تحقيق خاص

تجارب استثنائية وتقاليد خاصة.. هكذا نجحت هذه الدول في احتواء كورونا

استعرض فيلم “احتواء كورونا.. تجارب آسيوية” -الذي عرض على شاشة الجزيرة- عددا من تجارب دول من قارة آسيا لمكافحة تفشي فيروس كورونا، وكيف نجحت إجراءاتها الخاصة في السيطرة على الوباء.

استعرض فيلم "احتواء كورونا.. تجارب آسيوية" -الذي عرض على شاشة الجزيرة- عددا من تجارب دول من قارة آسيا لمكافحة تفشي فيروس كورونا، وكيف نجحت إجراءاتها الخاصة في السيطرة على الوباء، وقامت الكاميرا بجولة مع مقيمين في بعض دول شرق آسيا لتوثيق الإجراءات الخاصة لكل دولة.

التجربة الكورية
شهدت كوريا الجنوبية عدة إجراءات خاصة لمكافحة تفشي فيروس كورونا، حيث مكنت السلطات المحلية في مختلف مدن البلاد المواطنين من إجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة وهم في الطريق ودون الترجل من سياراتهم، حيث يمرون على أربع نقاط تفتيش مخصصة لمراحل الفحص المختلفة، من استبيان يضم عددا من الأسئلة عن صحة المواطن وتنقلاته، الداخلية منها والخارجية، إلى قياس درجة الحرارة وأخذ عينة من أعماق أنفه ثم التحليل، ويكون الفحص مجانيا إذا كانت الحمى خفيفة، وإلا فإن التكلفة تقدر بـ150 يوروا.

كما نصبت عند مداخل المقرات الرسمية وغيرها في كوريا الجنوبية غرف صغيرة لتعقيم من يدخلون البنايات، إضافة إلى تعقيم الشوارع ووسائل النقل العامة باستمرار.

وأتاحت هذه الإجراءات المكثفة فحص مئات آلاف الكوريين في وقت وجيز، كما مكن هذا الأسلوب المختلف عما انتهجته معظم الدول الأوروبية الحكومة الكورية من احتواء الوباء.  

الصين وتايوان
بدأ كل شيء في الصين أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن البلد يبدو الآن وكأنه يوشك على سحق كورونا، حيث شنت حرب واسعة على المرض في عدة مناطق، وفرضت السلطات قيودا غير مسبوقة على الناس، مما كبح تفشي الفيروس.

وكان اللقاء في الصين مع سيباستيان لوبازيك المقيم في بكين منذ عشر سنين، والذي اضطر للالتزام بالحجر الصحي في بيته والعزلة مع عائلته لمدة شهرين، قبل أن يتمكن من الخروج إلى الشارع لأول مرة، حيث كان الخروج يتطلب إذنا خاصا، ولا يمكن الخروج من الحي السكني إلا عبر نقطة مراقبة واحدة، وتراقب لجان الأحياء التابعة للحزب الشيوعي الحاكم المناطق السكنية على مدار الساعة، فلم تسجل أي إصابة جديدة بالفيروس منذ 20 مارس/آذار الماضي. 

أما تايوان فأفلحت في وقف زحف الوباء باستخدام إجراءات استباقية لا مثيل لها، واستبقت وزارة الصحة كل الدول في توجيه تعليمات عبر التطبيقات الرقمية مطلع ديسمبر/كانون الأول، وتم الشروع في إنتاج عشرات الملايين من الأقنعة، وبات البلد نموذجا طبيا في مقاومة كورونا، كما تم تدريب جنود بالجيش على مهام عمال المصانع، ليصل الإنتاج إلى عشرة ملايين كمامة طبية يوميا في بلد يبلغ عدد سكانه 24 مليون نسمة، وتقوم الشرطة بنفسها بمراقبة وتيرة الإنتاج من خلال زيارات يومية متعددة للمصانع.

كورونا في اليابان
تعتبر اليابان من البلاد الأولى التي انتقل إليها فيروس كورونا، واستغرب المقيم الفرنسي قسطنطين سايمون من كون البلد لم يشهد أي نوع من أنواع الارتباك والقلق لدى الناس، معتبرا أن "السكينة اليابانية" تبعث أحيانا شعورا بالحيرة، خاصة مع العدد القليل للفحوصات التي تقوم بها السلطات اليابانية، وفي جولة بشوارع العاصمة طوكيو وثقت الكاميرا اكتظاظا ولا مبالاة بمخاطر الوباء، وأكد أحد الأطباء اليابانيين في تصريحاته خلال الفيلم أن العادات اليابانية التقليدية تساعد على مكافحة انتشار الوباء، وهذا ما أكدته الأرقام الرسمية التي أثبتت وجود عدد محدود جدا من الإصابات والوفيات مقارنة بعدد سكان اليابان.