الملف - الإستفتاء على إنفصال جنوب السودان - صورة عامة
الملف

الاستفتاء على انفصال جنوب السودان

الاستفتاء على مصير جنوب السودان، فمن سيمنع بعد اليوم الانفصال؟ ولو انفصل الجنوب هل تستغله إسرائيل لتطويق الأمن العربي أم إن مصالح الجنوب ستدفعه للتعاون مع العرب؟

– مخاطر الانفصال والعلاقة بين الشماليين والجنوبيين
– المصالح الإسرائيلية والأميركية ومحاولات الهيمنة

– دور القبائل والعوامل الاقتصادية المؤثرة

– مواقف العرب ودور الجامعة العربية

سامي كليب
سامي كليب
عبد الرحيم حمدي
عبد الرحيم حمدي
صفوت فانوس
صفوت فانوس
حسن مكي
حسن مكي
محمد محجوب هارون
محمد محجوب هارون
هاني رسلان
هاني رسلان

سامي كليب: السلام عليكم. صعب أن تكون عربيا وتأتي إلى السودان في هذه الأيام المصيرية، صحيح أن الصحافة تقتضي الكثير من الموضوعية ولكن كيف لك أنت العربي أن تأتي إلى هذا البلد لتشهد ربما على أول انفصال في جسد بلد عربي منذ نهاية الاستعمار؟ كيف لك أن تتجول في أحد أكبر الدول العربية والإفريقية بلد الخيرات والثروات الطبيعية وأنت تدرك أن مصيره مشارف ربما على المجهول.

مخاطر الانفصال والعلاقة بين الشماليين والجنوبيين


مشارك1: لو حصل الانفصال حتكون ما في سودان.


عبد الرحيم حمدي/ وزير المالية السابق: توقعاتي أن الانفصال سيحدث وأملي أن يحدث بصورة لا يترتب عليها توتر ما بين الجنوب أو الشمال حتى لا تنقطع العملية الاستثمارية عن الشمال وعن الجنوب لأن الاثنين محتاجين إلى استمرار الاستثمار في البترول وفي غير البترول وأتمنى أن يسود صوت العقل وتختفي الاستفزازات الشخصية التي نسمعها من حين لآخر بهذا المجال.


صفوت فانوس/ أستاذ العلوم السياسة في جامعة الخرطوم: مخاطر الانفصال كثيرة، أولا الأوضاع في الجنوب نفسها لأن الجنوب معروف أن عنده نزاعات قبلية وجيش الحركة الشعبية لم يتحول الآن من حركة بتاعة حرب عصابات إلى جيش نظامي، الجنوب ما عنده تاريخ بتاع خدمة مدنية لأنه عاش في حرب طوال الفترة منذ الاستقلال، ما فيه ثقافة بتاعة قضاء مستقل وقوي وعنده تاريخ ما فيه أيضا تاريخ بتاع دولة مدنية بالمعنى الحديث، هو بيبني في دولته لكن الفترة القصيرة بتاعة الانتقالية اللي هي الست سنوات تثير الشكوك في القدرة، أيضا هناك المخاطر بتاعة النزاعات القبلية لأن الجنوب فيه قبيلة كبيرة اللي هي قبيلة الدنكا بتتهم أنها المسيطرة على موارد الدولة والقبائل الصغيرة لا تجد حظها في السلطة والثروة كما يقولون. مخاطر أخرى هي التدخلات الأجنبية في هذه الدولة سواء كان من قبل قوى غربية، من قبل حتى إسرائيل أو من قبل دول الجوار وقد تستغل هذه القوى الخارجية الجنوب لمحاولة إضعاف الشمال لو استمر الشمال يتبنى مواقف مستقلة عند الدول الغربية، أيضا هناك المخاطر بتاعة الحدود، النزاعات حول الحدود والمخاطر بتاعة وجود الجيش الشعبي أو أفراد من الجيش الشعبي وسط أبناء النوبة وسط أبناء جبال الأنغسنة وهؤلاء لو انفصل الجنوب بيكونوا في موقف حرج يعني هل يتركون أرضهم وأهلهم وينتقلون جنوبا أم يظلوا في مناطقهم؟ ولو ظلوا في مناطقهم كيف يظلون كقوات تابعة لجيش أجنبي أو يستمرون كقوى مسلحة مستقلة عن الجيش السوداني؟ فأيضا هناك الصعوبة بتاعة النفط، النفط صحيح أغلبه موجود في الجنوب مناطق إنتاجه ولكن أنابيب التصدير بتمر عبر الشمال والقضية الأخطر هي الملايين من الجنوبيين الموجودين في الشمال والشماليون الموجودون في الجنوب بأعداد أقل، الشماليون الموجودون في الجنوب في حالة تأزم العلاقة يمكن أن يعودوا للشمال ولكن الملايين الجنوبيين ليس لهم ما يعودون إليه في الجنوب، يعني دول ناس اعتادوا أن يعيشوا في المدن في المناطق الحضرية صحيح ليست عيشة مريحة ولكن بالمقارنة أفضل من العودة إلى القرى والريف حيث لا توجد كهرباء لا توجد مدارس لا توجد مشافي فهؤلاء الناس حتكون عندهم مشكلة كبيرة، أيضا الجنوبيون الذين لديهم وظائف في الحكومة هناك الآلاف من الجنوبيين يعملون في القوات المسلحة السودانية في الشرطة في جهاز الأمن في الخدمة المدنية في مستويات وظيفية من أعلى الوظائف إلى الأيدي العاملة، هل هؤلاء حيستمروا؟ والقضية بتاعة الجنسية، هل حيعتبروا مواطنين ولا حتسقط عنهم الجنسية السودانية؟


مشارك2: حتى في الجنوب في شماليين في مناصب حساسة إن في الحركة ذاتها داخلها وبره الحركة الشعبية.


سامي كليب: طيب حضرتك من الشمال مش كده؟

مشارك2: أنا من الشمال الحمد لله.


سامي كليب: طيب هل في، يعني مثلا لو أنت تزوجت تتزوج من الجنوب بسهولة ولا فيها مشكلة؟

مشارك2: والله دي حاجة ثانية.

مشارك3: بس علشان الحاجة الدينية اللي هي العادات الناس مختلفة أنه المسيحي والمسلم.


سامي كليب: طيب بس لو كانت هي مسيحية واعتنقت الإسلام شو المشكلة؟


مشارك3: ما مشكلة هي ذاتها مسيحية ما في مشكلة، إحنا ناس كثار متزوجون يعني شماليون متزوجون من الجنوبيين.

مشارك2: يعني الديانات كلها في سماحة بتاعة الديانة، في تسامح يعني تجد تلقى في مسجد وفي كنيسة عادي.


سامي كليب: في كثار شماليين متزوجين من جنوبيات مش كده؟

مشارك3: في.

مشارك2: أيوه.


سامي كليب: طيب وجنوبيون من شماليات، قليل؟


مشارك3: في أعلى هي ما نسبة كثيرة وحتى في منهم اعتنقوا الإسلام ومستقرون هنا وشغالون يعني.


سامي كليب: طيب لو -لا سمح الله- حصل انفصال، الإخوة الجنوبيون ممكن يرجعوا للجنوب أفضل لهم ولا يعيشوا هنا؟

مشارك2: والله يا أخي نحن السيد الرئيس قال للجنوبيين حتى لو حصل الانفصال يقعدوا، نحن طبعا مع الرئيس ما في مشكلة.


سامي كليب:  والناس ما فيش عداء بين بعضها؟

مشارك2: ما هو أنا قلت معنا لك زول دي رسالة حقيقية علشان دي تحصل..


سامي كليب (مقاطعا): لا، بس كلكم تحكوا إلا هو يعني.

مشارك3: لا، ما هو أطيب واحد يعني، ما هو صاحب المطعم يعني.


سامي كليب: أنت من الجنوب؟


مشارك4: أنا من الجنوب.


سامي كليب: ولو حصل انفصال ترجع للجنوب؟

مشارك4: بأقعد فترة شوية كده وبأرجع إن شاء الله.


سامي كليب: ترجع للجنوب؟

مشارك4: أيوه.


سامي كليب: ليه؟

مشارك4: بعد ما أنتهي من الدراسة.


سامي كليب: أفضل في الجنوب لك؟

مشارك4: لا ما مسألة، ولكن العيلة كلهم قاعدين في الجنوب هناك.

المصالح الإسرائيلية والأميركية ومحاولات الهيمنة


سامي كليب: كيف لك أنت العربي أن تفخر بعروبتك وإسلامك وامتدادك القومي وأنت ترى جل الغرب ينتظر هناك في الجنوب السوداني حتى يحصل الطلاق بين جانبي البلد المتنوع الأعراق، فيسهل ابتلاع الثروات ويسهل تطويق الأمن العربي والثقافة العربية والإسلامية ويتم التمهيد ربما لاشتباكات وخضات كثيرة، ولكن أن تكون شاهدا هنا ربما خير من أن تبقى هناك مع جزء من القادة العرب تتفرج عاجزا على ما يجري هنا أو ربما متجاهلا ومتواطئا، كيف لا والخطر الإسرائيلي منذ اليوم سيكون جاثما رسميا في الجنوب السوداني.


حسن مكي/ مدير جامعة أفريقيا العالمية: الدور الأميركي والإسرائيلي محوري في فصل الجنوب لأن السودان أصلا يعاقب لأنه جنوب مصر، وفصل الجنوب هي محاولة لعقوبة مصر لأن الجنوب يعني التوسع المياهي المرتقب أو المستقبلي لأمن مصر المائي لأن كل قنوات المياه كقنوات جونقلي وكقناة مشار وغيرها من القنوات لزيادة مياه النيل إنما ستكون في جنوب السودان. المسألة الثانية فصل الجنوب لمعاقبة مصر لأن إسرائيل تريد التأكيد على استمرارية كامب ديفد وانشغال مصر بأمنها المائي ولذلك جعلوا مصر ملتفتة إلى الخلف خصوصا أن أثيوبيا أيضا بدأت تفتح ملف المياه وحينما يفصل جنوب السودان فسيكون هو العضد في فتح هذا الملف. الأمر الثالث أن أقرب أنبوب نفط لإسرائيل هو أنبوب بورتسودان لأن بورتسودان من أقرب الموانئ لإيلات وإسرائيل تعتقد أنها أكبر استثمار له هو في الثروة الجنوبية فالآن لا بد أن ترى إنجازها يصب في الخزينة الإسرائيلية. خامسا أن الآن الفندقة في الجنوب كلها في يد إسرائيل والفندقة تبيض ذهبا للشركات الإسرائيلية لأن الشركات الإسرائيلية هي التي تقوم في الفندقة في الجنوب وهناك عشرات الآلاف من قوات الأمم  المتحدة يستخدمون هذه الفنادق البسيطة وبملايين الدولارات في الشهر.


صفوت فانوس: تاريخيا إسرائيل كانت مهتمة بالدول الإفريقية باعتبار أنها تريد أن تعزل الدول الإفريقية عن الدول العربية في شمال إفريقيا التي كانت إسرائيل بتعتبرها عدوا لها وعلى رأسها مصر وليبيا وأيضا الجزائر وتونس. فالوجود الإسرائيلي يحيط بالسودان في دول جواره الإفريقي، إسرائيل تاريخيا اهتمت بجنوب السودان وقدمت الدعم لكل الحركات المسلحة والمتمردة في الجنوب سواء كانت حركة الأنيانية أو الحركة الشعبية قدمت الدعم بشكل سلاح بشكل تدريب بشكل معونات فنية ومن المتوقع أن تعترف إسرائيل بهذه الدولة في حالة قيامها، تسعى لإنشاء علاقات دبلوماسية معها تمد لها يد العون حتى كما ذكرنا تضعف المكون العربي في الشمال أي شمال السودان لأنه في نهاية الأمر شمال السودان هو العمق الإستراتيجي لمصر في حرب الـ 67 في حرب 73 وهو من الدول العربية التي يمكن أن يكون لها دور في دعم القضية العربية تجاه إسرائيل. أيضا السودان تعاطف مع الفلسطينيين وقدم الدعم للحركات الفلسطينية واستضاف المجموعات الفلسطينية على مر تاريخه وكان دائما عنده مواقف مشهودة ساهم بجنود في  الحروب بتاعة 67 و73 وقبلها 56، القاعدة الجوية المصرية بعد 67 انتقلت إلى السودان لما دمرت الطائرات في حرب 67، وبالتالي إسرائيل لها اهتمام بالجنوب في إطار كما ذكرت وهذه نقطة مهمة اهتمام الإفريقي، يعني إسرائيل لاعب كبير في إثيوبيا في كينيا في أوغندة في كل الدول الإفريقية تاريخيا وحتى اليوم وفي المستقبل، إفريقيا بتمثل سوقا للبضائع الإسرائيلية للتقنية الإسرائيلية بتمثل موردا بتاع موارد طبيعية لأن إفريقيا غنية بالموارد الطبيعية وبالتالي المصالح الإسرائيلية موجودة.


سامي كليب: برنامج الملف متواصل معكم أعزائي المشاهدين مباشرة من السودان عبر قناة الجزيرة. إسرائيل نجحت في التسلل إلى إفريقيا منذ فترة طويلة وكتب الكثير عن اهتمامها بالسودان وقيل الكثير عن علاقات بين قيادات جنوبية سودانية وإسرائيل، تم نفي هذه الاتهامات مرارا من قبل القيادات الجنوبية ولكن يبدو أن ما كان حتى الأمس القريب تسللا سيصبح رسميا بين حكومة الجنوب وإسرائيل. ولكي نعرف أكثر عن هذا الموضوع مررت في القاهرة لألتقي ممثل حكومة جنوب السودان في الشرق الأوسط ونعرف منه أكثر عن العلاقة بين حكومة الجنوب مقبلا وإسرائيل.


فارمينا ماكويت/ ممثل حكومة جنوب السودان في القاهرة والشرق الأوسط: إسرائيل هي دولة في الأمم المتحدة زيها زي أي دولة، ونحن في جنوب السودان نرى أن السياسة الخارجية بتاعنا لو أصبح الجنوب دولة نرى أولوياتنا في علاقاتنا السياسية أو الخارجية، أي من هو له الأمل فينا ومن له مصلحة فينا، مثلا مصر عندنا مصلحة كبيرة في مصر، مصر وقفت معنا أيام الحرب، بعدما انتهت الحرب وقفت معنا وفتحت أول قنصلية في جنوب السودان وبادرت بالمنح التعليمية وبادرت بالتدريب هذه الدول ستكون لها أولوية في سياساتنا فأي دولة سواء كانت إسرائيل وأي دولة كان إذا لم نر فيها مصلحتنا فلا يمكن أن نتعامل معها.


هاني رسلان/ رئيس برنامج دراسات السودان والنيل في مركز الأهرام: هذا الدور قائم وثابت، إسرائيل حرضت على توسيع التمرد ومدت المتمردين في الجنوب بأسلحة وخدمات استخباراتية وأمنية وتدريب وهذا الدور بدأ منذ النصف الأول من الستينيات واستمر مع الحركة الشعبية وهو الآن بعد توقيع اتفاقية نيفاشا ازداد وتوسع، وهناك الحادثة الشهيرة للسفينة التي أمسك بها القراصنة السودانيين وتحمل أكثر من ثلاثين دبابة كانت متجهة إلى كينيا إلى الميناء الكيني وعبر هذا الميناء إلى جنوب السودان وكانت أسلحة بواسطة تاجر إسرائيلي إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان، بالإضافة إلى وجود استخباري ووجود اقتصادي في شركات الفندقة العاملة في الجنوب والتي تم تأسيسها في الدول الإفريقية المحيطة ثم دخلت إلى جنوب السودان بهذه الصفة وهي مملوكة لإسرائيليين فبالتالي إسرائيل لها أهداف إستراتيجية تتعلق بتقسيم السودان وأعتقد أن هذا الهدف الإستراتيجي لا يقف فقط عند الجنوب بل يمتد أيضا إلى دارفور في الوقت الحالي في مسعى إسرائيلي لفصلها على نفس المسار الذي اتخذته مشكلة جنوب السودان وهذا الدور معروف هو إستراتيجية قديمة لتفتيت العالم العربي وفي الحالة السودانية أيضا تفتيت السودان لحصار مصر من الجنوب فهو يحقق هدفين في وقت واحد، تفتيت هذا الكيان الكبير وأيضا حصار مصر التي هي القوة الأكبر التي يمكن أن تواجه إسرائيل الآن أو في المستقبل.


فارمينا ماكويت: أميركا هي وباقي الدول الأخرى الذين بذلوا مجهودا كبيرا في محادثات السلام منذ 2003، اثنين وأربعة وخمسة حتى وصلنا إلى اتفاق وأميركا مع باقي الدول الأصدقاء زي بريطانيا وإيطاليا والنرويج، كل هذه الدول بذلوا مجهودا كبيرا وأنفقوا أموالا كثيرة من أجل الوصول إلى هذا السلام الذي نعيش عليه، فأميركا زيها زي باقي الدول التي ساعدت في ذلك ولذلك ليس لها خصوصية، أيضا أميركا ترى بأن يكون هناك سلام في السودان لا تريد حرب الإخوة لذلك تعمل ليل نهار كي ترى بأن يتم كل هذا السلام بسلام لكلا الطرفين وليس العودة للمربع الأول وهي الحرب.


هاني رسلان: أميركا كما نعرف هي قوة عظمى وكونية لها مصالح في كل مناطق العالم، في شرق إفريقيا لديها عدة مصالح أو في إفريقيا بشكل عام والسودان جزء منها أساسي أولا درء التوسع الصيني والنفوذ الصيني والعودة إلى إفريقيا لاستغلال الثروات والاستيلاء عليها، محاربة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي في هذه المنطقة، السيطرة على الثروات القائمة عبر السيطرة على النظم السياسية والنظام السياسي الذي لا يكون متوائما مع الولايات المتحدة تقوم بتغييره أو بتفتيت الدولة كما يحدث بالحالة السودانية حاليا.


حسن مكي: محاولات التفتيت والتفكيك للسودان ليست جديدة، قديمة، والآن هم حسب إستراتيجيتهم يعتقدون بعد انفصال السودان أو ما يتوهمونه أنه سيكون هناك انفصال، هناك ثلاث مناطق يرونها مناطق متوترة ومنها جبال النوبة، والآن هناك 15 ألف مقاتل من جبال النوبة في جنوب السودان يتم إعدادهم وتدريبهم وهناك مقاتلون من دارفور أيضا يتم إعدادهم وتدريبهم في جنوب السودان وهناك مقاتلون من جنوب النيل الأزرق أيضا ينتظرون إشارة البداية من جنوب السودان. وجنوب السودان هو دولة ضعيفة وناشئة، هم الحقيقة موصولون بالسيد الأكبر الذي تكلمنا عنها إسرائيل ووراء إسرائيل ووراء جنوب السودان حزام من المناطق الإفريقية المتهيجة والمتهيبة والمستعدة لمدد للعدوان على السودان، هناك أحقاد تاريخية من الكنيسة العالمية من الصهيونية، ولكن ما أقوله إن السودان قوي ونحن رأينا أن القبائل السودانية وحدها دون الجيش السوداني لو تركت لشأنها ربما انطلقت إلى ما وراء حزام خط الاستواء.


فارمينا ماكويت: أولا الكنائس أو الكنيسة والإسلام كلهم دخلوا عن طريق الشمال وتعرف تاريخ مملكة نبتة وعلوه المسيحية منذ أكثر من 350 عاما، فالمسيحية لم تدخل في الجنوب وإنما دخلت في الشمال، والمسيحية أو الإسلام ليسا هما المشكلة، نحن في السودان حتى في جنوب السودان لنا مسلمون ومسيحيون وفي الجنوب خاصة يوجد سماحة لا توجد حتى في الدول العربية الإسلامية، لنا بعض السودانيين يوجد أسرة واحدة من أب وأم تجد أن أربعة أو ثلاثة مسلمين واثنين مسيحيين من أب وأم واحدة وكلهم يعيشون في منتهى السماحة وينشدون كل معاني الحب والمودة التي تنشدها كل الأديان وأديك مثالا، في 4 مارس السابق كنت في جوبا وكان في احتفال بالمولد النبوي الشريف تجمع المسيحيون والمسلمون سويا في احتفال المولد النبوي الشريف، لم تجد حديث السماحة والمحبة في أي دولة إلا في جنوب السودان، فالإسلام ليس هو السبب في مشكلة السودان، إلا أخيرا بعدما جاءت ثورة الإنقاذ قامت بافتاء بأن الحرب التي يشنونها في الجنوب هي حرب دينية، هذه المرة الأولى نعرف الإسلام بهذا المعنى، وإنما لم نقبل كأهل الجنوب بأن هذه باسم الإسلام لأنه في الجنوب يوجد مسلمون ومسيحيون ونحن في دولة واحدة فلا يمكن أن تشعل الحرب في دولة واحدة باسم الجهاد لأنه في الجنوب مسيحيين ومسلمين كذلك في الشمال مسلمون ومسيحيون فالجهاد التي فيها جهاد سياسي وليس له أي صلة عن الإسلام سواء كان من قريب أو بعيد إنما لحشد الجمع بالشمال أو الشباب بأنها حرب دينية وفعلا قد فشل هذا الجهاد لأن هذا الجهاد ليس مبنيا على أسس إسلامية إنما جهاد سياسي فانتهى كما انتهت السياسة وهذا بشهادة الرئيس رئيس الحركة الإسلامية ومن قبله الشيخ حسن الترابي استشهد بأن هذه الحرب ليست حربا دينية ولا جهادا حقيقيا وكلكم تعرفون ما قاله.


سامي كليب: مرحبا بكم مجددا أعزائي المشاهدين لمواصلة برنامج الملف من قناة الجزيرة. يقول الدكتور منصور خالد وهو وزير خارجية سوداني سابق وأحد القيادات الشمالية البارزة الذي عمل طويلا مع الحركة الشعبية في الجنوب يقول في كتابه "جنوب السودان في المخيلة العربية" ما يلي عمن يسميهم بالعروبيين "إنهم ينظرون إلى عروبة السودان من منظور عرقي انغلاقي لا يرى في التعدد الثقافي في السودان مصدرا للإثراء المشترك، هذا الفريق يدعو جهارا في بعض الحالات واستخفاء في حالات أخرى إلى طمس الهوية الثقافية لأقوام السودان من ذوي الأصول غير العربية وإن تعذر هذا فلا ضير لدى بعضهم من أن يذهب الجنوب لحاله حتى يمكن الإبقاء على عروبة السودان بالصورة الإنغلاقية التي يفهمها". ليس مهما اليوم معرفة ما إذا كان المشروع الإسلامي هو الذي فشل في الحفاظ على وحدة السودان أو الحركة الشعبية الجنوبية هي التي دفعت باتجاه الانفصال بدعم خارجي فمصير السودان برمته يبدو على شفير المجهول، لو حصل انفصال الجنوب ماذا سيمنع من انفصال مناطق أخرى من الصومال، ماذا سيكون مصير الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب؟ من يضمن احترام الاتفاقيات التي وقعها النظام السوداني مع الحركة الشعبية ولحظة توزيع الثروة؟ أسئلة كثيرة ترتسم قلقا في عيون كل سوداني خصوصا هنا في الخرطوم.


مشارك1: أنا من أبناء جبل النوبة، الزين الشعب السوداني يتوحد يكون واحد، ما في حاجة اسمها انفصال.

مشارك2: ما بدنا نعيش في الشمال، بدنا نعيش في الجنوب، لأن الجنوب بأمانة الله، كويس؟ وإحنا ما دايرين وحدة، إحنا ناس إنفصاليون لأن الشعب في جنوب السودان شعب مهمش، كويس؟ وشعب ما مستقر ليوم الليلة دي، كويس؟ يعني إحنا ما دايرين تهميش علشان.. نكون مواطن درجة ثانية نحن دايرين نكون مواطن درجة أولى.

مشارك3: الاختلاف جزء من الحياة وكثرة الوفاق نفاق، فإحنا الأشياء اللي نتمناها أنه إذا حصل الانفصال يعني يحصل بسلام وأمان وإحنا كلنا شعب واحد مهما كان يعني كلنا لآدم وآدم من تراب.


مشارك4: ما حيكون في انفصال إن شاء الله وحتكون في وحدة جاذبة بين الشمال والجنوب لأنه إحنا وإخواننا في الجنوب إخوان أشقاء وإخوان ثقافات وأعراق، وحتى زي ما قال أخونا إذا حصل انفصال -الله لا يقدر- فنحن بنكون ضد الانفصال وبنحاول أن يكون انفصالا سلميا أو انفصالا جزئيا.

مشارك5: أنا ولدت في الشمال وعشت في الشمال ودرست في الشمال ولكن في بعض الأشياء ما تتوفر هنا في الشمال كإنسان تابع للجنوب فأنا أفضل أن أكون عايش في الجنوب، ليه؟ لأنه هناك في الجنوب أنا أقدر أعيش كويس وأقدر أعيش الناس اللي أنا خلفتهم.

مشارك6: نحن في السودان باختلاف دياناتنا وثقافاتنا وأعراقنا نناشد كل المواطنين إخواننا الجنوبيين يصوتوا للوحدة علشان نتفادى المخطط الأجنبي المستهدف السودان الآن.


سامي كليب: برنامج الملف يتواصل معكم أعزائي المشاهدين بعد قليل عبر قناة الجزيرة، ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دور القبائل والعوامل الاقتصادية المؤثرة


سامي كليب: مرحبا بكم مجددا أعزائي المشاهدين إلى هذه الحلقة الجديدة من الملف تنقلنا هذه المرة إلى السودان المشارف على استفتائه، استفتاء قد يؤدي إلى الانفصال وفي بلد يضم حوالي الستمئة قبيلة يطرح السؤال اليوم عن دور القبائل خصوصا الكبرى منها مثل الدنكا والمسيرية في التقريب بين وجهات النظر بين الشمال والجنوب، هل لعبت القبائل دورا إيجابيا أم سلبيا ونحن على مشارف الاستفتاء؟


صفوت فانوس: القبائل الكبرى كما أسميتها في الشمال ما بتوجد في المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب، وإنما توجد في أواسط وشمال السودان، لكن هذا لا ينفي أنه في تداخل قبيل بين قبائل الجنوب الدنكا والنمير والسلك موجودين على الحدود وأيضا القبائل العربية والقبائل غير العربية الموجودة أيضا على الحدود في جبال النوبة في جبال الأنغسنة وفي أبييه في جنوب دارفور. وأشهر علاقة بين هذه القبائل كتب عنها كثيرا ووثق عنها هي العلاقة في منطقة أبييه بين قبيلة الدنكا نوك والمسيرية والسبب أنه كما هو معروف منطقة أبييه تم إضافته لإقليم كردفان، تبعيته الإدارية خلال فترة الاستعمار عام 1905 وبالتالي أصبحت الرئاسة بتاعتها موجودة في مدينة المجلد في كردفان ودي أكبر تجربة تاريخية بتاعة تماذج بين قبيلة جنوبية وقبيلة شمالية بين الدنكا نوك والمسيرية والتاريخ يوثق لنا العلاقة الحميمة اللي كانت بين نظار هذه القبائل بالذات الناظر بابو نمر ناظر المسيرية حمر وناظر الدنكا جوك ناظر قبيلة الدنكا نوك وكانت العلاقات يعني بتاعة تعايش، علاقات بتاعة مصاهرة علاقات بتاعة تبادل تجاري وحققت قدرا كبيرا من أشكال التمازج والوحدة بين القبائل الجنوبية والقبائل الشمالية.


محمد محجوب هارون/ أستاذ علم الاجتماع السياسي: القبائل الجنوبية في مناطق التماس مع الشمال والقبائل الشمالية في مناطق التماس مع الجنوب عمرها ما كانت سببا لإحداث قطيعة ما بين الشمال والجنوب، القبائل حينما تترك لنفسها تقدر مصالحها بشكل جيد وبالتالي يعني أفضل حالات التدامج الجنوبي الشمالي والشمالي الجنوبي وقعت في حزام التماس ما بين الشمال والجنوب، وقعت حالات مصاهرة وقعت حالات يعني اعتناق للإسلام وقعت علاقات اقتصادية جيدة ونشأ اقتصاد حي يعني في هذه المنطقة ونشأت علاقات قائمة على كثير من الود والتواصل يعني علاقات صداقة علاقة مصاهرة كما ذكرت إلى آخره إلى آخره. فالقبائل حينما تتبنى أجندتها الخاصة بها تعمل على بناء حالات من التدامج. العامل السياسي الذي يأتي في الغالب بحسابات أخرى ليست بأي حال من الأحوال معبرة عن حالات القبائل هي التي ظلت ووفقا للوقائع تدفع القبائل عبر حدود الشمال مع الجنوب والجنوب مع الشمال إلى درجة من المواجهة والنزاع وبالتالي القطيعة على النحو الذي شهدناه خلال سنوات الحروب خاصة في الفترة الأخيرة لكن أتصور أن القبائل أكثر دراية بمصالحها وبالتالي أكثر خدمة لها وبمنطق هذه المصالح فإن القبائل تعمل على توسيع قاعدة البناء وتوسيع قاعدة التدامج فيما بينها بدلا عن النزوع إلى إحداث درجة أو أخرى من درجات القطيعة.


سامي كليب: حين وصلت إلى السودان لتصوير هذه الحلقة من الملف كان طرفا الحكم وشريكا الحكم يتبادلات الاتهامات والتهديدات ووصل الأمر إلى نائب الرئيس السوداني سلفاكير وهو القيادي الجنوبي الأبرز حاليا إلى حد التهديد بإجراء الاستفتاء من طرف واحد في الجنوب، وكان مندوبو مجلس الأمن والأمم المتحدة يجولون في الجنوب وفي نفوسهم شيء من فرح على ما يبدو وبينهم السيدة الأميركية سوزان رايس، ويتساءل المرء عن سبب تشجيع الانفصال فيجد في الأسباب سياسة وأمنا ولكن قد يجد أيضا أسبابا اقتصادية كثيرة.


عبد الرحيم حمدي: الجنوب يتمتبع بثروات هائلة جدا في الأراضي الخصبة خاصة ولاية أعالي النيل والمياه سواء من الأنهار فيها الكثير من الأنهار أو المعدل العالي للأمطار في كامل أراضي الجنوب، ثم هناك الآن البترول الذي يعتبر ثروة تساعد الثروات الأخرى وهناك أيضا رغم أنه غير معروفة ثروات معدنية بحدود معقولة يعني حسب المستكشف حتى الآن.


عصام صديق/ مستشار سابق للرئيس السوداني: هناك مصلحة اقتصادية حقيقية لأميركا في انفصال الجنوب وهذه بدأت من عهد الرئيس الأميركي كلينتون عندما قررت أميركا أن تقاطع السودان ذهبت الشركات الأميركية الكبرى التي تستخدم الصمغ العربي وقتها كمادة صمغية وأقنعت الحكومة الأميركية أن تستثني هذه السلعة الإستراتيجية لأنها ما موجودة إلا في السودان من هذه المقاطعة الأميركية، وعندما جاء الرئيس الأميركي بوش وحاول أن يزيد الضغط على المقاطعة بإدخال دارفور في الصراع صدر قرار وأمر خفف من المقاطعة بتاعة الصمغ العربي بالنسبة للمناطق المهمشة وخاصة جنوب السودان، يعني القراءة دي واضحة جدا أنه في مصلحة رئيسية بالنسبة للولايات المتحدة في سلعة الصمغ العربي خاصة وأن هذه السلعة الآن أصبحت سلعة دوائية غذائية من الدرجة الأولى، يعني أصبحت بريبايوتك وكما تعلم البريبايوتك هو غذاء البكتريا في الأمعاء الغليظة وهي متعلقة بأمراض العصر خاصة البدانة بتاعة الأطفال في أميركا الآن كبيرة جدا، والرئيس الأميركي وزوجته عندهم تاس فورس خاصة بموضوع البدانة وموضوع سرطان المستقيم اللي واحد من كل عشرين من الشعب الأميركي يمكن يعاني من هذا المرض بالإضافة إلى أمراض القلب فهذه كلها تعالجها صناعة الصمغ العربي بشكلها الجديد اللي هو البريبايوتك وإن الشركات الأميركية -الحكومة الأميركية قد لا تعلم ذلك- لكن الشركات الأميركية الـ multinational تعلم أن هذه السلعة إستراتيجية وتستطيع أن تؤثر على الحكومة الأميركية كما أثرت على كلينتون وأثرت على بوش والآن تؤثر على أوباما، ينظرون إلى أن جنوب السودان به مستودع من الصمغ العربي وهذا يعني أن صناعة الدواء اللي هي بالترليون وليس صناعة البترول وصناعة الأغذية فكل هذه مصالح مباشرة جدا أكثر من أي بترول وأكثر من أي يورانيوم أو معادن أخرى، وهم ينظرون إلى أن الجنوب ده مادة خام وأن شعب جنوب السودان لسه لم يتطور ولم يعرف الفوائد الحقيقية للصمغ العربي، كما تعلم إن أميركا منذ قديم الزمان الشركات المياه الغازية الأميركية السودان يصدر في حدود المائة مليون دولا سنويا لكن الشركات التي تشتري هذه السلعة الصمغ العربي تحقق ما يفوق المائة مليار دولار.


عبد الرحيم حمدي: البترول بالنسبة للسودان من الدخل القومي يمثل 7% فقط ففي المحصلة النهائية التأثير مش كبير لكن البترول يؤثر على مالية الدولة، إنما في مسألة الإيرادات أصبح يمثل حوالي 45% من 40% إلى 45%، وبالنسبة للصادرات أصبح يمثل ما بين 90% إلى 95% والسبب أن البترول نما والصادرات الأخرى أو الإنتاج الآخر في السودان لم ينم لأسباب كثيرة فلهذا الصدمة الكبرى حتجي في مسألة الميزانية المالية العامة يعني ميزانية الدولة والصادرات التي هي مخزون الدولة من العملات الحرة وهذه مسألة معروفة ومحسوبة الآن، ونتوقع أن الصدمة أساسا تأتي في عام 2012، 2011 نصف السنة حيكون الوضع الاقتصادي مستمر والثروة مستمرة حسب اتفاقية نيفاشا حتى يوليو، الصدمة الأكبر حتيجي في عام 2012، لكن نتخيل أن أو نتوقع حسب الدراسات أنه خلال ثلاث سنوات الوضع يرجع إلى ما كان عليه بالنسبة لمالية الدولة في الشمال وللعملات الصعبة أنه بدل أن يظهر عنصر جديد في تمويل العملات الصعبة أو في اللي هو عنصر الذهب في الشمال وفي الأواسط وفي الغرب، فالصدمة حتكون مؤقتة قد تأخذ ثلاث سنوات، يعني في أقصى الأشياء نستعيد الصدمة كل الآثار في حوالي خمس سنوات إذا ما حصلت مشاكل خارجية متعلقة بالوضع الاقتصادي العالمي كهبوط في أسعار البترول. في نفس الوقت نذكر أن الشمال فيه عدد كبير جدا من المربعات يجب الاستكشاف فيها حاليا فإذا ظهرت اكتشافات بترولية في هذه الفترة في أواسط السودان وفي غرب السودان لأنه الآن في مربع كبير جدا في غرب السودان سوف يعتمد عليه الشمال في معظم استهلاكه من البترول حال انفصال الجنوب وهو مربع الفولة وحينتج حوالي ستين ألف برميل، الإنتاج اليومي الآن أو الاستهلاك اليومي هو حوالي مائة ألف برميل، وجزء من أبييه أو المربع الشمالي الموجود الآن يعني قد يرفع الإنتاج إلى 115 فالمشكلة بتاعة الاستهلاك مغطاة تقريبا ما لم تحدث توترات تنقص من البترول القادم من الجنوب.


حسن ساتي/ رجل أعمال وخبير اقتصادي: يتمتع الجنوب بثروات طبيعية هائلة على ظاهر الأرض وباطنها، في ظاهر الأرض مساحة الجنوب تبلغ حوالي ستمئة ألف كيلومتر مربع، يمكن اعتبار 90% من هذه المساحة أراضي خصبة تصلح لزراعة كافة المحاصيل، ظاهر الأرض مكسوة بغابات كثيفة جدا بها أنواع من الأخشاب الغالية جدا والجميلة جدا والقوية جدا اللي هي الأخشاب اللي ممكن تنتج من أشجار المهوغنة والتيك ودي مشهورة بجمالها الطبيعي يعني، وبها طبعا مكسوة وبرضه في جزء كبير منها مكسوة بالأعشاب والحشائش ولذلك هي تصلح للزراعة والرعي، بها طبعا على ظاهر الأرض ثروة حيوانية كبيرة جدا، وفي باطن الأرض المعروف حاليا البترول والذهب والحديد ما هو من الأشياء التي اكتشفت في ظاهر الأرض وما خفي أعظم، بها مصادر للمياه كافية لزراعة كل هذه الأراضي، مياه نهرية ومياه أمطار غزيرة جدا في السنة، في الشمال تبلغ حوالي ألف ملم في السنة وفي الجنوب في أقصى الجنوب تبلغ حوالي ألفين ودي كلها يعني مقادير بتاعة أمطار كافية لزراعة كافة المحاصيل، وفيها برضه ثروة حيوانات برية الغابات دي كلها برضه فيها حيوانات برية على طبيعتها ما زالت موجودة.


عبد الرحيم حمدي: الشركات الأميركية انسحبت من البترول برغبتها، شركة شيفرون كانت هي رأس الرمح في هذا وعندما جاءت حكومة ثورة الإنقاذ أرسل لهم الرئيس خطابا يرحب فيه بعودتهم لأنهم كانوا انسحبوا بدري قبل سنوات، فهم اعتذروا لأسباب اقتصادية وأنا كنت من الوفد الذي فاوضهم في لندن وقالوا لأسباب اقتصادية هم لا يرغبون لأنه ظهرت لهم احتياطيات ضخمة جدا في آسيا في كازخستان وعملية بايب لاين من روسيا إلى الصين وده تم من قريب جدا كما تسمعون في الأخبار، وقالوا إنه هم كانوا شغالين في السودان على أساس كان سعر برميل النفط 32 دولار في الفترة اللي كنا بنفاوضهم انخفض السعر إلى تسعة دولار فهم اعتذروا لأسباب اقتصادية، رغم كده إحنا رحبنا بهم وفاوضنا شركات أوكسيدينتال اللي هي شغالة في ليبيا بصورة كبيرة جدا، فلا أتوقع مباشرة أن تحل الشركات الأميركية محل الشركات الآسيوية اللي شغالة في جنوب السودان اللي هي شركة بتروناس الماليزية وشركة CMPC الصينية وشركة OMV الهندية، لكن في هناك مربع كبير مشهور جدا فيه شركة فرنسية هي شركة أوتال مربع خمسة قد تتحرك فيه العملية وقد تدخل معها شركات أميركية ولكن ما حيحصل استبدال مباشر في المدى القصير.

مواقف العرب ودور الجامعة العربية


سامي كليب: يتساءل المرء حين يصل إلى السودان وهو على مشارف انفاصل جنوبه لو ساءت أمور الاستفتاء يتساءل عن دور العرب هنا، هل وقفوا فعلا إلى جانب السودان الشقيق؟ هل عملوا فعلا على منع انفصال جزء أساسي من أرضه؟ هل ساهموا في تقريب وجهات النظر بين أهل الشمال وأهل الجنوب أم تركوا البلاد كما تركوا قبلها العراق وفلسطين والصومال ولبنان مرارا  عرضة لكل الرياح؟ كان لا بد أن نذهب لجامعة الدول العربية في القاهرة ونسأل أحد المسؤولين عن الشؤون العربية أو المسؤول الأول عن الشؤون العربية فيها ونقلب معه دفاتر وسجلات السودان.


أحمد بن حلي/ نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية: نحن أولا الجامعة العربية من الموقعين على اتفاقية السلام بين حزب المؤتمر الوطني في الشمال والحركة الشعبية في الجنوب في نيفاشا، والجامعة العربية يعني تعمل مع السودانيين على تنفيذ بنود هذا الاتفاق يعني شكلا ومضمونا ومحتوى وأول العناصر الأساسية لهذا الاتفاق هو يقول لا بد أن يعمل الطرفان بمساعدة الآخرين على جعل الوحدة خيارا جاذبا وأولوية، والأمانة العامة للجامعة العربية التزمت بهذا الخط وهذا الموضوع وعملت قدر المستطاع على أن تكون العملية الانتخابية تصب في أن يكون هناك سودان واحد قوي.


حسن مكي: العرب الآن مغلوبون على أمرهم والآن العرب كما يقولون ظاهرة صوتية، العرب الآن أين هم في غزة التي هي في قلب العالم العربي؟ دعك من السودان الذي قد يكون الآن دولة هامشية في الوطن العربي، الآن من يبني الجدار الفولاذي حول غزة هل من الممكن أن ينتبه إلى مآلات جنوب السودان أو السودان؟ من يرى الموت في الصومال ولا يكاد يتحرك هل يمكن.. ويجد أوغندة وحدها وراوندا أضعف الدول هي الموجودة في المسألة الصومالية أولم يستفيدوا من ذلك، هل سيتحرك للسودان؟ من يرى العراق وما حدث فيه ويساند الغزاة التتر الذين دمروا العراق هل سيستفزهم أحد في السودان؟!


فارمينا ماكويت: العرب يؤيدون الحق ويقفون مع الحق، شعب جنوب السودان لما ذكرت من قبل بأن له تاريخ أو سياسة أو بلد مبني على أساس ضعيف وكما ذكرت بأنه بني على أن السودان دولة عربية إسلامية وهذا العكس، السودان هي دولة سودانية كل السودانيين مع اختلاف ألوانهم أو قبائلهم أو أديانهم، فهذه المشكلة، إذا بنيت على أن هذه السياسات أو هذه القبائل كل سياساتهم ولغاتهم وثقافاتهم تبلور في ثقافة سودانية واحدة لما حدث ما حدث.


صفوت فانوس: الحقيقة الجنوب عاش في عزلة كبيرة عن شمال السودان والدليل على كده أن التأثيرات العربية الإسلامية التي انتشرت في كافة ربوع شمال السودان لم تصل إلى الجنوب والسبب هو الحواجز الطبيعية يعني منطقة المستنقعات والسدود والبيئة الإستوائية اللي لم يكن العرب معتادون عليها بالإضافة إلى قسوة الطبيعة في الجنوب يعني الأمطار تسعة أشهر في العام حرارة مرتفعة إلى آخره، فبالتالي ما كان في يعني تاريخ بتاع تعايش، العلاقة في فترات كانت علاقة بتاعة تجارة الرق، الإنجليز ساهموا في تعميق هذه الهوة من خلال سياسة المناطق المقفولة التي طبقوها في بداية العشرينات واستمرت لمدة أكثر من 25 عاما منعوا خلالها العرب من الدخول إلى الجنوب إلا بتأشيرة، وبالتالي كانت شبه انفصال ومنعوا كل المظاهر بتاعة الحضارة الثقافة العربية الزي العربي الجلابية اللغة العربية جعلوا العطلة بدل الجمعة تكون يوم الأحد، فبالتالي الفترة بتاعة غلق الجنوب بنعتبرها فترة بتاعة فصل غير رسمي باعتبار أن السودان كله كان مستعمرا في ذلك الوقت.


هاني رسلان: ليبيا لعبت دورا سلبيا، ليبيا الرئيس العقيد القذافي اعترف بالانفصال في وقت مبكر أو أعلن موافقته وتحفيزه على انفصال جنوب السودان هو أيضا طبقا لسياسته تجاه السودان التي تمر بمراجل مختلفة وتتقلب يمينا ويسارا هو كان أول من دعم الحركة الشعبية عند بداية إعلانهم عام 1983 بالأسلحة نكاية في الرئيس النميري، في المقابل الموقف المصري ظل طوال الوقت ثابتا على موقف إستراتيجي هو دعم الوحدة والاستقرار في جنوب السودان وبذل جهودا كبيرة في هذا المجال، قدم معونات تنموية ومنحا وتدريبا وتعليما وخدمات صحية وخدمات كهربائية لجنوب السودان بما يزيد عن مليار جنيه مصري، هناك أيضا فرع لجامعة الإسكندرية سينشأ في الجنوب بميزانية مبدئية قدرها سبعمئة مليون جنيه مصري وذلك لوعي مصر بالأبعاد الإستراتيجية للتحولات في هذه المنطقة ومحاولة كبح جماح التحديات الأمنية المختلفة.


عبد الرحيم حمدي: كنا نطلب المساعدة من الدول العربية ومن مؤسسات التمويل العربية اللي هي تابعة للدول، كل الدول العربية الرئيسية عندها صناديق تمويل وكانت المساعدات تأتي عن طريق هذه الصناديق أو عن طريق المنظمات المالية العربية صندوق النقد العربي وكانت تحدث استجابة كبيرة جدا يعني أهمها تمويل سد مروي لما يعادل اثنين مليار دولار ودي مساعدة كبيرة جدا وبداية برنامج كبير جدا بدأ التمويل بطريقة بور السودان الجديد هيا عقبرة ومشاريع أخرى كثيرة جدا ظهرت حتى الآن في الطرق في الكباري في الاتصالات ودي أساسا قام بها القطاع الخاص، فاستجابة الدول العربية بالمعونة كانت جيدة جدا ولا تزال.


أحمد بن حلي: الجامعة العربية مقبلة على مشاريع تنمية وإعادة الإعمار في جنوب السودان، هناك مؤتمر جوبا الأول الذي نظمته الجامعة العربية مع منظماتها المتخصصة وكذلك الصناديق العربية والدول العربية الآن عندها عدة مشاريع للتنمية في الجنوب، هناك جوبا اثنين اللي سيكون مؤتمرا آخر لإعادة تنمية الجنوب، فإذاً جنوب السودان محتاج إلى هذا التواصل مع محيطه العربي وهويته حتى تكون فعلا هذه المنطقة تنعم بالاستقرار وبالتنمية.


سامي كليب: المخاوف من انفصال جنوب السودان كثيرة والقلق كبير على وجوه السودانيين الذين نلتقيهم خصوصا في الخرطوم، ولكن ثمة من لا يزال يأمل إن لم يكن بالسياسة والأمن فعلى الأقل بالموسيقى والغناء. إلى هنا تنتهي هذه الحلقة أعزائي المشاهدين من برنامج الملف وفي الأسبوع المقبل سنواصل الحديث عن السودان من السودان، شكرا لكل من تابع هذه الحلقة وشكرا لكل من ساهم فيها. لمن يود الكتابة لبرنامج الملف عنواننا الإلكتروني، almelaf@aljazeera.net

وإلى اللقاء بإذن الله في الأسبوع المقبل.