كنيسة القيامة فتمثل الفصل الأكبر للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين وما زالت مفاتيحها في يد عائلة مسلمة منذ أن تسلمها الخليفة عمر بن الخطاب من صفرونيوس.

وتورد الحلقة الكثير من المعالم الحية التي تتحدث عن نفسها، بينما يجهد المحتل عبر مائة مليون دولار يخصصها لدعم التنقيب وتثبيت روايته دون طائل، فيواصل استيطانه نكاية بالحقيقة الواضحة كالشمس.