الملف

رحلة اللجوء المر.. قصص صبية سرقت الحروب طفولاتهم وأحلامهم ففروا بحثا عن حياة أفضل

يروي الفيلم الوثائقي “رحلة اللجوء المر” قصة شباب ومراهقين فروا من بلدانهم التي مزقتها الحروب، على أمل العبور إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، لكنهم يقعون خلال رحلاتهم في جحيم لا يطاق.

ويوثق الفيلم -الذي بثته قناة الجزيرة في (2021/11/26)- رحلة هؤلاء الشباب والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، وقد اضطرتهم الظروف المأساوية في بلدانهم مثل سوريا وأفغانستان ودارفور بالسودان، إلى المخاطرة بحياتهم من أجل الوصول إلى بلدان أوروبا، حيث يعتقدون أنهم سيجدون الأمان والعمل وكل شيء.

ويظهر من خلال الفيلم الوثائقي كيف أن رحلات هؤلاء التي غالبا ما تستغرق شهورا أو حتى سنوات، كانت محفوفة بالمخاطر، عبر كل حدود أوروبا بدءا من اليونان إلى مقدونيا الشمالية وصربيا والبوسنة والهرسك وإيطاليا وفرنسا.

ويصف أحد اللاجئين محاولات العبور نحو أوروبا بأنها لعبة خطيرة قد تقضي على الشخص، "فإذا تسلقت الجبل وسقطت فستخسر وتموت، ولكن إذا عبرت ستربح".

ويروي آسه كيه، وهو لاجئ من أفغانستان، كيف بنى هو وأصدقاؤه أحلامهم، وكيف قرر هو وصديقه المخاطرة بحياتهما من خلال لعبة المشي الطويل لتحقيق هدفهما في الوصول إلى إيطاليا، رغم ما صادفاه من متاعب ومشاكل كثيرة خلال رحلتهما.

ومن جهته، يروي جانو -وهو لاجئ من سوريا عالق بين البوسنة والهرسك ومقدونيا- قصته مع اللجوء المر، ويقول إنه هرب رفقة شقيقه من عفرين من سوريا بسبب الحرب، وذهبا إلى تركيا واليونان وألبانيا والجبل الأسود، وإنهما صادفا خلال رحلتهما الطويلة مشاكل كبيرة، فلا أكل ولا ماء، فضلا عن أن المرور بالجبال والغابات بين البوسنة ومقدونيا جعلهما عرضة لحيوانات مفترسة.

وبعد أن سرقت الحرب طفولته، قرر محمد، اللاجئ من سوريا، أن يترك دراسته وعائلته ويعبر إلى أوروبا، ويقول إن أمله هو أن يستقر هناك ويجلب والدته وأخواته إلى جواره، لأن والده توفي منذ سنوات. وذهب محمد (14 عاما) رفقة آخرين من سوريا إلى البوسنة مشيا على الأقدام، وخلال رحلتهم -كما يقول- انقطع عنهم الأكل والماء، وساءت أوضاعهم بشدة.

رحلة لم تكتمل للبعض

ونفس المعاناة رواها شباب ومراهقون من أفغانستان ودارفور والعراق في فيلم "رحلة اللجوء المر"، حيث تحدثوا عن قصص مطاردتهم من طرف دوريات شرطة حدود الدول الأوروبية، وهو ما كشفه الشاب العراقي مصطفى الذي ظهر بيد مكسورة وهو يبكي على الوضع الذي وصل إليه. وتعرض هذا الشاب بعد سنتين للتعذيب وما يزال في البوسنة والهرسك.

ورغم كل الصعاب التي واجهتهم في "رحلة اللجوء المر" يتمسك من تحدثوا للفيلم الوثائقي -الذي تم تصويره على مدى 3 سنوات بهواتف مراهقين- عن أملهم في تحقيق الحلم الذي يراودهم، وهو ما أشار إليه لاجئ أفغاني كان يتحدث من مخيم بالبوسنة، حيث قال إنه سيبدأ لعبة المشي على الأقدام من البوسنة إلى إيطاليا، وهو طريق طويل جدا، كما وصفه، والرحلة تستغرق ما بين 13 و15 يوما.

وبعد تلك الرحلات الشاقة، وصل بعض الصبية إلى وِجهتهم، والبعض الآخر ما زالوا عالقين على حدود أوروبا في أوضاع مزرية.