تحقيق خاص

جلادو الأسد.. عسكريون وأطباء سوريون بأوروبا "مجرمون لا لاجئون"

تابع تحقيق “البحث عن جلادي الأسد” الذي بث بتاريخ (2020/5/10) قصص شبيحة النظام السوري الذين عملوا على قتل وتعذيب المحتجين، ووجود مليشيا في أوروبا تعمل على جمع معلومات عن اللاجئين.

تابع تحقيق "البحث عن جلادي الأسد" الذي بث بتاريخ (2020/5/10) قصص شبيحة النظام السوري الذين عملوا على قتل وتعذيب المحتجين في سوريا، وعرض التحقيق بالصور الحصرية أدلة تثبت تورط عائلة الأسد في التعذيب داخل المستشفيات، ووجود مليشيا منظمة في دول أوروبا تعمل على جمع معلومات عن اللاجئين السوريين.

ويقول الصحفي والناشط الحقوقي قتيبة ياسين إنه ومع بدء هجرة السوريين نحو أوروبا عام 2014 بدأ بملاحظة أن بعض العسكريين التابعين لنظام الأسد هاجروا إلى أوروبا تحت مسمى مدنيين، ومع متابعته لصفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي ومن خلال البحث الدقيق فيها تبين له أنهم عسكريون.

وأضاف أنه وبعد رؤيته لهم قام بإنشاء صفحة على موقع فيسبوك تحمل اسم "مجرمون لا لاجئون" تهدف إلى نشر صور أي شخص يتم التعرف عليه بأنه عسكري، مع عمل مقارنة بصورته السابقة داخل سوريا مع صورته في مكان لجوئه بأوروبا، وتابع أن "الشبيحة" ليسوا فقط عسكريين بل إن منهم أطباء كانوا يعملون في المستشفى العسكري بحمص.

وأكد أن أكثر الشهود يخفون هوياتهم خوفا من ملاحقة النظام السوري لهم أو أقاربهم، وتابع أن العديد من "الشبيحة" مسحوا كل بياناتهم على منصات التواصل كما حذفوا كل الأمور التي تتعلق بتأييدهم للنظام السوري.

وتحدث الطبيب السابق بمستشفى حمص العسكري محمد وهبي عن معرفته لأحد الأطباء الذي ظهر بجوار أسماء الأسد في مستشفى المَزة العسكري، وكان يعمل في السابق بمستشفى حمص العسكري ويدعى علي حسن، ويتهم هذا الطبيب بتعذيب المرضى المحتجزين، فضلا عن تعذيب المتظاهرين بصورة منظمة داخل المستشفى.

كما حصل التحقيق على أدلة بأن أطباء كانوا يعملون في مستشفى حمص العسكري وتم نقلهم إلى مستشفى المزة العسكري، وعرض التحقيق مقاطع فيديو حصرية من داخل مستشفى حمص العسكري لجثث مدنيين ملقاة في باحة المستشفى قتلوا تحت التعذيب.

ويضيف الشاهد الذي تتحفظ الجزيرة على كشف هويته أنه رأى العديد من الجثث داخل المستشفى وقد تحللت وأكلتها الديدان، ويؤكد "تم وضع شريط لاصق على يد كل جثة وكتب عليها توفي (صاحبها) بجلطة"، وتابع أن بعض الجنود كانوا يكشفون عن جثث النساء ويتسلون بعوراتهن.

كما يروي أنه بحث عن طريقة لدفن الجثث ووثق دفن نحو 110 جثث في وقت واحد في مقبرة جماعية، "وكان الجنود يحيطون بالمقبرة وهما يثقون بأننا لا نصور أو نوثق" وأكد أنهم دفنوا ما يقرب من 1150 جثة، كما أشار إلى وجود زنازين في باحة المستشفى يتم نقل السجناء المرضى إليها لتعذيبهم فيها، وفيها براد "ثلاجة" لحفظ الجثث.

وأفاد الطبيب معاذ الغجر الذي كان يعمل بمستشفى حمص العسكري إبان اندلاع الثورة بأنه شاهد في عام 2012 وبعد احتلال باب عمرو خمس شاحنات وصلت للمستشفى مليئة بالجثث وتفوح منها رائحة كريهة، وكان الطبيب هيثم عثمان هو من يشرف على من يرافق سيارات الإسعاف ويضع بداخلها عناصر من الجيش أو الشرطة لتعذيب الجرحى.

وأضاف أنه كان يتم عرض المصابين عليه بعد تعذيبهم، وتم إخضاع بعض من تعرضوا للتعذيب للجراحة دون تخدير.

وتعرف الشهود على الطبيب هيثم عثمان الذي تمت ترقيته إلى رتبة عميد وهو مختص بأمراض الدم، وقد ظهر اسمه في تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، وقام فريق البرنامج بتشكيل فريق للبحث والتقصي في المصادر المفتوحة من أجل الوصول إلى بعض المتهمين، وتم الكشف عن شخصية الطبيب علاء موسى الذي كان يعمل في أحد المستشفيات بألمانيا.

كما لجأ فريق البرنامج إلى صحيفة دير شبيغل من أجل الوصول إلى الطبيب علاء موسى بعد عدم العثور عليه بالمستشفى، لكن علاء موسى غادر المستشفى واختفى أثره قبل فترة.

وتوصل فريق البرنامج إلى شبكة من مليشيات النظام السوري هاجرت إلى أوروبا، ويعمل بعضها في جمع الأموال لصالح النظام السوري، كما يقوم آخرون بجمع المعلومات عن بيئة المهاجرين السوريين ونقلها إلى الداخل وهو ما يعرض أسرهم وأقاربهم للخطر.

كما توصل "الفريق" إلى قيام بعض الجماعات الداعمة للأسد بعمل جمعيات تعنى بالإغاثة تحمل اسم جفرا وجمعية نور، التي يترأس مجلس إدارتها محمد جلبوط وهو المتهم بلعب دور استخباراتي والتنسيق مع المليشيا لرصد تحركات الثوار، وبحسب الشهود فإنه يتلقى دعمه من أسماء الأسد مباشرة.

وقالت رئيسة اللجنة المستقلة بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا كارتين مارشي أويل إنهم بصدد التحقيق فيما وصلهم من شهادات وأدلة، وفي الوقت نفسه يسعون لحماية الشهود، وإنجاز أرشيف لأدلة الجرائم التي حدثت في سوريا، وقد تم حفظ عدد كبير من البيانات المتعلقة بتلك الجرائم.